الأسهم الصغيرة تبدأ رحلة العودة إلى قيمتها الاسمية

واصلت أسواق الأسهم المحلية تحقيق اختراقات جديدة خلال جلسة الأمس سواء على صعيد المؤشرات التي تجاوزت حواجز المقاومة المحدد لها فنيا أو الأسعار التي غادرت على ما يبدو نهائيا حركتها الهابطة بحيث أصبح من الصعوبة تسجيل تراجعات بنفس النسب المسجلة سابقا. ومع نهاية تعاملات الأمس حلق المؤشر العام لسوق دبي المالي فوق مستوى 1700 نقطة بالغا 1712 نقطة، فيما شارف المؤشر العام لسوق أبوظبي على أعتاب 2700 نقطة.

وواصل سهم إعمار قيادة السوق إلى تحقيق اختراقات جديدة بعدما ارتفع إلى 64. 2 درهم، فيما قاد النشاط في سوق أبوظبي سهم الدار الذي تجاوز مستوى 4 دراهم للمرة الأولى منذ بداية العام وبلغت مكاسب القيمة السوقية 3. 4 مليارات درهم.

وبذلك تكون الأسواق أنهت أفضل تعاملاتها الأسبوعية بمكاسب بلغت نحو7. 18 مليار درهم وهي الأعلى منذ عدة شهور حيث ارتفعت القيمة السوقية لأسهم الشركات المتداولة في سوق الإمارات إلى 7. 392 مليار درهم. وسط تداولات تجاوزت قيمتها 3. 6 مليارات درهم، وارتفع مؤشر الإمارات خلال الأسبوع بنسبة 03. 5%. وكان سهم أرابتك الأكثر تحقيقاً للمكاسب مع نهاية الأسبوع حيث ارتفع 29. 2 درهم وبنسبة 4. 22% تلاه سهم صروح الذي ارتفع بنسبة 18% إلى 90. 2 درهم.

ويلاحظ من خلال تعاملات الأسبوع زيادة القوة الشرائية مقارنة بالفترة السابقة وذلك في خطوة يرى فيها البعض بأنها ناتجة عن تعزيز الثقة في التعاملات مما ساهم في عودة جزء من السيولة المترددة إلى القاعات، كذلك كان من اللافت للنظر أن التداولات كانت تتركز على الأسهم الصغيرة التي على ما يبدو بدأت رحلة العودة إلى قيمها الاسمية التي كانت قد تخلت عنها في الأخير من العام الماضي.

وقال ياسر الجندي مدير التداول في الوطنية للوساطة إن أداء أسواق الأسهم الإماراتية كان الأفضل خلال هذا الأسبوع. ولا شك أن عدة عوامل لعبت دوراً رئيسياً في أداء الأسواق الإماراتية أهمها نتائج الشركات المساهمة عام 2008 إضافة إلى توزيعات هذه الشركات خاصة التوزيعات النقدية.

وأكد أن غالبية نتائج الشركات عن العام الماضي جاءت أفضل من التوقعات إضافة إلى أن نسبة هامة من الشركات وزعت أرباحاً نقدية على المساهمين وهذه التوزيعات أيضاً ساهمت بتوفر سيولة لدى المستثمرين تم توظيف جزء منها في أسواق الأسهم إضافة إلى أن هذه التوزيعات أعطت إشارات إيجابية للمستثمرين في أن هذه الشركات تتمتع بسيولة وملاءة مالية عالية.

أما العامل الثاني فهو متعلق بالتراجع الكبير في أسعار أسهم معظم الشركات المدرجة خلال الربع الأخير من العام الماضي، وحيث كان التراجع لبعض الشركات قاسيا وفقدت بعض الشركات أكثر من 80% من سعرها السوقي نتيجة الإفراط في التشاؤم وبالتالي لاحظنا تحسن أداء هذه الشركات خلال هذا العام بعد الإعلان عن نتائجها والإفصاح عن توقعاتها خلال المرحلة المقبلة.

وقال الجندي هناك عامل آخر متعلق بانسحاب معظم المحافظ الأجنبية وصناديق التحوّط خلال الربع الأخير من العام الماضي وبالمقابل زيادة حصة المواطنين والأجانب المقيمين في الدولة في التداول خلال هذا العام والذي انعكس إيجابا على تفوق الطلب على عروض البيع على العديد من شركات المدرجة.

وأشار إلى أن تحسن أداء أسواق الأسهم العالمية سيساهم في تنشيط سوق الإقراض الدولي بعد أن جفت منابع هذا الإقراض إضافة إلى تعزيز تدفق الاستثمار الأجنبي والتحسن في أداء أسواق الإمارات خلال الربع الأول عزز من مؤشر الثقة وبالتالي ساهم في تدفق استثمارات طويلة الأجل للاستفادة من الفرص المتوفرة في الأسواق في ظل تراجع مخاطر هذه الأسواق، ونشاط المضاربين وعمليات جني الأرباح السريعة ترفع مخاطر الأسواق وتؤدي إلى استمرارية حالة الحذر والترقب والتردد في الشراء لعدد كبير من المستثمرين.

وعلى مستوى أسواق الخليج فقد أنهت آخر تعاملاتها الأسبوعية على مكاسب حيث واصل اللون الأخضر الاستحواذ على الشاشات وارتفع المؤشر العام لسوق مسقط بنسبة 95. 2% ومؤشر الدوحة بنسبة 78. 2% ثم جاء بعد ذلك على التوالي مؤشر سوق الكويت 84. 0% والبحرين 70. 0%.

ناصر عارف