الإيغور الحزين
هناك كثير من الشعوب الإسلامية التي لا نعرف عنها لا القليل ولا الكثير: متى دخلوا الإسلام؟ ومن هم؟ وأين؟ وماذا يفعلون؟

من هذه الشعوب .. شعب الأيجور الذي يعيش في جمهورية تركستان الشرقية التي تقع تحت الحكم الصيني حاليا.. ظهر منها علماء أثروا الحضارة الإسلامية كالسمرقندي والزمخشري وساعدت جيوشهم بصورة كبيرة في الفتوحات الإسلامية التي وصلت رومانيا وغيرها من الدول الأوربية.

يعد الدين الإسلامي واحدا من الأديان التي لاقت انتشارا واسعا بسبب الامتيازات التي يحملها في مكنونه، إضافة لما يمتلكه هذا الدين من بُعد في الرؤية التي تريد للبشر السعادة و العيش الرغيد في ضل الرحمة الإلهية التي لا تخلوا من عناية فائقة النظير وذات امتياز عن باقي الأديان السماوية الأخرى التي حُدثت برسالة الخاتم محمد صلى الله عليه وآله.
وطالما أن هذا الدين أوصى بحفظ ورعاية كل إنسان من خلال الحديث المروي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام والقائل (ان لم يكن أخ لك في الدين فهو نظير لك في الخلق).
“شعب الإيغور” الذي ينتمي للإسلام و لا نعرف عنه من أين ومتى وكيف دخل الإسلام. فهذا الشعب الذي يعيش في جمهورية تركستان الشرقية التي تحكمها جمهورية الصين.. ذو الأقلية من المسلمين في الغرب الأقصى من الصين، يعيشون حالة من العزلة المفروضة عليهم، ومن تقييد ممارسة حرية الشعائر الدينية، وممنوعون من استخدام لغتهم في المدارس.


وتعيش أقلية الإيغور المسلمة في مدينة “كوتشا” بإقليم تركستان (سينجيانغ) التي يحكمها الملك “داود محسود”، وهو الملك الـ12 الباقي من السلالة الملكية الحاكمة لهذا البلد.
إن مصير الملك العجوز مثير للشفقة، لأنه بعد أن كان قائدا لشعب الإيغور أصبح الآن معلما سياحيا يجر على عجلات بواسطة فتاتين صينيتين لكي يشاهده الزوار مقابل نحو 28.5 دولارا.
وقال بعض الإيغور إن المهانة التي يراها الملك داود هي علامة على ما يخبئه القدر لثقافتهم عموما في وجه حملة الحكومة الصينية القاسية لتوطين المزيد من أقلية “هان” الشيوعية الصينية في أرض الإيغور التقليدية الغنية بالنفط والمعادن. بحسب صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور”
ونقلت الصحيفة شكوى أحدهم من أنهم يشعرون بأنهم غرباء في أرضهم وأنهم كالهنود الحمر في أميركا أو التبتيين في التبت.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم إظهار أقلية الإيغور البالغة ثمانية ملايين نسمة بعض علامات الاستياء كالتي هزت التبت مؤخرا، فإن الحكومة الصينية تشعر بالقلق من نغمة “الانفصال” التي تتردد بينهم وهو خامس أكبر أقلية عرقية في الصين، خشية أن يكون تحت السطح الهادئ غليان أوشك أن يفور.
و إنه منذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949 تزايد عدد أقلية هان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6%، حسب الأرقام الرسمية، وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسية وعلى النشاط السياسي.بحسب قول الصحيفة
وأشار أحد الباحثين في “هيومان رايتس ووتش” إلى أن الإيغور في موقف صعب للغاية، لأنهم رغم قدرتهم على التمدن بين خيارين إما التمدن على حساب ثقافتهم وإما التهميش اقتصاديا.
وقال الباحث إن النشاط الديني بين المسلمين هناك يقلق السلطات الصينية التي تربط بين أي نشاطات دينية خارج الإطار الرسمي بالإرهاب والانفصال، كما أنها تضع لوائح تحظر على موظفي الحكومة المحلية الذهاب إلى المساجد وتمنع المعلمين من إطلاق لحاهم، والطلبة من إحضار القرآن للجامعة.
ومن المعلوم أن الإيغور يتكلمون لغة محلية تركمانية ويخطون بالكتابة العربية ولهم ملامح القوقازيين، وكانوا يشكلون 90% من سكان المنطقة، لكن هجرة الأقلية الصينية الشيوعية “هان” قوضت هذه الأغلبية المسلمة.

جغرافية تركستان

و تقع تركستان الشرقية في الترتيب التاسع عشر بين دول العالم من حيث المساحة، وتعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا وتشكل خمس المساحة الإجمالية للصين، تحدُّها منغوليا من الشمال الشرقي والصين شرقًا وكازاخستان وطاجكيستان شمالاً وغربًا، والهند وباكستان والتبت وكشمير جنوبًا.
وتضم تلك الأرض بين جنباتها صحراء “تكلمكات” المعروفة ” بالمهد الذهبي للحضارة الإنسانية” ومتنزهات “التون داغ” الطبيعية التي تعتبر جنة من جنان الدنيا، وطريق الحرير وهو الجسر الذي طالما ربط قارة آسيا وأوروبا، وبحيرتي “طانري” و”بوغدا” وهما من أحلى البحيرات في العالم، كما أنها تحوي العديد والعديد من الآثار القديمة للحضارات غير المكتشفة.
و تعد حضارتهم من أقدم الحضارات، وإن لم يتفرغ – وللأسف – أحد من باحثي الحضارات لدراستها حق الدراسة.
أما في العصر الحديث فيوجد في تركستان الشرقية التي تسمي اليوم اقليم(سينكيانج) 86 مدينة، يقوم الصينيون بإعادة تقسيمها وتسميتها، وتدار تحت مظلة الحكم الذاتي (اسمًا)، ويقدر العدد الحالي للسكان المسلمين ما بين (12 – 16) مليونًا نسمة، فهم يمثلون حوالي 90 -95% من سكان بعض المدن التركستانية.

تركستان و الإسلام

كيف دخل الإسلام تركستان الشرقية؟

كانت بداية وصول الإسلام إلى تركستان- بصفة عامة- في خلافةعثمان بن عفان” (رضي الله عنه) على يد الصحابي الجليل “الحكم بن عمرو الغفاري”، بيد أن مرحلة الفتح الحقيقية كانت في عهد الخليفة الأموي “عبد الملك بن مروان” على يد قائده الباسلقتيبة بن مسلم الباهليالذي تمكّن في الفترة من (83- 94هـ = 702- 712م) من السيطرة على ربوع التركستان ونشر الإسلام بين أهلها، ثم دانت لحكم العباسيين بعد سقوط الخلافة الأموية. وفي فترات ضعف الخلافة العباسية قامت في المنطقة مجموعة من الدول المستقلة، ثم حكمها المغول بعد قضاء “جنكيز خان” على الدولة الخوارزمية سنة (628هـ = 1231م).

وقد عرفت تركستان الشرقية الإسلام عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يحملون بضائعهم ومعها الإسلام في أي مكان يسافرون إليه، فقد كان طريق تجارتهم ودعوتهم طريقا واحدًا، فتوثقت العلاقات التجارية بين العرب والصين، وحصل بعض التجار المسلمين على ألقاب صينية رفيعة.

وتشجيعًا للتجارة التي كانت مقصورة على المسلمين في عهد أسرة “سونج” في القرن العاشر الميلادي- سنّت هذه الدولة قانونًا يقضي بعقاب كل من يسيء إلى التجار الأجانب؛ لذا وجدت جاليات إسلامية كبيرة في عدد من المدن، بالإضافة إلى وجدود بذور إسلامية في الصين عندما تعرض الإمبراطور الصيني “سو” لثورة وتمرد، فاستغاث بالخليفة العباسي “أبو جعفر المنصور” سنة (139هـ = 756م) فأرسل إليه أربعة آلاف جندي مسلم، وقد نجح الإمبراطور بمساعدتهم في القضاء على التمرد واستعادة عرشه، الأمر الذي أدى إلى استبقاء الإمبراطور لهؤلاء الجنود؛ فتزوجوا من صينيات، وأسهموا في غرس بذور الإسلام في البلد البعيد، وتشير بعض السجلات الصينية إلى أن الحكومة الصينية كانت تدفع بعض الأموال السنوية لأسر هؤلاء الجنود.

ولقد توطد الإسلام في تركستان الشرقية، سنة (322هـ = 934مبعدما دخل الإسلام الخان “ستاتول بوجرا”، الذي أصبح حاكمًا للإقليم، وأسلم لإسلامه معظم السكان، وبمرور الوقت أصبح شرق تركستان مركزًا رئيسيًا من مراكز الإسلام في آسيا.

وكان اسلام هذا الزعيم الكبير نتيجة للجهود الدعوية الخيرة وقد اسلم معه أكثر من مائتي الف خيمة (عائلة) أي ما يقارب مليون نسمة تقريبا وقد ضربت النقود باسم هارون بوغراخان حفيد ستوق بغراخان ووسع رقعة مملكته فشملت أجزاء من التركستان الغربية كما أرتقت البلاد في عهده في النواحي الحضارية المختلفة وكتبت اللغة التركستانية باللهجة الايغورية لأول مرة بالحرف العربي وكانت أوقاف المدارس تشكل خمس الارض الزراعية وقد تلقب هارون بن موسى هذا بلقب شهاب الدولة وظهير الدعوة ونقش هذا اللقب على النقود التي سكت في عهده سنة 332 هـ 992 م ولعب القراخانيون المسلمون هؤلاء دورا هاما في نشر الاسلام بين القبائل غير المسلمة ففي سنة 435 هـ 1043 م استطاعوا استمالة اكثر من عشرة الاف خيمة من خيام القرغيز الى الاسلام واظهروا الخضوع للخليفة العباسي وضربوا العملة باسم الخليفة القادر ودعوا له على منابر بلادهم وعرفت قبائل القرلوق وهم قبائل تركمانية بانهم كانوا من اوائل القبائل التركستانية الشرقية في الدخول الى الاسلام ومن بعدهم عرفت القبائل التغزغز والغز السلاجقة والعثمانيون بوقوفهم القوي مع الاسلام وكانت فتوحاتهم الواسعة في الاراضي التابعة للدولة الرومانية هي التي اعادت تشكيل اجزاء واسعة من خريطة الشرق الاوسط وتركيا الحديثة فيما بعد في التاريخ الوسيط ومع ذلك فقد كانت اجزاء أخرى من البلاد لا تزال في الوثنية تحارب الدعوة الاسلامية وتناصبها العداء بدعم من الصينيين ومن اشهر تلك القبائل الكورخانيون (الدولة الكورخانية) ويسمون ايضا الخطل او القراخطائيون وكان من ابرز زعماء المسلمين الذين تصدوا لهذه القبائل التركية غير المسلمة السلطان علاء الدين محمد الخوارزمي الذي انتصر عليهم في بعض المعارك ومن اشهر المعارك الفاصلة بين الاتراك المسلمين وغيرا لمسلمين موقعةطرازوهي المدينة التي انتصر على ابوابها القائد المسلم زياد بن صالح 134 هـ 751 م وساندت الامبراطورية الصينية الاتراك غير المسلمين بجحافل من القوات الصينية غير أن هزيمتهم وقتل اكثر من خمسين الف صيني واسر اكثر من عشرين الفا منهم انهى التدخل الصيني نهائيا بين الاتراك .

المعاملة العادلة:

أما خلفاء الدولة الإسلامية فكانوا يحرصون على إشراك أهالي البلاد المفتوحة في حكم بلادهم وإدارة شئونها، ويعد ذلك العصر الذهبي للدعوة الإسلامية بين الأتراك الشرقيين، فظهر منهم الجنود والقادة والحكام والعظام في العلم النبوي الشريف والحضارة الإسلامية أمثال: البخاري – مسلم – الترمذي – البيهقي – ابن سينا – محمد بن موسى الخوارزمي – الزمخشري – السمرقندي – عبد الله بن المبارك – الفضيل بن عياض – سفيان الثوري.

وتعد الدولة الإخشيدية الطولونية والسلجوقية من العنصر التركي الآتي من تركستان الشرقية، وكم كان للعنصر التركستاني من أيادٍ بيضاء في إنقاذ الأمة الإسلامية وصدِّ الزحف الصليبي عنها، كما كان لذاك الشعب من العوامل ما جعلته من أقوى الشعوب الإسلامية (مثل امتزاجه بالعنصر المغولي الذي يمتّ له بنسب قوي، وهم من أشد الجنود مراسًا)، فضلاً عن كونه من أكثر الشعوب تمسكًا بالعقيدة وصفائها، وحفاظًا على التراث الإسلامي ومجده، ودفاعًا عن الحضارة الإسلامية.

القمع الديني للإيغور


قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة هيومن رايتس في الصين، في تقريرها، أن الحكومة الصينية تقود حملة شاملة من القمع الديني ضد المسلمين الايغور الصينيين، تحت ذريعة محاربة النزعة الانفصالية والإرهاب.
ويستند التقرير الذي صدر بعنوان “ضربات مدمرة: القمع الديني للويغور في كسينجيانغ”، الذي جاء في 114 صفحة، على وثائق حكومية وحزبية تم كشفها سابقاً، إضافة إلى القوانين المحلية وإحصاءات الصحف الرسمية والمقابلات التي تم إجراؤها في كسينجيانغ. ويكشف التقرير للمرة الأولى التركيبة المعقدة للقانون والنظام والسياسات في كسينجيانغ التي تحرم الايغور من الحرية الدينية، وبالتالي حرية التنظيم والتجمع والتعبير. وفي الوقت الذي تحاصر السياسة الصينية والقانون الصيني المعمول به النشاط الديني والفكر حتى في المدرسة والبيت، تقول إحدى الوثائق الرسمية: “لا يجوز للأهل والأوصياء الشرعيين السماح للصغار بالمشاركة في النشاطات الدينية”.
وقال براد آدامز، مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش أن “الصين تستخدم القمع الديني كسوط في وجه الايغور الذين يتحدَون أو حتى يتذمرون من الحكم الصيني لكسينجيانغ. في حين يتمتع الأفراد بمجال أكبر من حرية العبادة في أجزاء أخرى من الصين. إلا أن الايغور المسلمين يواجهون تمييزاً وقمعاً موجهاً من قبل الدولة ويشبه الوضع ما يحدث في في التيبت، حيث تحاول الدولة الصينية تحريف الدين للسيطرة على أقلية عرقية”.
وتمتد الرقابة الدينية والتدخل القسري ليطال تنظيم النشاطات الدينية وممارسي النشاطات الدينية والمدارس والمؤسسات الثقافية ودور النشر وحتى المظهر والسلوك الشخصي لأفراد الشعب الايغوري. وتقوم السلطات المركزية بتقييم كل الأئمة سياسياً بشكل منتظم وتطالب بجلسات “نقد ذاتي”، وتفرض رقابة على المساجد، وتطهّر المدارس من المعلمين والطلاب المتدينين، وتراقب الأدب والشعر بحثاً عن إشارات سياسية معادية، وتعتبر كل تعبير عن عدم الرضى إزاء سياسات بكين “نزوع انفصالي” وهو يعتبر حسب القانون الصيني جريمة ضد أمن الدولة تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وفي الحد الأقصى، فإن الناشطين السلميين الذين يمارسون دينهم بطرق لا تروق للحكومة والحزب يعتقلون ويعذبون وأحياناً يعدمون. ويتم توجيه أقسى العقوبات لمن يتهمون بالتورط في ما يسمى النشاط الانفصالي، الذي يميل المسؤولون أكثر فأكثر إلى تسميته “إرهاباً” وذلك للاستهلاك الداخلي والخارجي.
وعلى المستوى الاعتيادي، يتعرض الايغور للمضايقات في حياتهم اليومية. إذ من المحظور عليهم تماماً، في مؤسسات الدولة بما فيها المدارس، الاحتفال في أيام عطلهم الدينية أو دراسة النصوص الدينية أو أن يظهر الشخص دينه من خلال مظهر شخصي ما. فالحكومة الصينية هي التي تختار من يمكن أن يصبح رجل دين، وما هي النسخة المقبولة من القرآن، وأين يمكن أن تعقد التجمعات الدينية، وماذا يمكن أن يقال فيها.
وقد صرح شارون هوم، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس في الصين بأن “بكين تنظر إلى الايغور على أنهم تهديد عرقي قومي على الدولة الصينية. ولأن الصين ترى في الإسلام دعامة للهوية العرقية الايغورية، فإنها اتخذت خطوات قاسية جداً لإخماد الإسلام بهدف إخضاع المشاعر القومية عند الايغور”.
وتكشف الوثائق التي تم الحصول عليها والمقابلات التي أجرتها هيومن رايتس ووتش وهيومن رايتس في الصين، عن نظام متعدد الأطر لمراقبة وضبط وقمع النشاط الديني للويغور. وكما أكد وانغ لقوان، سكرتير الحزب في كسينجيانغ، فإن “المهمة الكبيرة” التي تواجهها السلطات في كسينجيانغ هي “إدارة الدين وتوجيهه ليكون خاضعاً للمهمة المركزية في البناء الاقتصادي وتوحيد الوطن وحماية الوحدة الوطنية”.
ويذكر التقرير الجديد تفاصيل حول: النواظم الجديدة التي تحكم النشاطات الدينية في كسينجيانغ؛ الكراس الذي وزّع داخلياً عام 2000 على كوادر الحزب والحكومة حول تطبيق السياسة على الشؤون الدينية للأقليات، والذي يورد تفاصيل حول الكثير من الممارسات القمعية التي تم تشريعها لاحقاً على شكل قوانين. ومنها قوانين تمنع الصغار من المشاركة في أي نشاط ديني.
الوثائق التي تعترف بتزايد كبير في عدد الايغور المسجونين أو الموقوفين إدارياً لمخالفات دينية مزعومة ومخالفات تمس أمن الدولة، بما فيها “إعادة التربية من خلال نظام العمل” سيئة الذكر؛
القوانين التي تفصل في كيفية تصنيف شؤون الأقليات العرقية والدينية على أنها “أسرار دولة”.
وقد تم نشر بعض هذه الوثائق للمرة الأولى. ويمكن قراءة مختارات منها في ملاحق التقرير.
وقال آدامز: “تعتبر هذه الوثائق شديدة الحساسية ولذلك تم حصرها بالتداول الداخلي الحزبي والحكومي. وهي تستخدم بشكل تعسفي لخلق أساس قانوني لاستهداف الايغور ولتوليد الخوف لديهم من التجمع والتحدث في المشاكل التي يواجهونها أو التعبير عن هوية ثقافية بأسلوب مستقل”.
وقال هوم: “إن النظام الديني في كسينجيانغ متغلغل إلى درجة أنه يشكل شبكة قانونية يمكن أن تقنص أي شخص تريد السلطات اصطياده”.
ويشرح التقرير كيف تستخدم الصين أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 وما تلاها من “حرب على الإرهاب” للتغطية على استهداف الايغور. ورغم أن السياسات الدينية القمعية في كسينجيانغ سبقت أحداث 11 أيلول/سبتمبر، فإن الحكومة الآن تؤكد أنها تواجه حركة انفصالية يحرضها الإسلام ذات صلات بالجماعات الإرهابية العالمية و تنظيم القاعدة. ولكن بكين قوضت مصداقيتها لأنها محت الفروق بين الأعمال الإرهابية والمعارضة السلمية. ويزعم المسؤولون الآن، مستخدمين نفس منطق الكاتب جورج أورويل، أن الإرهابيين يتخذون الآن مظهر الناشطين السلميين.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة هيومن رايتس في الصين المجتمع الدولي للضغط على الصين لإلغاء هذه القوانين ووضح حد لسياساتها وممارساتها التمييزية ضد الايغور. وأكدت المنظمتان أيضاً على الحاجة إلى دحض التأكيدات الصينية القائلة إن كل الانفصاليين مجرمين أو مرتبطين بشبكات الإرهاب العالمي.
وقال آدامز: “يجب أن تمتنع كل البلدان عن تسليم الصين أي شخص ويغوري تزعم الصين أنه متورط في عمل إرهابي أو انفصالي أو عمل إجرامي آخر. فنظراً إلى سجل الصين في السابق، يخشى حقاً من أن يتعرض هؤلاء إلى التعذيب أو حتى إلى عقوبة الإعدام ما أن يتم تسليمهم إلى الصين”.

ثبات على الإسلام رغم التحديات
– تركستان.. كلمة مكونة من مقطعين “ترك” و”ستان وتعني أرض الترك، وهي بلاد واسعة في آسيا الوسطى مليئة بالكنوز والثروات.
– تقاسمتها الصين وروسيا قرونًا طويلةً بعد أن ضعُف أمر المسلمين بها : فاحتل الروس قسمها الغربي يضم دول (كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وتركمانستان) والذي تحرر مؤخرًا
– احتلت الصين في 1949م قسمها الشرقي “المعروف بتركستان الشرقية (إيغورستان) أو “سنكيانج
– الاسم الذي أطلقه الصينيون عليها لطمس هويتها الإسلامية
– سنكيانغ تعني المستعمرة الجديدة، أو الوطن الجديد
– تتمتع قديمًا بأهمية كبيرة في التجارة العالمية؛ فكان طريق الحرير المشهور يمر بها، ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية
– تقع تركستان الشرقية في أواسط آسيا الوسطى وتحدها من الشمال جمهورية روسيا الاتحادية ومن الغرب الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق ومن الجنوب باكستان وكشمير والتبت، ومن الشرق الصين الشعبية ومن الشمال الشرقي منغوليا الشعبية
– تبلغ مساحتها 1.828.417 كم2، أي خُمس مساحة الصين
– حسب الإحصائيات الصينية فإن تعداد السكان بها هو 9 ملايين نسمة تقريبًا إلا أن هناك جهاتٍ مستقلة قدرت تعدادهم بحوالي 25 مليون نسمة من الأتراك المسلمين، يتكلمون اللغة الإيغورية وهي إحدى فروع اللغة التركية، لكنها تكتب بالحروف العربية غالبية السكان من الإيغور، بالإضافة إلى أقليات من القيرغيز والكازاخ والأوزبك، وجميعهم يدينون بالإسلام وينتمون إلى العرق التركي إلا أن الصين عمدت إلى سياسة تهجير التركستانيين وإحلال الصينيين محلهم
– استولى الصينيون على تركستان الشرقية سنة (1174 هـ 1760م) بعد أن ضعف أمر المسلمين بها وقامت بينهم معارك دامية في عام 1759م ارتكبت خلالها القوات الصينية مذبحة جماعية قتل فيها مليون مسلم
– قامت الصين باحتلالها في عهد أسرة المانتشو عام 1760م وفرضوا سيطرتهم عليها حتى عام 1862م، لكن الشعب التركستاني لم يستسلم ولم يخضع للجبروت الصيني، بل استمرَّ في المقاومة حتى تحرير بلاده عام 1863م، وأقاموا دولةً مستقلةً إسلامية تحت زعامة “يعقوب بك بدولت” الذي استمرَّ حكمه 16 عامًا إلا أن الصراع الذي دار بين البريطانيين والروس خلال القرن 19 للسيطرة على آسيا الوسطى، وتخوف البريطانيين من أن ينجح الروس في ضم تركستان الشرقية (إلى أراضيهم، بعد أن سيطروا على معظم دول آسيا الوسطي المسلمة (تركستان الغربية فقاموا بمساندة الصينيين للسيطرة عليها، واستطاعت الجيوش الصينية الضخمة بقيادة الجنرال “زوزونغ تانغ” مهاجمتها واحتلاها مرةً أخرى في عام 1876م،
“ومنذ ذلك التاريخ سُميت باسم “شنجيانغ”، أو “سنكيانج”
– في 18 نوفمبر 1884م ضمها الصينيون داخل حدود إمبراطورية المنجو لكن الجهاد لم يتوقف، وتابع التركستانيون كفاحهم وثوراتهم ونجحوا مرتين الأولى في عام 1933، والثانية عام 1944م حتى نال الإقليم استقلاله بعد الثورة التي قادها الشيخ “علي خان”، إلا أنها لم تستطع الاستمرار طويلاً حيث قام الاتحاد السوفييتي بدعم الصين عسكريًّا وماديًّا للقضاء على هذه الدولة.
وفي عام 1949م قام “ماوتسي تونج” (الزعيم الصيني الشيوعي) بفرض سيطرته على المنطقة كلهاؤ ، وبمؤامرة روسية صينية مشتركة، تم القضاء على زعماء القومية الإيغورية والكازاخية في جمهورية تركستان الشرقية الوليدة حيث أيقن الروس أن هؤلاء المناضلين سيدعمون أشقاءهم في دول آسيا الوسطى المسلمةر في كفاحهم للتخلص من الشيوعية السوفيتية.
– تم تقسيم تركستان الشرقية إلى 6 مناطق، حكمتها الصين بقبضة من حديد فأغلقت المساجد وجرَّمت اقتناء المصاحف، والتعليم الديني وإقامة العبادات وأُجبر المسلمون على تعلم الإلحاد وتناول الأطعمة المحرمة وتحديد النسل، وبُنيت سجون عديدة ثم إلقاء الآلاف منهم داخلها باعتبارهم أخطر المجرمين على أراضيها، وعملت الصين على إلحاق الأذى بمسلمي تركستان
بكل ما أوتيت من قوة، فقامت بإجراء تجارب نووية على أراضيها
– في عام 1964م قامت بإجراء 35 تفجيرًا نوويًّا، دون أية تدابير لحماية المواطنين ما أدَّى إلى زيادة معدلات الإصابة بأمراض السرطان والتشوهات الخلقية وإن كان ماوتسي قد أعطى الإقليم حكمًا ذاتيًّا إلا أنه من الناحية الفعلية حدث العكس تمامًا فالحكم ودفته في يد الصينيين، وينفذه الموظفون التركستانيون بالإكراه وتقوم الحكومة الصينية بالتمييز ضد الشعب التركستاني وتهجيره؛ بهدف تغيير التوزيع السكاني بالإقليم وإحلال الصنيين محل التركستانيين
– عملت الحكومة الصينية على قطع الصلة بين مسلمي تركستان الشرقية بالإسلام والمسلمين، فمنعت سفر المسلمين إلى خارج البلاد كما منعت دخول أي أجنبي لتفقد أحوالهم، ومَن استطاع منهم الهروب إلى الخارج لم ينج أقاربه من العقاب في الداخل.
– منذ بداية الحكم الشيوعي وحتى الآن يعمل الصينيون على تذويب الشعب التركستاني في المجتمع الصيني وطمس هويته ومن وسائل التذويب التي يتبعها الصينيون في تركستان الشرقية
منذ سنين طويلة.. تشجيع الزواج بين التركستانيين والصينيين، وإلغاء اللغة الإيغورية من المؤسسات التعليمية والحكومية، وإحلال اللغة الصينية محلها. ولم يقف الظلم عند هذا الحد، بل قامت الصين بنهب ثروات تركستان الشرقيةالتي حباها الله كنوزًا هائلةً وحرمان أصحابها من خيرات بلادهم،من البترول والغاز الطبيعي، والذهب ومن الفحم الذي تنتج منه سنويًّا 600 مليون طن، وكذا اليورانيوم.
– قد استغلت الصين أحداث 11 سبتمبر، وركبت موجة الحرب على الإرهاب في قمع المسلمين الإيغوريين، واتهمتهم بالتطرف والإرهاب وموالاة حركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة، مع أنه ليس لهم أي علاقة لا بهذا ولا ذاك ، بهدف تضليل العالم بأن قضية الإيغور ليست قضية شعب وحقوق إنسان.



هل تعلم أن:

1- تحوي أرض تركستان الشرقية أكثر من 8 مليارات طن من احتياطي البترول، وتنتج منه 5 ملايين طن في العام.

2- احتياطي الأراضي التركستانية من الفحم يبلغ نصف احتياطي الصين من الفحم والسعرات الحرارية العالية جدًّا، فضلاً عن التربة الخصبة والأراضي الزراعية الوفيرة والإمكانيات المائية الهائلة.

3- يستخرج من أرض تركستان نحو 118 نوعًا من المعادن من أصل 148 نوعًا تنتجه الصين بأكملها.

منقول

17 thoughts on “أدخل لتتعرف على ….. الإيغور الحزين !!!!

  1. تسلم وجزاك الله خير

    اللهم انصر المسلمين في كل مكان …. وثبّتهم على الاسلام والايمان واتّباع سنّة نبيّك الكريم …

Comments are closed.