توقع ادوارد النجار مدير عام شركة أبوظبي لمواد البناء “بلدكو” ان تحقق الشركة أرباحاً لا تقل عن 60 مليون درهم خلال النصف الأول من هذا العام، وقال إن هذه الأرباح تشكل حوالي 82% من مجمل أرباح عام 2005 بالكامل والبالغة 71 مليون درهم. مشيرا إلى ان أداء الشركة جيد وقوي، ونتوقع أن تستمر الشركة في هذا الأداء خلال السنوات المقبلة خاصة وأن سوق مواد البناء يتوقع استمرار نموه خلال الخمسة عشر عاما المقبلة نظرا للطلب الشديد على هذه المواد في ظل مشاريع البناء والعقارات الضخمة في دبي وابوظبي. وقال في حوار مع “الخليج” إن خطة الشركة الاستراتيجية خلال السنوات الثلاث المقبلة العمل على توسيع أعمالها في مجال صناعة مواد البناء في اطار خطة التكامل في عملها مابين التجارة في مواد البناء وتصنيعها. وأضاف النجار: يجري العمل حاليا لاقامة مصنع للطابوق وآخر للحديد، فيما لا تزال الدراسات جارية لاقامة مصنع للاسمنت، مشيرا إلى ان حجم الاستثمار في هذه المشاريع يصل إلى
ما هي خطة شركة بلدكو خلال السنوات الثلاث المقبلة؟
منذ تاسيس الشركة عام 1975 ونحن نعمل في مجال التجارة في مواد البناء كالطابوق والحديد، وبعد 31 عاماً من تأسيس الشركة، ومع تطور ونمو الاقتصاد الوطني وما يشهده قطاع البناء والتشييد والقطاع العقاري من طفرة خلال السنوات الاخيرة مع التوسع العمراني والنمو السكاني الكبير في الدولة، فقد وضعنا استراتيجية جديدة للشركة تتمثل في القيام بعمليات التصنيع لمواد البناء التي نقوم بالاتجار فيها في السوق المحلي عوضا عن استيرادها من الخارج وبهدف تكامل عمليات الشركة بحيث تتكامل العملية التصنيعية مع العملية التجارية.
أنتم تخططون اذاً للقيام بعملية تصنيع لمواد البناء ماهي مشاريعكم التصنيعية التي تخططون لها وما هو حجم الاستثمار فيها؟
لدينا خطط لمشاريع صناعية نعمل على تنفيذها خلال السنوات المقبلة على اكثر تقدير بقيمة استثمارية تقدر بنحو 175ر1 مليار درهم تقريبا. أول هذه المشاريع هو اقامة مصنع للحديد “الدرفلة” في منطقة المصفح في أبوظبي بقيمة استثمارية تقدر مابين 180-200 مليون درهم، والمشروع الثاني هو اقامة مصنع للطابوق “العازل الحراري” في دبي بكلفة استثمارية تقدر بنحو 60- 75 مليون درهم، وهذان المشروعان من المتوقع ان تبدأ العمليات التشغيلية فيهما بعد سنتين ونصف تقريبا، اما المشروع الثالث فهو مشروع اقامة مصنع للاسمنت وهذا المشروع مازال تحت الدراسة ومن المتوقع ان يتم اختيار موقعه اما في امارة رأس الخيمة او امارة الفجيرة، وتقدر كلفة هذا المشروع بنحو 900 مليون درهم، ونتوقع ان يتم انجاز هذا المشروع بعد الانتهاء من الدراسات خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ما الذي دفعكم للتفكير في عملية التصنيع لمواد البناء بدلا من استيرادها؟
تعلمون أن المنافسة أصبحت قوية وشديدة في السوق المحلي، حيث زاد عدد التجار والموردين لمواد البناء، وأدى ذلك إلى تقليل حصص الشركات المتنافسة في السوق، وقد شهد السوق أيضا منافسة غير طبيعية واغراق من قبل تجار وموردين من الخارج وهو ما أدى إلى التأثير السلبي في الشركات العاملة في السوق، وهذا من شأنه أن يؤثر في العائد، ولذا كان لابد من الاتجاه إلى العملية التصنيعية لمواد البناء بهدف تنويع مصادر الدخل وتحسين ايرادات الشركة وربحيتها لينعكس ذلك ايجابا على المساهمين.
ما عدد الشركات التي تعمل في مجال تجارة مواد البناء في السوق المحلي؟
يوجد في السوق المحلي حوالي 6 شركات بنفس حجم شركتنا، لكن هناك أعداداً كبيرة من الشركات الصغيرة تعمل في السوق.
ما هو حجم سوق الحديد في الدولة؟
حجم الاستهلاك من الحديد في السوق يصل ما بين 8ر3مليون طن هذا العام بمعدل شهري 316 ألف طن، وبقيمة تصل إلى 645 مليون درهم شهرياً فيما يصل حجم الاستهلاك من الحديد في السنة إلى نحو 7ر7 مليار درهم ، من المتوقع ان يرتفع حجم السوق إلى 5ر4 مليون طن عام 2007 والى 6 ملايين طن عام ،2009 وحصتنا كشركة بلدكو من السوق تصل إلى 15% حاليا، ونحن الآن نستورد الحديد من تركيا ومن قطر ونقوم بشرائه أيضاً من مصنع الحديد في المصفح والاتجار به في السوق المحلية.
وفقا لتوقعاتكم لحجم سوق الحديد في الدولة فإن معدل النمو خلال السنوات الثلاث المقبلة يصل إلى 58%، أي بمعدل نمو سنوي حوالي 3ر19%، هل هذا النمو الكبير هو مادفعكم للتفكير في انشاء مصنع للحديد، وما حجم طاقته الانتاجية ؟
بالتأكيد إن النمو الكبير في سوق الحديد عامل رئيسي دفعنا للتفكير والاستثمار في مصنع للحديد، ونحن نتوقع ان يستمر النشاط العقاري في دبي لمدة 7 سنوات مقبلة، ونتوقع ايضا ان تمتد فترة النشاط العقاري في أبوظبي ما بين 10- 15 سنة، ولذا فإن الاستثمار في هذا المجال سيكون جيدا وله انعكاسات ايجابية على تحسين موارد ودخل الشركة خلال الفترة المقبلة خاصة، وان الطاقة الانتاجية للمصنع ستكون 5ر1 مليون طن سنويا وسيتم تسويق الانتاج في السوق المحلي، وهو انتاج غير مخصص للتصدير لأن الطلب في السوق المحلي سيكون كبير جدا وقد يصل إلى 6 ملايين طن سنويا خلال السنوات الثلاث المقبلة.
أين أنتم من مرحلة التنفيذ لمصنع الحديد وهل تفاوضتم مع شركات أجنبية لاقامة المصنع أو ادخالها كشريك استراتيجي؟
نحن الآن في المرحلة النهائية من المفاوضات مع شركتين ايطاليتين لإقامة مصنع الحديد.
وما هو حجم سوق الطابوق في الدولة؟
هناك طلب كبير على الطابوق في إمارة دبي في ظل المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا، لكن في أبوظبي فهو طلب ضعيف نسبيا لأن المشاريع العقارية العملاقة في أبوظبي لم تبدأ لغاية الآن في مرحلة التنفيذ الفعلي لعمليات البناء بشكل كبير، ومتوقع أن تبدأ هذه مرحلة خلال العام المقبل، وهذه المشاريع ضخمة تقدر كلفتها بأكثر من 300 مليار درهم، ونعتقد أن هناك جدوى اقتصادية لاقامة مصنع للطابوق تابع للشركة نظراً لأن الطلب سيزداد بشكل كبير مع بدء عمليات تنفيذ البناء لهذه المشاريع، اضافة إلى وجود المشاريع الحالية التي يجري تنفيذها في دبي وامارات أخرى في الدولة.
هل هناك شركات أجنبية ستعتمدون عليها لإقامة مصنع الطابوق؟
بالتأكيد سنتعاون مع شركة ألمانية لبناء مصنع الطابوق في دبي.
وماذا عن مصنع الاسمنت الذي تخططون لإقامته في الدولة، وما حجم سوق الإسمنت في الدولة؟
اقامة مصنع للاسمنت بالنسبة لنا مازال تحت الدراسة، ومتوقع أن يتم التعاون مع شركة أوروبية لاقامة هذا المصنع عند الانتهاء من الدراسة، وانتاج المصنع سيكون لتلبية حاجة السوق المحلية وللتصدير أيضاً. والمتابع لسوق الاسمنت العالمي يجد أن هناك ازمة في هذا السوق الذي يشتد الطلب فيه على الاسمنت خاصة وان هناك توجهاً أوروبياً للتخفيف من مصانع الاسمنت لديهم لأسباب بيئية، ولذا فإن نمو الطلب على الاسمنت سيبقى مستمراً لاعتبارات التوجة الأوروبي هذا، ولزيادة الطلب على منتجات وخدمات قطاعي البناء والتشييد والقطاع العقاري السكني والتجاري. أما بالنسبة لحجم السوق فهو بحدود 16 مليون طن عام 2006 اي ما قيمته 32ر4 مليار درهم على أساس سعر الطن حاليا 270 درهمآً، ومتوقع ان يرتفع حجم السوق إلى 19 مليون طن عام 2007 أي بمعدل نمو 19%.
في ظل المعطيات الايجابية التي ذكرتها عن نمو الطلب على مواد البناء، ما هو تقديركم لمعدل نمو اعمالكم خلال السنوات الخمس المقبلة ؟
نحن الآن نركز اعمالنا بنسبة 90% في دبي، وبالتأكيد سيزداد حجم الاعمال بشكل كبير مع بدء تنفيذ المشاريع العقارية في أبوظبي ، وهذا سينعكس على معدل نمو أعمالنا وحجم مبيعاتنا وربحيتنا التي ستنعكس بشكل ايجابي على مساهمي الشركة ، ونتوقع ان يكون معدل نمو اعمالنا خلال السنوات الخمس المقبلة اكثر من 20% وفق تقديراتنا المتحفظة حيث ان معدل نمو الاعمال بنسبة 20% خلال الفترة المقبلة سيكون سهل الوصول اليه في ظل معطيات نمو في القطاع العقاري وخاصة في ابوظبي. ونتوقع ان تزداد ايرادات الشركة مع الانتهاء من عملية التوسعات الجديدة وبدء عمليات التشغيل لهذه التوسعات المتعلقة في اقامة مصانع الطابوق والحديد والاسمنت.
توسعاتكم الجديدة تحتاج إلى نحو 175ر1 مليار درهم، هل تفكرون في زيادة رأس المال وماهي مصادركم لتمويل هذه التوسعات؟
لايوجد حاليا تفكير لزيادة رأس المال، وقد قمنا برفع رأس المال عام 2005 من 48 مليون درهم إلى 200 مليون درهم، وتمت زيادته أيضا هذا العام إلى 300 مليون درهم، وقد كان ذلك بهدف رفع الملاءمة المالية للشركة واستعدادا لمواجهة متطلبات التوسعات الجديدة. وفيما يتعلق بمصادر تمويل هذه التوسعات فإن لدينا خيارات التمويل من القطاع المصرفي وخياراً آخر وهو ادخال شريك اوشركاء استراتيجيين، حيث نفكر في شريك استراتيجي أوروبي لمصنع الاسمنت.
خلال الفترة الاخيرة فتحتم باب الاستثمار في اسهم الشركة أمام الأجانب بنسبة 25%، هل كان ذلك مقدمة لدخول شركاء استراتيجيين في الشركة؟
ما ذكرته صحيح ونحن نفكر في شريك استراتيجي يسهم في نقل التكنولوجيا التي نحتاجها، ولكن ايضا فان احد دوافعنا لفتح باب الاستثمار أمام الأجانب يتمثل في تنشيط حركة الاستثمار وتعزيز ثقة المستثمرين في أسهم الشركة.
ماهي توقعاتكم لنتائج أعمال الشركة خلال النصف الأول من هذا العام ؟
خلال الربع الأول من هذا العام حققنا ارباحاً صافية مقدارها 2ر35 مليون درهم زادت بنسبة 7ر142% مقارنة مع أرباح نفس الفترة من عام 2005 ، ونتوقع أن لا تقل ارباحنا خلال النصف الأول من هذا العام عن 60 مليون درهم، وتشكل هذه الارباح المتوقعة حوالي 82% من مجمل أرباح العام الماضي بأكمله والبالغة 0ر71 مليون درهم؟
يثير البعض ملاحظات حول مصدر هذه الأرباح، ويقولون انها جاءت من الاستثمار في السوق المالي بنسبة كبيرة، ما تعليقكم على ذلك ؟
لابد من التأكيد أولا ان لدينا سيولة جيدة في الشركة، ولابد من توظيف هذه السيولة بما يحقق تعظيم الارباح والعائد للمساهمين الذي وعد بها مجلس الادارة والادارة الجيدة هي التي تكون قادرة على توظيف السيولة والموارد المالية والبشرية لديها وبما يعزز من العائد والربحية للمساهمين.
أخذتم موافقة من هيئة الاوراق المالية لشراء 5% من اسهم الشركة ما هي دوافعكم لهذا الشراء؟
مبدئيا قرار شراء الشركة ل 5% من اسهمها نابع من أهمية الدفاع عن أسهم الشركة وتعزيز ثقة المستثمرين في الاستثمار في الشركة، ونحن على قناعة أن سعر السهم الحالي هو أقل من قيمة العادلة خاصة اذا نظرنا إلى مكرر الربح الذي يصل إلى 10 مرات في حين ان المكرر في الوضع العادي هو مابين 14-15 مرة، ونعتقد أن عملية شراء الشركة لاسهمها عملية تخدم المساهمين والمستثمرين وتعزز الثقة في الاستثمار في الشركة، ونعتقد ان السعر العادل لسهم الشركة هو أكثر من 5ر4 درهم.
منقول الخليج