ها نحن نعود لكم بطرح موضوع جديد. المقدمة التي سنعرضها عن الموضوع بسيطة الا أننا متأكدين من غنى الأفكار التي ستعرضونها كإجابات على التساؤلات التي سنطرحها. الوضوع بايجاز هو “أثر العولمة على مجتمعاتنا العربية؟“
قد يتساءل البعض و ما هي العولمة و من أين انبثقت؟ العولمة لغويا مستخرجة من عالم و تعني تعميم انتشار و تطبيق شيء معين حتى يصل الى مستوى العالمية. لكن اذا تناولنا مصطلح العولمة كما هو, فيجب تعريفه على أنه تغيير اجتماعي يدعم و يزيد الترابط بين المجتمعات و ذلك بالدرجة الاولى بسبب زيادة التبادل الثقافي. التطور الحاصل في المجتمعات من تطور الاتصالات, المواصلات, تكنولوجيا المعلومات و غيرها هو في الواقع تبادل ثقافي و اقتصادي دعم مفهوم العولمة.
سمعنا وما زلنا نسمع عن تحويل العالم الى قرية صغيرة. سمعنا عن المساعي لتقوية العلاقات بين التجار من خلال ازدياد الحرية الاقتصادية. نسمع كل يوم عن مراوغة القوانين من خلال التواجد القوي للشركات الربحية الذي بدأ يصبح واضحا جدا. اذا اردنا اختصار كل ما سبق ذكره, فهو ليس الا عولمة لكل شيء!
اذا كررتم قراءة الفقرة السابقة مرتين او ثلاثة ستلاحظون بأن العولمة سلاحا ذو حدين. للعولمة فوائد و اهداف اكثر من رائعة إلا انها في الوقت نفسه تعاني من عيوب خطيرة جدا و نقاط مقتل للمجتمعات التي لا تتعامل مع انتشارها برفق و روية. لا أظن أن ظهور فكرة مثل فكرة العولمة كان لأهداف نبيلة و انما وبالتأكيد يخفي وراءه اهداف سياسية و اقتصادية اكبر تهدف الى اكتساح المجتمات المستهدفة و التي تعتبر مجتماعتنا من ضمنها!
السؤال الأول الذي يتوجب علينا طرحه و مناقشته هو: هل تعتقدون ان العولمة ايجابية ام سلبية؟ الاجابة على هذا التساؤل تقتضي تحديد الموقع الذي ننظر منه الى المسألة. فانتشار العولمة في الصين مثلا يختلف عن انتشارها في الصومال. انتشار العولمة في الدول الاسلامية يختلف عن انتشارها في دول التي تحكمها تعاليم الحياة الكونفوشيوسية. الدوافع لنشر العولمة في منطقتنا مختلفة. السرعة في تطبيق العولمة في منطقتنا مختلفة عن غيرها. النتائج المرجوة من انتشار العولمة في منطقتنا مختلفة.
نحن بصدد مناقشة العولمة من حيث ايجابياتها أو سلبياتها على منطقتنا وفيما يتعلق بأمر كهذا, تختلف الآراء الا انها كلها تجتمع لدينا حول اهميتها البالغة, فشاركونا بوجهات نظركم…
لا يمكن تحديد آثار العولمة إلا إذا حددنا أولاً مفهومنا لتلك الظاهرة، فتحديد أثر الشيء يختلف من شخص لآخر اعتماداً على تصور ماهية هذا الشيء، كما أن تحديد أثر الشيء قد يكرس وقد يعدل من مفهومه. ومن ثم فإننا إزاء عملية دائرية تتضمن كثيرا من المحاذير المنهجية، وهو ما يتطلب المراجعة المستمرة للمفاهيم والآثار بل والإستراتيجيات المتبعة خاصة إذا كنا إزاء ظاهرة مركبة مثل ظاهرة العولمة.
إن استعراض عملية صعود ظاهرة العولمة، والرؤى المختلفة لها تقودنا إلى أن العولمة عملية مقصودة تحركها القوى الرأسمالية المتمثلة في الشركات متعددة الجنسيات والحكومات التي تعمل لتحقيق مصالح تلك الشركات. وتقود تلك القوى ظاهرة العولمة مستندة إلى مكتسبات “الثورة الصناعية الثالثة”، أي ثورة الاتصالات، والتي أعطتها قوة تكنولوجية وقدرة اقتصادية هائلة على “عولمة” نموذجها الفكري، والهدف من تلك العملية هو تحقيق مصالح تلك القوى الرأسمالية من خلال “تنميط” العالم بما يتفق وتلك المصالح.
فصحيح أن العولمة نشأت عن التطور التكنولوجي الذي أثمرته الثورة الصناعية، ولكن من الصحيح أيضا أن العولمة، وهذا واضح من المسمى ذاته، هي عملية تدفعها القوى الرأسمالية لأنها تحقق مصالحها أساسا في تحول أسواق الغرب أمام التجارة.
كذلك يقصد بالتنميط في هذا السياق أن يسود العالم نموذج فكرى واحد ذو أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية تتطابق مع المصالح الغربية. بيد أن هذا التنميط لا يعنى خلق عالم متجانس واحد، إذ إن العولمة تبدأ من تحديد مصالح القوى الرأسمالية الدولية، وتضع المعايير التي تحقق تلك المصالح، وتلقي على دول الجنوب عبء محاولة الاستفادة من تلك المعايير.
ومن ثم فإن العولمة ليست مجرد ظاهرة اقتصادية كما تؤكد الرؤية الليبرالية الجديدة، ولكنها ظاهرة متعددة الأبعاد تتضمن جوانب اقتصادية وسياسية وثقافية، وإن ظل الجانب الاقتصادي المتمثل في تحرير التجارة الدولية هو الجانب الأكثر أهمية فيها.
الآثار الاقتصادية
يدور المحور الاقتصادي للعولمة حول قضية تحرير التجارة الدولية، وهو ما يعني ببساطة فتح الأسواق الدولية أمام الانتقال الحر للسلع والخدمات. بيد أن فتح الأسواق هو في أغلب الأحوال في اتجاه واحد يتجه من الشمال نحو الجنوب حيث تضع دول الشمال، في إطار منظمة التجارة العالمية قيودا جمركية وغير جمركية على صادرات دول الجنوب إلى الشمال، كما أن السلع التي تتمتع فيها دول الجنوب بميزة نسبية مستثناة من تحرير التجارة الدولية، حيث يقتصر التحرير على السلع الصناعية والخدمات، ويتم استثناء السلع الزراعية.
ومن الثابت تاريخياً أن تحرير التجارة لم يكن طريقا للتنمية سواء بالنسبة للدول الغربية أو بالنسبة لدول النمور الآسيوية. وإنما كان التطوير التكنولوجي هو طريق التنمية، ولكن هذا التطوير ليس جزءاً من المشروع العولمي.
الآثار السياسية – الأمنية
تتجلى العولمة في المجال السياسي في عدة جوانب أهمها محاولة إعادة صياغة مفاهيم العلاقات الدولية بما يعطي للدول الدافعة للعولمة حق التدخل في شئون دول الجنوب. ولذلك نجد أن تلك الدول تطرح مفاهيم مثل “حقوق الإنسان” و”الديمقراطية” كمفاهيم يجب على دول الجنوب تطبيقها وفق الفهم والتصور وطرق الإدارة المؤسسية الغربية لتحقيق الاندماج مع العولمة، أي وفق المؤشرات الغربية، وهنا تمارس الدول الدافعة للعولمة “حقها” في “التدخل الإنساني” لمراقبة وحماية تطبيق تلك المفاهيم.
بيد أن هذا التدخل يكون عادة تدخلاً انتقائياً، بمعنى أنه يتم فقط عندما تنتهك مصالح القوى الدافعة للعولمة، ويتم التغاضي عن تلك المفاهيم إذا تمت حماية تلك المصالح ولو على حساب الشعوب وسيادة الدول.
أضف إلى ذلك التركيز على ما يسمى “التهديدات الأمنية الجديدة” كالإرهاب وتجارة المخدرات وغسيل الأموال والهجرة غير الشرعية، بجانب التهديدات الأمنية التقليدية كامتلاك أسلحة الدمار الشامل، واحتلال الأراضي وغيرها. وكذلك السعي لتهميش دور الأمم المتحدة وتعظيم دور حلف الأطلنطي مع التوسع المستمر في نطاق عملياته.
وقد أشار بلير، رئيس وزراء بريطانيا، إلى أنه قد أصبح هناك مفهوم أمني جديد أسماه “العولمة الأمنية” وهى تعني أن حلف الأطلنطي سيكون له مهام أمنية في أماكن متفرقة من العالم والتي تحتاج إلى تدخل الحلف لحسم النزاعات، وهو الدور الذي اضطلعت به بريطانيا كحليف لواشنطن في حربها من أجل النفط في العراق.
أضف إلى ذلك طرح مفهوم “إجراءات بناء الثقة” كطريق لحل الصراعات الإقليمية وذلك حينما يكون لدول الجنوب مطالب إزاء الشمال، مع التغاضي عن تلك الإجراءات وما تأخذه من وقت إذا كان لدول الشمال مطالب إزاء دول الجنوب.
فالصراع العربي الإسرائيلي يحل فقط بإجراءات بناء الثقة ومن الطرف الفلسطيني وحده، ولكن الصراع الأنجلو/أمريكي- العراقي لا يحل إلا باستخدام القوة المسلحة!
ويقودنا هذا إلى الأثر الأهم للعولمة وهو إضعاف سلطة الدولة من خلال التركيز على الإقلال من دور الدولة من خلال تقليص سلطاتها وأدوارها الاقتصادية (من خلال سياسات الخصخصة)، ووضع معايير عالمية لحدود دورها في مجالات الاقتصاد والمعلوماتية والتعليم والبيئة والأداء السياسي، ويتم محاسبتها من جانب قوى العولمة على أساسه، وهو ما أسماه بعض الباحثين “تدويل الدولة”، وهو موقف تصبح فيه الدولة قناة لنقل مقتضيات اقتصاد السوق العالمي إلى هياكل الاقتصاد المحلي.
الآثار الثقافية
تنصرف العولمة الثقافية إلى تحطيم القيم والهويات التقليدية للثقافات الوطنية، والترويج للقيم الفردية الاستهلاكية الأمريكية، والمفاهيم الاجتماعية الغربية بصفة عامة، واعتبار تلك القيم والمفاهيم هي وحدها المقبولة كأساس لتعاون الدول في ظل العولمة.
ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى الهجوم على القيم الآسيوية واعتبارها مسئولة عن الأزمة المالية الآسيوية سنة 1997 مع دعوة الدول الشرق آسيوية إلى التخلي عن تلك القيم كشرط للخروج من الأزمة.
وكذلك يمكن الإشارة إلى الوثيقة المسماة “الإستراتيجية المشتركة للاتحاد الأوروبي في المتوسط” والتي أصدرها مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي في يونيو سنة 2000. وتشير الوثيقة صراحة إلى سعي الاتحاد إلى تغيير بعض القيم الدينية في الدول العربية المطلة على البحر المتوسط بحيث تتوافق مع القيم الأوروبية، ومؤخراً أيضاً تصريح رئيس البرلمان الأوروبي في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس يناير 2003 بأن “مشكلة ضم أوروبا للاتحاد الأوروبي ليست مشكلة سياسية بل هي مشكلة قيم”، في إشارة واضحة لمنظومة القيم الأوروبية كمثال مهيمن يجب أن تقبله تركيا كدولة تتبنى قيم الإسلام، ويرتبط بذلك سعي بعض القوى المحافظة في الغرب -خاصة الولايات المتحدة الأمريكية- إلى استهداف الإسلام والعالم الإسلامي كعدو جديد للغرب، وافتعال صراع حضاري جديد بينهما يتمكن بموجبه الغرب من فرض قيمه الثقافية نهائيا.
ورغم أن الآثار الكلية للعولمة على العالم الإسلامي تبدو سلبية، فإن تحديد الأثر النهائي يتوقف ليس فقط على إرادة القوى الدافعة للعولمة، وإنما أيضا على مدى قدرة الدول الإسلامية على التعامل مع تلك الآثار، وبالتحديد مدى قدرتها على صياغة مشروع وطني وفي الوقت ذاته التشبيك الجماعي الذي يتقاطع مع العولمة، ولكنه لا يندمج فيها.
وما ذكرناه من نتائج فيما يتعلق بالمشروع العولمي، هي في حقيقتها احتمالات، بيد أن تحولها إلى نتائج “واقعة” أمر لا يتوقف فقط على مدى إصرار القوى الدافعة للعولمة، وإنما أيضا على مدى تماسك وقوة الدول الإسلامية وإدارتها للعلاقات فيما بينها وحسن إدارة علاقاتها وتحالفاتها الخارجية.
منقووووووووووووووووووووووووووووول
للدكتور:: محمد السيد سليم
مع احترامي لجميع الاراء
انا اشوف مافي شي اسمه عولمه
الموضوع وببساطه هي : امركــــه
وهي اللي تنادي بالعولمه واكثر دوله تستفيد منها
والعولمه اثرت بشكل كبير على عادت وتقاليد الدول
العربيه وحتى الاعلام العربي صار امريكي بشكل لايصدق
وهذا اثر على العقول اللي عندنا وصارت ماتقدر تصنع القرار خاصه في فئة الشباب التهو بهوليوود والموضه واخبار تافهه
تدور فكرة العولمه
على أساس اليبرالية الغربية بوصفها حتمية تاريخية او بوصفها نهاية التاريخ المفكر فرانسيس فوكوياما في نظريته الشهيرة .. ان من موجبات العولمة التي تبدو حالياً قاهرة ليست الا خطة في سياق التطور السياسي للإنسانية لا ينبغي تعميمها على المستقبل مثلما لم تكن حقيقة في الماضي وبرغم كل ماشهدة العالم من تطورات أدى إلى تعميق تواصلة ثقافيا وسياسياً واقتصادياً .. وبأنهيار الماركسية وتبخر طغيانها الفكري مثل قترة ندى في يوم قاتم وان العولمة نفسها بمعنى سيادة النمو الغربي في الثقافة والحكم والاقتصاد والسياسة في المجتمعات السياسية كلها في ايطار ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ليست هي قدر الإنسانية فان لم يكونوا هناك ساعتها فسوف يكون أبنائهم هناك .. ولعلة اصبح واضحا إلا أن حديثا سوف ينصب على اكتشاف فرض بقاء او زوال النظام العالمي الجديد يوضحه الايطار السياسي واهم الاتجاهات العامة للسياسة العالمية التي يعمل منها لصالح الجديدة ان المراد بالنظام العالمي الجديد هو عالم القطب الأمريكي الواحد ولكي تكون الدولة قطباً عالمياً فإنه يلزمها 1. قاعدة اقتصادية راسخة دائما للنمو 2. ونظام سياسي مستقر ومفتوح للتطور 3. كتلة سكانية كبيرة ذات مستوى فني مرتفع 4. التقدم التكنولوجي 5. وأخيراً استراتيجية عسكرية عالمياً بمعنى القدرة على الحرب بالأسلحة العالمية النووية أو الأسلحة التفجيرية ولكن يمكن للدولة أن تكون قطباً عالمياً ولا تتمتع بالمستوى نفسة من القدرات الاقتصادية والسياسية ولا حتى القدرة على الحرب التقليدية في معظم أنحاء العالم لأن الاتحاد السوفيتي كان قطباً عالمياً ولم تكن قواته على الحرب البحرية اقل كفاءة من القوات الأمريكية ولم يكن يحتفظ بقواعد خارج حدود اتباعه في أوروبا الشرقية وان كانت أمريكا تود الاحتفاظ بوضعها كقوى عظمى وحيدة في العالم لابد أن تحتفظ بالمزايا السابقة . أول نقطة نتحدث فيها عن أدبيات السياسة الأمريكية الخارجية وهي ما يعرف باسم مبدأ كلنتون العالمي : الذي تحدث ونادى بة وزير الخارجية الأمريكي ومستشار بل كلنتون في الشؤون الروسية وهو : انه كلما تسع نطاق جماعة الدول التي تختار الديموقراطية نظاماً لحكمها ازداد توثيق العلاقات بين الدول المكونة لهذه الجماعة أي ان الأمريكيون اكثر أمن ورخاء لأن الدول الديموقراطية تحافظ على التزاماتها الدولية وتكون اقل ميلاً لأثاره المشاكل والحروب والثورات . فكان أول نطاق في أمريكا اللاتينية أن تجعل إدارة كلنتون هدفها الأول توسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية لتشمل جميع الدول بعدد 34 دولة ماعدا دولة كوبا منتظرين سقوط الشيوعية فيها . وهذا معناه تفسير تدخل السياسة الأمريكية لوقف نمو مجموعة التجارة الحرة لدول أمريكا اللاتينية وفي بدايتها ومقدمتها البرازيل . أما في أوروبا فان الهدف الإستراتيجي لسياسة أمريكا فيها ( توسيع حلف الأطلنطي شرقا بهدف إقامة منطقة عازلة بين المانيا وروسيا من ناحية وبهدف إخضاع دول شرق ووسط أوروبا لآلية المؤسسات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية لموازنة الاتجاه الاستقلالي لدى بعض دول الاتحاد الأوروبي من ناحية أخري وفي آسيا يشير قرار كلنتون برفع مستوى اجتماعات منظمة أوبك وهي منظمة للتعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي إلي مستوى القمة ليحضرها بنفسه مرتين . أن طبيعة الاستراتيجية الأمريكية في هذه القارة هي استراتيجية تقوم على التوسع الاقتصادي في ظل علاقة تفاهم سياسي مع الصين أملا في تتغير الصين من الداخل . كذلك الأزمات الداخلية في شرق أسيا أنها من تدبير الولايات المتحدة للقضاء على منافسات الاقتصاديات الأسيوية أمام الاقتصاد الأمريكي . فنحن أمام سياسة خارجية تهدف إلى دمج العالم كلة في الاقتصاد الأمريكي ولكن جميع هذه الأهداف لا تكفي لإظهار الحقائق . الأطلنطي يصارع الحضارات : الأهداف المعلنة هي ضمان التطور السلمي على أساس الليببرالية السياسية و الاقتصادية في دول وسط وشرق أوروبا والحروب الأهلية والكابوس الروسي معاً في وقت واحد . ولو كان هو هذا الهدف فقط لما امتنع الرئيس الأمريكي عن التعهد لنظيرة الروسي في قمة ( هلنسكي ) بعدم ضم دول كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق إلي الحلف الأطلنطي في المراحل التالية وخاصة الدول الآسيوية . ولو كان هو هذا الهدف أيضا لكانت تكفي سلسلة من الترتيبات التعاقدية في ايطار منظمة الأمن والتعارف الأوروبي تتجل على عدم الاعتداء واحترام الإنسان وهذا الالتزام بالانتخابات طريقة لتولي السلطة . إذا أن هناك مصالح أو أهداف أهم للسلطة الأمريكية في توسيع الأطلنطي منها وبالطبع دمج اقتصاديات و أوروبا الشرقية في الاقتصاديات الأوروبية الغربية والاقتصاد الأمريكي . والدليل الدامغ على ذلك هو ان خطط حلف الأطلنطي تتطابق مع خطوط الدوائر الحضارية المتصارعة التي رسمها ( هاتتيجون ) فهذه الخطط تستبعد روسيا زعيمة الحضارة السلافية الارثودوكسية كما تستبعد ايضاً الصين الكونفوشوسية. وأيضا تستبعد الدائرة العربية الإسلامية أما ضم دول صغيرة تتبع الدائرة الحضارية المستبعدة فهو استثناء لا يلغي القاعدة . والمقصود به حرمان الدول القائدة للدائرة الحضارية المستبعدة من تبعية بقية مكونات الدائرة لقيادتها ودمج هذه المكونات تدريجياً في النموذج السياسي الاقتصادي والثقافي الغربي المهيمن . وتبقى ملاحظة مهمة وهي القول بصراع الحضارات ليس معناه الصراح المسلح الشامل ؟ فهذا لم يحصل أصلا في الطور الأول لحلف الأطلنطي وانما الذي حدث هو أن الحلف عمل بكفاءة كقوة حصر وردع للإتحاد السوفيتي واتباعه . وهذا بالضبط هو ما سيفعلة الأطلنطي في طورة الجديد في صراعه مع الحضارات . يبدو لي هذا المفهوم بمنزلة الأيدلوجية ذراعية . بمعنى أنها أيدلوجية مخترعة اختراعاً متعسفاً لتوفير ذريعة تستقي بها الولايات المتحدة تحالف أوروبا الغربية معها . وتحت قيادتها . وبما يكفل لها دائما الحق المشروع في التدخل في الشؤون الأوروبية . فلا شك أن المخطط السياسي الأمريكي اصبح لدية ما يشعر بالقلق من احتمال بات وارد بقوة يتمثل في اتجاه أوروبا للاستقبال عن الولايات المتحدة وربما منافستها مستقبلاً بعد أن زال خطر التوسع السوفيتي الشيوعي الذي جمع بين أوربا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بعد الانتصار على المانيا النازية . ولكي تبقى لأوروبا متحالفة وتابعة للإستراتيجية الأمريكية . فلا بد من وجود خصم مشترك جديد وإذا لم يكن الخصم موجود فعلى السياسة الأمريكية أن يخترعه . وهكذا اخترع هنتيجون ) الخصوم المشتركة للولايات المتحدة وأوروبا الغربية وهم أصحاب الحضارات الأخرى المغايرة للحضارة الاوروبية الكاثولوكية ووليدتها البروستانتية أي الحضارة الصينية الكونفوشيوسية . والحضارة الهندية البوذية ثم الحضارة العربية الإسلامية وهكذا تقفي هذه الأيدلوجية مقدما على فكرة البيت الاوروبي الواحد التي طرحها الرئيس السوفيتي السابق ( جورباتشوف ) كبديل للحرب الباردة وهي فكرة لقيت استحساناً واضحاً في اوروبال الغربية قبل إن يسقط الاتحاد السوفيتي ومعه جورباتشوف وبالطبع ظهرت نظريات كثيرة تدعم ايولوجية صراع الحضارات او تمهد لها . مثل نظرية نهاية التاريخ التي اخترعها أيضا مخطط سياسي أمريكي من اصل ياباني لفوكوياما وملخصها ان تطور التاريخ الإنساني وصل إلى نهايته بسيادة النظام الليبرالي في الحكم والاقتصاد . وكما نعلم فهذا هو النظام السائد في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية … سها البلوي القوى المضادة للعولمة : أولا العامل الاقتصادي : يرى المؤرخ الأمريكي بول كيندي إن الدولة العظمى تبدأ في الانسحاب من دورها العالمي عندما يشرع متوسط الدخل في الانخفاض بسبب نفقات الاحتفاظ بهذا الدور وهو مقتنع بان الولايات المتحدة دخلت هذا الطور بدليل اتجاهها المتزايد بخفض المساعدات الاقتصادية للدول الأجنبية وبحثها المتزايد عن شركاء إقليمين في عمليات حفظ السلام في مناطق العالم المختلفة وحثها كلاً من اليابان وألمانيا على زيادة المخصصات المالية في العسكرية لمساعدتها في دور الشرطة العالمي . في الوقت نفسة أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية اكثر اعتمادا على الخارج في النواحي الاقتصادية وقد ذكر رئيس الوزراء الصيني في حديث لصحيفة الأهرام المصرية إن اليابان بوسعها ان تدمر الاقتصاد الأمريكي ومعه الاقتصاد العالمي إذ باعت فجاءة حصة كبيرة من الأوراق المالية الأمريكية بحوزتها والتي تبلغ 400 مليار دولار . معنى ذلك أن العولمة الاقتصادية تحت القيادة السياسية والمالية للولايات المتحدة سلاح ذو حدين . 2- العامل القومي الرئيس الفرنسي الراحل شارل هو أول من صك تعبير أن القومية ماتزال هي محرك التاريخ وستظل تفعل ذلك لمدة مائة عام قادمة على الأقل وقد نجحت القومية حتى ألان في تدمير الماركسية التي كانت فلسفة أممية كما نتعلم وليس هناك ما يجعلنا نفترض ان العولمة وهي صيغة جديدة للأممية افضل حظا من الماركسية أمام القومية وهكذا فإن القوميات الكبرى أخذت ضد هذا النظام العالمي الجديد . الخلاصة : انه بفعل العوامل الأمريكية الذاتية أو العوامل التابعة من تحدي الآخرين فليس هناك ما يبرر افتراض ان الولايات المتحدة سوف تتمكن إلى مالا نهاية من الاحتفاظ بنظامها العالمي الجديد فالنظام العالمي ليس نظاما تثبت فيه العلاقات الوظيفية بين وحداته ولكنة نظام قابل دائماً للتغير . لأنه دائم الحركة . العولمة من منظور إسلامي معارضة العولمة : أن استقراء التاريخ الإنساني يدل دلالة قاطعة على أن محاولة إخضاع البشرية لطريق واحد وحضارة واحدة أمر مستحيل في حد ذلك لأن تلك المحاولة ستفجر المجتمعات الإنسانية من الداخل ويبدأ الصراع ثم الحرب في ظل القانون الإلهي : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) وعلى الرغم من ان العولمة ظهرت منذ وقت قريب فإن طلائع المعارضة لها بدأت تظهر في أنحاء العالم وان لم تكن اليوم قوية كاسحة لأن القضية لا تزال في بدايتها . وجل المفكرين في مجال الاقتصاد والاجتماع يعارضون بشدة طغيان العولمة للأسباب التالية : 1. اعتبار ماتكلة منظمة التجارة العالمية من سلطة تفوق سلطة الدولة متناقضا مع متطلبات السيادة الوطنية . 2. اتهام الشركات المتعددة الجنسيات بإستغلال العمالة في الدول النامية عن طريق تشغيلهم بأجور زهيدة . 3. معارضة فتح الأسواق الأمريكية لما يمكن أن يترتب علية من دخول سلع دون المواصفات البيئية والصحية السليمة . 4. معارضة تشغيل الأطفال . 5. اتهمت الجماعات المحافظة على البيئة منظمة التجارة العالمية أنها ستدمر البيئة . إن العولمة غزت الدنيا كلها في السياسة و الاقتصاد والاجتماع والتربية والتعليم والثقافة والأعلام والألآت العسكرية وهناك ما يزيد عن خمسمائة قمر صناعي تدور حول الأرض مرسلو إشارات لا سلكية تكرس العولمة بحيث قيل عن هذا الأعلام انه علام بلا وطن في فضاء بلا حدود . أذن فلا يمكن ان يدعي عاقل أننا نستطيع ان نضع الأمة الإسلامية في معزل عن العالم وحتى إذا استطعنا فإن هذا ليس في صالحنا ولا في صالح أجيالنا القادمة ولا في صالح بناء حضارتنا الإسلامية الجديدة . نعم فإن الأمم الضعيفة في مواجهة العولمة هي التي تخسر كل شيء واما الأمم القوية التي تواجه العولمة وتندمج بها وتتفاعل معها هي التي تربح معركة المنافسة الحضارية للعولمة . إن التعامل مع دنيا العولمة لا يعني أن العولمة قدر مفروض يكسب الرهان دائما ولا يعني انه استسلام ذليل وانما التعامل القوي يعني التعايش معها وتوظيف بعدها التكنولوجي والحضاري والاستفادة منه لمواجهة الهيمنة باسم العولمة . من المؤكد بأن المستهدف بهذا الغزو الثقافي هم المسلمون وذلك لعدة عوامل : 1. ماتملكة بلادهم من مواد أولية هائلة يأتي على رأسها النفط والغاز وثروات طبيعيي أخرى . 2. ماثبت لهم عبر مراكزهم وبحوثهم وجامعاتهم ومستشر قيهم أن هذه الأمة مستعصية على الهزيمة إذا حافظت على هويتها الإسلامية ومن ثم فالطريق الوحيد لإخضاعها يتمثل في القضاء على تفرد شخصيتها وإلغاء دينها الذي يبعث فيها الثورة والرفض لكل أشكال الاحتلال والسيطرة . 3. الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي وهو من أهم أهداف العولمة في بلاد العرب والمسلمين . 4. الحضارة الإسلامية بعقيدتها وشريعتها ونظام أخلاقها وإنجازاتها التاريخية هي النقيض الوحيد الشامل لفلسفة العولمة ودينها وأنظمتها وقيمها الهابطة . ماذا يمكن آن تفعل العولمة بالمسلمين : اولاً : العولمة تستند استناداً مباشراً الى الحضارة الغربية المعاصرة التي توجهها المبادئ الادينية الوضعية التي لا تؤمن بوجود لله او لا تسال عنة اساساً ولا تعترف بالعقائد الدينية الاخرى من الايمان بالنبوات العامة وبنربوة النبي محمد ولا باليوم الاخر ولا بالغيبيات الثابتة في النصوصو القاطعة من كتاب لله وسنة رسولة . ثانياً : ان الاجهزة العولمية الكونية التي تلف العالم في كل لحظو وتتسلل للبيوت على وجة الارض كلها دون استئذان تلعب بكيان الافراد جميعاً وتثير الشهوات الجنسية وتزين عبادة الجسد وتشيع انواع الشذوذ وتحطم قيم الفطرة الانسانية الرفيعة . ثالثاً : ان نتيجة ذلك المخطط الغاء شخصية المسلمين والحاقهم بصقافة وحضارة غيرهم وتفقدهم اصالتهم وتعقدهم عن طلب المعاني وبناء حضارتهم الاسلامية الانسانية المتوازنة كي ينقذو انفسهم من السقوط ويرشدو غيرهم لينتشلوهم معهم في الحياة الحيوانية . ؤابعاً : ان العولمة الامريكية لا تكتفي بواقع التجزئة العربية الاسلامية الآن بل تحاول احداث تجزئة داخلية في كل بلد عربي اسلامي حتى ينشغلوا بانفسهم وينسوا تماماً انهم امة عربية واحدة ينتمون الى جامعة اسلامية واحدة . واما هذة الكارثة الكبرى لا يمكن ان نتحرك لتقليل اخطارها او الوقوف امامها باوضاعنا الحالية التي تعم العالم الاسلامي للأسباب التالية : 1. نمر بمرحلة ضعف الإيمان ونفتقد الى معرفة العقيدة الاسلامية الصحيحة . 2. غفلنا عن تسخير سنن الله في الكون والحياة بل جهلنا لعدم فهمنا كتاب الله وسنة نبية صلى الله علية وسلم الامر الذي ادى الى تأخرنا الحضاري . 3. لم نتمسك باعظم شريعة ارتضاها الله تعالى لنا تنظم حياتنا وتربي اجيالنا وتبصرنا بحقائق الحياة وتدخل السلام والأمن الى نفوسنا . 4. لم نيتفد من امكانات العالم الاسلامي المادية والمعنوية وثرواته المتنوعة الهائلة كي نتحدث عن تنمية حضارية واجتماعية شاملة نستطيع ان نقاوم التآمر العالمي علينا ونحفظ شخصيتنا المعنوية وكياننا المادي . 5. اعتمدنا على ضروريات حياتنا على اعدائنا سواء في السلاح او التقنيات ام الغذاء والذي لا يتماشى مع خصائص عناصرنا الانتاجية حتى نظل تابعين للغرب. 6. لقد سحق امتنا الفقر والجوع والجهل والمرض نتيجة للمخططات الظالمة التي طبقت في مجتمعاتنا الاسلامية . النقد : 1- تأكيد ان العولمة الامريكية لن تظل كثيراً وذلك حسب تأكيدات البروفوسور هنتغون الذي يعترف ان عدد من تأسرهم الامركة لا يمثلون واحد بالمئة من تعداد العالم . 2- ومن الاسباب التي لا تؤدي الى استمرار العولمة او وصولها الى مبتغاها انها طرحت نظاما فوق الايدلوجي لا يتحدد من خلاله مصالح الطبقات والامم والاجناس . 3 – نجد في المقالة ان الكاتب ركز في القوى المضادة للعولمة على العامل الاقتصادي والعامل القومي ونحن نرى انهما ليسا العاملان الوحيدان اللذان يمكن ان يكونا قوى مضادة للعولمة فنسي دور العامل الديني في مواجهتها خاصة الدين الاسلامي والتنشئة الاجتماعية والحركات الاجتماعية والعمالية التي تتخذ موقف ضدها . 4-لم يركز في المقالة على اثر العولمة بالمسلمين واهدافها وكيف يمكن مواجهتها 5- لم يوضح سلبياتها وايجابياتها التي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها 6- لم يحدد تأثيرات العولمة وعمقها على الواقع العربي 7 – يرى العلماء المسلمين ان الخطر يمكن ليس بالعولمة بقدر ماهو يكمن في سلبية المتلقي وهذا امر لم يناقشة الكاتب في مقالتة 8- اغفل هدف يعد من اهم اهداف العولمة المتمثل في القضاء على الدين الاسلامي والهوية والحضارة الاسلامية واللذي كان متمثلاً بنظرية صراع الحضارات
واتمنى ان يكون البحث قد ادى الغرض
منقول بتصرف
اسمحلي اخي الكريم 00 تم القضاء على الشيوعية لانها بالاصح عقيدة مكونة من عدم ولاكن الاسلام
لم ولن يتم القضاء علية بسهولة لانة يرتكز على معتقدات ودلائل واساس قوي ومتين وهو نواة العالم 000
فاذا نحن المسلمين تهاونا في نشرة والحفاظ علية فهذا لا شك فية سنكون فريسة سهلة 000
لعولمة قد تكون تغيراً اجتماعياً ، وهو زيادة الترابط بين المجتمعات وعناصرها بسبب ازدياد التبادل الثقافي ، فالتطور الهائل في المواصلات والاتصالات وتقنياتهما الذي ارتبط بالتبادل الثقافي والاقتصادي كان له دوراً أساسياً في نشأتها. والمصطلح يستخدم للإشارة إلى شتى المجالات الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، وتستخدم العولمة للاشارة إلى:
تكوين القرية العالمية: أي تحول العالم إلى ما يشبه القرية لتقارب الصلات بين الأجزاء المختلفة من العالم مع ازدياد سهولة انتقال الافراد، التفاهم المتبادل والصداقة بين “سكان الارض”.
العولمة الاقتصادية: ازدياد الحرية الاقتصادية وقوة العلاقات بين أصحاب المصالح الصناعية في بقاع الارض المختلفة.
التأثير السلبي للشركات الربحية متعددة الجنسيات، أي استخدام الأساليب القانوية المعقدة والاقتصادية من الوزن الثقيل لمراوغة القوانين والمقاييس المحلية وذلك للاستغلال المجحف للقوى العاملة والقدرة الخدماتية لمناطق متفاوتة في التطور مما يؤدي إلى استنزاف أحد الأطراف (الدول) في مقابل الاستفادة والربحية لهذه الشركات.
والعولمة تتداخل مع مفهوم التدويل ويستخدم المصطلحان للإشارة إلى الآخر أحيانا، ولكن البعض يفضل استخدام مصطلح العولمة للإشارة إلى تلاشي الحدود بين الدول وقلة اهميتها.