الإستثمارات الأجنبية ..هل تظل ” أموالا ساخنة ؟!
كثيرا ماتعرضت الاستثمارات الأجنبية خصوصا في أوقات التراجع الحاد لأسواق الأسهم الإماراتية لإتهامات عدة منها انها أموال ساخنة تدخل للمضاربات لتحقيق الربح السريع ..الآن بعد ان قادت الصعود القياسي في النصف الأول من العام هل ستظل “ساخنة ” وموضع إتهام ؟!
كشفت تعاملات الجنسيات المختلفة في سوق دبي خلال النصف الأول من العام الجاري عن العديد من الملاحظات التي يتعين الوقوف عندها خصوصا فيمايتعلق بالإستثمارات الأجنبيةالتي كثيرا ما وجهت إليها الإتهامات في فترات التراجع الحادالتي مرت بها الاسواق على مدى عام ونصف العام ووصفت بأنها “اموال ساخنة ” تدخل الاسوق المحلية بهدف المضاربات وتحقيق ارباح سريعة والخروج من السوق
مشتريات الأجانب ومبيعات العرب!
الإحصائيات الصادرة عن سوق دبي تدحض كل هذه الاتهامات وتكشف بوضوح ان الصعود الذي تحقق في النصف الأول جاء بدفع من الإستثمارات الأجنبية التي أتسمت تعاملاتها بتفوق عمليات الشراء عن البيع على عكس تعاملات المستثمرين الإماراتيين والخليجيين والعرب التي أرتفعت مبيعاتهم مقابل مشترياتهم
بالأرقام أرتفعت تعاملات المستثمرين الأجانب (غير الخليجيين والعرب) بنسبة كبيرة بلغت 68.4% في المائةإلى 28.3 مليار درهم بيعا وشراءا مقارنة مع 16.8 ملياردرهم عن الفترة ذاتها من العام الماضي , وبلغت قيمة مشترياتهم 17.4 مليار درهم لحوالي 3.1 مليار سهم مقابل مبيعات أقل قيمتها 10.9 مليار درهم لحوالي 1.9مليار سهم,وبذلك بلغ صافي الإستثمار الأجنبي 6.5 مليار درهم كحصيلة شراء على عكس تداولات الإماراتيين التي تراجعت بنسبة 44% إلى 169 مليار درهم بيعا وشراءا مقارنة مع 302.2 مليار درهم في الفترة ذاتها من العام الماضي والبالغة 302.2 مليار درهم,وأرتفعت مبيعات الإماراتيين عن مشترياتهم حيث بلغت قيمتها 87 مليار درهم مقابل مشتريات قيمتها 82 مليارا بصافي إستثمار سالب قيمته 5 مليارات درهم.
نفس الأمر أتسمت به تعاملات الخليجيين حيث تراجعت بنسبة 56% إلى 18 مليار درهم مقارنة مع 41 مليار درهم في النصف الأول من العام الماضي وأرتفعت مبيعاتهم إلى 9.5 مليار درهم مقابل مشتريات أقل بقيمة 8.5 مليار درهم بصافي إستثمار سالب قيمته مليار درهم وهو نفس حال الإستثمارات العربية التي أنخفضت بنسبة 48.5% إلى 36.6 مليار درهم مقارنة مع 75.6 مليارا عن الفترة ذاتها من العام الماضي وأرتفعت مبيعاتهم إلى 18.6 مليار درهم مقابل مشتريات أقل بقيمة 18 مليار درهم بصافي إستثمار سالب بقيمة 600 مليون درهم.
السؤال لذي تطرحه هذه الأرقام : ماهى الاسباب التي جعلت الإستثمارات الأجنبية إيجابية في الوقت الذي أصيبت الإستثمارات المحلية والخليجية والعربية بحالة من الخوف دفعها للقيام بعمليات تسييل مكثفة لمحافظها الإستثمارية ؟ وماهى نوعية الاستثمارات الاجنبية المتواجدة حاليا في الاسواق ؟
جاءت الاسواق الإماراتية تقريبا في المرتبة الثانية خليجيا بعد بورصة الكويت خلال النصف الأول من حيث نسب الصعود حيث أرتفع المؤشر العام بنسبة 12.1% وهى نسبة إنخفاض مؤشر سوق تداول للأسهم السعودية على الرغم من أن احجام تداولات السوق الإماراتية هبطت بنسبة كبيرة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي فقد هبطت تداولات سوق دبي بنسبة 42.3% إلى 252 مليار درهم بيعا وشراءا مقارنة مع 436.8 مليار درهم في النصف الأول من العالم الماضي.
عوامل وراء القفزة الأجنبية
ومن الواضح أن الدعم للأسواق جاء من قبل الاستثمارات الأجنبية أكثر بكثير من الاستثمارات الأخرى وذلك لعدة أسباب منها :_
* شجعت الإنخفاضات المتتالية لأسعار كافة الاسهم المدرجة طيلة العام 2006 بأكمله حيث أنخفض المؤشر العام لسوق دبي بنسبة 42% صناديق ومحافظ الإستثمار الأجنبية خصوصا المؤسساتية التابعة لبنوك ومؤسسات مالية على دخول السوق بشراء كميات كبيرة من الاسهم خصوصا القيادية بعدما هبطت مكررات ربحيتها إلى مستويات مغرية ( أقل من 10 مرات )
*إدراك المستثمرين الأجانب ان موجة التصحيح الحادة التي بدأت في أكتوبر من العام 2005 قاربت على الإنتهاء بالفعل وان الأسواق وصلت إلى القاع كما أنخفضت الاسهم إلى مستويات غير مبررة بالمرة خاصة ان أساسيات الإقتصاد الإماراتي سليمة وقوية لذلك دخلت الاستثمارات الأجنبية بالشراء التدريجي في الوقت الذي كان المستثمرون الإماراتيون والعرب في حالة من الهلع مع كل تراجع للأسواق وقاموا بالتخلص من أسهمهم بالبيع بأسعار بخسة .
* حفزت قرارات مجالس إدارات الشركات برفع حصص الأجانب من رؤؤس الأموال على إستقطاب المزيد من الإستثمارات الأجنبية وأصبح بإمكان الأجانب اليوم الإستثمار في كافة الشركات المدرجة بإستثناء أسهم معدودة لا تذكر وهي في الطريق للإنفتاح هى الاخرى كما في حالة شركة إتصالات التي يتحمس مجلس إداراتها لقرار السماح للأجانب بالإستثمار في اسهم الشركة .
* لم يعد المستثمرون الأجانب كما كان في السابق متحمسين للبيع مع كل إنخفاض تمر به الاسواق بل على العكس كثيرا ما يحتفظون بأسهمهم في الوقت الذي يبيع غيرهم وهنا يمكن الإشارة إلى أن الإستثمارات البريطانية والأمريكية تحتل الصدارة في قائمة الاستثمارات الأجنبية
* على مدار عام كامل تستحوذ الإستثمارات الأجنبية بما فيها الخليجية والعربية على أكثر من ثلث إجمالي تداولات سوق دبي يوميا وفي فترات النشاط كثيرا ما تتجاوز نصف تعاملات السوق مما يشير إلى التأثير الواضح للإستثمارات الأجنبية في أسواق المال الإماراتية .
البريطانيون في المقدمة
طبقا لإحصائيات سوق دبي تصدرالمستثمرون البريطانيون قائمة المستثمرين الأجانب بتداولات قيمتها14.4 مليار درهم تشكل نصف إجمالي تعاملات الأجانب في السوق في النصف الأول وبلغت قيمة مشترياتهم 9.6 مليار درهم لحوالي 1.6 مليار سهم مقابل مبيعات 4.8 مليار درهم لحوالي 715 مليون سهم وبذلك بلغ صافي الإستثمار البريطاني في السوق في النصف الأول حوالي 4.8 مليار درهم كحصيلة شراء .
كما تكشف الإحصائيات عن ان تداولات البريطانيين الذي يقدر عددهم بحوالي 1796 مستثمرا يمتلكون حوالي 1.2 مليار سهم تفوقت على إستثمارات السعوديين الذين يحتلون قائمة الإستثمارات الخليجية حيث بلغت قيمتها 13.2 مليار درهم بإنخفاض قياسي بلغت نسبته 62.8% على الرغم من أن عدد المستثمرين السعوديين يفوق البريطانيين بأكثر من 25 مرة حيث يقدر عددهم بحوالي 27.983 ألف مستثمر.
وحل الأمريكيون في المرتبة الثانية بعد البريطانيين في صدارة الإستثمارات الأجنبية حيث بلغت قيمة تداولاتهم 2.4 مليار درهم بواقع حيث بلغت قيمة مشترياتهم 1.7 مليار درهم مقابل مبيعات 787 مليون درهم بصافي إستثمار قيمته مليار درهم تقريبا كحصيلة شراء ويقدر عدد المستثمرين الأمريكيين في سوق دبي بحوالي 1499 مستثمرا يمتلكون حوالي 139 مليون سهم.
مع بداية تعاملات النصف الثاني من العام بدءا من الشهر الجاري وعلى الرغم من إستمرار عمليات جني الأرباح إلا أن من الملاحظ أن الإستثمار الأجنبي لا يزال عند سمته المتمثلة في القيام بعمليات شراء متدرجة لأسهم منتقاة خصوصا من قبل محافظ وصناديق الإستثمار المؤسساتية لوجود قناعة بأن نتائج الشركات عن النصف الأول من العام ستكون قياسية وربما تدفع الأسعار الحالية إلى مستويات أعلى
من وجهة نظري ان الاموال الساخنة لا تضل اجنبية في اسواق المال لا فرق بين اموال اجنبية واموال مواطنة او عربية كلها اموال الاساس في الامر كله خروج الاموال ودخولها كنا في فترة اثرت فيها الاموزال الاجنبية الساخنة ولماذا لا تؤثر ما دام الاموال المحلية هيه من سبب كل النزول او الانهيار القاعدة الصحيحة تمركز الاموال الاجنبية على الاسعار المتدنية هنا لن تخرج هذه الاموال بل سوف تتحول الى استثمارات متمركزة متوسطة الى طويلة خاصتاً وان اسواقنا قد نالت من الهبوط ( الانهيار ) ما نالته الشاطر من بناء قواعد وتمركز بها اذاً هيه اموال الاساس لديها هو تحقيق الارباح اذا تمركزت في دبي الاسلامي على 6 دراهم لماذا تخرج اذاً ودبي الاسلامي على 10 دراهم ونحن في قاع السوق سوف تخرج عند تضاعف سعره او عند كسر المؤشر لاعلى قمته امور كثيرة تحكم حركة هذه الاموال من حيث تنقلها وهيه تعتبر كصناديق استثمار لها وقت معين تجني به ارباحها اذا رات ان السوق ارتفع فوق قيمه العادلة
ارباب
ستظل بالتأكيد أموالا ساخنة والإيجابية الوحيدة لها أنها ساهمت في دعم الأسعار في فترة كان السوق فيها يمر بمرحلة حرجة جدا، وبالتالي في إعادة الثقة في السوق.
لكنني شخصياً أخاف من تأثيرا انسحابها من السوق والذي سيكون بنفس السرعة التي دخلت بها، والمشكلة أن إدارات أسواقنا المالية تعرف ذلك وما زالت تتجنب وضع ضوابط لاستثمارات هذه الأموال الساخنة في أسواقنا.