لا أعلم صدقاً من اين أبدأ ..

فقد أصاب أصابعي الوهن مايسعفها على التصفح فقط ..

كثيرة هي الأشياء التي أود ان أشارككم بها ..

ففي كل مره أخرج بها من عالمي الصغير أرى ما يعلم على قلبي وعقلي وقد يشوه
برائتي التي ظننت انها معي بكل الأعمار ..

كثير هو الحديث حد أختناقه بالدموع ..

نعم الدموع فهي لغة البوح التي أتقنها ببراعه ولكني لست ملامه فأنا أنثى هشة المشاعر حتى وأن تظاهرت بالصلابه ..

لكن دموعي هذه المره تختلف فلم أذرفها لفرح ولا لحزن أو لقصيدة حزينه سمعتها أو قصه مؤثره قرأتها ..

ذرفتها لأجل رجل لا أعرفه بكيت لبكائه الذي صعق البعض وضحك منه البعض الاخر ..

من المبكي أن أرى رجلا يبكي كطفل فهذه الدموع لم تتنازل عن كبريائها إلا لانها صادقه ..

فقد نشأنا في مجتمع يجرد الرجل من مشاعره فكم سمعنا ورددنا (لاتبكي وخلك رجل ) (الدموع للحريم )

نشأنا على أن دمعة الرجل ثمينه ولا تنزل إلا لأمر عظيم.

للأسف مجتماعاتنا الشرقيه تربي فينا مايناقض الفطره أحيانا وتجعله عيباً لايغتفر حتى بات بعض رجالنا اشد قسوة
من الحجاره كي ينالوا فخر الرجوله المطليه بالكمال ..

لاأستثني نفسي فكم رددت تلك العبارات على مسامع ابني وحاولت جاهده أن اغرس فيه الجلاده والقدره على التحمل .

ليس لاني مؤمنه بتلك العبارات، لكني مضطره لتطبيقها في مجتمع يطبق ما لا يؤمن به ..

( ماأقساني من أم لامنع دمعة طفل بريئه لأغرس فيه بلاده تتناسب وميول مجتمعي ) ..

//
سأحكي لكم مارأيت علكم تعذروني …
كنت بقسم الطواريء بأحد المستشفيات ولعل مابي لا يستحق الذكر وكنت أنتظر الأجراءات وبالممر رجل يجر جسمه
مثقلا بالهموم تبدو عليه علامات التعب كأغلب المنتظرين بهذا القسم لكن همه كان أكبر من همومهم ..
كان يدخل لبرهه لغرفه مجاوره فيرتفع صوت بكاء أمراه فيخرج ليمشي بالممر مرة اخرى …
ولأن الأرض ملساء تحته زلت قدمه وسقط .. وكانت تلك السقطه القشه التي قصمت ظهر البعير ..
اندفع البعض حوله ليساعدوه بالنهوض .. لكنه أشار بيديه ليبتعدوا وأسند رأسه على ركبتيه
واخذ يبكي كبكاء الأطفال .. أبتعدوا عنه وكان لسان حالهم يقول كل هذا بسبب سقطه !!
رفع راسه وبدأ يلملم أغراضه .. وقف ورأى الكل ينظر إليه بتعجب ..
قال وهو يمسح دموعه لي أبن توفي قبل أربع سنوات بمرض تكسر الدم ولم أذرف عليه دمعه واحده لاني رجل وهذا
أبني الثاني دخل بغيبوبه بنفس المرض ( الله يلعــــ الرجوله اللي تخلينا حــ….. )

قال هذا ليبرر دموعه وليثبت أنه لم يبكي من ألم السقطه أوخجلا منها ..

فكانت هذه السقطه مثابة المتنفس لهذا الرجل اجاره الله في مصيبته وعوضه الله خيرا ..

//

لابد أن يبكي الرجال ليشعروا بانسانيتهم صحيح ان دموعهم غاليه لكن لاعيب من نزولها فما ينبض بصدورهم قلب
فأذا عصى الدمع مره تلو الاخرى تصبح الاعين متحجره والقلب يذرف الدموع بدلا عنها ..

//

همسة / استثني من الرجال سابقي الذكر من يسترخص دموعه لأن فريقه الذي يعشقه
خسر أو فنانه المفضل ببرنامج ستار اكاديمي طلع نومنيه!!! أمحق رجال

فليس كل الرجال رجال وليست دموعهم سواء

//

ودمتم بسعاده بعيداً عن الحزن والدموع


9 thoughts on “أراك عصي الدمع شيمتك الصبر

  1. قال الرسول عليه الصلاة والسلام :

    اللهم إني أعوذ بك من عين لا تدمع وقلب لا يخشع ودعوة لا يستجاب لها

    وقال الله تعالى :
    ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً

    ومن السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله
    رجل ذكر الله خالياً فـ فاضت عيناه “

    فلماذا لا تبكي ؟
    والبكاء متنفس للضغوط العاطفية ..
    البكاء رحمه وخشية وخوف وحزن ومحبه وامتنان ..

    لا تكابر دموعك ..
    من الناس اليوم من لا تدمع عيناه حتى لوفاه أمه أو أبيه
    القلوب تحجرت والمدامع جفت
    وفي لحظات الدفن .. يستنجد دموعه ويجاهدها حتى تهطل
    علها تسعفه من ذاك الموقف المحرج !!

    سبحان الله !!

    الغاليه روع ــة
    المنتدى اليوم مب بس منور إلا مزهر ومورق
    تألقتِ في عيون المقال وعيون قرائه ..

    ربي يحفظج الغلا ..

  2. مع إحترامي لكل الردود.

    و مع تفهّمي لنفسيات كل الرجال و النساء و الأطفال.

    بس يبقى في نظري، أن على الرجل عدم البكاء إلا “للشديد القوي“.

  3. قدوتي محمد صلى الله عليه وسلم وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم وهو يقول عن ابنه حين وفاته ,,

    ان القلب ليخشع وإن العين لتدمع وإنا على قراقك ياأبراهيم لمحزونون ,,,

    والله لاانهى ولا انهر دمعتي ان تنزل هي رحمتي التي انعم الله علي , لتنزل متى شاءت تكفي انها من مغلتي حبيبتي ,,

Comments are closed.