دَورَة : لَـذَةَ المُنَاجَـاة ، دَرس ( 1 )


( لّذة المُناجاة في الصَلاَة )


ثلاثةٌ دُرُوسٍ ،
ألقتها الدكتورة الداعية : فاطمة الشهري – جزاها الله عنا كُلُ خير ..

الدرس الأول ،

بسم الله الرحمنِ الرحيم ، والحمدُ لله نحمدُهُ ونستعين بهِ ونستغفره ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفُسنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يُهدهِ الله فلا مُظل له ومن يُظلل فلا هادي له ، والصلاةُ والسلام على أشرفِ الأنبياء والمُرسلين سيدنا مُحمد صلواتُ ربي وسلامه عليه ~


بدايةً يجبُ أن أبثُ الحماسُ فيَّ لأتعلم .. !
لستُ أعيشُ حياةً فردٍ يُريدُ أن يأكُلَ ويلهوا وَيُمتع نفسه فقط !
فَالحياةُ جهاد .. وَللعلمِ قدرٌ عَظيم يرفعُني كما السحابُ الماطر ..

قال رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ” إن طالب العلم تحفه الملائكة ، وتظله بأجنحتها ، ثم يركب بعضها بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب “ [ أخرجه أحمد والطبراني بإسناد جيد ] .

فإذا أردت أن تكون الملائكة معك ، تحرسك وترعاك ، وتظلك بأجنحتها ، وتستغفر لك ، فعليك بطلب العلم ، واصبر على ذلك ، فعاقبته جنات تجري من تحتها الأنهار .

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله وملائكته ، وأهل السموات والأرض ، حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت في البحر ، ليصلون على معلم الناس الخير “ [ أخرجه الترمذي ، والطبراني في الكبير بإسناد حسن ]


وهنا أذكر ما يُبشرُ بهِ طلاب العلم :
و قال عليُ رضي الله عنه وأرضاه: ” العالم والمتعلم في الأجر سواء، وسائر الناس همج لا خير فيهم “.
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه: ” مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها “.


– [ كيف تُقيم صلاتك ؟! ]
عمود الدين ، التي لا يجبُ تركها ، بل هي التي تفصلُ بين المُسلم وَ الكافر !
لعظيمِ قدر الصلاة لم ينزل أمرها في الأرض بل صعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء وليس أي سماء !
بل الموضع الذي حتى جبريل لم يستطع دخوله ( عِندَ سِدرَةِ المُنتهى ) عندما أُسرِيَّ بهِ إلى السماء السابِعَة !

فدخله رسول الله صلواتُ ربي وسلامه عليه .. [ بأمر الصـلاة ] ! وللصلاةِ فقط.

لفتة : الأمور الأخرى مثل الزكاةِ والحج والعمرة والصيام .. لها أعذار تُبيح عدم العمل بها .. لكن ألفت نظر أحدكم أن الصــــلاة ليس لها أيُ عُذرِ يُبيح تركها ؟؟؟!! ، فهي العمـــود .. والأســـاس.

فلنرتقب قليلًا ولنتأمل هذا الحديث : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :


( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة ذات الرقاع ، فأصيبت امرأة من المشركين !
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم قافلا جاء زوجها – وكان غائبا – فحلف أن لا ينتهي حتى يهريق دما في أصحاب محمد ! ، فخرج يتبع أثر النبي الله صلى الله عليه و سلم.
فنزل النبي الله صلى الله عليه و سلم منزلا، فقال : من يكلؤنا ليلتنا هذه ؟
فانتدب رجل من المهاجرين و رجل من الأنصار [أنفسهما]،فقالا : نحن يا رسول الله !
قال : فكونوا بفم الشعب !

قال: و كانوا نزلوا إلى شعب من الوادي. فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري: أي الليل أحب إليك أن أكفيكه: أوله أو آخره ؟


قال: اكفني أوله.

( لأجلِ لذةِ المُناجاة هُم تواقُون لا يُريدُون تضييع الوقتٍ بلا مُناجاةٍ لربهم فهرعوا بالليلِ إلى ربهم ! )


فاضطجع المهاجري فنام ، و قام الأنصاري يصلي ، و أتى الرجل [يعني المشرك] فلما رأى شخص الرجل [المسلم قائما يصلي] عرف أنه ربيئة القوم [أي : حارس المسلمين]، فرماه بسهم فوضعه فيه !
فنزعه فوضعه و ثبت قائما ! ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه، ثم ركع و سجد . . ! “ في روايةٍ أتت أنها ضُربت فيه ثلاثة أسهم
ثم أهب صاحبه، فقال : اجلس فقد أتيت , فوثب [المهاجري]! فلما رآهما الرجل عرف أن قد نذروا به فهرب .
فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال : سبحان الله ! ألا أهببتني ؟

قال : كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها ! فلما تابع الرمي ركعت فأريتك. و أيم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها ! ). [ رواه أحمد ، الحاكم و صححه ]

* جاءت في بعضِ الروايات أن الأنصاري هو ” بشرٌ بن عباد ” والمُهاجريًّ هو ” عمار بن ياسر ” =)


ما السُورة التي لم يُحب الأنصاري أن يقطعها ؟؟
هل هي سورة الإخلاص ؟ ننتهي منها في لحظتين ! .. أم سورةً صغيرةً غيرها ؟

كلا وربي لم تكُن أيُ سورةٍ كانت سُورة الكهــــــف وطويلةً على جريحٍ مثله وَلكنه جعل لذة مُناجاتهِ في قلبهِ ألذُ لديهِ وأطغى من الألم !

نحنْ .. كيفَ نقرؤُا القُرآن ! فـ ” كم قارئ للقرآن والقُرآن ( يلعنـه ) “


أين نحنُ منهم ؟
بل أين أحزاننا وهمومنا من ألآمهم ومصائبهم ؟!
هيَّ القلوب .. تعيشُ لله وتلهثُ إلى اللهِ بشوق.

( ) يُتبَع


عن Sandy Habashne

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!