طــرفٌ معسولُ الأحـداقِ …. شـــب الآلام بأعـــمــاقـــــي
مكــحـــول الجَفْنِ تطل به …. “غيداء” بــســـاح الأســواقِ
لفَّتْ بــنــقـــاب روعـــتـه …. فأثـــــــار عــيــــون العـشاقِ
ماكان نـــقــــابـــاً بسترها …. بل يكشف حسن الأحــداقِ !!
خرجَــتْ وأبوها في شغل …. يجري في دنـــيـا الأوراق !!
قــــــد أوكل أمــــــر بُنيّته …. ورماه بكف ” الّسّــَواقِ ” !!
خرجَتْ للــســوق معطرةً …. تتكـــسَّــــر في خـطـو الساقِ
وعلى الأكــتــاف عباءتها …. تــبـــــدي عن بيض الأعناقِ
كم تحدق في عيني رجلٍ …. يغــضـي من ذاك الإحــــداقِ
خَجِــلـَتْ عيناه وماخجلت …. عيــنــاهـــا بنت الأعـــــراقِ
هذا ماتــكــــــشف سوءته …. بالــغـــفــلــةِ ســاحُ الأسـواقِ
بنت الإســــلام ووا أسفى …. تـــجــتـــرُّ ســمـــومَ الأطباقِ
يُـــهـــديها الغرب تجارته …. فــتــنــــوء بأقــســــى إملاقِ
تنــســاقُ وراء حضارتهم …. وتـــحـــاكـــي نـهــجَ الفسـاقِ
يُــهـدي الإسلام لها بصرا …. وتُقلِّدُ عُـــمــــيَ الأحـــــــداقِ
تُصــغـــي بصفاء براءتها …. عبثاً لــنـــعــيــقِ الأبـــــــواقِ
خــــُلـــــُقُ الإسلام يهذِّبُها …. فــتـــحـــــنُ لسوء الأخـــلاقِ
يابنــت الإســلامِ استمعي …. نـــغـــمــــاً أشـــــدوه بإشفاقِ
صوني بــحــيـائك مملكةً …. من شـــهـــد جــمــالٍ دفّـــَاقِ
الـــــــدرَّة أنتِ فلا تدعي …. كـــفـــــاً تمسسكِ بــــــلا واقِ
كم خان الحسن من امرأةٍ …. تتجرَّع كــأس ” الحُــــرَّاقِ “
وتَعضُّ أصابعها .. ندمـاً …. في السوق جَنَتْهُ يد الساقي !!
كوني بالحــشمة شامخـة …. ً بــجـــمالك فوق الأعــنــــاقِ
كوني حــــوريـــةَ جنـتنا …. في الـــخــلـــــد جوار الخلّاقِ
يانـــــــورَ الليل وبهـجته …. يابـــســـمـــة ثــغــر المشتاقِ
ماطاب الحسنُ من امرأة …. ترمــيـه بوحــــل الأســـــواقِ
بل حسن المرأة حشـمتها …. يكسوه جـــمـــــال الأخــــلاقِ
الشاعر : محمد المقرن
شاهد أيضاً
ليس الغريب غريب الشام واليمن
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ …