واصلت الأسهم الإماراتية نزيف خسائرها الحاد وفقدت اليوم الأربعاء 23-9-2008 نحو 19 مليار درهم جديدة (الدولار = 3.67 دراهم) من قيمتها السوقية، تضاف لما يقترب من 200 مليار درهم خسرتها منذ بداية العام، وسط حال من عدم الثقة والهلع تجتاح المتعاملين، بالتزامن مع تجدد الضغوط البيعية من المستثمرين الأجانب، على إثر التراجع الجماعي للبورصات العالمية بعد تزايد الشكوك في مدى قدرة الخطة الأمريكية في إنقاذ الاقتصاد من أزمته الراهنة.
ودفعت حدة الخسائر وعنف الضربات التي تتلقاها أسهم الإمارات خبيرا ماليا إلى وصف ما يحدث بـ”المجزرة”.
وزاد من حدة الخسائر في السوق اليوم، رغم صعودها القياسي مطلع الأسبوع وتماسكها في جلسة التداول التالية ثم عودتها للنزيف أمس، ما تردد حول غموض خطة البنك المركزي الإماراتي بضخ 50 مليار درهم للبنوك العاملة في الدولة لحل مشكلة السيولة لديها، وفي الوقت ذاته شهدت عمليات “الإنتربنك” استمرارا في صعود أسعار الفائدة بين البنوك الإماراتية ما يكشف عن حجم أكبر من المتوقع للمشكلة.
مفاجأة للجميع
وقال رئيس قسم إدارة الأصول في دول مجلس التعاون الخليجي لدى بيت الاستثمار العالمي “غلوبال” شاهد حميد: “رغم أن الهبوط الحاد في أسواق مختلف دول المنطقة كان منتظراً كأمر مرجح جدًّا، فإن “المجزرة” التي شهدتها أسواق الأسهم الخليجية في الأسابيع القليلة الماضية قد فاجأت الجميع بلا استثناء تقريباً”.
وأضاف في تحليل تلقاه “الأسواق.نت” اليوم عبر البريد الإلكتروني، أن تراجع السوق الذي بدا في الظاهر وكأنه قد نشأ نتيجة لفتور الصيف التقليدي قد تحول إلى هبوط بلا قيود، وتأثر سوق الإمارات سلباً ، حيث انخفض سوق دبي المالي بمعدل 34%، بينما انخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بمعدل 18% منذ بداية العام”.
وذكر إن معظم مدراء الأموال الأجانب الذين كانوا قد اندفعوا أسراباً إلى أسواق الأسهم الخليجية -وعلى رأسها الإماراتية- بحثاً عن أرباح فائقة قبل حوالي سنة مضت ، قد بدؤوا بالهرب من هذه الأسواق في وقت ما من الصيف الفائت، ورغم أن تدفق الأموال الأجنبية إلى المنطقة قد تحول إلى وضعية سالبة منذ أوائل هذا العام، فإن هذا الاتجاه قد اكتسب زخماً في منتصف الصيف. فمدراء الصناديق الدوليين الذين كانوا يترنحون من استمرار الخسائر في الأسواق المتقدمة، وكذلك الأسواق الناشئة وكانوا يواجهون طلبات استرداد من قاعدة عملائهم، قد بدؤوا بتصفية مراكزهم في الأسواق الخليجية على نطاق واسع.
أزمة ثقة
وتابع: وكان من شأن فيض فضائح الشركات التي بدأت من دبي أن خلق لغطاً في الأسواق أيضاً. فبدءا من بنك دبي الإسلامي، انتشرت فضائح الشركات إلى عدد من المؤسسات الأخرى البارزة في دبي ومن ضمنها شركتان مدرجتان “ديار” و”تمويل”. وهذا ما أفضى إلى “أزمة ثقة” في دبي وبدأت عمليات البيع المكثفة في الأسواق المالية لدولة الإمارات.
وأوضح حميد في تحليله الموسع، أنه وعندما نضيف مخاوف “التصحيح في سوق العقار بدبي” و”أسعار النفط المتسارعة الانخفاض” إلى هذه التوليفة من العوامل السلبية ، تتكون لدينا وصفة لعاصفة مثالية واجهتها الأسواق المالية في الإمارات بصفة خاصة وأسواق المنطقة بصفة عامة على مدى الصيف الهادئ تقليديًّا وشهر رمضان المبارك، فقد تعرض سوق الإمارات العقاري والأسهم المرتبطة بالعقار هناك لضربة قاسية خلال هذا الاتجاه التنازلي.
وفي نهاية تعاملات اليوم، خسر مؤشر سوق دبي 4%، فيما أغلقت أبوظبي على تراجع بنحو 2.3%.
وواصلت التداولات في السوقين التراجع اليوم؛ إذ لم تتخطَّ 1.3 مليار درهم، مقابل 1.7 مليار درهم، ما أرجعه مراقبون إلى تراجع عمليات إعادة شراء الأسهم التي تقوم بها محافظ أجنبية لتغطية مراكز مكشوفة لديها بعد قيامهم بعمليات بيع لأسهم مقترضة “short selling” في وقت سابق.
19 مليار درهم خسائر سوقية
وإجمالا، انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول اليوم بنسبة 2.85% ليغلق على مستوى 4537.08 نقطة وشهدت القيمة السوقية انخفاضاً بقيمة 18.85 مليار درهم لتصل إلى 642.78 مليار درهم. وقد تم تداول ما يقارب 0.29 مليار سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.33 مليار درهم من خلال 10169 صفقة.
ووفقا لبيان للهيئة، بلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 68 من أصل 128 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 8 شركات ارتفاعا، في حين انخفضت أسعار أسهم 60 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم “إعمار” في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا، حيث تم تداول ما قيمته 0.23 مليار درهم موزعة على 31.77 مليون سهم من خلال 1375 صفقة. واحتل سهم “ميثاق” المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 0.12 مليار درهم موزعة على 14.52 مليون سهم من خلال 310 صفقة.
وحقق سهم “الإمارات للقيادة” أكبر نسبة ارتفاع سعري؛ حيث أقفل سعر السهم على مستوى 6.5 درهم مرتفعا بنسبة 7.44% من خلال تداول 2900 سهم بقيمة 18850 درهم. وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم “العالمية لزراعة الأسماك” الذي ارتفع بنسبة 6.11 % ليغلق على مستوى 33 درهم للسهم الواحد من خلال تداول 5900 سهم بقيمة 0.19 مليون درهم.
وسجل سهم “الكويتية للتمويل والاستثمار” أكبر انخفاض سعري في جلسة التداول؛ حيث أقفل سعر السهم على مستوى 3.57 درهم مسجلا خسارة بنسبة 14.80% من خلال تداول 2900 سهم بقيمة 10353 درهم. تلاه سهم “شعاع كابيتال” الذي انخفض بنسبة 11.43% ليغلق على مستوى 3.95 درهم من خلال تداول 2.72 مليون سهم بقيمة 11.54 مليون درهم.
ومنذ بداية 2008 بلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق الإمارات المالي 24.59%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 474.29 مليار درهم. وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاع سعري 51 من أصل 128 وعدد الشركات المتراجعة 65 شركة.
عطلة العيد
من جهة أخرى، أعلنت هيئة الأوراق المالية والسلع في بيان أن عطلة الأسواق المالية بالدولة بمناسبة عيد الفطر المبارك تبدأ يوم الثلاثاء 30-9-2008 على أن تستأنف التداولات يوم الأحد 5-10-2009.
الاسواق جميعها ستواصل نزولها لنهاية السنة فاحذروا والله المستعان
2009 وايد يا اخي الكريم
حاس انه قرصة شعاع بتخلي الكل يحذر برش السوق
مثل ما سوا تصريح الشورت سيل
لك التحية اخي العزيز ومشكور على الخبر