لقد ذكرت في احدى مشاركاتي السابقه عن الجهود الصينيه لتسويق و اقناع عامة الشعب بالاستثمار في الذهب و الفضه, وربما اتهمني البعض بالوقوع ضحية الحملات الدعائيه المقامه من قبل اللوبي المناصر للذهب! ولكن الحقائق تزيل الشكوك مع ارتفاع أعداد المستثمرين الصينيين خلال السنتين السابقتين.
في أوائل السنه الحاليه قد تكونو قرأتو عن توقيع اتفاقيه بين المجلس العالمي للذهب مع أكبر بنك في الصين و العالم: البنك التجاري الصناعي الصيني (المملوك بالكامل للدوله بالطبع) للتعاون لتسويق الاستثمار بالذهب في الصين.
والمتابع لأخبار السياسه الماليه في الصين يعلم بأن الصين تقوم بحلحلة السيطره و ازالة العوائق على استيراد و تصدير الذهب من جهه, و دعم الشركات الصينيه الراغبه في الاستثمار في مشاريع التعدين عالميا.
هل ترون النمط المتبع هنا؟؟؟؟
و ذكرت ايضا بأن القوه الشرائيه ستأتي من الشرق و تحديدا من الصين و التي ستحدد الأرضيه السعريه للذهب الذي يشهد ارتفاعا بوتيره منتظمه. مسئول حكومي كبير في الصين أعلن بأن الدوله ستشتري الذهب عند القيعان السعريه حتى لا تؤثر على السوق و تقوض من قيمة الدولار الامريكي. من المعلوم بأن الحكومه الصينيه ما زالت تشتري الذهب لمخزونها من دون الاعلان الى حين يكون من المجدي الاعلان عن هذا الامر حيث تم الاعلان عن زيادة احتياطات الدوله من الذهب و الذي تم تجميعه على مدى ست سنوات قبل الاعلان عنه للعامه!!!
ولكن لم تخفي الصين هذه المعلومات؟؟؟ يعلم الصينيون بأن الاعلان عن شراء و تجميع الذهب بكميات كبيره سيؤدي الى ارتفاع المعدن الاصفر بشكل جنوني و هذا بالتالي سيؤدي عالميا الى التقليل من قيمة الدولار. واذا ما نظرنا الى علاقة الدولار باحتياط الصين من العملات نرى بأن التقليل من قيمة الدولار لا يخدم المصالح الصينيه بأي شكل من الأشكال, على الأقل في الوقت الراهن.
كما توجد ايضا اثباتات بأن الشركات الصينيه (المملوكه بالكامل للحكومه الصينيه ايضا) تسعى الى شراء الاستثمارات الغربيه و بالأخص في قطاع الموارد. قد يقول البعض بأن هذه محاوله لتحويل بعض من الاحتياطات الضخمه للدوله من الدولار الى ممتلكات (assets) و في نفس الوقت تأمين المصادر للعملاق الصناعي الصيني. و قد قال المحللن الاقتصاديون الصينيون بأنهم لا يثقون بقوة الدولار الامريكي على المدى الطويل كعمله وحيده احتياطيه و استبدال بعض من الاحتياطي من الدولار في هذه الطرقه هو أجراء حكومي.
الصين ملتزمه على ابقاء شعبها المقدر ب 1.4 مليار سعيدا قدر الامكان, و الطريقه المثلى لتحقيق هذا الهدف هو الاستمراريه بزيادة النمو الداخلي الضروري لابقاء الطلب الصناعي. نسبة %8 من الانتاج المحلي يعتبر عام سيء بالنسبه للصينيين. في هذه المنظومه, أقناع الطبقه الوسطى للشعب (الزائده في النمو بشكل كبير) بالاستثمار في الذهب و من ثم الحرص على زيادة سعر الذهب بشكل تدريجي سيؤدي الى نمو ثروات الشعب و ابقائه سعيدا.
ربما أكون قد بالغت في تحليلي و لكن التاريخ يشهد بأن بعض الامم ترى بمنظور بعيد المدى في سياستهم وتجارتهم العالميه و كيفية الحصول على السيطره في كلا الامرين, الصين بالتأكيد من ضمن هذه الامم. من جهه أخرى الاقتصاد الرأسمالي لا يرى الامور من هذا المنظار بسبب التغييرات السياسيه المستمره في الاحزاب و الفكر الاقتصادي. لا يمكن للولايات المتحده الامريكيه أن تفرض سيطرتها الحاليه على الماليه العالميه الى الابد.