الأحد 05 شوال 1429هـ – 05 أكتوبر2008م
وضاح الطه: السوق في حالة تردٍّ نفسي
الأجانب يعبثون بأسواق الإمارات ويغرقونها في الخسائر
خسائر بـ35 مليار درهم
دبي-رشيد بوذراعي
تجاهلت أسواق الإمارات اليوم الأحد 5-10-2008 خطط الإنقاذ العالمية والتطمينات المحلية بانتشال أسواق المال من أخطر أزمة تتهددها منذ عقود وسارت في انخفاضات حادة وسط ضغط أجنبي عبث بالأسهم القيادية وفي مقدمتها أسهم القطاع العقاري، الأكثر تعرضا للاستثمارات الأجنبية.
وهوى سهم إعمار دون 7 دراهم بعد أن خسر 12.25% وسط بيع عام للسهم بحجم 86.3 مليون سهم ليشكل بذلك ثلث تداولات سوق دبي، وذلك في وضع من صنع قاده الأجانب الباحثون عن السيولة (دولار = 3.67 دراهم).
وكما في دبي تلقت الأسهم التي ينشط عليها الأجانب في سوق أبوظبي أقسى الضربات اليوم، وهبطت أسهم العقار بحدة فخسر سهم الدار ما نسبته 9.26% في تداولات بحجم 44.6 مليون سهم، أو ما يعادل حوالي 45% من إجمالي تداولات سوق أبوظبي لهذا اليوم، ومني سهم صروح بخسائر بلغت نسبتها 9.26% من تداولات بحجم 19.6 مليون سهم غلب عليها اتجاه التخلص من السهم.
وقد تجاهل المستثمرون الأنباء الإيجابية من المركزي الإماراتي بتوفير السيولة في السوق، وبإعلان شركة ديار العقارية عن نمو أرباحها للربع الثالث بنسبة 56%، ولم يثن إعلان شركتي تمويل الرهن العقاري أملاك وتمويل عن مفاوضات اندماج المتداولين عن بيع السهمين وسط خسائر حادة عليهما.
وفي هذه الأجواء من عمليات البيع العشوائي خسر مؤشر سوق دبي 6.86%، وهبط إلى مستوى 3844% من تداولات تجاوزت قيمتها 1.1 مليار درهم وبحجم 246%، بينما تراجع مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 4.73% إلى مستوى 3769 نقطة، لكن التداولات كانت ضعيفة وسجلت ما قيمته 591 مليون درهم حجم 107 ملايين سهم.
وقال الخبير المالي وضاح الطه مفسرا أسباب تجاهل الأسواق المحلية للأخبار الإيجابية: إن الحالة النفسية العامة للمستثمرين تتجاوز أي قوة أخرى، وتدفع إلى الخسائر والبيع غير المبرر رغم التصريحات المطمئنة من الجهات الرسمية.
وذكر الطه في مقابلة مع برنامج “نبض السوق” على قناة العربية “الحالة النفسية للسوق وللمستثمرين بلغت من التردي حدا أصبح يتجاهل معه الناس الأخبار الإيجابية” وحتى تصريحات السلطات المالية باتت غير قادرة على خفض التقلبات في السوق.
وقال الطه بشأن ما تحتاجه السوق من إجراءات عاجلة لإعادة التماسك لها: “أعتقد أننا تجاوزنا مسألة التصريحات، نحتاج إلى نوع من الفعل، نوع من الاطمئنان، ونقطة البداية التي يمكن أن تطمئن الأسواق والمستثمرين هي السيولة في السوق ووفرتها”.
ويرى الطه أن دور البنوك المركزية في منقطة الخليج حاسم في مثل هذه الأوضاع، وقال: “الجهات الوحيدة التي تستطيع أن تقدر المشكلة هي البنوك المركزية”.
وأشار إلى أن هناك حالة من البيع العشوائي تزيد الوضع سوءا، وقال: “عندما تتجاوز خسائر المؤشر 5% وبسرعة، فمن الواضح جدا أن هناك حالة عدم فهم وحالة بيع غير مبرر”.
خسائر بـ35 مليار درهم
وأظهرت بيانات هيئة الأوراق المالية والسلع تراجع مؤشر سوق الإمارات المالي الذي يرصد الحركة في بورصتي دبي وأبوظبي بنسبة 5.21% ليغلق على مستوى 4,494 نقاط، وشهدت القيمة السوقية انخفاضا بقيمة 35.00 مليار درهم لتصل إلى 636.71 مليار درهم.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق الإمارات المالي 25.3%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 481.95 مليار درهم. وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعا سعريا 49 من أصل 128، وعدد الشركات المتراجعة 67 شركة.
ويتصدر مؤشر قطاع التأمين المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى، محققا نسبة نمو عن نهاية العام الماضي بلغت 8.98% ليستقر على مستوى 3,967 نقاط. في حين احتل مؤشر الصناعات المركز الثاني انخفاضا بنسبة 12.11% ليستقر على 573 نقطة.
تلاه مؤشر قطاع البنوك بنسبة تراجع بلغت 18.49% ليغلق على مستوى. وهبط مؤشر قطاع الخدمات بنسبة 33.72%.