لا تختلف معاناة أهالي منطقة أذن النائية، 40 كيلومتراً أقصى جنوب شرق مدينة رأس الخيمة، عن باقي صور معاناة أهالي المناطق البعيدة والنائية، ومنها المجاورة لها، وتتمثل في حاجتهم الملحة للمساكن الجديدة، والطرق الحديثة الواسعة، ومركز صحي متكامل، وبعض المنشآت الترفيهية والرياضية لشباب وأطفال المنطقة .
يتطلع أبناء “أذن” إلى خدمات أفضل، في ظل مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الخاصة بتطوير المناطق النائية في الإمارات الشمالية، التي شهدت تحسناً ملموساً في الخدمات والبنية التحتية والمرافق العامة على مدار الأعوام الماضية، بفضل تنفيذ عدد من مشاريع المكرمة على أرض الواقع .
المواطنة شيخة علي عبدالله، من سكان المنطقة، وتبلغ من العمر 58 عاماً، توضح أن مساكن البلدة، التي شيدت من قبل وزارة الأشغال العامة قبل 37 عاماً، أصبحت معظمها بحاجة لعملية إحلال بعد تهالكها وهجرة ساكني بعضها منها، حيث باتت بعد رحيل سكانها مجرد بؤر للحيوانات السائبة والقوارض والحشرات الضارة، ما يهدد الصحة والنظافة العامة، مضيفة أن المنطقة تفتقر إلى مركز صحي متكامل يستقبل الحالات المرضية الطارئة على مدار الساعة، ويضطر الأهالي في ظل نقص الخدمات التي يقدمها مركز المنطقة الصحي، إلى تحمل معاناة الانتقال إلى مسافات كبيرة، لإيصال مرضاهم لمستشفى منطقة الذيد أو مستشفيات مدينة رأس الخيمة، عبر مسافة تقدر بنحو 40 كيلومتراً .
إن المنطقة بحاجة ماسة لتوسعة الطرق الداخلية والخارجية وإنارتها، وهي بحاجة ملحة أيضاً لأسواق منظمة ومتكاملة، تتوفر فيها المواد الغذائية، واللحوم، والأسماك، والخضراوات، إلى جانب صالة للأفراح، ومقصب صحي، ومركز للدفاع المدني .
المواطن المسن محمد بن حميد بن عيسى، لا يعرف سنه بالتحديد، إلا أن زوجته تقدره بنحو 103 أعوام، يقول: إن مساكن المنطقة وشوارعها تعاني العشوائية وعدم التنظيم، حيث شيدت المنطقة وفق قسائم سكنية مبعثرة وغير مرتبة، مما جعل طرقاتها ملتوية وضيقة وغير متناسقة ومفتقرة للإنارة ليلاً، مشيراً إلى أن المنطقة تفتقر للأسواق التجارية، وأفرع المصارف المالية والخدمات الترفيهية الخاصة بالشباب والأطفال .
ويوضح أن المنطقة بحاجة إلى إعادة إحلال بعض مساكنها ومؤسساتها التعليمية المتهالكة، ومن ثم إعادة بنائها وفق مخطط هندسي منظم ومتناسق، تمر من خلاله الطرق وأعمدة الإنارة بشكل حضاري، بعيداً عن العشوائية .
المواطن محمد علي مصبح، رب أسرة مكونة من 11 فرداً، يقول إن أهم مطالب أهالي المنطقة هي المساكن الجديدة المنظمة والطرق والخدمات الصحية المتكاملة . وتعاني المخططات الخاصة بالقسائم السكنية والطرق من عشوائية واضحة، في ظل انعدام التنظيم وغياب الإنارة فيها، فيما أصبحت نصف المساكن مهجورة من قبل ساكنيها، بسبب قدمها وتهالكها وتساقط معظم سقوفها وجدرانها .
إن شباب المنطقة يفتقرون إلى فرص وظيفية مناسبة، إضافة إلى المراكز الترفيهية، التي تعنى بمواهبهم وأنشطتهم وهواياتهم المختلفة .
الشاب المواطن راشد محمد علي، عاطل عن العمل، يقول إنه يعاني من البطالة ومحدودية فرص التوظيف من قبل عدد من الجهات المعنية في الدولة، بسبب عدم حصوله على الشهادة الثانوية العامة، ولا يعرف كيف يتمكن من العمل والعيش والتأهل للزواج وتكوين أسرة، في ظل ظروفه تلك، مضيفاً أن شباب المنطقة يعانون عدم توفر النوادي والمراكز الشبابية والترفيهية، التي تعنى بهوياتهم وطاقاتهم ومواهبهم، في حين لا توجد حديقة أو منتزه يشكل متنفساً للأهالي، يقضون فيه أوقاتهم أيام العطل والجمع .
المواطن علي عبدالله المزروعي، يوضح أن المنطقة لم تنل احتياجاتها من المساكن الملائمة، حيث أصبحت نصف المساكن المشيدة فيها مهجورة، بعدما استحال على ساكنيها البقاء تحت أسقفها وجدرانها المتهالكة، في حين تعاني مخططاتها السكنية وطرقاتها الداخلية والخارجية من العشوائية والافتقار إلى التنظيم .
ويضيف أن الأهالي بحاجة ماسة لمركز صحي متكامل، يقدم خدماته الطبية على مدار الأربع والعشرين ساعة لسكان المنطقة والمناطق المجاورة، التي تعاني المشكلة ذاتها، نظراً لبعد المستشفيات الحكومية عنها، لافتاً إلى أهمية الخدمات الاخرى، كمقاصب ذبح الحيوانات الصحية، والبنوك، والحدائق العامة، والملاعب الخاصة، بالفتية والشباب .
أحمد عوض حماد، إمام مسجد الشيخ راشد بن سعيد في المنطقة، يقول إن المنطقة شهدت إعادة إحلال مسجد المنطقة من قبل الجهات المعنية بحكومة دبي، بعد أن عانى مسجدها السابق من القدم والتهالك، مضيفاً أن المنطقة بحاجة ماسة للطرق الحديثة والواسعة، إضافة للإنارة الليلة، في حين أن المنطقة والمناطق المجاورة لها بحاجة ملحة لمستشفى متكامل، تتوافر فيه خدمات الطوارىء على مدار الأربع والعشرين ساعة، بسبب افتقار العيادات والمراكز الصحية المتوفرة لتلك الخدمات .
وأن المنطقة تفتقر لمركزين للدفاع المدني والشرطة، حيث شهدت أذن عدة حوادث، تسببت بخسائر جسيمة للأهالي، نتيجة بعد المراكز الأمنية عن المنطقة .
المواطن الشاب سعيد المزروعي، يرى أن هاجس شباب المنطقة المقبلين على الزواج هو الحصول على مسكن مناسب، يأويهم مع أسرهم بعد الارتباط، بينما يحجم معظم شباب المنطقة عن الزواج في الوقت الراهن، بسبب شح السكن، وأن المنطقة بحاجة لإعادة الحياة إلى مساكنها المتهالكة والمهجورة، وإعادة تخطيط طرقاتها وإنارتها، إلى جانب الخدمات الأخرى، كتأهيل مزارعها وإنشاء المتنزهات والحدائق العامة والمراكز الشبابية الصيفية، ومستشفى متكامل ومصارف .
عبدالله يوسف آل عبدالله، رئيس دائرة الأشغال والخدمات العامة في رأس الخيمة، أوضح أن المنطقة تعتبر واحدة من المناطق النائية في الإمارة، التي تسعى الدائرة إلى تقديم كافة الخدمات إليها وأفضلها، ويتوجب على الأهالي كتابة ملاحظاتهم وطلباتهم، ومن ثم تقديمها للدائرة، لدراستها ومعرفة جدواها، والعمل على تنفيذها بأقرب فرصة ممكنة .
مصدر مسؤول في وزارة الصحة، أوضح أن الوزارة تسعى إلى إنشاء مركز لسيارات الأسعاف يتمتع بموقع جغرافي مناسب بين مناطق الغيل، وأذن، والعيم، وكدرة، والمنيعي، الواقعة ضمن حزام المناطق النائية، جنوب إمارة رأس الخيمة، تكون مهمتها نقل الحالات الطارئة من المصابين والمرضى للمستشفيات القريبة في إماراتي رأس الخيمة والفجيرة، التي تبعد عن تلك المناطق في المتوسط حوالي 50 كيلومتراً .
وأكد المصدر أن المراكز الصحية الموجودة في تلك المناطق لا تتوافر فيها الخدمات الصحية المتكاملة حالياً، وتعمل لساعات محددة خلال فترات النهار .
العقيد عبدالله الزعابي، مدير إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة، أوضح أن الإدارة تسعى بعد افتتاح مركز “كدره” خلال العام الماضي إلى افتتاح مركز آخر يخدم أذن، والغيل، ووادي كوب، وما يجاورها من مناطق أخرى، وتم إجراء دراسة كاملة وتفصيلية عن جدوى بناء المركز الجديد، ومن المؤمل البت في تنفيذه من عدمه خلال الفترة القادمة .
راشد المزروعي، مسؤول منطقة أذن، يقول إن المنطقة أسوة بباقي المناطق المجاورة، كالغيل، والحنية، ووادي كوب، والعيم، والعيس، يفتقر أبناؤها للمساكن الجديدة، حيث أصبح معظمها بحاجة إلى عملية إحلال، بعدما تهالكت جدرانها وسقوفها، في حين يعاني الشباب المقبلين على الزواج من انعدام فرص الحصول على السكن، مما يضطرهم للانحشار مع أسرهم بعد الزواج داخل “علب كبريت”، أو العزوف عن فكرة الارتباط وتكوين أسرة جديدة، مضيفاً أن “أذن” تعاني من ضيق الطرق، وعشوائية القسائم السكنية، التي شيدت عليها منازل الأهالي .