التضخم بالمعنى الاقتصادي هو ضعف القوة الشرائية للعملة، فإذا كان عشر وحدات من عملة البلد تشتري كيلو غرام من اللحم أو دجاجه في الزمن الحاضر، ثم ضعفت القيمة الشرائية للعملة بعد سنة وأصبح ثمن كيلو اللحم أو دجاجتين ما يعادل خمس عشرة وحدة من وحدات العملة المحلية، فهذا يعني أن التضخم حدث بمعدل كبير وهو 50%.
لذا فإن المستثمر الذي ربط أمواله لفترة طويلة بعائد مقبول لديه وقت بداية الاستثمار، أصبح خاسرا، ليس بسبب سوء اختياره لقناة الاستثمار، بل لأن عاملا آخر وهو التضخم قد قضى على قدر كبير من قيمة استثماره.
والتضخم أمر لا بد منه، فالأشياء ترتفع أسعارها، فبذلك تقل قيمة النقود أمام السلع، فما كان الإنسان يشتريه منذ ثلاث سنوات بمبلغ 20 دولارا مثلا فإنه الآن غالبا ما يكون بخمسة وعشرين دولارا، وهذا هو التضخم.
والتضخم المقبول والمعقول والمتوقع وجوده يكون صغير المقدار وقد لا يتجاوز نصفا في المائة أو واحدا في المائة في العام، عندما يكون الوضع الاقتصادي للبلد سليما وصحيحا. علما بأن تضخما في حدود 1-2% لا يمكن اعتباره نذير سوء، ولكن في حالة تجاوز معدل التضخم لهذا المعدل فإن هذا يعني وجود خلل اقتصادي كبير.
رعب المستثمرين:
إن ارتفاع معدل التضخم أمر مخيف للمستثمرين لأن التضخم يعني نقصا فعليا في قيمة أموالهم المرتبطة بذلك الاستثمار، وكذلك قلة قيمة العوائد التي ينتظرونها من استثماراتهم. فالبدائل أمام المستثمر عديدة، وعندما يختار أحدها فإنه يربط أمواله السائلة بها، ومن ثم تعود له أمواله وهي أقل قيمة مما كانت عليه، وكان من الأفضل له لو صرفها في مشتريات أخرى، لكان حصل على بضائع ذات قيمة، فلو أنه اشترى فيها سلعا معمرة أو سلعة متشربة لعامل التضخم كالأراضي والعقار لكان ذلك أفضل له.
فلو أن إنسانا استثمر أمواله في سندات تقدم له ربحا مقداره 7% سنويا، وكان معدل التضخم هو 4% فإن ذلك يعني أن ربحه قد انخفض، وأصبح مقداره 3% فقط.
كيف يقاس التضخم:
يقاس التضخم بطريقتين: الأولى وتتم بحساب معدل حساب الأسعار العام، حيث تؤخذ أسعار مجموعة من البضائع المنوعة منها الأطعمة والملابس والوقود والأجهزة مثل الكمبيوتر وكذلك مجموعة من الخدمات كتكلفة غسيل الملابس أو السيارات. وتحسب قيمة شراء هذه البضائع في كل شهر، في أماكن عرضها وبيعها للجمهور، ومن قيمة الشراء للفترات المختلفة والتي عادة تكون شهرا أو فصلا ( ثلاثة أشهر) يعرف مقدار التضخم ومقدار التغير في مجموعة الأسعار وليس في سلعة واحدة فقط. فإن كان هناك انزياح للأسعار نحو الزيادة بمقدار نصف في المائة فإن ذلك يعني أن هناك تضخما بهذا المقدار.
والطريقة الثانية لقياس التضخم: مقياس من المنبع، وهو أخذ عينات من أسعار البضائع وتسعيرها من المنتج الأول، أي مقدار السعر الذي يحدده المنتج لبضاعته، ومن هذه الأسعار الإجمالية يمكن معرفة اتجاه خط الأسعار بالصعود أو الهبوط.
ويحدث أن تنخفض قيمة بعض السلع، فلا يعني ذلك انخفاض في التضخم، لأنه في الوقت نفسه ترتفع أسعار بعض البضائع الأخرى، لذا فإن المعدل لسلعة واحدة لا يؤخذ بالحسبان، ولكن يكون عاملا مهما لمعرفة سبب التضخم أو الغلاء، ومن هنا نسمع عن الضغوط الكبيرة على منتجي البترول، وذلك في محاولة من الدول الأخرى المشترية أو المستهلكة للبترول لتخفيض أسعاره، لأنه أحد السلع التي أدت إلى ارتفاع مؤشر التضخم.
أسباب التضخم:
أسباب التضخم عديدة منوعة، منها ما يرجع لأسباب اقتصادية داخلية، ومنها ما يكون حلقة من حلقات الارتباط بالاقتصادي العالمي.
فمن المعروف أن التضخم يظهر في أوقات الأزمات الاقتصادية، عندما لا يكون هناك ثقة في الحكومات، أو أن الحكومات تعالج العجز في ميزانياتها بطباعة مزيد من الأوراق النقدية، وهذا يرفع الأسعار لأن النقود المتوفرة هي قيمة السلع والبضائع الموجودة، فكلما زاد النقد بدون زيادة في كمية البضائع سيكون ارتفاع الأسعار أمرا لا مفر منه.
علاج التضخم:
تعمل الدول ذات الاقتصاد الحر والقوي على متابعة مؤشرات الأسعار لمعرفة التضخم ومقداره ومنشئه، ومن هنا يبدأ العلاج.
تتخذ الدول الرأسمالية معدل الفائدة وسيلة للحد من التضخم، فتتعامل بمعدل الفائدة بالزيادة أو النقصان لكي تعالج التضخم، فعندما يكون هناك علامات تضخم بدأت في الظهور، فإن البنك المركزي يعمل على زيادة نسبة الفائدة، والحكمة من ذلك هو الرغبة في سحب الأموال من السوق وتوجيهها إلى عملية توفير أو استثمار، فعندما تكون أسعار الفائدة عالية فإن الإغراء في الاستثمار سيرتفع لكبر الفائدة العائدة على المستثمر.
ملاحظة
هذه الموضوع يناقش التضخم في حدود 7% ناهيكم عن مستوى التضخم لدينا وهو في حدود 17% وهنا اي توزيع ارباح اقل من 20 فلس للسهم الوحد يعتبر ربح المساهم في حدود 3 فلس فقط مقارنة بلتضخم العام في الدولة ويجب ان لا يغفل اي مستثمر عن هذه المقياس في استثمارته العامة
ارباب
موضوع رائع شكرا الغالي
شكرا ارباب على التوضيح عن سالفة التضخم …
نأمل خيرا من سوق الأسهم بعد كل هذا الانتظار …
متى يفهم الهوامير و تفهم المحافظ أن الضربات لم تعد تؤثر في البعض لبيع أسهمهم و نفض السوق منهم ..
الودائع خارج السباق والعقار في الصدارة
التضخم يغيّر أولويات المستثمرين لحماية الأموال من التآكل
دبي – فؤاد جشي:
يسيطر هاجس حماية السيولة من التآكل السريع بفعل التضخم على أولويات المستثمرين حالياً، فالدولار ومعه الدرهم في تراجع مستمر، وقيمة الأموال تنخفض تباعاً مع كل ارتفاع في الأسعار .
وينشط المستثمرون أمام هذه المستجدات للبحث عن ملاذ آمن يحمون به أموالهم من غول التضخم، فتتبدل قائمة الاولويات مع خروج الودائع المصرفية من السباق ودخول الذهب لاعباً اساسياً من خلال صعوده السريع بموازاة انخفاض الدولار .
ويضع تغير المواقع الاستثمارات المحلية التي اعتادت على قناتين اساسيتين هما العقار والأسهم أمام ضرورة الاختيار بينهما تبعاً لدرجة الاستفادة من التضخم الذي أدى حتى الآن إلى صعود واضح للعقار وهدوء يميل إلى الانخفاض في الأسهم . ويرى ناصر النابلسي الرئيس التنفيذي لشركة المال كابيتال أن العقار لايزال يملك فرصاً للصعود وخصوصاً في بعض القطاعات الحيوية التي يتزايد الطلب عليها مثل المكاتب وسكن العمال لكن بشكل عام حققت أسعار العقار ارتفاعاً قوياً في الفترة الأخيرة، وأصبحت فرص الأسهم أكبر الآن على اعتبار انها حافظت على أسعار منخفضة نسبياً طوال المدة الماضية الأمر الذي يجعلها قادرة على الصعود في ظل ما تحققه الشركات من نمو في الأرباح يستطيع أن يستقطب كميات كبيرة من السيولة المتراكمة .
وتتجه الاستثمارات عند تصاعد التضخم عادة إلى شراء الأصول التي ترتفع أسعارها معه فتحافظ بالحد الادنى على قيمة الاموال المستثمرة فيها مع إمكانية تحقيق عوائد مجزية، ولذلك يعتبر خالد بن كلبان العضو المنتدب لشركة دبي للإستثمار أن تملك العقارات يحتل الصدارة في أولويات الاستثمار حالياً تليها السلع في المرتبة الثانية بما فيها الذهب والمعادن .
ويغير انخفاض أسعار الفائدة المصرفية بالرغم من ارتفاع معدلات التضخم وتراكم السيولة من فلسفة الاولويات حيث يصبح بإمكان المستثمر الحصول على التمويل بتكلفة منخفضة ويستطيع بالتالي أن يحمي سيولته الخاصة عبر شراء الاصول ويعتمد على القروض المصرفية للاستثمار في المشاريع الجديدة والتي ينبغي وفقاً لخالد بن كلبان أن تُدرس بدقة لأن ارتفاع التكلفة من جهة واحتمالات تغير أوضاع السوق من جهة أخرى تجعل المخاطرة في ظل التضخم أعلى حتى لو كانت تكلفة التمويل منخفضة، فيما يرى ناصر النابلسي ان تراجع أسعار الفائدة المصرفية سيعزز فرص النمو في أسواق الأسهم على أرضية الحاجة إلى حماية السيولة من جهة وانخفاض تكلفة التمويل من جهة أخرى .
هذه التوضيح اعلاه يصب في نفس الموضوع الذي اشرنا له وهو مكمل لعدة مواضيع سابقة ولقد رأينا كيف ان العقار ارتفع ارتفاع جنوني في الفترة من 9 /2007 الى الان حتى ولو ان الارتفاع جنوني لاكن في نفس الوقت يعتبر معقول في نظري حيث انه مقابل هبوط العملة الامارتيه مقابل السلع ما يبرر ارتفاع العقار وهناك امور اخرى تغذي هذه الارتفاع وهيه قلة العرض وزيادة الطلب من قبل اصحاب فئة المكاتب والشقق مما حتم الاسراع في بناء العين الايجارية وسوف يستمر الارتفاع ما دام الدولار يهبط كل يوم ولقد لاحظنا ان الارتفاع بشكل جنوني من بداية 2008 وهو ما يبرر كسر الودائع الاستثمارية السنوية ودخولها في العقار لاكن الباقي الان سوق الاسهم فقط ؟؟
You are most correct thank you