أهداف أبو ظبي
الاقتصادية 26/03/2009
الأنباء الخاصة بنية صندوق استثمار في أبو ظبي شراء حصة استراتيجية في ديملر ستؤدي إلى إثارة الغيرة بين شركات صناعة السيارات الأخرى التي تتدافع من أجل الحصول على رأسمال، إضافة إلى السخرية المعتادة من المستثمرين العرب.
لكن علينا أن ننظر بصورة أدق وأقرب إلى ما تشتريه هذه الإمارة الغنية المكونة من مدينة واحدة. فأبوظبي التي تمتلك 8 في المائة من احتياطي النفط الخام في العالم، والتي تعد الشريك الأكبر في دولة الإمارات، تظل واضحة، وإن لم تكن شفافة على الدوام، فيما يتعلق بنواياها.
هذه الخطوة أكثر من مجرد استثمار في محفظة استثمارية، كما أنها أكثر من رهان استراتيجي على النجاح بعيد الأجل لواحدة من أفضل شركات صناعة السيارات في العالم. وهي كذلك أكثر من سياسة تقوم على مجرد التوزيع في نشاطات خارج الصناعة النفطية. بل هي أكثر من كل ذلك بكثير.
شأنها في ذلك شأن جارتها الأشد اندفاعاً، دبي، تستثمر أبو ظبي في مجالات مثل السياحة، والمناسبات الرياضية، وشركات الطيران، والتمويل. ولديها عدد من الفنادق المبهرجة، لكنها تريد كذلك أن تصبح صانعة للأفلام، ومركزاً لوسائل الإعلام، واجتذاب زائرين من مستويات رفيعة بما لديها من فروع لمتحفي اللوفر وجوجنهايم. يضاف إلى ذلك أنها دفعت الكثير من المال لشراء حصة في فيراري، للحصول على “القيمة المضافة” إلى تمثلها الجائزة الكبرى في سباقات الفورميولا ون.
إلا أنها خلافاً لدبي، تمتلك أغنى صندوق ثروة سيادي في العالم، هو سلطة أبو ظبي للاستثمار، إضافة إلى صناديق استراتيجية أخرى أصغر حجماً، بما في ذلك آبار للاستثمار، المملوكة للقطاعين العام والخاص، التي اشترت للتو 9.1 في المائة من شركة ديملر.
غير أن ما يجعل أبو ظبي لا تشبه جاراتها ومنافساتها الأخريات، ليس من الإمارات فحسب، بل كذلك الجميع في العالم العربي، هو توجهها القوي نحو التصنيع.
يتم استخدام معظم ثروة أبو ظبي النفطية لإنشاء صناعات من الصفر في مجال السيارات، والصناعات الفضائية، والمكونات الصناعية، وشرائح الكمبيوتر. وإضافة إلى استثمارها في ديملر، استثمرت في شركات مثل جنرال إلكتريك، ورولز رويس، و EADS، وكذلك آدفانس مايكرو دفايسس Advanced Micro Devices. وربما يبدو ذلك غريباً، إلا أن شراء هذه الحصص يتزامن مع تدريب محلي والتزامات تصنيعية.
وإلى جانب إصلاح التعليم المحلي، فإن الهدف هو استخدام التصنيع لتوفير المهارات وإيجاد ثقافة من الإبداع تتجاوز كثيراً مجرد إنشاء فروع جديدة لصناعات قديمة. ويحاول هذا التوجه، على الأقل، تقديم بديل للأنموذج المعتاد في الخليج، حيث يوظف القطاع العام معظم المواطنين، أو أنموذج الشركة التجارية الشائع في معظم البلدان العربية الأخرى.
سبق للفيلسوف السوري، صادق العظم، أن كتب قبل 40 عاماً نقداً شهيراً للعقلية وراء الهزائم العربية المتكررة. قال إن العرب أصبحوا بعيدين عن العمليات الاجتماعية والاقتصادية التي تجعل الإبداع والاختراقات العلمية أمراً ممكناً. ويبدو أن أبو ظبي تحاول أن تبدع، وألا تكتفي بالاستهلاك فقط.
بارك الله فيك أخي موتو على المقال الممتاز
ما شاء الله
هذه أبو ظبي
الله يحفظ دولة الامارات وحكامها من كل شر
الله يحفظ دولة الامارات من كل شر وجزاكم الله خير على الموظوع