أخبار الساعة : أجواء قلق في منطقة الخليج العربي ..
Jul 3, 2008 – 11:06 –
أخبار الساعة / إفتتاحية ..
أبوظبي في 3 يوليو / وام / أكدت نشرة ” أخبار الساعة ” إن مجرد تهديد الآخرين والتلويح باستهداف مصالحهم الاقتصادية لن يفرز سوى مزيد من أجواء عدم الثقة عبر ضفتي الخليج العربي .. وبما يتنافى وتطلعات دول المنطقة إلى تكريس الأمن والاستقرار كي تتفرغ الشعوب الخليجية للعمل والإنتاج وخوض المعارك الحقيقية في التنمية والبناء .
وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان ” أجواء قلق في منطقة الخليج العربي ” .. ” لا تكاد منطقة الخليج العربي تتنفس الصعداء وتحاول الخروج من تأثيرات أزمة إقليمية حتى تفاجأ بأخرى ” .. موضحة أن الفترة الحالية تشهد سوقا رائجة للتصريحات والتحذيرات والتهديدات المتبادلة على خلفية احتدام ” الأزمة النووية الإيرانية ” وهو شأن ربما لا يعني ” دول مجلس التعاون ” في شيء حسبما يرى بعضهم سواء لأن هذه الدول ليست ساحة أو ميدان عمليات لتنفيذ التهديدات المتبادلة ولا حتى طرفا مباشرا في أية مواجهة محتملة من هذا النوع أو لأن الحروب بشكل عام لم تعد تدار بالأساليب والنظريات والأدوات التقليدية وأن أية مواجهة محتملة بين إسرائيل وإيران تحديدا سيكون لها طابعها العملياتي والقتالي الاستثنائي .. ولكن ما نراه ويراه الجميع أن قذائف التهديد من الجانب الإيراني تحديدا تتناثر وتتساقط لتطال جيرانها من ” دول مجلس التعاون ” ومصالحها الاقتصادية المباشرة فهناك تقارير إعلامية تنسب إلى بعض المسؤولين الإيرانيين فيها تصريحات تتضمن “سيناريوهات مفتوحة” للرد وتحريك “خلايا نائمة” موالية لإيران أو تعمل لحسابها أو استهداف منشآت نفطية خليجية أو إغلاق “مضيق هرمز” وغير ذلك من الأمور ذات التماس المباشر مع أمن دول المنطقة ومصالحها.
وأوضحت أن أجواء التوتر والقلق في منطقة الخليج العربي لا تخفى على أحد بل تعكسها تصريحات بعض المسؤولين من “دول مجلس التعاون” أو تجد صدى لها في مقالات الرأي المنشورة في الأيام الأخيرة في الصحف العربية والخليجية أو حتى في أسعار النفط التي ” تتحسس ” كل ما يصدر عن منطقتنا سلبا وإيجابا .. وتظل مؤشراتها على مدار الساعة بين صعود وهبوط بفعل ” طمأنة ” تصدر عن هذا الجانب أو تهديد ووعيد يطل من الطرف المقابل وبين هذا وذاك فإن مجرد تهديد الآخرين والتلويح باستهداف مصالحهم الاقتصادية لن يفرز سوى مزيد من أجواء عدم الثقة عبر ضفتي الخليج العربي وبما يتنافى وتطلعات دول المنطقة إلى تكريس الأمن والاستقرار كي تتفرغ الشعوب الخليجية للعمل والإنتاج وخوض المعارك الحقيقية في التنمية والبناء.
وأكدت أنه ” أيا كانت حقيقة ما يدور بين إيران والغرب وبغض النظر عن النوايا الحقيقية لأطراف الأزمة المثارة حول “البرنامج النووي الإيراني” .. فإن منطقة الخليج العربي تحبس أنفاسها تحت وطأة هذه الأزمة وبانتظار ما ستسفر عنه لعبة “القط والفأر” النووية التي تمارس بين إيران والمجتمع الدولي حيث تعلو نبرة الأولى وتلجأ إلى التهديدات حينا وتهدأ حينا آخر وتتحدث عن آفاق للحوار فيما ينقسم الطرف الثاني إلى فريق يتحسس سلاحه بين الفينة والأخرى وآخر يعصر أفكاره وخبراته وتجاربه بحثا عن مخارج وبدائل سياسية توفر طوقا للنجاة من مواجهة عسكرية محتملة في هذه المنطقة الحساسة من العالم… هذه اللعبة ترفع التكهنات والغموض شعارا وتوفر للمحللين ووسائل الإعلام سوقا رائجة للإثارة والتشويق محورها بل ضحيتها الأساسية أجواء الأمن والاستقرار التي تتمناها بل وتتشوق إليها الشعوب الخليجية التي دفع بعضها -ولا يزال- أثمانا باهظة لمغامرات عسكرية غير محسوبة وحروبا لا ناقة لهذه الشعوب فيها ولا جمل.
ورأت ” أخبار الساعة ” في ختام مقالها الإفتتاحي أن المشهد الراهن في ” الأزمة النووية الإيرانية ” زاخر بالتوقعات وحافل بالتكهنات في ترجمة مثالية لسياسة ” حافة الهاوية ” التي تمارس عبر الضغوط المتبادلة وسعي كل طرف نحو تعظيم مكاسبه وانتزاع أكبر قدر ممكن من التنازلات من الطرف الآخر والنتيجة -حتى الآن- هي إبقاء أجواء الأزمة معلقة وقائمة حتى تحسم البدائل الاستراتيجية والتفاوضية أو حتى إشعار آخر.
مل / زا / .
وام/د/ز ا