الشركة تعزز أسواقها في شمال أفريقيا من خلال معرض باريس «إعمار» مرشحة للفوز بحصة كبيرة في مشاريع عقارية بفرنسا قالت مصادر مطلعة إن أوساطاً مسؤولة في باريس ترشح بقوة شركة إعمار العقارية لتنفيذ مدن ومجمعات جديدة في العاصمة الفرنسية باريس. وأشارت تلك المصادر إلى أن نجاح تجربة إعمار في بناء مجمعات عقارية ضخمة داخل الدولة وخارجها أكسبها سمعة عالمية كبيرة.
حيث يعتبر الكثير من الفرنسيين إعمار وبسبب المشروعات الضخمة التي نفذتها أو تلك التي تعمل على تنفيذها حالياً واحدة من أبرز الشركات العقارية العالمية التي يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ المشروعات التي يعتزم الشروع فيها خلال الفترة المقبلة والتي تقدر كلفتها بمئات المليارات من الدولارات.
ورداً على سؤال حول رؤيته لأنشطة إعمار توقع رجل أعمال فرنسي مطلع على الشأن العقاري العالمي أن تفوز الشركة بمشروعات عملاقة خصوصاً أن هنالك حديث في باريس لبناء مدن شاطئية بالاستفادة من تجربة دبي وتحديداً تجربة إعمار التي عززت مكانتها في سوق العقار العالمي خلال الفترة الأخيرة
وفازت بحصص استثمارية ضخمة في العديد من بلدان العالم. وأشار المصدر إلى أن أوساط مسؤولة تتحدث عن الرغبة في إعطاء دور رئيسي لإعمار في المدن الجديدة التي يعتزم تنفيذها بباريس خلال الفترة المقبلة.
وأجمع رجال أعمال فرنسيون شاركوا في استطلاع أجرته «البيان» على هامش المعرض المصاحب لملتقى الاستثمار الإماراتي الفرنسي الذي انعقد بالعاصمة الفرنسية باريس مطلع الأسبوع الحالي واستمرت فعالياته على مدى 5 أيام، على أن القطاع العقاري هو الأكثر جذباً للاهتمام في الوقت الحالي.
وأكد عدد من قادة شركات شاركوا في الاستطلاع ويمثلون قطاعات العقارات والطاقة والصناعة والخدمات والمؤسسات المالية، انه وعلى الرغم من التداعيات الكبيرة التي خلفتها أزمة الرهن العقاري الأميركي على الأسواق العالمية،
لا يزال قطاع العقار الإماراتي يشكل عنصر جذب كبير بالنسبة للشركات الفرنسية التي أبدى العديد منها تطلعه للحصول على عقود في المشروعات الضخمة المطروحة بالدولة. وحظيت إعمار باهتمام خاص من قبل المستثمرين ورجال الأعمال الفرنسيين
وبرز الأمر واضحاً من خلال الإقبال الكبير الذي حظي به جناحها والذي كان الأكبر والأبرز بين أجنحة المعرض والذي اشتمل على مجسمات لعدد من المشروعات العملاقة. وقال سيف المنصوري مدير المبيعات بالشركة في حديث ل«البيان»
خلال جولة لها في المعرض إن السوق الفرنسي أبدى تحمساً كبيراً لمشروعات الشركة وخصوصاً تلك التي تنفذها في المغرب وبلدان شمال أفريقيا الأخرى، مشيراً إلى أن باريس شكلت محطة ربط مهمة بين إعمار وطالبي الوحدات السكنية والعقارية في منطقة حوض المتوسط.
وفي ذات الإطار يشير المنصوري إلى أن إعمار تعمل وبشكل مدروس على توسيع خريطتها الاستثمارية والدخول إلى أسواق أوروبية وعالمية جديدة من خلال إستراتيجية شاملة تضع في الحسبان تجنب المخاطر
والتأكد من تحقيق فوائد استثمارية تتماشى مع الخطط التوسعية. وحول التأثيرات المحتملة لأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة يقول «تنوع أسواق إعمار وخبرتها الطويلة في الأسواق الخارجية أضفيا نضجاً على استثماراتها الأمر الذي يمكن أن يشكل نوعاً من حائط الصد الذي يجعل من الصعب الدخول في مشروعات تتزايد فيها عناصر المخاطرة مهما كانت مغريات تلك المشروعات.
وهذا يأتي من حرص الشركة على الحفاظ على حقوق عملائها وزبائنها وعدم ترك الفرصة لهز ثقتهم». ويضيف «عادة عندما نختار مشروعاً في بلد ما فإننا لا ننظر فقط إلى حجم المشروع أو عائداته بل نهتم بتأمين حقوق العملاء والتأكد من أن شيئاً لن يمس بها، هذا إضافة إلى ضمان الالتزام بالجدول الزمني لأن إعمار دائمة الحرص على الوفاء بالتزاماتها أمام عملائها».
ويؤكد المنصوري أن التوسعات التي تشهدها إعمار تأتي انطلاقاً من الواقع الاقتصادي بالدولة والذي يرتكز على تأسيس مشروعات واستثمارات تتميز بالثبات والجودة وقوة المردودية، وهو ما جعل من الشركة رقماً استثمارياً مهماً على المستوى العالمي.
وأكدت إعمار خلال السنوات الماضية سعيها المتواصل لتوسيع أنشطتها الخارجية من خلال إقامة مجمعات سكنية وسياحية فاخرة في العديد من دول العالم. وتعد المشروعات المشاركة فيها إعمار بالسعودية واحدة من أكبر الاستثمارات العقارية الخارجية على مستوى الشركات العالمية، حيث تقدر استثمارات مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بنحو 100 مليار دولار.
كما يعتبر مشروع تطوير «مارينا القصور» على الساحل الشرقي التونسي، أحد أهم المشروعات التي تنفذها إعمار خارج الدولة. ويتضمن المشروع الذي أعلن عنه في أبريل من العام الماضي بتكلفة تصل إلى 88. 1 مليار دولار أميركي قرية سياحية على مساحة 442 هكتاراً في أحد أجمل المواقع الطبيعية في ولاية سوسة التونسية باتجاه النهاية الجنوبية لخليج الحمامات.
وتهدف إعمار من خلال المشروع بحسب رئيس مجلس إدارتها محمد علي العبار إلى إقامة موقع سياحي على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط يتميز بكونه يوفر الراحة والاستجمام والخصوصية بالقرب من أهم المواقع الأثرية والثقافية في تونس.
ويأتي مشروع «مارينا القصور» انطلاقاً من الحرص على تطوير قطاع السياحة وتنميته من خلال التركيز على السياحة الفندقية والسكنية، مما يتيح المجال أمام السياح من ذوي الدخل العالي إمكانية شراء منازلهم في مواقع متميزة وجذابة من الناحية السياحية.
وتستقطب تونس سنوياً نحو 7 ملايين سائح وتقدر عوائدها السياحية بنحو ملياري دولار سنوياً. ويتألف مشروع «مارينا القصور» من أكثر 4 آلاف وحدة سكنية متنوعة تشمل الفلل والمنازل والشقق المطلة على البحيرات والشاطئ والمرسى وجانب الميناء، بالإضافة إلى 6 مبان للشقق الفندقية الفاخرة التي تقع بين الشاطئ والمرسى.
وفي سوريا تنفذ إعمار مشروعاً سياحياً تقدر كلفته بنحو 5. 1 مليار دولار، ويضم فندق فخم ومركز تسوق يعد الأكبر في منطقة بلاد الشام، وأبراجاً للمكاتب، وشققاً سكنية فندقية، وغيرها من المرافق الحيوية.
كواليس المعرض
ـ دارت أحاديث عديدة عن صفقات عقدتها شركات إماراتية خلال المعرض دون أن تكشف أي شركة عن صفقة بعينها. لكن مصادر مطلعة ذكرت أن القطاع العقاري كان الأكثر حضوراً وأن الفترة المقبلة ستكشف عن حجم المشتريات والصفقات التي عقدت خلال المعرض.
ـ مع عودة قطارات الأنفاق للعمل بشكل طبيعي بعد رفع إضراب شل حركة النقل في العاصمة الفرنسية باريس، شهد اليوم الثالث لفعاليات المعرض إقبالاً كبيراً. وتقاطرت جموع كبيرة من الفرنسيين على خلاف ما حدث خلال اليومين الأولين نحو متحف اللوفر للتعرف على الشركات الإماراتية وأنشطتها.
ـ شاركت حكومة أبوظبي بجناح كبير اشتمل على أنشطة عدد من الوحدات والهيئات. كما شارك عدد من المؤسسات التعليمية والخدمية في المعرض، حيث كانت هنالك أجنحة لجامعة زايد وكلية التقنية العليا وبعض الهيئات العاملة في مجال تقديم الاستشارات والخدمات المصرفية.
ـ التراث الإماراتي كان حاضراً بقوة وحظي باهتمام كبير من قبل الزوار الفرنسيين. وقدمت مجموعات مختلفة عروض تراثية رائعة شملت بعض الأنشطة التي تعكس العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة. وأبدى الفرنسيون بمختلف فئاتهم تجاوباً ملحوظاً مع تلك العروض.
باريس ـ كمال عبدالرحمن