اضطراب الشخصية النرجسية Narcissistic Personality Disorder

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكن يالفراشات,,,

يتميز الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية بشعورهم القوي بالأهمية والعظمة والتفرد. بالتأكيد سيرافق هذا الشعور الكثير من المشاكل الاجتماعية كون هذا الإنسان لن يتمكن من إشباع هذا الإحساس بمعزل عن الآخرين بل لا بد أن يعطى حقوقه المزعومة من التعظيم والتبجيل من الآخرين(الأقل منه حسب اعتقاده).

لا يعني أن المصاب بالنرجسية شخص لا يستحق الاهتمام أو أنه غير منتج اجتماعيا أو غير مؤهل علميا بل قد يكون بالفعل من الأشخاص المتميزين اجتماعيا إلا أن إحساسه بأن الكون يدور حوله(المبالغة في تضخيم انجازاته) وحسب وكل الآخرين لا شيء أمامه هو ما يجعل شعوره وردود فعله العاطفية والاجتماعية مصنف كاضطراب في شخصيته.

يعاني النرجسي كثيرا لأنه على أرض الواقع لن يجد من يشبع رغباته في كل وقت وفي كل الأحوال وهذا ما قد يؤدي إلى المرض النفسي في النهاية. قد يكون الشعور بالأهمية والعظمة جزء من خيال الشخص المصاب أو أحلام يقظته دون أن يصرح بهذا ودون أن يعلم بها الآخرون وهذا لا يعني أن معاناته أقل ممن تكون أعراض الاضطراب بادية عليه وملاحظة من قبل الآخرين.

يوجد هذا الاضطراب بنسبة 0,4 %(4 في الألف) في المجتمع عموما ويكون أكثر شيوعا بين الذكور. وتتنوع صوره بين الشعور بالقوة المطلقة, الجمال المتفرد, الأهمية القصوى…إلخ. وفي كافة الصور, لا يتوقع هذا الشخص أن يوجه له أحد النقد أو اللوم أو حتى النصح لتغيير أي من سلوكياته وإذا وجه له اللوم أو النقد فإنه لا يضع له أي اعتبار. ولهذا لا تجد للنرجسي علاقات ثابتة أو وثيقة مع الآخرين.

الأسباب:

لم يتم دراسة أسباب اضطراب الشخصية النرجسية بشكل جدي لحد الآن وتتوافر القليل من المعلومات بهذا الخصوص. يعتقد أن الأسباب متعددة ومتداخلة فيما بينها. هذه الأسباب تصنف لأسباب عضوية ونفسية واجتماعية وتطورية. الأسباب العضوية تتمثل في اختلال نسب بعض النواقل العصبية بين خلايا الدماغ.

أما الأسباب النفسية والتطورية فيعتقد أن حالة من الغضب الشديد عانى منها الشخص المصاب مبكرا في طفولته تجاه أفراد يشكلون أهمية مركزية في حياته. كما يعتقد أن وراء التعظيم المتعمد للذات شعورا دفينا بالدونية يسكن كل أركان النفس في الشخص المصاب وما هذه التصرفات النرجسية إلا وسيلة دفاع غير واعية ضد هذا الشعور.

كما يعتقد البعض أن السبب تربوي بحت يكمن في حدة انتقادات الأبوين الموجهة لأبنائهم كجزء من الحرص عليهم وتوقعاتهم العالية في أطفالهم. معظم النرجسيين غالبا ما يكونون أول أطفال الأسرة أو الوحيدين لآبائهم. واعتقد بعض الباحثين أن الآباء استخدموا أطفالهم دون وعي لتمرير رغباتهم وأمانيهم. أما اجتماعيا, فيرى بعض المختصين في هذا المجال أن النرجسية ليس مرضا بل ظاهرة سببها الواقع الغربي المعاصر والذي يوصف بأنه (حضارة نرجسية).

الصورة الاكلينيكية:

يبدأ هذا الاضطراب في التبلور والوضوح في سن مبكرة(المراهقة) ويستمر ويزداد مع العمر. تتنوع الصور الإكلينيكية كثيرا بل قد تتضارب في نفس الشخص. فبالرغم من النرجسية الشديدة وعدم المبالاة بالآخرين, قد يظهر المريض محاولات مستميتة لنيل رضا الآخرين وجذبهم له كمحاولة لتغطية الشعور الطاغي بعدم أهمية الآخرين بالنسبة له.

ويمتدح النرجسيون من يعظمهم ويملأ رغباتهم بكيل التبجيل لهم. قد يحقق النرجسيون نجاحا باهرا على مستوى الدراسة أو الوظيفة أو على المستوى الاجتماعي لكن كل ما يهمه ليس الإنتاج نفسه بل نيل المديح والتقدير من الآخرين فقط.

يكثر النرجسيون من الكذب والتلفيق والتبريرات الغير صادقة. تتأثر مشاعر النرجسيين كثيرا في حال اضمحلال المصادر الخارجية التي تغذي شعورهم بالعظمة والتفرد حيث تبدو شخصياتهم الهشة على حقيقتها. يعانون أيضا من الخواء العاطفي فلا شعور حقيقي بالحزن أو الفرح. كما يعانون كذلك من التفاوت المفاجئ والمتكرر في أمزجتهم. قدرة النرجسي على الحب جد محدودة وكل ما يملكونه هو أحلام اليقظة التي تنشد العيش في حب مثالي بعيد عن الواقع.

كما أن النشاط الجنسي في نظر النرجسي شيء تافه يعبر عن لذة جسدية فقط وليس تعبير عن مشاعر وأحاسيس بين شخصين. وقد يظهر على النرجسي بعض السلوك الداعر. لا يستطيع النرجسي غالبا الحفاظ على علاقات ثابتة وراسخة حيث أن الشعور بالملل وتصرفات النرجسي يفكك هذه العلاقات بعد وقت قصير من بدايتها. يستخدم النرجسيون قدرتهم اللغوية لإظهار تفردهم وعظمتهم وليس كوسيلة للتواصل أو فهم الآخرين.

يحرص النرجسي على الاستعراض كثيرا لقدراته اللغوية ولا يهمه محتوى ما يقدمه من كلام والذي عادة لا يتميز بالفعل بشيء عن الآخرين إن لم يكن أقل أو حتى فارغا من المحتوى.

الأمراض المصاحبه:

غالبا ما تصاحب هذا النوع من الاضطراب في الشخصية العديد من الأمراض النفسية مثل:

1) الاكتئاب.

2) أمراض القلق.

3) نقص الشهية العصبي.

4) إدمان المخدرات.

5) اضطرابات (أو أعراض) أخرى في الشخصية مثل:

a. الشخصية الحدية(البينية).

b. الشخصية الهستيرية.

c. الشخصية المرتابة(الشكاكة).

d. الشخصية المعادية للمجتمع.

e. الشخصية الفصامية.

كما أنه معرض للإصابة بأعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب(Bipolar Affective Disorder) ولكن نوبات الهوس(Manic Episodes) قصيرة المدة ويحتفظ المريض خلالها باستبصاره وخصائص شخصيته النرجسية أيضا.

هناك نوع من النرجسية الخبيثة “Malignant Narcissism” حيث يظهر المريض بالإضافة إلى أعراض نرجسية شديدة الكثير من التصرفات المعادية للمجتمع(Antisocial Behavior) فلا يكتفي بالاستعلاء على الآخرين والشعور بالعظمة بل يسعى لضررهم بوسائل شتى.

مسار ومآل الاضطراب:

غالبا يصاب اشخص النرجسي بالاكتئاب والهوس بشكل متكرر وبالذات في أواسط العمر حيث يعاني من أزمات حادة من الشعور بخيبة الأمل والغضب والشعور بتلاشي أسباب نرجسيته. المسار عموما يتخذ المنحى المزمن ومقاومة أغلب أساليب العلاج. بل ويضاف لها الأمراض النفسجسمانية والقلق والشعور بالخواء.

العلاج:

عادة لا يلجأ المصاب بالشخصية النرجسية للطبيب طلبا للعلاج إلا حال إصابته بأحد الأمراض المصاحبة لاضطراب شخصيته مثل القلق والاكتئاب أو من مشاكل في علاقته بالآخرين وبالذات المقربين منه.

1) العلاج الدوائي: لا يوجد علاج ناجع لاضطراب الشخصية النرجسية إلا أن المهدئات ومضادات الاكتئاب وبالذات مثبطات ارتجاع السيروتونين مثل البروزاك في التحكم في الأعراض المصاحبة مثل القلق, نوبات الغضب, نوبات تقلب المزاج, الاكتئاب والعدوانية النرجسية.

2) العلاج النفسي: العلاج الفردي هو الأمثل بين العلاجات النفسية رغم أنه يحمل خطورة تولد شعور بالعدائية بين المعالج ومريضه نظرا لحدة سمات الشخصية النرجسية.

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسعادة الدائمة

د/علي جابر الســــــلامه

عن

شاهد أيضاً

بقع سودا غريبه برجلي بدون سبب

السلام عليكم ورحمة الله وركاته بنات انا عندي مشكله بسيطه الحمدالله وهي انو بين لي …