المصدر:

التاريخ: 29 أغسطس 2010

في رحلة قمت بها إلى الولايات المتحدة التقيت على متن الطائرة مع بعض الإماراتيين، ومن بينهم أسرة من الأسر المعروفة في الإمارات. عند وصولنا بعد رحلة استغرقت 14 ساعة اتجهنا إلى نوافذ الهجرة ولاحظت أن أفراد تلك الأسرة الكريمة اتجهوا إلى الطابور المخصص لحاملي الجوازات الأميركية ولسذاجتي كدت أن أنادي عليهم لأنبههم بغلطتهم، ولكني ترددت وكان حدسي صحيحاً، كانوا يحملون جوازات أميركية بالإضافة إلى الإماراتية. حين أروي تلك الحكاية لأصدقائي يقولون لي إنه لابد أن تكون والدتهم أميركية، وهذا غير صحيح فهي إماراتية 100٪، بل تعمل في القطاع الحكومي. تذكرت كل ذلك حينما قرأت تصريحات رئيس قسم الإفتاء بدائرة أوقاف دبي الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، حول ظاهرة الزيجات المختلطة في الدولة. فلا يشترط أن يكون الشخص إماراتياً من ناحيتي الأب والأم لكي يظهر حبه وإخلاصه للوطن.
في الحقيقة هناك عدد كبير من الإماراتيين الذين ولدوا من زيجات مختلطة، سواء خليجية أو عربية أو أجنبية، قدموا الكثير للوطن الغالي، وهنا تستوجب وقفة، من بينهم المخرج الإماراتي علي مصطفى، الذي أنتج فيلم دبي دار الحي، الذي يحاكي أموراً، منها أهمية الترابط الأسري واحترام الكبير في المجتمع الإماراتي، بالإضافة إلى أمور يعتبرها البعض «تابو». وقد شوهد الفيلم في الخليج وكندا وأستراليا، وقريباً سيعرض في الولايات المتحدة.
السفيران المحترفان عمر سيف غباش ويوسف مانع العتيبة اللذان يمثلان الدولة في موسكو وواشنطن على التوالي. قام عمر، الذي يتحدث ست لغات بالمساهمة في جلب جامعة نيويورك العريقة إلى الإمارات، وبذل يوسف في السنتين الماضيتين الكثير من الجهد للتوصل إلى معاهدة الطاقة النووية السلمية بين الإمارات وأميركا.
خلدون خليفة المبارك والآنسة رزان المبارك ابنا السفير خليفة المبارك، الذي أعطى حياته خدمة للوطن، مثل السفير سيف غباش رحمهما الله. خلدون اليوم هو الرئيس التنفيذي في شركة مبادلة للتنمية، وعضو في المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ويترأس جهاز الشؤون التنفيذية في حكومة أبوظبي. وتقوم الآنسة رزان المدير العام لجمعية الإمارات للحياة الفطرية، بالترويج لتطبيق أساليب حياة مستدامة في الإمارات تحمي بيئتنا البرية والبحرية.
وليد المقرب الرئيس التشغيلي في شركة مبادلة للتنمية، والمدير العام في مجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي، أسهم أيضاً في كتابة رؤية أبوظبي 2030 من بين نشاطات كثيرة أخرى. وائل الصايغ شاب إماراتي نشط في مجال شرح الثقافة الإماراتية للعديد من الشركات الأجنبية ووسائل الإعلام الدوليه. الآنسة المواطنة سارة شو، التي تنحدر من أم إماراتية وأب بريطاني مجتهدة في مجال توطين الوظائف للإماراتيين، إذ تعمل في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي؛ وغيرهم كثيرون الذين لهم أمهات من خارج الدولة، وخدموا الوطن بجهد واجتهاد. في الحقيقة الإمارات دولة أغنى بوجود هؤلاء، كما هي أغنى بجميع مواطنيها. كيف لنا في دولة الإمارات التي ترحب بالغرباء من شتى بقاع الأرض أن نرضى بأن تلصق كلمات سلبية بأبناء وطننا، أو أن يشكك البعض في وطنيتهم، كما فعل البعض في أعقاب تصريحات الدكتور الحداد. يجب علينا أن نقوي صلة الإماراتيين بوطنهم، بغض النظر عن أي أمور أخرى، عبر تثقيفهم بعادات وتقاليد الإمارات، التطوع المدني وحتى الخدمة في الجيش للمراهقين ما بعد الثانوية، كما اقترحت في السابق. التفكير الإيجابي دائماً أفضل من السلبي، وفي النهاية ديننا الحنيف يمنعنا من التفريق بين بعضنا بعضاً.

9 thoughts on “إماراتيون مخلوطون بالدم ليس بالولاء

  1. فــــــــــــــــــــــــــــــــــديتج يالامارات بالدم والروح ولو اني مو اماراتي وربي يطول عمر الشيوخ الشيخ خليفه واخوانه

  2. أخي الكريم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    المقال الذي نشر على موقع جريدة الإمارات اليوم للكاتب سلطان القاسمي يعبر عن حالات محددة وتعتبر في وجهة نظري المتواضعة حالات استثنائية، يعني الأسماء التي تم ذكرها في المقال هي لشخصيات عامة في وظائف حساسة قد تم التركيز على أمور أخرى غير الولاء، بصرف النظر عن مدى أهلية تلك الشخصيات لتلك الوظائف، ولكن الحالة العامة للزواج المختلط هي بصراحة الانفصام والتشوش عند الأبناء، وأتكلم عن تجارب كثيرة شهدتها بنفسي عند الأهل والأصدقاء والمعارف، فقد يكون الزوج والزوجة في بعض الحالات من أسر مختلفة أو قبائل مختلفة وتجدهم أغراب وبالتالي ينعكس الأمر على أبنائهم، فيتشتت الأبناء على الأقل فكرياً بسبب اختلاف الطباع والعادات، فما بالك عندما يكون الأب والأم كل من بلد بل من دين مختلف، لكن في حالة كان الزوجان على توافق وانسجام فيما بينهما فمؤكد سيصبح الأبناء متوافقين نفسياً وصحياً مع أنفسهم ومع المجتمع، ولا أدري أين الولاء في فيلم أظهر الإماراتيين باللا مبالاة والبذخ “والبطرة” وكأن الإماراتيين جميعاً من أهل الملايين، فالمسألة مسألة مجرد عمل وbusiness وشهرة، ثم أين الولاء والوطنية في موظفين لا يوظفون إلا من يكون ولاؤه للمنصب وليس للوطن الذي نسأل الله له الرفعة على يد أبنائه وبناته فقد اكتفينا بل واكتوينا بالأغراب

    والسموحة على الإطالة

    أواخر معظمة ومقبولة تعتق فيها رقابنا جميعاً من النار بإذن الله تعالى

Comments are closed.