السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
قال الخطيب البغدادي : (( اعلم أن للحفظ ساعات ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها , و للحفظ اماكن ينبغي للمتحفظ ان يلزمها , فأجود الأوقات الأسحار , ثم بعدها وقت انتصاف النهار , و بعدها الغدوات دون العشيات , و حفظ الليل أصلح من حفظ النهار , قيل لبعضهم : بم أدركت العلم ؟ قال : بالمصباح و الجلوس إلى الصباح , و قيل لآخر , فقال : بالسفر , و السهر , و البكور في السحر )).
قال أيضا : (( اجود أماكن الحفظ الغرف دون السفل , و كل موضع بعيد مما يلهي , و خلا القلب فيه مما يفزعه فيشغله , أو يغلب عليه فيمنعه , و ليس بالمحمود ان يتحفظ الرجل بحضرة النبات و الخضرة و لا على شطوط الأنهار و لا على قوارع الطرق )).
و قال أيضا : (( و أوقات الجوع أحمد للتحفظ من أوقات الشبع , و ينبغي للمتحفظ أن يتفقد من نفسه حال الجوع , فإن بعض الناس إذا أصابه شدة الجوع و التهابه لم يحفظ فليطفئ ذلك عن نفسه بالشيء الخفيف اليسير )).
قال يحيى بن يحيى رحمه الله : ((سأل رجل مالك ابن أنس : يا أبا عبد الله , هل يصلح لهذا الحفظ شيء ؟ قال : إن كان يصلح له شيء فترك المعاصي )).
قال وكيع رحمه الله : (( إذا أردت أن تحفظ الحديث فاعمل به )).
قال بزرجمهر : (( إنما ادركت ما أدركت من العلم ببكور كبكور الغراب , و صبر كصبر الحمار , و حرص كحرص الخنزير )). و زاد في أخرى : ((و تملق كتملق الكلب , و تضرع كتضرع السنور)).
هذا ما تيسر لي نقله من كتاب لم الدر المنثور من القول المأثور في الاعتقاد و السنة-قرأه الشيخ الفوزان , تقديم الشيخ صالح آل الشيخ , جمع الشيخ جمال بن فريحان الحارثي -حفظهم الله جميعا- -.
وفقنا الله و إياكم لكل خير
منقول للفائدة
نفعني الله وإياكم بما نقرأ ونسمع