هل صحيح أن أهل الخليج يودعون السعادة ؟
هل صحيح أننا أكثر الناس حزنا واكتئابا ؟…
سؤال دائما مايحيرني : “ لماذا نحن في الخليج نحب القصص الحزينة ؟ لماذا تغيب الإبتسامة معظم الوقت عن محيانا ؟ لماذا نتجهم عندما نتكلم ؟ لماذا نعتزل أهلنا ونقطع رحمنا ؟ بشكل عام لماذا نميل للسوداوية ؟”.———————-
———————
تعقيب : ليس الجميع ولكن من خلال مشاهداتي هذا حال الأغلبية .
——————-
——————
مشاهد
————–
————-
(1)
مجلس شواب
يعرف مجلس الشواب من خلال الأصوات والضحكات المتبادلة ما بينهم خلال أحاديث الذكريات ، والمقارنة بين الجيل الحالي والقديم ، وأيام أول ، يتم في المجلس تداول القهوة والسح ، والحديث الذي يتسم بالود والتسامح . يتكلم الشواب بعفوية ، ويناقشون جميع المواضيع ، سياسية ، اقتصادية ، دينية ، ترفيهية، تربية أولاد ، مشاكل مجتمع ، حديث الذكريات …… لا يتكلفون في لبسهم ، ولا في كلامهم ، ولا ينسجون القصص الخيالية حول حياتهم ، يجلسون معظم الوقت على الأرض ، واذا حضرت صينية الخبز والسمن ، يتعازمون عليها ويجلسون القرفصاء حولها ، وبسم الله الرحمن الرحيم….تقطر احاديثهم حكمة على بساطتها ، وقد يستغرق السؤال عن الحال بعض الوقت ، ثم الحديث عن آخر الأخبار ، وبعد هنيهة يأتي مثل من هذا وقصة من هذا ، وفي معظم الأحيان يسيل حديث الذكريات سيلا جميلا ليكون مسك الختام….بعد ذلك يخرج الشواب….منهم من يمشي إلى بيته في آخر الحارة ، ومنهم من يمشي إلى بيته في الحارة المجاورة، ومنهم من يسوق سيارة لانكروزر من الثمانينات ، وتراهم عند الخروج الكل يحاوره في بيع السيارة ، ويقول لهم لا والله ما ابيعها ، هذي مثل الحرمة عندي ، من خذتها وكل أموري طيبة !! ، هكذا وبكل بساطة ثم يتبادلون الضحكات وينصرفون.
————–
————-
س : لماذا يعج مجلس الشواب بالحياة ؟
——————
—————–
(2)
مجلس شباب مثقف
دكتور ، ومهندس ، وخبير مالي ، وتاجر ، يتحدثون ، ويتحدثون ، في أحد المطاعم الفاخرة على البحر ، يتطرق الحديث إلى شتى الموضوعات معظمها اقتصادية ، كل واحد منهم يطعم حديثه بكم هائل من المفاهيم الإنجليزية ، كل واحد منهم يشتكي من وظيفته ، كل واحد منهم مهموم لأن المجتمع لا يفهم أمثالهم ، كلهم يبحثون عن تغيير الوظيفة أو تعويض خسارة في السوق . ثم يأتي الأكل ، فيقول أحدهم تناولت هذه الوجبة في الصين ، والآخر يقول سبحت مع هذه السمكة في الحاجز المرجاني العظيم في استراليا ، والآخر يتغني بمطاعم البرازيل ، وهكذا ليريك كل واحد منهم أنه كثير الأسفار ، ثم عندما يكون هناك تحاور علمي ، يتبارى الحاضرون في الحديث ، فيرد هذا بالنظرية الفلانية ، وذاك يهاجمه بحدة ، ليثبت وجهة نظره ، فتشتد الأصوات وتخرج عن نطاق السيطرة ……! ثم تهدأ النفوس قليلا ، ويتحول الحديث للمحور الأهم في الليلة : الزواج من أمرأة ثانية ؟ ، وعندما تأتي الفاتورة يلاحظ أن التاجر آخر من يتحرك ، وهو الذي كان يتحدث عن أرباح شركته رغم غلاء الأسعار وتراه يبحث عن بنات افكاره الضائعة على الأرض. يينصرف الجميع بسرعة ويكون الوداع بطريقة : باي ….سي يو ليتر يامان …..أوكي دوك إت واز نايس تو سي يو أجين !!….
————
————-
س : أين السعادة أيتها العقول ؟ من المسؤول عن قتل الإبداع فيكم حتى كان أهم موضوع تناقشونه الأكل والزواج ؟.
—————-
—————-
(3)
ديوانية شباب في مقتبل العمر
تعج غرفة الضيوف بالشباب في مقتبل العمر ، كيف تعرف الغرفة ؟ همممم ….من الخارج : خمس سيارات رنج بكامل الزينة الإضافية وألوان فاقعة، 3 سيارات مرسيدس -S500 كلها طلب، وسيارة جاكوار…..عليها رقم ثنائي….
من الداخل : ضباب كثيف من الغليون والسجاير ، تكاد معه الرؤية تنعدم ولو مشت فيه سيارة لعملت حادث !…
الجميع متحلقون يلعبون ورقة ، وبالجوار أنواع الموبايلات الجديدة من نوكيا وغيره ، لكل شاب 4 موبايلات ،…
ثم يأتي صوت من آخر المجلس :
– عبود….مال منو هالجاكوار….؟.
– هاي سيارتي….توني مطلعنها.
-بس هاي السيارة دوم اشوفها في سوق السمج وأنت في الدوام كيف ؟.
– ها الدريول غربله الله….تراني أخليه يروح يغسلها …وهو يروح يشتري اغراض …ماعليه انا براويه…
– انزين ماعليه عبود لا تربشنا….بجم تبيع الرقم…؟
– لا ابويه هذا مب للبيع….بعدين انته ماتروم عليه.
-هه…أنا ماأروم….قول بس سعرك…
-280000 نوط ينطح نوط…
– خلاص أنا شراي شهدوا ياجماعة….
-انزين سلوم كيف بتييب الفلوس…
– أبويه بعد زيادة الرواتب…أقدر اخذ سلفية على سلفية الرنج…والبنك طيب مايقصر.
ثم تتعالى اصوات الشباب : أنته تغش ، : …لا أنته تغش شفتك بعيني هذا اللي بياكلها الدوود…ويبدأ الصراخ والضرابة….وبعد قليل يرن تلفون احدهم فينقضون كالنسور على هواتفهم….ويأخذ عبود هاتف سلوم بالغلط ، ثم يرى الرقم ….فيصيح ويولول: أيه هذا رقم ربيعتي…كيف وصل عندك…؟ ويعلو الصريخ …وتبدأ اللكمات…وثم يتم سحب سلوم خارج المنزل…ويركب سيارته الرنج…وبينما هو يتحرك مغادرا…إذا بالسائق الهندي يخرج من البيت ينادي عبود أمام اصحابه : عبود…عبود…بابا كبير يريد مفتاح مال سيارته !!….
———
———
س:
أين السعادة أيها الشباب ؟ وأي صداقة هذه التي تجمع على المحرمات وتنتهي باللكمات ؟.
———-
———
(4)
مسلسل خليجي…
مسلسل خليجي…ممثلين مشهورين…ممثلات ذوات تاريخ في التمثيل…عندما تشاهده ، تبدأ دقات قلبك في الطلوع والهبوط بسرعة كأنك تجري ماراثون ، وتفتح عينيك بكامل اتساعهما ، وأنت لا تصدق أن هذه الأحداث في دولة عربية ، فالعلاقات المحرمة منتشرة بشكل عادي وطبيعي ، والخطيئة أصبحت منتشرة فهي الوضع الطبيعي. الرجال مجرمون ، وحوش ، ليس في قلوبهم رحمة ولا عطف ، وليس في عقولهم حكمة ولا حنكة، والنساء إما مغلوبات على أمرهن ، وينحصر دورهن في البكاء الدائم ، وإما أن يكن شريرات ( والسبب الرجل كما يبين المسلسل) وينحصر دورهن في الصراخ. النتيجة ، تنقبض نفس المشاهد ويزداد غما على غم ، ويتشرب التجهم والحزن واعتياد الفواحش في المجتمع.
———–
———-
س : أين مسلسلات الخليج من الحكيات الشعبية والتاريخية والدينية التي تعج بالأخلاق الفاضلة ؟. ولماذا لا توجد رقابة على نوعية هذه المنتجات ؟.
——-
——-
(5)
متفرقات سريعة
– بنت تقضي معظم وقتها بالنت..ترد على هذا وذاك ، تتأثر نفسيا بأي رد سلبي عليها ، وتصاب بعقدة نفسية.
-شاب اغتنى من وراء الأسهم ، فابتعد عن أهله ، لأنه يريد المال لنفسه وعياله ، فهو في هم دائم ، لا هو سعيد بالبعد عن أهله ، ولا هو سعيد بماله ، فهو دائم التفكير في المزيد.
-شاب معظم يومه نوم، يستفيق مساءا ، ليبدأ رحلة تجميع الدباديب من هذه وتلك ؟ فأين السعادة ياهذا ؟.
-أطفال مصابون بالسمنة ؟ لماذا ( فلوس + أغذية سريعة + جلوس طويل إلى التلفاز ).
-شباب في مقتبل العمر يعانون من ؟ ( السكري + الضغط ) ….هموم الحياة اليومية.
————
————
اذا جمعنا هذه المشاهد القصيرة من حياتنا ، وهناك العديد مما لم يأتي ذكره ، نجد أن اسباب تعاستنا متعددة ، فهل نحن جلبناها لأنفسنا ؟ ، ماهي بالتحديد :
– حب الدنيا ( مال ، شهوة ، سلطة ، وظيفة ، وماشابه…).
– قلة الدين ( قلة صلاة ، قلة زكاة ، قلة صدقة ، قلة ارتباط بالله عزوجل).
– الإنشغال بالماديات عن الروحانيات ( الإنشغال بجمع المال عن الأهل ( عن الزوجة عن العيال عن الوالدين..) ، الإنشغال بالوظيفة عن العلاقات الإجتماعية مع الأهل أو الأصدقاء ، المفهوم الخاطئ أن المال هو أساس السعادة ، المال وسيلة وليس كل شي).
-انعدام التواصل مع الماضي ( مع الشواب )، ومحاولة الخروج من الذات والتشبه بالغير.
———
——–
هل نحن نفتقد التوازن في حياتنا ؟ ، هل أسرفنا في الماديات ؟ ، هل نعاني من عوامل خارجية تطغى على ثقافتنا ؟ ، هل المشكلة بداخلنا ؟ ، هل هي مشكلة مؤقتة ؟ ، هل يختلف العلاج من شخص لآخر ؟ ، هل ما قلته آنفا منطقي وواقعي ؟ أم هي سراب أفكار ؟ ..
——-
——-
أطلت عليكم…
أتمنى أن تكون الفكرة وضحت….
أريد أن اسمع آراؤكم….
وتعليقاتكم…
———-
———
وفي النهاية …
هل هناك اجابة مقنعة على السؤال أعلاه؟
عيبني هالموضوع وايد
جني يالسة أتفرج مسلسل عربي مكس الصراحة