عجبتني قصة هذه الرجل وعجبني الموضوع لانه يحوي معلومات مفيدة عن قبلية نعيم وحبيت ان اشارك به رواد المنتدى

أحمد بن راشد بن لاحج (1860ـ1931)
ينحدر من فخيـذة آل بوشـامس من قبيلـة النعيـم

الوقت – بشار الحادي- قسم الدراسات والتطوير:
من القصص المشهورة في النضال الوطني البحريني قصة الشيخ عبدالوهاب الزياني وزميله الشيخ أحمد بن لاحج وقد علمنا قصة الزياني وتفاصليها من خلال ما سجله حفيده الوجيه راشد بن عبد الرحمن الزياني في عدد من كتبه، أما بن لاحج فلم نعرف عنه غير اسمه ولم تشر المصادر إلى أي شيء عنه، لا في قديمها ولا حتى في الحديث، والمهم الآن أن هذه الترجمة ترصد لنا حياة هذا الزعيم، منذ مولده وحتى وفاته وما جرى له في حياته من النفي والتشريد والإبعاد عن البحرين بسبب مواقفه البطولية تجاه المستعمر، وسنقوم بسرد القصة الحقيقية لهذا الزعيم المناضل، مُستندين في ذلك إلى الوثائق والمراسلات والتقارير إضافة إلى ما أفادتنا به أسرته مشكورة وأحفاده.
أحمد بن راشد بن لاحج
«1276-1350» «1860-1931»

هو: الزعيم المناضل، وتاجر اللؤلؤ المشهور، الشيخ أحمد بن الشيخ راشد بن سعيد بن سلطان بن ماجد بن لاحج النعيمي من آل بوشامس والمشهور بالفلاسي البحريني.
نبذة عن قبيلة نعيم
أقدم من أشار إليهم المستشرق الإنجليزي ج.ج لوريمر في كتابه (دليل الخليج) القسم الجغرافي (3/1719) حيث يقول ”النعيم: والمفرد نُعيمي، والنعيم قبيلة عربية مُهمة موجودة أساساً في عُمان، وأجزاء منها في البحرين، ويسكن بدو قبيلة النعيم في عُمان في كل المنطقة المتوسطة من رأس عُمان حتى قاعدتها، وتعتبر منطقة الجو التي تقع فيها واحة البريمي مركزهم الرئيسي، ولكنهم أيضاً في حي الظاهرة، وفي شرق سلطنة عُمان، وفي الغرب فإنهم يمتدون في منطقة الختم، والذي يقطنونه مع بني ياس والظواهر، وفي الشتاء فإن النعيم يرعون ماشيتهم في المنطقة الواقعة بين البريمي وصُحار، والنعيم عامل مهم في السياسة القبلية عند وادي رأس حتا، ولكن موطنهم الأساسي في الشمال هو سهل جيري، ويقتسمه قسم منهم هو الخواطر مع قبيلة الغفلة في اتجاه الشارقة .. وعدد البدو الرحل من النعيم في عُمان يقدر بـ 2500 نسمة تقريباً منهم 1100 نسمة في ساحل عُمان المتصالح و900 نسمة في سلطنة عمان و400 نسمة في عمان المستقلة. وكل نعيم عُمان سواء البدو أو المستقرين ينتمون لقسم أو اثنين ومن القبائل الأساسية: آل بو خريبان وآل بو شامس وكل منهما يمكن تقسيمه إلى أقسام أخرى، ويقال: إن آل بو خريبان ينحدرون من أصل واحد هو الخزرج، بينما ينحدر بنو شامس من الأوس، ويعتبر المركز الرئيسي للنعيم في عُمان هو واحة البريمي حيث توجد سيادتهم السياسية بالرغم من أنهم ليسوا الأغلبية العددية، أما في عجمان والحمرية وكلاهما يحكمهما شيوخ من النعيم فإن وضعهم أكثر أماناً منه في واحة البريمي في الوقت الحاضر… إلى أن قال يذكر مذهبهم: وهم سنيون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
النعيم المستقرون في البحرين
وننتقل الآن إلى القسم الآخر من قبيلة النعيم.. وهم أولئك الذين انفصلوا عن هيكل القبيلة العام منذ أجيال واستقروا في البحرين وقطر، والقسم غير البدوي من القبيلة موجودون فقط في جزر البحرين، حيث يملكون 60 منزلاً بأم الشجر، و50 منزلاً بحالة النعيم، و30 منزلاً بالشجيرة، و10 منازل بحالة السلطة، وقليل في الرفاع الغربي. وعددهم جميعاً 800 نسمة.
النعيم البدو في البحرين وقطر
يبلغ عدد البدو من النعيم خارج عُمان 2000 نسمة فيما نعتقد، ويسكنون قطر في الشتاء قرب الزبارة، وينزحون في الطقس الحار إلى البحرين حيث يقيمون مُعسكراتهم في الجزء الشمالي من الجزيرة الرئيسية، وبعضهم يقضي الصيف بجوار الدوحة في شبه جزيرة قطر، ويشتهر عن هؤلاء البدو أنهم يملكون جميعاً 100 حصان، و600 جمل، و1000 رأس من الغنم، و1000 رأس من الماعز، والأقسام المهمة من النعيم في هذه المنطقة هي نفسها التي في الجنوب أي آل بو خريبان وآل بو شامس.
الوضع السياسي للنعيم في البحرين وقطر
والنعيم في البحرين وقطر منفصلون تماماً عن الجسم الأصلي للقبيلة في عُمان.. وهم يعتقدون أن أجدادهم هاجروا من عُمان منذ بضعة أجيال بناءً على دعوة من العتوب.. وقد أصبح بعض النعيم الشماليين صيادي لؤلؤ ولكن الأغلبية رُعاة، ويعتمدون في حياتهم على رعي الحيوانات.. والنعيم في البحرين وقطر هم من السنة على مذهب الإمام مالك”.
هذه نبذة مختصرة أشار إليها لوريمر في كتابه (دليل الخليج) عن هذه القبيلة العريقة، وهو أقدم مصدر يشير إليها، أما المترجم له الشيخ أحمد بن راشد بن لاحج والذي ينحدر منها من فخيذة آل بوشامس فقد انتقل أجداده مع من انتقل من أفراد القبيلة وسكنوا في قطر مدة، ثم نزحوا منها إلى البحرين واستقروا في منطقة الحد على وجه التحديد بجزيرة المحرق، ومازال بعض أفراد هذه الأسرة يسكن منطقة الحد إلى اليوم.
أسرته
أما والده فهو الشيخ راشد بن سعيد بن سلطان النعيمي من كبار شيوخ قبيلة النعيم آل بوشامس، وكان رحمه الله من كبار النواخذة ومن تجار اللؤلؤ المشهورين، وعنده عدد من السفن الشراعية (الخشب)، وعدد ليس بالقليل من الخدم والعبيد والإماء، وقد تزوج ورزق بعدد من الأولاد والبنات وهم: سلطان، وعبدالله، ولاحج، وأحمد، وأما البنات فهما: سلامة، وفاطمة. أما والدة المترجم له فهي من أسرة البوفلاسة رحم الله الجميع.
مولده
ولد أحمد بن راشد بن لاحج في منطقة الحد من البحرين.
نشأته
وبها نشأ نشأة حسنة في أسرة محافظة مُتدينة، وأدخله والده الشيخ راشد بن سعيد إلى الكُتاب (المطوع) فتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب وحفظ قسطاً وافراً من القرآن الكريم.
عمله في البحر
اعتنى به والده منذ صغره واهتم بتعليمه أصول التجارة وأصول البيع والشراء فأتقن كل ذلك في وقت قصير، ثم بدأ والده بتعليمه علوم البحر فأدخله معه إلى إحدى سفنه، وعلمه قيادة وإدارة السفينة وكيف يتعامل مع الغواصين، وكيف يقوم بتجهيز السفينة وما هي المؤن التي يضعها لرحلة الغوص، وما إلى ذلك من علوم البحر والملاحة التي كان يتقنها النواخذة آنذاك، ثم قام والده بتعليمه أُصول حرفة اللؤلؤ وتدريبه على أنواعه وأشكاله وأحجامه وأوزانه، فأتقن كل ذلك، وبعد أن اطمئن الشيخ راشد إلى استعداد نجله الكامل للبدء بالتجارة أدخله معه إلى السوق وبدأ يتابع عمله في تجارة اللؤلؤ التي كانت في أوجها آنذاك، كان ذلك نحو العام 1294هـ (1878م) تقريباً.
رحلاته إلى الهند
يذكر أن والده الشيخ راشد بن سعيد كان يرسل نجله أحمد إلى بلاد الهند لأجل بيع محصوله من اللآلئ، كما يوصيه بشراء بعض الحاجيات من هناك، وعادة ما تكون هذه الرحلة سنوية لدى تجار البحرين فكل سنة يحصدون فيها محصولهم من اللآلئ يذهبون في آخرها لبيعه في الهند، كما تكون في فصل الصيف تجنباً للعواصف الرعدية والأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي عادة ما تكون في فصل الشتاء.
رحلته إلى العراق والشام
ويذكر العم محمد بن صالح آل بوفلاح – والمترجم له جده لأمه- أن أحمد بن لاحج كان يرحل في شبابه إلى العراق والشام لأجل طلب العلم، خصوصاً علوم الفقه والشريعة، فكان يستفيد من عدد من علماء العراق والشام في هذا المجال، وكما كان يقصد أهل العلم كان أهل العلم يقصدونه، وقد فتح مجلسه لاستقبالهم فكانوا يأتونه من داخل البحرين ومن خارجها لإلقاء المواعظ البليغة والخطب، ليس هذا فحسب بل كان يتباحث معهم ويسألهم عما يشكل عليه من أمور الشرع الشريف، خصوصاً وأنه كان ملتزماً بدينه التزاماً شديداً. ويضيف العم محمد آل بوفلاح أن الشيخ أحمد بن لاحج كان يزور العُلماء ويدعوهم لزيارة مجلسه ويتحاور معهم في أمور الدين، وفي المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك، وليلة الإسراء والمعراج، كما أن مجلسه مفتوح يومياً بمنطقة الحد لاستقبال الضيوف من داخل البحرين وخارجها.
زواجه وأولاده
تزوج أحمد بن لاحج في وقت مبكر كما هي عادة الأوائل ويذكر العم محمد آل بوفلاح أنه قد تزوج أربع زوجات، ورزق منهن بعدد من الأولاد والبنات وهم التالية اسماؤهم:
؟ الزوجة الأولى هي: السيدة عائشة بنت عبدالله بن كتفور المهيري، وهي أول زوجاته، ورزق منها بسعيد، ومحمد، وخليفة.
؟ والثانية هي: السيدة طفلة بنت شذي العتيبي، ورزق منها براشد، وسعيد، وقد ابتلاه الله تعالى بلاءً عظيماً حيث أصيبا بمرض الجدري وتوفيا نتيجة للتأثر به، وكان ذلك أيام إقامته في جزيرة دارين وقبل عودته إلى البحرين من المنفى – كما سيأتي معنا – ، كذلك رزق من السيدة طفلة العتيبي ببنت واحدة هي زينب.
؟ والزوجة الثالثة هي: السيدة عمشة بنت فهد المرزوق العجمي، ورزق منها: بخليفة فقط.
؟ أما الزوجة الرابعة فهي: السيدة فاطمة بنت عمرو، ولم يرزق منها إلا ببنت واحدة وهي غاية وقد انتقلوا جميعاً إلى رحمة الله تعالى.
آخر أولاده وفاة
هو السيد خليفة بن أحمد بن راشد بن لاحج النعيمي ولد سنة 1338هـ (1920م) بالبحرين وعمل موظفاً في أرامكو بالمملكة العربية السعودية من العام 1354هـ (1936م) إلى العام 1365هـ (1946م) ثم عمل مقاولاً في تركيب خزانات النفط في منطقتي رأس تنورة وبقيق وفي مد أنابيب النفط من المملكة العربية السعودية الى مملكة البحرين عبر الخليج العربي كذلك كان له نشاط كبير في إنشاء الطرق بالمنطقة الشرقية من السعودية وذلك إلى العام 1386هـ (1967م) وفي شهر رجب 1426هـ الموافق أغسطس/ آب سنة 2005م توفي إلى رحمة الله تعالى. له من الأولاد: أحمد، ومازن، وماجد، ومنذر، وفهد، وعمار، ومحمد، وأربع بنات.
معاركه مع الميجر ديكسون
يذكر العم محمد آل بوفلاح أن الإنجليز في تلك الفترة – بين العامين 1337هـ – 1339هـ (1919م – 1921م) – وخصوصاً الميجر ديكسون كانوا يريدون إذلال الأهالي واستثارتهم، وقاموا بوضع الخطط والمكائد لهذا الغرض، ومن ذلك ما أشار إليه بقوله: في إحدى السنوات قام الإنجليز بتحويط مناطق مُعينة في طرقات وشوارع البلد، وقاموا بتلوينها بلون مُعين وجعلوا على هذه الطرقات بعض الحُراس (النواطير) للمراقبة، وأعلنوا للأهالي أنه ممنوع منعاً باتاً المرور أو السير من هذه النواحي التي عينوها، وذكروا بأن الذي سيمر منها سيعاقب في المرة الأولى بدفع غرامة قدرها خمس روبيات، وفي المرة الثانية بالحبس، والقصد من ذلك كله استثارة الأهالي ومعرفة مدى رد فعلهم تجاه هذه التصرفات المستفزة، ويضيف العم محمد أن الشيخ أحمد بن لاحج كان لا يأبه بما يفعله الإنجليز من تصرفات، ويتحداهم بكل قوة وشجاعة فيقوم وهو راكب لحماره بالمرور في هذا الطريق الذي حظر الإنجليز السير فيه مُتعمداً، وبعد أن يمر يتم إلقاء القبض عليه فيقول لهم: هل تريدون خمس روبيات؟ هذه الخمس الروبيات خذوها!! فيزدادون غيظاً منه وحنقاً.
تأسيس «لجنة مقاومة الاستعمار البريطاني» بين العامين «1919 – 1921»
يذكر المناضل عبدالعزيز بن سعد الشملان في لقاء أُجري معه في (صحيفة أخبار الخليج) أن الشيخ سعد الشملان قد أسس هو ومجموعة من المناضلين منهم عبدالوهاب الزياني، وأحمد بن لاحج، وأحمد الشيراوي وغيرهم (لجنة مقاومة الاستعمار البريطاني) وذلك لمقاومة المستعمر، يقول عبدالعزيز الشملان عن هذه اللجنة ”عندما كنت طفلاً بالجفير شُكلت في ذلك الوقت (لجنة مقاومة الاستعمار البريطاني) في المحرق، وكان والدي سعد الشملان عضواً فيها حيث كانوا يجتمعون في مجلس الشيخ عبدالوهاب الزياني رحمه الله، وكان والدي يعود إلينا كل يوم عصراً راكباً جالبوت نملكها كان اسمها ”الوردة” كان قد اشتراها الوالد لهذا الغرض، وكان أحياناً يمضي أربع أو خمس ليال لا يعود فيها إلى الجفير.. وكان والدي سعد الشملان عضواً مُنتخباً في لجنة مقاومة الاستعمار البريطاني وهي لجنة علنية وأعضاؤها علنيون معروفون، ولكن اجتماعاتهم كانت سرية. وكنا حينها صغاراً -عدة أطفال- نقوم بدور المراسلين نجلب لهم البريد من المنامة”.
نستشف من كلام المرحوم عبدالعزيز الشملان أن هذه المجموعة من المناضلين ومن ضمنهم الشيخ أحمد بن لاحج كانوا يتواصلون فيما بينهم لكن ليس عن طريق البريد العادي، فهو مراقب من قبل الإنجليز، ولكن عن طريق إرسال الأولاد الصغار، فكل واحد منهم يرسل ولده الصغير إلى زميله الآخر كي لا يشك الإنجليز فيه، وبالتالي يلقون القبض عليه، وهكذا كانوا يتواصلون فيما بينهم ويتناقشون في القضايا التي تهمهم. لم نقف على شيء من تلك المراسلات المهمة، والسبب في ذلك هو خطورة ما يرد فيها من معلومات، والتي تقتضي من المستلم لها الإتلاف الفوري كي لا تقع في يد الإنجليز، ويقع هو في دائرة المساءلة.
وصول الميجر ديلي إلى البحرين
في العام 1339هـ (1921م) تم تعيين الميجر ديلي وكيلاً سياسياً في البحرين، يشير إليه وإلى أبرز صفاته الأديب أمين الريحاني بقوله ”إنه كان يكره العرب ويزدريهم، ويقاوم كل فكرة إصلاح في البحرين لا يكون له فيها الكلمة الأولى، ولا يرى حقاً في غير قوة، ولا عدلاً في غير سياسة التعسف والاستبداد”. يذكر أن ديلي كان حاكماً سياسياً في الديوانية برتبة كرنل إبان ثورة العشرين في العراق، وعُرف بسُلوكه المتعسف، وقد أهان عشيرة بني حجيم فثارت عليه العشيرة وكانت الجذوة الأولى لثورة العشرين، وحوصر في مركزه في الديوانية وهرب منها، فأنزلت الحكومة البريطانية رتبته من كرنل إلى ميجر ثم عينته وكيلاً سياسياً في البحرين.
وتشير التقارير الإنجليزية إلى أنه بعد استلامه لمهماته في البحرين قد جرت بينه وبين الشيخ أحمد بن لاحج كثير من الصدامات، والمشجارات، والمضايقات السياسية، والتي يلخصها لنا ديلي نفسه في أحد تقاريره التي رفعها إلى المقيم السياسي في بوشهر بقوله عن أحمد ”زعيم فئة صغيرة من السنة، ومُشاغب معروف!”، ولاحظ أخي القارئ وصف ديلي لابن لاحج بـ”المشاغب المعروف” وما في هذه الكلمة من مدلولات كثيرة وكبيرة، تدل على شخصية الرجل القوية والشُجاعة، كما وأن هذه العبارة تشير إلى ما دار بينهما من صدامات ونقاشات حادة. ثم وصفه الآخر له بأنه ”زعيم فئة صغيرة من السنة” وهذا أيضاً صحيح فقد نصبه أخواله البوفلاسة وجعلوا منه زعيماً وشيخاً عليهم بعد ما حصل نوع من الخلاف بينه وبين بعض شيوخ قبيلته النعيم.

9 thoughts on “أحمد بن راشد بن لاحج (1860ـ1931) ينحدر من فخيـذة آل بوشـامس من قبيلـة النعيـم

  1. شكرا أرباب على المعلومة……….

    مع الاسف توجد فئه الان تطالب بالغاء القبيله في الامارات وهذا سمعته على البث المباشر
    الغاء قبائل الخليج يعني الغاء تاريخ المنطقه

    شكرا ارباب واحياك الله

    أهلاً أخ، ،،،،،،،،،، و منو هاذيلا اللي يطالبون بالغاء القبائل؟؟؟ شو ما عندهم قبيلة و لا ما يعتزون بها ؟؟؟

  2. من خلال تتبعي للجزء الاول من الموضوع ومن خلال معلوماتي التي كسبتها من والدي وبعض كبار السن حول اصول القبائل الخليجيه وخصوصا القبائل التي كانت على ساحل عمان وعمان تعتبر صحيحه وشيقه لمن اراد ان يعرف تاريخ اهل الجزيره العربيه الاصلين
    احياء جيد منك اخي ارباب
    مع الاسف توجد فئه الان تطالب بالغاء القبيله في الامارات وهذا سمعته على البث المباشر
    الغاء قبائل الخليج يعني الغاء تاريخ المنطقه
    شكرا ارباب واحياك الله

  3. موضوع شيق قرأت الجزء الاول وساكمله لاحقا
    شكرا ارباب على المجهود الطيب

    كل الود

    العفو مشرفتنا

    واسعدني مرورج

    ارباب

  4. أحمد بن راشد بن لاحج (1860ـ1931)
    كان من أعضاء المجلس الممثل للقبائل الرافضين لما يسمى بإصلاحات بريطانيا

    الوقت – قسم الدراسات والتطوير – بشار الحادي:
    من القصص المشهورة في النضال الوطني البحريني قصة الشيخ عبدالوهاب الزياني وزميله الشيخ أحمد بن لاحج وقد علمنا قصة الزياني وتفاصليها من خلال ما سجله حفيده الوجيه راشد بن عبد الرحمن الزياني في عدد من كتبه، أما بن لاحج فلم نعرف عنه غير اسمه ولم تشر المصادر إلى أي شيء عنه، لا في قديمها ولا حتى في الحديث، والمهم الآن أن هذه الترجمة ترصد لنا حياة هذا الزعيم، منذ مولده وحتى وفاته وما جرى له في حياته من النفي والتشريد والإبعاد عن البحرين بسبب مواقفه البطولية تجاه المستعمر، وسنقوم بسرد القصة الحقيقية لهذا الزعيم المناضل، مُستندين في ذلك إلى الوثائق والمراسلات والتقارير إضافة إلى ما أفادتنا به أسرته مشكورة وأحفاده.
    خلاف بن لاحج مع قبيلته النعيم
    يذكر حفيده الأستاذ أحمد بن خليفة بن أحمد بن لاحج ـ بناء على النقل السمعي ـ أن جده الشيخ أحمد بن لاحج كان من الشيوخ ذوي المكانة في قبيلة النعيم، ولما حصلت بعض تدخلات الإنجليز المجحفة بحق شعب البحرين طلب من بعض شيوخ جماعته الوقوف معه ضد هذه التدخلات لكنهم لم يقفو معه بالشكل الذي هو يراه، وبالتالي فقد حصل بينه وبينهم نوع من الزعل وتكدرت الخواطر بهذا السبب، فقرر الشيخ أحمد بن لاحج ألا يكتب نسبه بـ’’النعيمي’’ في مراسلاته، احتجاجاً واعتراضاً على هذه المواقف السلبية، إنما نسب نفسه إلى أخواله فيقول في مراسلاته ‘’الفلاسي’’ نسبة إلى قبيلة البوفلاسة، وذلك لما وقف أخواله من قبيلة البوفلاسة مواقف مُساندة له وداعمة ومؤيدة – وسترد معنا بعض الوثائق التي تشير إلى ذلك -.
    زيارة الملك عبد العزيز آل سعود
    في العام 1340هـ (1922م) قام الشيخ أحمد بن لاحج بزيارة البديع والتقى هناك بشيوخ الدواسر كالشيخ أحمد بن عبدالله بن حسن الدوسري، والشيخ عيسى بن أحمد الدوسري وغيرهما وتباحث معهم في الموضوع الذي اتفقت عليه كلمة شيوخ العشائر وهو الخروج من البحرين احتجاجاً واعتراضاً على التصرفات اللامسؤولة والاستفزاز الذي تعرض له الأهالي من الميجر ديلي، وبعد أخذ الرأي والتشاور عقدوا العزم على السفر إلى الملك عبدالعزيز آل سعود سلطان نجد والحجاز آنذاك، وذلك لأخذ رأيه في هذه المسألة وترتيب منطقة لسُكنى القبائل النازحة من البحرين، وقد اتفق كبار الدواسر على أن يرأس وفدهم إلى الملك عبد العزيز الشيخ أحمد بن عبد الله الدوسري، كما رشحت القبائل الأخرى الشيخ أحمد بن لاحج نيابة عنها وذلك لما له من علاقة وثيقة تربطه بالملك عبد العزيز، وفعلاً قاما بالسفر إلى الرياض وهناك التقيا بالملك عبد العزيز وأخبراه بما يجري في البحرين من تدخلات وتصرفات طائشة وغير مسؤولة من الميجر ديلي، وطلبا منه إعطاء القبائل النازحة من البحرين اللجوء إلى أرضه، وتوفير الحماية لهم من بطش الإنجليز، فوافق الملك عبد العزيز على ذلك وأعطاهم منطقة الدمام وكانت خالية آنذاك، فشكره الوفد على تعاطفه وعلى موقفه الشهم والنبيل، وعادوا إلى البحرين ليخبروا الأهالي بما جرى هنالك. وهذا تقرير من الميجر ديلي إلى المقيم السياسي في بوشهر يشير فيه إلى رحلة الشيخ أحمد بن لاحج والشيخ أحمد الدوسري إلى الملك عبد العزيز ولقائهم به، جاء فيه ما نصه:
    ‘’من الميجر يس. ك. ديلي المعتمد السياسي في البحرين إلى صاحب الفخامة المقيم السياسي في بوشهر في 13 يوليو/ تموز 1922م (18/11/1340هـ).
    الموضوع: شؤون البحرين
    رداً على برقيتكم رقم 1218 أود أن أنقل لكم المعلومات التالية:
    لقد قام شيخ الدواسر وأحمد بن لاحج -والأخير زعيم فئة صغيرة من السنة ومشاغب معروف !!- بزيارة ابن سعود ومن الصعب معرفة ما دار في ذلك اللقاء ولكن الشيخ حمد بن عيسى أخبرني بما جرى، كما بلغتني الأخبار ذاتها من مصادر أخرى، وعلمت أن ابن سعود وعد بمساعدتهم إذا ما فرض حُكام البحرين الضرائب عليهم، أو حاولوا فرض الوصاية المباشرة، وفي حالة حدوث ذلك أعطاهم عدة خيارات:
    الأول: أن يستخدم مكانته لمساعدتهم إذا ما قاوموا الحاكم!!
    والثاني: إعطاؤهم أراضي ومساكن بديلة تجعلهم في وضع يسمح لهم بالتهديد بالهجرة من البحرين والإقدام على ذلك إذا ما استدعت الضرورة ذلك الأمر. وأود أن أعلق على هذا الموضوع وأضيف أن الدواسر رغم اعترافهم بالحاكم الشيخ عيسى بن علي إلا أنهم لم يعترفوا بالشيخ حمد ولياً للعهد، ويبدو أنهم راغبون في السيطرة على الجزيرة في المستقبل كما يبدو أن ابن سعود لا يدرك تلك الحقيقة !!’’. ومسألة سيطرة الدواسر على البحرين مسألة يريد أن يغطي بها الميجر ديلي على تعدياته وتصرفاته اللامسؤولة تجاه شعب البحرين، وإلا فإن قبيلة الدواسر من القبائل المعروفة المساندة والداعمة والمدافعة أيضاً عن حكام البحرين.
    تقرير تريفور
    وهذا تقرير آخر من الكرنل تريفور يشير فيه إلى زيارة الشيخ أحمد بن لاحج للملك عبد العزيز آل سعود جاء فيه ما نصه:
    ‘’بخصوص المراسلات التي انتهت بالبرقية 851 – َّ المؤرخة في 24 يونيو/ حزيران والمرتبطة بالإصلاحات في البحرين، يطيب لي أن أبلغكم أن الأمور لا تزال على حالها دون أي تغيير. ويبدو الآن أنه من المستحيل أن يقوم الشيخ بإدخال أية إصلاحات حيث كانت الوعود الأصلية أن تدخل تلك التعديلات، (والتي اعتقد أنه من الممكن إدخالها لو ثار الشيعة في البحرين) قبل شهر رمضان، ولكن الشهر قد بدأ، وعادة إذا ما وافق ذلك موسم الصيف فلا أحد يقوم بعمل أي شيء في رمضان.
    الشيء الآخر هو أن رجال القبائل العربية القوية والمقيمة في البديع والمنطقة الشمالية الغربية من الجزيرة قاموا بتجهيز سفنهم للغوص وأرسلوا ممثلين عنهم إلى نجد، وقد قابلهم السلطان عبد العزيز ووعدهم بالمساعدة وأقلق ذلك شيخ البحرين وبقية الشيوخ، حيث إن الجميع يخافون سلطان نجد والاخوان، ويعتقدون أنه سيساعد الدواسر في رفض الضرائب التي ستفرض عليهم بعد تطبيق الإصلاحات لأن ذلك سيؤثر على عائداتهم المادية، ولهذا لا أعتقد أنه ستكون هناك أية إصلاحات دون وجود ضغط على الشيخ’’. والمقصود في عبارة ‘’الممثلين عنهم’’ الشيخ أحمد بن لاحج والشيخ أحمد الدوسري كما سبق معنا.
    حادثة السوق
    وملخصها أن الميجر ديلي عندما أراد تشكيل وحدة من رجال الأمن (الشرطة) للمحافظة على النظام قام باختيار عناصر مُعينة من العجم دون غيرهم، كما أسند شؤون البلدية إلى رجل أعجمي، ونتيجة لهذا التصرف الاستفزازي فقد جرت احتجاجات عدة من قبل الأهالي وشيوخ القبائل والعشائر- إذ إن هذه المناصب الحساسة يجب أن يتولاها أهل البلد لا الأجانب ففي الفعل الذي قام به ديلي نوع من استفزاز مشاعر الشعب البحريني- ونتيجة لذلك فقد أرسلت عرائض عدة إلى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة فكان يعرضها على ديلي دون أن يجيب على هذه العرائض بشيء، وفي شهر رمضان من سنة 1341هـ (مايو/ أيار 1923م) حدث ما يخشى منه إذ جرى خِصام بسيط بين أعجمي ونجدي فكانت النتيجة أن رجال الأمن الذين عينهم ديلي ومتولي شؤون البلدية تعصبوا لجنسيتهم وتشجيع العجم على إطلاق الرصاص بدل وقف الصدام والتحقيق مع المتخاصمين، ولكن التعصب الطائفي غلب، فبدلاً من أن يقوموا بواجبهم عمدوا إلى تحويل الخصام البسيط إلى فتنة دموية نتج عنها عدد من الجرحى والقتلى، وقد قام حاكم البلاد بعد أن بلغته الأخبار عن هذه الفتنة بعزل رجال الأمن العجم واستبدلهم بوطنيين من أهل البلد، ففرح الأهالي بذلك وكتبوا عريضة إلى الشيخ عيسى بن علي يشكرونه فيها على تهدئة الوضع وتصحيحه وكان من ضمن الموقعين على العريضة: الشيخ أحمد بن راشد بن لاحج وذلك في 27 رمضان 1341هـ (13/5/1923م) ونصها:
    سعادة الأجل الهمام ملكنا المعظم المطاع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حرسه الله وأطال بقاه.
    بعد تقديم فرائض التحية وواجبات السلام، نتقدم إلى مقامكم السامي بغاية الشكر ونهاية الامتنان، على ما أبديتموه وأسديتموه نحو بلادكم ورعاياكم المتعلقين برعايتكم، المتفانين في محبتكم، من الأوامر التي أصدرتموها لإطفاء الفتنة وتأمين السُكان في الأرواح والأموال، ونزعكم البوليس الذي قد وقعت الفتنة من أسباب سلوكه، واستبدالكم إياه بمحافظين وطنيين لا يتحيزون لجنس دون جنس، وأملنا ثابت واعتقادنا راسخ في سعادتكم لما نعهده فيكم سابقاً من السهر على مصالح البلاد إنكم سوف تثبتون ما أمرتم بإجرائه ثباتاً دائماً وبذلك تحققون ما اعتقده رعاياكم في سجاياكم وأخلاقكم، ولا ننسى أن نرفع إليكم اعترافنا وشكرنا للمكرم عبد الله بن حسن القصيبي على ما أبداه من المساعدة في تسكين الفتنة وطم الهياج، هذا وما زلنا مخلصين لذاتكم مؤملين استمراركم على الاعتناء والحزم في مصالح البلاد والعباد، وتفضلوا عند الانتهاء بقبول خالص الشكر والولاء.
    تحريراً في 27 رمضان المكرم سنة 1341هـ (13/5/1923م).
    صحيح أحمد بن راشد بن لاحج البوفلاسة، صحيح علي بن صقر الجلاهمة، صحيح شاهين بن صقر الجلاهمة، صحيح محمد بن راشد آل بن علي، محمد بن صباح آل بن علي، جبر بن محمد المسلم، علي بن إبراهيم الزياني، عبد الله محمود، سلمان بن عبد الله، مبارك بن شاهين، أحمد بن سلمان بن أحمد، أحمد بن خميس الزياني، أحمد بن عبد الله الدوسري، صحيح خميس بن شاهين الدوسري، عبد الرحمن بن عبد الوهاب الزياني، محمد بن راشد المناعي، السيد عبد الله بن السيد إبراهيم، عبد الرحمن بن أحمد الوزان، صحيح يوسف بن عبد الرحمن فخروه، خليل.
    المجلس التشريعي أو اللجنة الوطنية
    في 15 ربيع الأول 1342هـ الموافق 26 /10/1923م وبعد خمسة شهور من عزل الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، انعقد المجلس الممثل للقبائل والمجموعات والأفراد الرافضين لما يسمى بإصلاحات بريطانيا، وفي ذلك المجلس اختيرت مجموعة تمثل القطاعات المشاركة كافة، وسمى البعض تلك المجموعة بالمجلس التشريعي أو المؤتمر الوطني كما يرد في السجلات البريطانية، وقد ذكروا فيها مطالبهم ونصها:
    ‘’أولاً: مطالب اللجنة الوطنية:
    1-أن يبقى الشيخ عيسى بن علي حاكماً للبلاد ويبتعد المعتمد البريطاني ديلي عن أمور البلاد الداخلية كما هو قائم بيننا وبين بريطانيا العظمى.
    2-أن يكون النظام قائماً على الشريعة والسنة المحمدية والمساواة، على أن يشمل ذلك أيضاً الأمور الخاصة بتجارة الغوص.
    3-إقامة أو تأسيس برلمان مُنتخب يراعي مصالح الناس ويناقش الأمور الخاصة التي تشمل تشكيل المؤسسات واللجان.
    4-تشكيل لجنة من أربعة أشخاص لديهم دراية تامة بأمور الغوص، على أن تحال إليهم القضايا المتعلقة بتجارة اللؤلؤ.
    5-أن يلتزم المعتمد البريطاني بالاتفاقيات الموقعة بين البحرين وبريطانيا العظمى ولا يتدخل في أمورنا الداخلية.
    6-لقد اخترنا اثني عشر شخصاً منا لتمثيلنا ومراعاة مطالبنا وهم: الشيخ عبد الوهاب الزياني، الشيخ عبد اللطيف بن محمود، السيد عبدالله بن إبراهيم، حسين بن علي المناعي، شاهين بن صقر الجلاهمة، محمد بن راشد بن هندي، أحمد بن قاسم الجودر، عيسى بن أحمد الدوسري، أحمد بن لاحج، جبر بن محمد المسلم، مهنا بن فضل النعيمي، محمد بن صباح البنعلي.
    هؤلاء هم الممثلون عنا وقد حلفنا أن لا نتحدث في أي شيء دون الرجوع إليهم كما أنهم لن يتخذوا أي قرار دون الرجوع لنا فيه، وسوف نبقى متحدين يداً واحدة’’.
    عريضة إلى رئيس الخليج
    في اليوم التالي 16 ربيع الأول 1342هـ (الموافق 27 أكتوبر/ تشرين الأول 1923م) قامت المجموعة المنتخبة من شيوخ القبائل والعشائر بالتشاور مع حاكم البلاد الشيخ عيسى، وتقرر من الاجتماع رفع جميع الحوادث والتعديات التي قام بها ديلي إلى رئيس الخليج وذلك لإطلاعه على تصرفاته، وهذا نص العريضة التي أرسلت إليه:
    حضرة صاحب الفخامة والسعادة الكولونيل تريفور الممثل السياسي لحكومة صاحب الجلالة البريطانية ورئيس قناصل الخليج. يا صاحب الفخامة لقد وقع في أثناء غيبتك من كبار الحوادث وعظائم الأمور ما شوش أفكارنا وحير عقولنا، لقد كان عهدنا بالحكومة البريطانية العدل والإنصاف وإكرام الشعب العربي والأخذ بيده، ولكن مع مزيد الأسى والأسف قد رأينا من معتمد الحكومة الحالي الميجر ديلي من الأعمال والتصرفات والميل إلى القلاقل والتعديات ما صادم السيرة البريطانية، وناقض تقاليدها نحو الأمة العربية، الأمر الذي جعلنا نلفت أنظاركم راجين من فخامتكم إرجاع الحق إلى نصابه بعد التحقيق والتدقيق في كل ما حدث في البحرين من القلاقل والفتن، بعد أن مضى عليها نحو قرن لم يسمع فيها بفتنة ولم يسفك فيها دم لتحيطوا علماً بالمسبب، وعهدنا بك الشرف وطهارة الذمة.
    يا صاحب الفخامة إن عيسى منذ رقي عرش بلاده حافظ أتم المحافظة على ما بينه وبين الحكومة البريطانية من الروابط والصداقة، ولقد عرض له أثناء السنين المارة ما يتضح به المخلص من غيره فلم يختر إلا الولاء لبريطانيا مُعتقداً بحق أنها إنما يجيبنا إلى ربط عُرى الصداقة وتوثيق أواصر المحبة رغبة في الخير العام المشترك، وبقصد معاونة الشعب العربي على النهوض، ولقد كنا شاكرين لها محافظتها بدقة على ما بيننا من اتفاق، غير أنه من تعين لدينا الميجر ديلي معتمداً والحال متغير رأساً على عقب، ولقد دلت أعماله وسيرته على أنه يجهل تمام الجهل منهج بريطانيا نحو العرب، على أننا صبرنا على شذوذه وتجاوزه الحد المعقول، وعولنا على عدم تصديعكم بالتبليغ عنه ريثما يتجلى له الصواب، ولكن خاب الرجاء فيه، وظل مواظباً على سياسته الشاذة المضرة والماسة بسمعة بريطانيا العظمى، وأخيراً منذ ثلاثة عشر يوماً وخمسة أشهر اشترك هو والكولونيل نوكس الذي يحمل حقداً قديماً للبحرين وحكومتها في القيام بما ينافي روح الصداقة، ويقوض دعائم ثقتنا وثقة شعبنا بحكومة صاحب الجلالة البريطانية لولا اننا نعلم انها لا تقرهما على هذا الاعتداء، هنالك لم نستطع التغاضي فسكتنا خواطر الأهالي ووعدناهم بإطلاعكم على تفصيل ما حدث، وهاك يا صاحب الفخامة بيانه:
    من الأمور الضارة التي قام بها الميجر ديلي تشكيل البوليس الأعجمي وإسناد شؤون البلدية إلى رجل أعجمي في بلاد عربية، قمنا واحتججنا وبعثنا العريضة إثر العريضة إلى الشيخ عيسى فكان يعرضها عليه دون أن يجاب لنا احتجاج، فلما أن كان رمضان حدث خصام بسيط بين عجمي ونجدي فكانت النتيجة أن البوليس ومتولي شؤون البلدية تعصبا لجنسيتهما وحظي العجم على إطلاق الرصاص. إن واجب البوليس حوز المتخاصمين والتحقيق ولكن التعصب الجنسي غلب فبدلاً من أن يقوم بواجبه عمد إلى تحويل الخصام البسيط إلى فتنة دموية، وبذلك تحقق ما توقعناه ونبهنا إليه.
    مضى على ذلك ثلاثة أيام وإذا بالكولونيل نوكس قد حضر في بارجتين بريطانيتين فتوقعنا الخير والعدول عن السياسة الضارة فأدهشنا وأذهل عقولنا إذ رأيناه يطلب من الشيخ عيسى الاعتزال، هذا أمر غريب!! أهكذا تكون عاقبة الصداقة البريطانية؟!! فلم نرض كما أن شيخنا عيسى لم يرض فاجتمعنا وتعاهدنا ولكن الكولونيل والميجر تجاهلا وجودنا بالمرة وأخذا بالوعيد والتهديد، وصارت البوارج ترسل أشعتها ليلاً على المدينة إيذاناً بالخطر إن لم نرض بهذا الاضطهاد، ولم يمض يومان حتى أقنعا الشيخ حمداً بكل إرهاب وتهديد إن لم يتول الأحكام بدل أبيه وكتبا للشيخ عيسى بالعزل عن سياسة بلاده، ثم إن الميجر ديلي عمد إلى الجمارك فأخذ وارداتها ووضعها في البنك الإنجليزي وتجاوز ذلك إلى المحاكم الأهلية فعطلها، وفتح محكمة واحدة ترسل لها الشكاوى وتعرض حالات تقتضي مدة مديدة حتى لو كانت جنائية أو مُستعجلة ونصب نفسه في هذه المحكمة ومعه الشيخ حمد وبذلك محى وجود حكومة محلية كل ذلك دون أن يحسب لنا حساباً كأننا لسنا من سكان هذه البلدة. هل ترضى بريطانيا العظمى أن يدوس معتمدها كرامة شعب مسالم لم يقف يوماً ما غير موقف الصداقة إزاء بريطانيا العظمى في الوقت الذي تسعى فيه للأخذ بناصر الشعب العربي ؟!!
    يا صاحب الفخامة إن مما وقع من الحوادث المشوشة للأفكار، الجارحة لعواطف العموم، حادثة القبض على أخينا أحمد بن عبد الله الدوسري بصفة مُزعجة وهي إرسال بارجة إلى البحر في مغاوص اللؤلؤ لجلبه، ولما بلغته حركة البارجة إليه حضر بنفسه وحال حضوره صدر عليه الأمر بدون مُحاكمة بالسجن والتغريم خمسة عشر ألف روبية، وأن يعترف على نفسه أنه عمل جناية فأبى ومكث في السجن مدة طويلة مع التهديد له ولعشيرته إن لم يسلم ولم يعترف فإن البارجة تضرب بلادهم بقنابلها وتسقطها عليهم، فعارض وطلب الإعلام بجنايته أو المحاكمة المشروعة لكل متهم فلم يجب، وبعد أن علموا تصميمه على عدم الاعتراف أخذوا غرامة قدرها خمسة عشر ألف روبية وأطلقوا سراحه لاشك أن ذلك من التصرفات التي لم يعهد لها نظير في التاريخ الحديث ولم نسمع لها نظير في علاقاتنا مع الحكومة البريطانية ولا في علاقة المعتمدين السياسيين مع غيرنا. يا صاحب الفخامة لقد حررنا إليك هذا وكلنا رجاء في أن يعود الأمر إلى أهله، وتتجدد ثقتنا بعدل بريطانيا وإنصافها، فإن خاب أملنا وأمل شيخنا الشيخ عيسى وتحقق ما يقوله المتطيرون من أن الوقائع إنما وقعت بأمر الحكومة الإمبراطورية وعلمها، فليكن معلوماً أننا لا نستطيع أن نعيش على هذا الضيم المتجاوز الحد ولا نستطيع ضبط عواطف الشعب الذي عزم بعضه على الارتحال وتجلى الهياج في بعضه. نحن نطلب العدل أو الإنصاف أو الرحمة، ارحمونا في بلادنا، وابقوا لنا شرفنا في أوطاننا، هذا وتفضلوا في الختام بقبول خالص الولاء والاحترام من المخلص.
    16 ربيع الأول 1342هـ – الموافق 27 أكتوبر 1923م
    الختم
    عيسى بن علي حاكم البحرين.
    الإمضاءات:
    عبدالوهاب بن حجي الزياني عنه وعن عشيرته الزياينة.
    أحمد بن راشد بن لاحج عن قبيلة البوفلاسة.
    شاهين بن صقر الجلاهمة عن قبيلة الجلاهمة.
    جبر بن محمد المسلم عن قبيلة المسلم.
    السيد عبد الله بن السيد إبراهيم عن قبيلة السادة.
    مهنا بن فضل عن قبيلة النعيم.
    محمد بن راشد المناعي عن قبيلة المنانعة.
    أحمد بن عبد الله الدوسري عن قبيلة الدواسر.
    محمد بن راشد آل بن علي عن قبيلة البنعلي.
    أحمد بن جاسم بن جودر عن قبيلة البن جودر.

    هذه المواضيع منقولة من صحيفة الوقت

Comments are closed.