” لا تحاسدوا ،ولا تجاسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا ،
المسلم أخو المسلم :لا يظلمه ولا يحقره، ولا يخذلهُ ، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات –بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام
دمه وماله وعرضه”
رواه مسلم [386]
قال : “ولا تدابروا” فهل المراد ألا يولي بعضكم دبر بعض من التدابر الحسي؟ بمعني مثلاً أن تجلس وتذر الناس وراءك في المجالس. نعم هذا من المدابرة، ومن المدابرة أيضاً المقاطعة في الكلام
حين يتكلم أخوك معك وأنت قد صددت عنه ، أو إذا تكلم وليت وتركته ، فهذا من التدابر وهذا التدابر حسي.
وهناك تدابر معنوي ، هو اختلاف الرأي ، بحيث يكون
كل واحد منا له رأى مخالف للآخر ، وهذا التدابر في الرأي
أيضاً نهي عنه الرسول علي الصلاة والسلام.
وعندي أن من التدابر ما يفعله بعض الأخوة إذا سلم من الصلاة
تقدم على الصف مقدار شبر أو نحوه ، فهذا فيه نوع من التدابر،
ولهذا شكا إلى بعض الناس هذه الحال، قال بعض الناس إذ سلمنا
تقدم قليلاً ثم يحول بيني وبين الإمام، لا سيما إذا كان هناك درس
فإنه يحول بينى وبين مشاهدة الإمام ، ومعلوم أن الإنسان إذا كان
يرى المدرس كان أنبه له وأقرب للفهم والإدراك، فبعض الناس
يكره هذا الشيء ، لذا أيضاً ينبغي للإنسان أن يكون ذا بصيرة
وفطنة فلا تتقدم على إخوانك وتجعلهم وراءك، إذا كان بودك أن تتوسع فقم وتقدم بعيداً واجلس إذا كنت في الصف الأول،
وإن كنت في الصف الثاني تأخر ، أما أن تتقدم على الناس
وهم وراء ظهرك، فهذا فيه نوع من سوء الأدب .
وفيه نوع من التدابر.
فينبغي في هذه المسألة وفي غيرها أن يتفطن الإنسان لغيره،
وأن لا يكون أنانياً يفعل فقط ما طرأ على باله فعله،
دون مراعاة للناس ، ودون حذر من فعل ما يُنتقد عليه.
المرجع : شرح رياض الصالحين
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم