*
ما شكر الجوارح
قال رجل لأبي حازم : ماشكرُ العينين يا أبا حازم ؟
قال : إن رأيت بهما خيرا أعلنته ، وإن رأيت بهما شرا سترته .
قال : فما شكر الأذنين ؟
قال : إن سمعت بهما خيرا وعيته ، وإن سمعت بهما شرا دفعته
قال : فما شكر اليدين ؟
قال : لا تأخذ بهما ما ليس لهما ولا تمنع حقا لله هو فيهما
قال : فما شكر البطن ؟
قال : أن يكون أسفله طعاما وأعلاه علما .
قال : فما شكر الفرج ؟ قال : قال تعالى :
قال : فما شكر الرجلين ؟
قال : إن علمت ميتا تغبطه استعملت بهما علمه ،
وإن مقته رغبت عن عمله ، وأنت شاكرٌ لله .
وأما من شكــــر بلسانه ولم يشكـــر بجميع أعضائه ،
فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ولم يلبسه ،
فما ينفعه ذلك من الحرّ والبرد والثلج والمطر .
************************************************** *******************************8
قوله تعالى (( وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ *مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ )) سورة الصافات. ( 24_26)
قوله تعالى: {وقفوهم إنهم مسؤولون} أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم في الدار الدنيا.
قال ابن عباس: يعني احبسوهم إنهم محاسبون.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفاً معه إلى يوم القيامة لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجل رجلاً) ثم قرأ: {وقفوهم إنهم مسؤولون} ”رواه ابن أبي حاتم وابن جرير والترمذي عن أنَس بن مالك مرفوعاً”.
ويقول الله عز وجل في الآية الكريمة: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء:36]؟
على ظاهرها، الإنسان مسئول عن سمعه, وعن بصره, وعن فؤاده، قلبه وعقله، هل استعمله في طاعة الله أو في محارم الله الأمر عظيم، السمع يسمع الشر والخير, والبصر كذلك، والقلب كذلك يعقل الشر والخير, فالواجب على كل مكلف أن يصون سمعه عما حرم الله, وأن يصون بصره عما حرم الله، وأن يعمر قلبه بتقوى الله, ويحذر محارم الله فيخاف الله ويحبه ويخشاه- جل وعلا- ويخلص له بالعمل, ويحذر خلاف ذلك من النفاق والكبر وغير هذا من أعمال القلوب السيئة، والعقل يسمى فؤاد والقلب يسمى فؤاد.
تخيل نفسك وانت واقف في هذا الموقف العظيم ويسألك الرحمن تبارك وتعالى فماذا يجيب العبد؟
يقول موسي لرب العزة سبحانه :
(( يارب كيف أشكرك و شكري لك نعمة تستحق الشكر ))
نعم الله علي خلقه لا تعد ولا تحصي..و أبسط ما يمكن أن نفعله هو أن نشكر صاحب تلك النعم و مالك الملك و الملكوت و رب الناس أجمعين علي تلك النعم..
وقال سبحانه: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرًا عليمًا} [النساء: 147]. وقال الحسن: كلما شكرتَ نعمة، تَجَدَّدَ لك بالشكر أعظم منها
يقول الله سبحانه وتعالى “وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِىٌّ كَرِيمٌ “
وفي آية اخرى ” فَاذۡكُرُونِى أَذۡكُرۡكُمۡ وَاشۡكُرُوا۟ لِى وَلاَ تَكۡفُرُونِ “اذا ايها الطيب ان ذكر الله عزّ وجلّ هو مفتاح ليذكرنا الله سبحانه وتعالى لان من يسهى عن ذكر الله يوكله الله سبحانه الى نفسه ..
اما الشكر فهو ذر لله ولكن مع زيادة الامتنان ورد الجميل ولو لفظا لمن صنع لك الجميل لذلك من اعطي الشكر اعطي الزيادة فانظر الى هذه الاية الكريمة ” وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لأَزِيدَنَّكُمۡ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ “
اذا افوائد الاولى للشكر هي الزيادة في النعيم الذي شكرت ربك عليه…
ولكن هل نصل الى مرحلة نستطيع فيها ان نصل الى الشكر الحقيقي..
المروي عن داوود عليه السلام قال ربي كيف لي ان اشكرك وكل ما عندي من عندك حتى لسانمي اذا نطق فهو بمشيأتك (المضمون) قال الله عزّ وجلّ الان قد شكرتني…
اذا الشكر لله عندما ترى كل الوجود فيعين الله سبحانه ومن فيض رحمته ولطفه
وعندما تعلم ان كل مافيك من نعم ظاهرة تعلمها او باطنة خفيت عنك هي من صنع الله عزّ وجلّ
وعندما لاترى من الله الا الجميل في كل ما يحل بك من حسن او سؤ
وعندما تطمئن وتتوكل على الله في كل صغيرة وكبيرة
وعندما تحسن الى خلق الله ولا تسبب الاذية لهم فالمروي عن موسى عليه السلام قال ربي كيف اشكرك(المضمون) قال الله سبحانه اسعى في حاجة المؤمنين…
والشكر لله يكون عندما تلتزم بحلال الله وتبتعد عما حرم الله فذلك هو الشكر العملي…
اذا ايها الطيب شكر الله سبحانه وتعالى ليس باللسان فقط بل بالقلب والعقل والفعل…
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين .
*************************************
ملآحظه ..أتمنى أي مشرفه تعرف تخلي اليوتوب صفحه أو تصغره زي الفلآش أحسن ولا عليكم |أمر.