فواز الشريف
ما ان سمعت بنية صناع القرار في نادي النصر اقامة احتفال كبير بمناسبة مرور عشرة
اعوام على التمثيل العالمي لهذا الكيان ضمن اندية العالم كأولوية لن يسبقه اليها احد حتى
لو (بلطوا البحر) إلا وهممت بلملمة اوراقي وقصاصات صوري التي تحكي علاقتي
بهذا العملاق كما احتفظت بقارورة العطر التي نثرها فارس نجد على رؤوس محبيه في
امسيات خلدها التايخ ورسمتها الجغرافيا ولاتزال قائمة ليومنا هذا باعتبارها (ملاحم تاريخية).
نحن في النصر.. ونحن تأتي هنا بمعنى اناس لهم فكر راق وحضور مختلف وذوق رفيع
من امراء واميرات وادباء واديبات ومثقفين ومثقفات واعلاميين واعلاميات, (نحن) هنا
هنا تأتي بمعنى اناس لهم حياة مختلفة ترتكز على النوعية والاخباية والتعددية والانفتاحية
والارتقائية ورؤية تعتمد على الخطوط العريضة الواضحة البينة الظاهرة. كمن يلعب كرة
قدم في المستطيل الاخضر فقط دون سواه.
والنصر النادي منذ تأسيسه (وقد ذكرت سلفا) قائم على الكيفية والتميزية والتفردية اكثر
من كونه ناد كروي او فريق يمارس الركض للحصد بقدر ما يمارس حضوره لمنحنا
بريقا من بريقه وفرحا من فرحه, قل عنه عائلة كريمة وقبيلة عظيمة, ففي الليالي التي
يحجب فيها الحزن بدر السماء يظهر بدر جزيرة الصحراء وشمس نهار الأوفياء الانقياء
ليبعث فينا التفاؤل من جديد.
فعلا نحن بحاجة لنحتفل بهذا الكيان, فبعد عشرة اعوام ترى البعض عجز ان يخطو
خطوته او يقوم بفعلته فليس من النصر جمع حصاد النحاسيات بقدر ماهو مرو على كافة
دور الأوبراليات كي ينشد معزوفته على مسامع العالم وبالتالي نحن في النصر اي
اصحاب كل ماوصفت من اوصاف لاترتبط علاقتنا معه بما ترتبط به علاقة الجماهير
بأنديتها لأننا نعلم ان النصر قادم,
وانه اول من اسس الكثير من معاني البهجة والبهرجة في عالم المستديرة, وبالتالي
عودته حتمية واستعراض تاريخه على الدوام يعتبر شيئا من التذكير للذين يبحثون عن
المجد وعن المراكز التي يدونها التاريخ دون حدود لجغرافيا او تفاصيل مملة لمباريات او غير ذلك.
اذا اهل النصر يتحدثون عن النوعية وعن تحقيق الظواهر والإعجاز في عالم كرة القدم
حين ابتعدوا مزج ثقافات الامم بثقافة المسديرة, وتحولت كرة القدم علامة حضارة اكثر
منها تفريغ هموم او شحن همم لمجرد فوز او رغبة حصاد, وبالتالي اعود لاكرر نحن
في النصر نبحث عن الذوق الرفيع الذي لن يكرره من جديد سوى النصر.
آخر السطر :
من حق النصر ان يفعل بجماهيره مايشاء لأنه ابعد من مجرد كرة قدم.. ربما مسألة ثقافة.