عوضت سوق الأسهم في دبي الأحد 25/12/2005 معظم خسائر “يوم السبت الدامي” الذي تراجعت خلاله قرابة 7 % بعد أن خسرت 3.5 % يوم الخميس الأمر الذي أصاب كثيرا من المستثمرين بالهلع، ودفع مؤسسات مستثمرة وصناديق ومحافظ للدخول مشترية ومستفيدة من انخفاض الأسعار.
وارتفع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 6.46 % لينهي جلسة اليوم عند مستوى 1011.65 نقطة، لكن المؤشر مازال منخفضاً أكثر من 25 % عن الذروة التي بلغها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينما صعد مؤشر بورصة أبوظبي اليوم الأحد 2.6 % ليغلق على 4975.84 نقطة.
وقال مدير مكتب المجموعة المالية “ئي اف جي” “efg هيرمس” سيف فكري لـ”العربية.نت” إن ما حدث يعد أمراً طبيعياً في الأسواق الناشئة حيث أن غالبية المتعاملين من الأفراد وتتأثر حركتهم بالسلوك الجماعي فنجد كثيرا منهم يتجهون للبيع بشكل شبه جماعي عندما يبدأ السوق في التراجع ويقومون بعمليات شراء بالطريقة نفسها عندما تبدأ الأسهم في الصعود، بينما يتصرف مديرو الصناديق بشكل مختلف.
وأضاف أن التحليلات التي تجرى حول الأسواق لا يلتفت إليها إلا عدد محدود، كما أن معظم الدراسات والبحوث لا تقدم معلومات كاملة وذلك لأن معظم الشركات لا تقدم معلومات وافية، مشيرا إلى أنه توجد مطالبة بتحقيق مزيد من الشفافية لكن جوهر الموضوع مرتبط بنمو الأسواق.
وأضاف رغم أن هذه الحركات الحادة طبيعية في الأسواق الناشئة حتى تصل الى درجة عالية من التطور إلا أنه يمكن القول إن أسواق الإمارات تنجز مراحل بسرعة أكبر من الأسواق الأخرى في المنطقة.
ورفض تفسير ما حدث يوم السبت الماضي بأن الأسعار وصلت مستويات غير حقيقية لا تتناسب مع الأرباح التي تحققها الشركات قائلاً: إنه يرفض تعبير”سعر غير حقيقي” فالسعر يحدده العرض والطلب، وما حدث ليس له علاقة بربحية الشركات ومعدل الربحية.
توقف موجة البيع المحموم
ومن جانبه، قال مدير شركة “الإمارات لتداول الأوراق المالية” محمد ياسين إنه حدث تدخل من قبل بعض المؤسسات المستثمرة لضمان عدم استمرار موجة البيع المحموم، كما مثلت الأسهم صفقات جيدة لهم وبعضها من الأسهم القائدة.
وأضاف أنه من المتوقع أن تشهد السوق غدا بعض عمليات جني الأرباح، وأنه اذا حافظ السوق على مستويات الأسعار الحالية حتى نهاية العام ستكون نقطة بدء مقبولة لعام 2006.
وذكر محلل آخر أن ارتفاعات الأحد كانت واسعة النطاق وبأحجام تداول معقولة، وأنه من المرجح أن تشهد السوق حركة عرضية مع ميل للارتفاع في الأيام المقبلة وأنه سيكون هناك بعض الاهتمام بالعودة إلى السوق قبل شهر يناير/ كانون الثاني عندما تعلن العديد من الشركات عن توزيعات أرباح.
ومن ناحية أخرى، قال سماسرة إن صغار المستثمرين لجأوا إلى الاقتراض لركوب موجة الارتفاع الطويلة في أسعار الأسهم والتي دفعت مؤشري دبي وأبوظبي إلى ارتفاعات قياسية هذا العام، ولكن مع حدوث التصحيح النزولي كان العديد من الأفراد قد نفد ما لديهم من وقت وأموال لسداد ديونهم