الخوف من الموت ؟

خوفنا من الموت
إن الشباب بخاصة يتصفون بمشاعر الاهتمام بالمستقبل وبالحياة حصرًا. فالموت يبدو بعيدًا عن تفكيرهم؛ أو هم غالبًا ما يفكرون فيه حين يصيب “الآخرين” فقط وليس أنفسهم.
إن الخوف من الموت يسير جنبًا إلى جنب مع الخوف في الحياة
الموت ومعنى الحياة
إننا نتقبل فكرة الوجوديين القائلة بأن قبول الموت يرتبط ارتباطًا وثيقًا باكتشاف معنى الحياة وغايتها. ومن أقوال قدماء الإغريق بهذا الصدد: “تأمَّلِ الموتَ وتوقَّعْه إذا أردت أن تتعلم كيف تعيش.”
لقد وجد إرفِنْ يالوم أن مرضى السرطان في العلاج الجماعي استطاعوا النظر إلى أزمتهم بوصفها فرصةً حرَّضتْهم على إحداث تغيير جذري في حياتهم؛ إذ ما إن اكتشفوا أنهم يعانون من مرض خطير (السرطان) فإن بعض التغيرات الداخلية الذاتية عندهم شملت جوانب مثل:
– إحساس بالتحرر وبالقدرة.
– إعادة تدبُّر سوابق حياتهم وتخصيص انتباه أقل للأمور التافهة.
– إحساس متزايد بالحياة في هذه اللحظات وتقدير واضح لحقائقها.
– تواصُل عميق مع أحبائهم أكثر من ذي قبل.
– مخاوف شخصية أقل حول الآخرين وتناقص الاهتمام بالأمان.
الانتحار
الانتحار أحد الأسباب المؤدية إلى الموت في الكثير من المجتمعات، وخاصة المجتمع الأمريكي، وهو في تزايد مستمر. أن انتحار المراهقين في تزايُد مستمر. لقد تبيَّن أن أكثر الأمراض المسببة للموت هي على التوالي: أمراض القلب، سرطان الرئة، التهاب القصبات الهوائية، سرطان الپروستات، أمراض الشرايين، الانتحار، الحوادث، سرطان المعدة، سرطان المثانة، ابيضاض الدم.
إن العديد من أسباب الموت هذه مرتبط بالاختيارإذ إن الناس قد يرتكبون بعض أشكال الانتحار البطيء بإحجامهم عن ممارسة التمرينات والأنشطة وبعدم قيامهم بأعمال يشغلون بها أجسامهم وأجهزتهم الحيوية. وبذلك فإن معدل الانتحار المتزايد يمكن اعتباره أعلى بكثير من المعدل الفعلي الذي بيَّنتْه الدراسات إذا ما أخذنا في الحسبان هذه الطرق المتنوعة التي يقصِّر فيها الشخصُ حياته بنفسه من حيث لا يدري. ثم إن الكثيرين يعيشون ما يُسمَّى “نصف الموت” ؛ أي أنهم “أنصاف أموات” من جراء معاناتهم الاكتئاب ، حيث لا تمتُّع بالحياة ولا أنشطة مطلقًا، بل همود وحزن وانغلاق. فكيف يعيش مثل هؤلاء؟!
إن محاولي الانتحار ينظرون إلى الحياة على أنها “لا تطاق”. فإذا كانوا يشعرون بذلك، فهم حتمًا لا يملكون بدائل وخيارات. وبما أن فرص التغيير لديهم ضئيلة جدًّا فهم يقرون أن موتهم أفضل من مساعيهم وكدحهم لإيجاد معنى حين تنعدم إطلاقًا مثل هذه المعاني؛ إذ ذاك فإن الانتحار يغدو “الخيار النهائي. صحيح أن الكثيرين من الناس يقتلون أنفسهم وينهون حياتهم، سواء عن طريق الإهمال والتجاهل أو عن طريق انتهاج أفعال وسلوكيات محددة، إلا أن السؤال الأهم هو: كيف يريد الشخص أن يحيا ويعيش فعلاً؟
مراحل الاحتضار والموت
لقد أصبح علم الموت thanatology من الموضوعات الهامة التي يدرسها علماء النفس والاجتماع والأطباء النفسيون والأطباء والباحثون في ميادين متنوعة. وتُعتبَر إليزابيث كوبلر من اهم دارسيه ويمر بخمس مراحل لمرضى السرطان تتوالى كما يلي:
1. مرحلة الإنكار : ينكر الشخص خطورة حالته.
2. مرحلة الغضب: يقول المريض لنفسه: لماذا أنا بالذات؟ إضافة إلى الغضب الذي يُسقِطه على أيِّ شخص آخر.
3. مرحلة المساومة: يحاول الشخص أن يقيم نوعًا من التوافق والتسوية مع القدر.
4. مرحلة الاكتئاب: تحل مع ضعف الشخص ووهن طاقته حين يتطور المرض عنده، إذ يشعر بالخسارة الكبيرة المقبلة والنهاية المحتومة (اليأس).
5. مرحلة التقبل يتقبل الشخص حالته ومصيره وتنتهي المقاومة.
ما المغزى من مثل هذه الدراسات؟
هناك اتجاه نحو الاهتمام المباشر بأفراد أُسَر المحتضرين، وذلك لمساعدتهم وتوجيههم إلى ما يجب عليهم القيام به لمساعدة المريض المحتضر. مثال على ذلك تلك الحركات الهامة الناشئة التي تُسمَّى “حركة وبرنامج النزلاء
إن العديد من الباحثين في المظاهر الپسيكولوجية للموت والافتقاد يوافقون على أن الأسى والحزن ضروريان. والأساس الذي تشترك فيه النظريات كلها حول الموضوع يشدد على السيرورة بعامة: المبادرة اللازمة للتحرك من مرحلة الاكتئاب إلى مرحلة التحسن .
أ. بعضهم ينكر الحزن والأسى
ب. تقبُّل الحزن والأسى
إن الاتجاه الحديث في البحوث الپسيكولوجية هو أن يَخبَر الأشخاص موت الأفراد المحببين إليهم فعليًّا بحيث يعبِّرون عن انفعالاتهم ومشاعر حزنهم، فيحضرون المآتم لما لها من آثار إيجابية أنجع بكثير من عملية قمعها.
الموت بالمعنى النفسي
عند الحديث عن الموت، وجد بعض العلماء أن من الضروري توسيع مفهوم الموت، بحيث يشمل الموت بمعناه الپسيكولوجي والاجتماعي بطريقة ما. فلعل الشيء الميت أو الذي يموت فينا هو شيء نريد إعادة إحيائه أو بعثه من جديد، أو شيء ما لا بدَّ أن يموت من أجل القيام بإحياء وإنماء جديدين. هناك أشياء تنمو ونريد لها أن تتقدم في العمر، في حين أن ثمة أشياء أخرى نسرِّع في موتها قبل أوانه الفعلي. إنك تتخلى عادة عن خبرة أمان الحياة والطمأنينة في كنف والديك، مع بقائها حيةً فيك، بحيث تنمو، وذلك من أجل الإمساك بزمام مرحلة الانفصال القادمة والعيش المستقل. وربما فقدتَ شيئًا ما ذا قيمة لك، حتى وإنْ كان متناقضًا مع نموك أو تطورك اللاحق. سنتحدث الآن عن بعض الأشياء التي ندعها تموت فينا أحيانًا وتلك التي نود بعثَها حية من جديد.
هل تعيش مشاعرك وتحياها؟
لابد من الاسئلة التالية
1. هل أدع نفسي أبكي إذا شعرت برغبة في البكاء؟
2. هل مررتُ بحالة ابتهاج غامر ووَجْد؟
3. هل أجيز لنفسي البقاء قريبًا جدًّا من شخص آخر، لصيقًا به؟
4. هل هناك بعض المشاعر التي أكظمها وأكتمها؟
5. هل أخفي مشاعر عدم الأمان والخوف والاتكال والغضب والملل؟
إلى أية درجة يعيش الشخص حياته؟
لقد بيَّنت البحوثُ الپسيكولوجية أن بعض الناس لم يقيِّموا تقييمًا واقعيًّا الدرجةَ أو الأوقاتِ التي يعيشون فيها حياتهم فعلاً. فتخيل أنك واحد من أولئك الناس الذين سيطر عليهم الروتين والملل يوميًّا ولم يقدِّروا نوعية حياتهم وطبيعتها حق قدرهما. هل قيل لك إنك في غالبية أوقاتك لا تعيش حياتك؟ إن الإنسان يبدأ بالنظر إلى ما فقده وإلى الأشياء التي يجب أن تكون على غير ما هي عليه الآن. فللنَّظر في الفرص المختلفة والنقاط الجوهرية ذات المغزى في الحياة أهمية كبرى في عملية التقييم هذه. فقد يشعر الشخص بأن عليه أن يكف عن كثير من الأشياء “العقيمة” في حياته قبل أن يتداركه الوقت.

عن fahd1994

شاهد أيضاً

عُدت اليكم من جديد -={ جـديـدي الزئبق }=-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوحشتووووووووني كثير يابنات العلوم نظراً لضرووفي ماقدرت اتواصل معاكم لاكن الحمدلله …