تشهد مصر والمنطقة العربية فى تمام الساعة الثامنة والربع من مساء الأربعاء خسوفاً كلياً نادراً للقمر يستمر فى صورته الكلية لمدة 100 دقيقة، وهى فترة طويلة نسبياً لم تتكررمنذ 2000 عاماً، حيث يختفى قرص القمر كاملاً عند ذروة الخسوف الكلى للقمر فى ظل الأرض بنسبة 170% ويبدو القمر عندها شديدة الظلمة على عكس الخسوفات القمرية الكلية الأخرى التى تبدو بلون أحمر زاه أو قاتم نوعاً ما.
ووفقاً لما أعلنه معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الخسوف يستغرق منذ دخول القمر فى منطقة ظل الأرض ثم خروجه منها ثلاث ساعات و39 دقيقة و17 ثانية وهذه هى الفترة الزمنية المهمة للمشاهد التى يستطيع خلالها مشاهدة مراحل الخسوف بالعين المجردة، حيث إنه لن يستطيع مشاهدة أحداث شبه الظل بالعين المجردة وتستغرق مراحل الكسوف كلها منذ أن يقترن القمر بشبه ظل الأرض ثم دخوله منطقة ظل الأرض ثم شبه الظل مرة أخرى وأخيراً يبدأ بمغادرتها إلى أن ينتهى الخسوف تماماً بعد مرور 5 ساعات و36 دقيقة تقريباً.
ويؤكد خبراء المعهد البحوث الفلكية، أن هذا الخسوف يعتبر نادراً، نظراً للمدة التى يستغرقها فى حالته الكلية والتى تستمر لمدة تزيد عن 100 دقيقة فى حين أن أقصى مدة يمكن أن يستغرقها الخسوف الكلى تبلغ 110 دقائق تقريباً، ويؤكد خبراء المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أنه لا يترتب عن النظر للخسوف أى خطر على العين بخلاف الكسوف الذى ينبغى النظر إليه بواسطة نظارات خاصة.
ويشرق القمر فى هذا اليوم الساعة السادسة و46 دقيقة بتوقيت القاهرة المحلى ويبدأ القمر فى دخوله لمنطقة شبه ظل الأرض فى تمام الساعة السابعة و24 دقيقة بتوقيت القاهرة المحلى وهذه المرحلة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، لأن القمر لم يبدأ فى الخسوف لوصول أشعة الشمس إليه، يعقب ذلك بداية الخسوف الجزئى بدخول الحافة الشرقية لقرص القمر منطقة ظل الأرض عند الساعة 8 و23 دقيقة، حيث يلاحظ المشاهد اختلاف إضاءة القمر ويبدأ ظهور سواد ظل القمر على قرص القمر.
ويستمر الخسوف جزئياً وبمرور الوقت يكتمل إعتام قرص القمر عند الساعة 9 و22 دقيقة مساءً، حيث يبدأ الخسوف الكلى للقمر ويكون واقعاً فى ظل الأرض ويصل الخسوف الكلى للقمر إلى ذروته والتى يوافق توقيتها توقيت بدر شهر رجب لعام 1432هـ عند الساعة 10:13 مساءً، حيث يغطى ظل الأرض كامل قرص القمر بنسبة 170%، مما يعنى أن القمر يكون فى عمق ومركز ظل الأرض وهو ما يجعل المشاهد للقمر فى ذلك التوقيت يلاحظ أن القمر أكثر ظلمة فى هذا الخسوف مقارنة بالخسوفات القمرية الأخرى ثم تبدأ الحافة الشرقية للقمر بالخروج من حافة الظل التام للأرض عند الساعة 11 وثلاث دقائق ليلاً لتنتهى بذلك مرحلة الخسوف الكلى للقمر وبخروجه من منطقة الظل التام للأرض إلى منطقة شبه ظل الأرض فى تمام الساعة 12 ودقيقتين عند منتصف الليل وتكون فى تلك اللحظة هى نهاية الخسوف الجزئى للقمر، حيث يخرج من منطقة شبه ظل الأرض فى تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ويمكن رؤية هذا الخسوف القمرى فى دول “أمريكا الجنوبية_ أوروبا_ أفريقيا_ آسيا_ أستراليا”.
ويشاهد هذا الخسوف بشكل كامل من أواسط آسيا وغربها وشرق أوروبا ومعظم أجزاء أفريقا، بينما ستشاهد باقى مناطق العالم خسوفاً جزئياً للقمر وبنسب متفاوتة باستثناء أمريكا الشمالية التى لن تشهد الخسوف، وذلك لعدم وجود القمر فوق الأفق.
صلاة الخسوف والكسوف
معنى الكسوف والخسوف:
والكسوف: هو ذهاب ضوء الشمس أو بعضه في النهار لحيلولة ظلمة القمر بين الشمس والأرض.
والخسوف: هو ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً لحيلولة ظل الأرض بين الشمس والقمر.
حكم صلاة الكسوف والخسوف:
صلاة الكسوف والخسوف سنة ثابتة مؤكدة باتفاق الفقهاء.
وهي مشروعة حضراً وسفراً للرجال والنساء، أي في حق كل من هو مخاطب بالمكتوبات الخمس: لأنه صلى الله عليه وسلم فعلها لكسوف الشمس، ولخسوف القمر، وللصبيان والعجائز حضورها كالجمعة والعيدين.
وتشرع بلا أذان ولا إقامة، ويندب أن ينادى لها: “الصلاة جامعة”، لأن النبي صلى الله عليه وسلم (بعث منادياً ينادي: الصلاة جامعة) متفق عليه.
وتصلى جماعة أو فرادى، سراً أو جهراً، بخطبة أو بلا خطبة، لكن فعلها في مسجد الجمعة والجماعة أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد.
كيفية صلاة الكسوف:
ذهب الحنفية إلى أن صلاة الكسوف ركعتان كهيئة الصلوات الأخرى من صلاة العيد والجمعة والنافلة، بلا خطبة ولا أذان ولا إقامة، ولا تكرار ركوع في كل ركعة، بل ركوع واحد، وسجدتان.
وذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن: صلاة الكسوف ركعتان، في كل ركعة قياماً، وقراءتان وركوعان، وسجودان. والسنة أو الأكمل أن يقرأ في القيام الأول بعد الفاتحة سورة البقرة أو نحوها في الطول، وفي القيام الثاني بعد الفاتحة دون ذلك أي بقدر مائتي آية مثل آل عمران، وفي القيام الثالث بعد الفاتحة دون ذلك، أي بقدر مائة وخمسين آية، مثل النساء، وفي القيام الرابع بعد الفاتحة دون ذلك بقدر مائة تقريباً مثل المائدة.
فيقرأ أولاً المقدار الأول، ثم يركع، ثم يرفع، ويقرأ المقدار الثاني، ثم يركع ثم يرفع، ثم يسجد كما يسجد في غيرها، ويطيل الركوع، والسجود في الصحيح عند الشافعية، ويكرر ذلك في الركعة الثانية.
ويسبح في الركوع الأول قدر مائة من البقرة، وفي الثاني ثمانين، والثالث سبعين، والرابع خمسين تقريباً.
وذكر الحنابلة أنه يجوز فعل صلاة الكسوف على كل صفة وردت عن الشارع، إن شاء أتى في كل ركعة بركوعين وهو الأفضل، لأنه أكثر في الرواية، وإن شاء صلاها بثلاثة ركوعات في كل ركعة. لما روى مسلم عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم “صلى ست ركعات بأربع سجدات” أو أربعة ركوعات في كل ركعة، لما روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم “صلى