الخليج / حمدي سعد /
قالت مصادر شركات المقاولات والمكاتب الاستشارية العاملة في الدولة انها بريئة من التقديرات المرتفعة في تكلفة أو تسعير القدم المربعة وإن السعر يخضع لحسابات تقديرية قائمة على معطيات أسعار مواد البناء في السوق المحلي، كما أن طرق شركات المقاولات في حساب تكلفة التنفيذ مختلفة مما يجعلها متباينة في كثير من الأحيان .
وقدرت المصادر نسبة الارتفاع في قيمة تنفيذ القدم ب40%، وأن هذه الزيادة مرتبطة في الأساس بارتفاع أسعار مادتي حديد التسليح والاسمنت، مطالبة بضرورة فتح أسواق غير تقليدية وجديدة للاستيراد لهاتين المادتين .
وأعربت شركات المقاولات عن تخوفها من مواصلة مواد البناء ارتفاعها مسجلة مستويات جديدة على اعتبار ان هذا من شأنه التأثير على قطاع المقاولات بشكل كامل وتأخير اطلاق مشروعات جديدة انتظاراً لثبات الأسعار على أقل التقديرات .
وأضافت الشركات أنها أصبحت مضطرة لادخال بند “تحوطي” يكفل لها الاحتراز من تحمل خسائر بسبب ارتفاع المواد مستقبلاً وأن هذا البند يلتزم به المالك، اضافة إلى المقاول ارتفاعاً وانخفاضاً حسب أسعار مواد البناء في السوق .
الجودة ونوع المشروع يحددان السعر
يقول ماجد السويدي رئيس شركة ماجد هلال للمقاولات: إن كل شركة لها تسعيرتها الخاصة بها في تقدير تكلفة القدم الواحدة، لاعتبارات أهمها من وجهة نظره الجودة في التنفيذ وحسب نوع المشروع (تجاري، فلل، بنايات سكنية)، بالإضافة إلى أن تقدير السعر يخضع لحجم المشروع، فحساب قيمة 50 ألف قدم في مشروع غير حساب 5 آلاف وهكذا .
وعن متوسط ارتفاع أسعار القدم في المقاولات يقول السويدي: إن السعر زاد مؤخراً بنسبة تصل إلى 40% بشكل عام، للأسباب التي أصبح يعرفها الجميع في السوق، حيث ارتفاع أسعار مواد البناء بشكل كبير .
ويقول إن سعر القدم في البنايات التجارية خلال 2007 كان يتراوح بين 300 و310 دراهم، وحالياً يبدأ السعر من 400 درهم في دبي يقل نسبياً في الإمارات الشمالية .
أما في الفلل فيتراوح السعر حالياً بين 500 و،520 وذلك حسب المواصفات التي يطلبها الاستشاري أو المالك مثل طلب واجهات ألمنيوم كاملة أو رخام أو أطقم حمامات مستوردة من الخارج كل ذلك يسهم في رفع تكلفة القدم .
ويضيف السويدي: في وقت سابق كان مقاولو الباطن لهم تقديرات مختلفة في أسعار التنفيذ مبنية على توافر العمالة الماهرة والانخفاض النسبي في أسعار مواد البناء، اضافة إلى وجود تلاعب في التشطيبات النهائية للمبنى .
ترقية المواصفات ترفع التكلفة حتماً
يؤكد المهندس عطا الله حسين موسى المدير التنفيذي في شركة الروابي للمقاولات أن سعر القدم في المقاولات في الشارقة وعجمان قبل 6 أشهر كان يتراوح بين 190 و220 درهماً وقبل عام كان يتراوح بين 150 و170 درهماً لكنه حالياً يتراوح في أقل التقديرات بين 260 و280 درهماً لدى شركته .
ويضيف أن هناك معايير متبعة في تقدير سعر القدم في البنايات ذات الأدوار المرتفعة، فكلما زاد عدد الأدوار زاد السعر بسبب تشوين المواد وتجهيزات ضخ الخرسانة في هذه الأدوار العالية، اضافة إلى أن أجور العمالة في هذه البنايات المرتفعة تفوق كثيراً أجورهم في الفلل أو الشبرات والمستودعات وغيرها من المباني التي تركز على التوسع الأفقي . ويشير إلى ان ارتفاع سعر القدم مرتبط بالضرورة بترقية بعض المواصفات، فعلى سبيل المثال الفلل التي يستخدم فيها الرخام والجرانيت وأطقم الحمامات الفخمة وواجهات الألمنيوم والخشب من نوعيات خاصة تختلف عن التي تستخدم السيراميك المحلي أو الطلاء العادي .
ويؤكد موسى أن المقاولين أصبحوا يترددون في دخول مناقصات أو اعطاء أسعار في تنفيذ المشاريع الجديدة خوفاً من تقلبات الأسعار وعدم القدرة على تحديد توجهاتها في الفترة المقبلة .
الشركات مضطرة إلى الالتزام بالشروط
يؤكد المهندس منصور حماد مدير عام شركة الصرح العربي للمقاولات أن نسبة الارتفاع في سعر القدم ارتفعت خلال الشهور القليلة الماضية بنسبة تتجاوز ال40% بشكل عام وفي جميع أنواع المباني، ويضيف “شركات المقاولات لا تجد في الغالب مفراً من الالتزام بمواصفات المكاتب الاستشارية في التنفيذ عالي الجودة، فهناك على سبيل المثال مكاتب استشارية تضع مقاسات كبيرة في حجم الخرسانات المسلحة وهذا يرفع بطبيعة الحال سعر تنفيذ القدم في المباني” .
ويشير حماد إلى ان أسعار التنفيذ في الفلل في الشارقة تبدأ من 300 إلى 400 درهم وفي المباني المكونة من أرضي وأدوار قليلة تتراوح بين 270 و350 درهماً للقدم الواحدة أما في البنايات العالية فيمكن ان تصل إلى 400 أما في دبي فيتراوح السعر بين 450 و500 درهم للقدم . ويقول: إن المكاتب الاستشارية يمكنها خفض تكلفة القدم من خلال التقليل من حجم الخرسانات أو الاستعانة في التشطيبات بالمواد المحلية الموجودة في السوق بدلاً من المستوردة .
مبانٍ غير تقليدية ترفع سعر القدم إلى 5000
يقول المهندس أحمد رمحي من شركة دبي للتطوير إن تقديرات أسعار القدم في عمليات الإنشاء تخضع اضافة إلى أسعار مواد البناء إلى تصميمات المباني المختلفة واختلاف تصاميم الأدوار مع رفع بعض البنايات لتصل الأسعار في بعض البنايات الفاخرة ذات التصميمات غير التقليدية إلى أكثر من 5 آلاف درهم للقدم، مشيراً إلى ان هذه الأسعار لا تشمل المراحل الأولى والتي تسمى مراحل تحت التأسيس .
ويقدر رمحي أن الأسعار في الفلل تختلف كلياً عن أسعار البنايات التجارية بفارق أكثر من 20%، مؤكداً ان اسماء شركات المقاولات الشهيرة أصبح لها أسعار خاصة نظراً لقدرتها على الانجاز في مواعيد محددة وبجودة عالية وأسماء المشاريع التي أنجزتها كذلك .
بنود إلزامية في العقود الجديدة
يشير المهندس محمد عبدالمنصف الاستشاري لدى شركة رواد الخبرة للاستشارات الهندسية إلى أن تقدير سعر القدم حالياً لدى شركات المقاولات، يتوقف على سعر حديد التسليح والاسمنت في السوق المحلي وأصبح النص على ارتفاع أو انخفاض أسعار الحديد والاسمنت في العقود الجديدة لازماً للمالك قبل المقاول وقبل ذلك لم يكن المالك يتقبل مثل هذه البنود الالزامية أو النص عليها، لكن الآن الملاك والمطورون يتقبلون الأمر تقديراً لظروف الأسعار .
وعن الأسعار يقول عبدالمنصف: إن أسعار 2005 على اسوأ الظروف للقدم كانت تتراوح بين 200 و250 درهماً، والآن تصل في دبي إلى 500 درهم، وتصل إلى 50 أو 100 درهم في الإمارات الشمالية . ويشير إلى توقف كثير من شركات المقاولات الصغيرة على وجه التحديد عن توقيع عقود مشاريع جديدة انتظاراً لتكشف حالة السوق وأسعار مواد البناء والخرسانة الجاهزة .
140 درهماً سعر القدم في 2003
يقول المهندس عامر البابير مدير عام شركة (كي سي سي) الفردان للمقاولات: إن تفاوت سعر القدم من شركة مقاولات إلى أخرى يكاد يكون بسيطاً في الوضع العادي، لكن التفاوت الكبير يحدث بسبب ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في عمليات البناء ونسبة استخدامها ودولة المنشأ التي يتم الاستيراد منها . ويضيف: إن اختيارات الملاك في بعض المواد الخاصة في التشطيب النهائي تجبر المقاول على رفع سعر القدم وتتراوح نسبة الارتفاع في هذه الحالات بين شركة وأخرى بين 7% و15% . أما بالنسبة لتطور سعر تنفيذ القدم فيقول المهندس عامر: إنه يذكر ان سعر القدم في 2003 في المباني التجارية وسكن العمال لم يكن يتجاوز 140 درهماً وتطور وصولاً إلى 200 درهم، ثم قفز اليوم إلى 290 و300 و420 درهماً، مشيراً إلى ان نسبة ربح المقاول تتأرجح غالباً بين 10 و15% وأن هذه النسبة تتآكل بفعل ارتفاعات أسعار مواد البناء .
نظام “كوست بلاس”
يقول المهندس ياسر عبدالحميد مدير عام شركة فن العمارة للاستشارات الهندسية إن نظام “الكوست بلاس” يندر استخدامه في الإمارات نظراً لتطلبه ثقة تامة بين المقاول من جهة والمالك والمطور من جهة أخرى .
ويضيف ان نظام “الكوست بلاس” يقدم على حساب التكلفة الاجمالية للمبنى أياً كان نوعه بواقع فواتير ثم حصول المقاول على نسبة ربح يتم الاتفاق عليها مسبقاً، مشيراً إلى امكانية التلاعب في قيمة الفواتير وهو أمر يمكن أن يخرج عن حدود السيطرة لدى المكاتب الاستشارية أو الملاك .
ويوضح عبدالحميد ان المشاريع في إمارة الشارقة على سبيل المثال لا تدخل إلى البلدية إلا بقيمة لا تقل عن 4 ملايين درهم، وهذا يصعب من امكانية العمل بنظام “الكوست بلاس” في المشاريع التي تقل قيمتها عن هذا المبلغ .
ويضيف “بشكل عام فإن طريقة تقدير السعر بنظام القدم تقديرية لدى شركات المقاولات لاعطاء سعر سريع حتى قبل إعداد المخططات للمشروع، وهذا السعر يخضع بطبيعة الحال لمعطيات سوق مواد البناء السارية” .
ويقول إن التكلفة تحتسب بعد حساب التكلفة الاجمالية للمشروع الناتجة عن مكونات العمل في المشروع بداية من تجهيزات الموقع وصولاً إلى تسليم المشروع فعلى سبيل المثال لدى مشروع تكلفته الميدانية 10 ملايين درهم، وعدد الأقدام فيه يبلغ 5 آلاف قدم يتم قسمة المبلغ الاجمالي على اجمالي الأقدام يخرج لنا سعر القدم الواحدة .
مشيراً إلى أن سعر القدم في الفيلات حالياً في الشارقة على سبيل المثال يتراوح بين 320 و330 درهماً وصولاً إلى 400 درهم حسب طلبات المالك في الأساس إذا ما حدد أنواعاً معينة من المكونات، أما سعر القدم في البنايات التجارية فيتراوح بين 250 و300 درهم بعدما كان في بداية 2007 يتراوح بين 170 و200 درهم حسب نوع البناية وأدوارها أو العوامل المحيطة بالبناية مثل سهولة تشوين المواد أو سهولة الحركة بالمعدات .
سعر البناء في زيادة كبيرة ………………..
الله المستعان للي يبني!!!!!!!
((بارتفاع أسعار مادتي حديد التسليح والاسمنت،
مطالبة بضرورة فتح أسواق غير تقليدية وجديدة للاستيراد لهاتين المادتين .))
ما شاء الله شركات الأسمنت كثيرة في البلاد
والحديد متوفر في الدول المجاورة .
إذا أرتفعت مواد البناء …. أرتفعت أسعار العقارات والأيجارات …وبسببها يرتفع كل شي .
لا بد من دعم الدولة .