الإمارات·· نهج الحكمة والسلام والتضامن

تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة وبنى نهضتها الحديثة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي انتقل إلى جوار ربه في الثاني من نوفمبر 2004 بعد حياة حافلة بالعمل الدؤوب والعطاء المخلص لوطنه وشعبه وأمته العربية والإسلامية·
وحققت دولة الإمارات بفضل القيادة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تحولات كبيرة ونهضة شاملة في مختلف نواحي الحياة تواصلت مع تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ”حفظه الله” قيادة البلاد في الثالث من نوفمبر ·2004
وأعلن عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديمسبر 1971 كدولة اتحادية تجمع بين سبع إمارات هي أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القيوين والتي كانت تعرف في الماضي باسم (الإمارات المتصالحة)·
وحققت دولة الإمارات بعد قيام اتحادها الازدهار الاقتصادي والاجتماعي للوطن والمواطنين·
وأكد تقرير الأهداف التنموية للألفية لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي أصدرت وزارة الاقتصاد والتخطيط بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في نهاية يناير 2005 أن دولة الإمارات حققت خلال العقود الثلاثة الأخيرة نهضة تنموية شاملة أثرت على مختلف أوجه الحياة وركزت على تحقيق مستوى عال من التنمية الاجتماعية للسكان، كما أكد التزام الدولة في بناء مجتمع يمتلك اقتصاداً متنوعا وفي حماية البيئة من خلال تبني مبادئ التنمية المستدامة مع إدخال الأبعاد البيئية في التخطيط الوطني التنموي والتأكد من عدم تحمل أجيال المستقبل لأعباء التأثيرات البيئية السلبية المترتبة على التنمية·
وبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدولة نحو 379 مليار درهم بالأسعار الجارية في العام ·2004
وتتوقع وزارة الاقتصاد والتخطيط أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي في العام 2005 ليبلغ 424 مليار درهم بمعدل نمو قدره 11,5 بالمائة عن العام 2004 وأن يحقق الناتج المحلي الإجمالي للقطاعات غير النفطية نمواً قدره 12,1 بالمائة بما قيمته 267 مليار درهم·
كما توقعت أن تنمو حصة الفرد من الناتج بنسبة 3,1 بالمائة لتصل إلى 101,1 ألف درهم بعد أن بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي نحو 75 ألف درهم في العام 2004 ما يعد من أعلى المستويات العالمية·
ويسهم قطاع النفط بالدور الرئيسي في بناء قاعدة التنمية الاقتصادية الشاملة·
وتضاعفت الاحتياطيات النفطية المؤكدة لدولة الإمارات عدة مرات خلال العقود القليلة الماضية حيث ارتفعت من 30 مليار برميل من النفط في السبعينيات إلى نحو 98 مليار برميل بنهاية العام 2004 لتصبح بذلك في المركز الثالث من حيث احتياطي النفط في العالم، فيما ارتفع احتياطيها من الغاز الطبيعي من 626 مليار متر مكعب إلى أكثر من 6 تريليونات متر مكعب لتحتل بذلك المرتبة الثانية عربياً والرابعة عالميا من حيث الاحتياطي العام من الغاز الطبيعي·
وأكد تقرير صندوق النقد الدولي الذي نُشر في شهر أغسطس 2005 أن دولة الإمارات تعد تاسع أكبر دولة منتجة وسادس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، كما أكد أن دور الإمارات في أسواق النفط العالمية سيزداد نمواً وأهمية في المستقبل نظرا لتملكها 10 في المائة من إجمالي الاحتياطي النفطي العالمي·
وتتمتع دولة الإمارات بكل المقومات التي تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها وفي مقدمتها الأمن والاستقرار والموقع الجغرافي الذي يربط بين مختلف قارات العالم والطقس المتميز طوال أكثر من ستة أشهر في العام ومتعة التنزه والتجول والتسوق بحرية وأمن وطمأنينة·
وشهد العام 2006 على صعيد التطورات الحالية إصدار الميزانية العامة للدولة بدون عجز مالي لأول مرة منذ 20 عاما حيث تساوت إيراداتها ومصروفاتها بحجم 22 مليارا و703 ملايين درهم
وتبوأت دولة الإمارات بما حققت من منجزات شاملة مكانة متقدمة في دليل التنمية البشرية الدولي لعام 2005 بتربعها على المركز الثاني عربيا، والمركز الحادي والأربعين عالميا، مقارنة بالمركز الرابع عربيا والتاسع والأربعين عالميا، في العام ·2004
وثمن تقرير التنمية البشرية الدولي لعام 2005 الاهتمام الكبير الذي أولته دولة الإمارات للإنسان في سياساتها وبرامج خططها التنموية، وأكد أن التنمية البشرية حققت نقلة نوعية متميزة·
وأكد صندوق النقد الدولي أن الأداء الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة حقّق على مدى العقد الماضي مستويات مذهلة وخاصة على صعيد توسعة وتنويع قاعدة الموارد الاقتصادية، كما أكد في تقريره السنوي للعام 2005 أن اقتصاد الإمارات يشكل نموذجاً فعالاً بكافة المقاييس في مجال الحد من الاعتماد على موارد النفط وتفعيل دور القطاع الخاص ومشاركته في بناء الاقتصاد الوطني·
التعليم
وشهدت مسيرة التعليم العام والعالي منذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة طفرات متلاحقة حيث ارتفع عدد المدارس الحكومية والخاصة في العام الدراسي 2005/2006 إلى (1300) مدرسة حكومية وخاصة تضم أكثر من 606 آلاف طالب وطالبة·
وأنشأت الدولة بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ”رحمه الله” في العام 1977 جامعة الإمارات بمدينة العين وكليات التقنية العليا في العام 1988 ثم جامعة زايد في العام 1998 ليصل عدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالدولة اليوم إلى قرابة 40 مؤسسة·
وواصلت الدولة اهتمامها بمشاريع الإسكان وتنفيذ برامج طموحة منتظمة لتوفير السكن الملائم للمواطنين·
ونجح برنامج الشيخ زايد للإسكان الذي تأسس في 18 يوليو 1999 في تنفيذ تجمعات سكنية جديدة متكاملة تم تسليمها للمواطنين المستحقين في مختلف إمارات الدولة حيث تمكن البرنامج منذ انطلاقته في العام 2000 وحتى نهاية ابريل 2005من إنجاز نحو 4 آلاف وحدة سكنية·
وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في جولته التفقدية للإمارات الشمالية خلال شهري ابريل ومايو ،2005 باعتماد مبلغ 200 مليون درهم لإنشاء وحدات سكنية جديدة للمواطنين·
واعتمد المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في 6 مايو 2005 برئاسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس أكبر دفعة من قروض الإسكان للمواطنين بلغت أربعة مليارات و513 مليونا و200 ألف درهم لتمويل الدفعة الثانية عشرة من الطلبات التي تلقتها هيئة قروض المساكن الخاصة للمواطنين في إمارة أبوظبي·
البيئة
وتبوأت دولة الإمارات بفضل جهود واهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ”رحمه الله” مكانة عالية مرموقة لما حققته من إنجازات وطنية في ميادين الحفاظ على الطبيعة ومكافحة التصحر وتنمية الحياة البرية والبحرية وإقامة المحميات الطبيعية وتشجيع ودعم البحوث العالمية للحفاظ على أنواع متعددة من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض عالمياً·
وكرّم برنامج الأمم المتحدة للبيئة ”يونيب” في احتفال أقامه بمقر المنظمة في نيويورك في 19 ابريل 2005 المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوصفه ”بطلاً للأرض” لإسهامه طوال حياته في دعم مشاريع مكافحة التصحر وحماية البيئة والحفاظ على الحياة البرية المهددة بالانقراض·
وتسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ”حفظه الله ”لدى استقباله السيد كلاوس تويفر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في 18 ابريل 2005 بأبوظبي جائزة ”بطل الأرض” التي منحتها المنظمة الدولية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اعترافاً وتقديراً لجهوده وعمله المتواصل طوال حياته في حماية البيئة ومساهماته ذائعة الصيت اقليمياً ودولياً في مجال الزراعة وحماية الأجناس من الكائنات والحيوانات المهددة بالانقراض وجهوده في زراعة وتشجير الصحراء وإقامة المحميات الطبيعية·
السياسة الخارجية
وتبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الخارجي مكانة مرموقة بين الأمم والدول لنهج سياستها الخارجية المتوازنة ومصداقيتها في التعامل مع مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية·
وتنطلق السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي وضع فقيد الوطن الغالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مرتكزاتها من التزامها بالانتماء الخليجي والعربي والإسلامي وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها مع جميع دول العالم·
كما ترتكز ثوابت هذه السياسة على نهج الشفافية والحوار والمصارحة والحرص ومراعاة الجوار وإقامة علاقات متينة مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين·
وعملت دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الخليجي انطلاقا من إيمانها بوحدة الهدف والمصير بين دول الخليج العربية على تعزيز العمل الخليجي المشترك وأسهمت مع شقيقاتها منذ إعلان ميلاد مجلس التعاون في أبوظبي في 25 من مايو 1981 في تعميق روابط التعاون والتآزر بين دوله وشعوبه وتحقيق التكامل فيما بينها في مختلف الميادين وتنسيق مواقفها وسياساتها الخارجية والاقتصادية وعلاقاتها الإقليمية والدولية مع كافة دول العالم بما يحقق مصالحها القومية ومنفعة شعوبها الوطنية وطموحاتها في الازدهار والاستقرار مما أكسب منظومة المجلس ثقلاً ووزناً كبيرين على الصعيدين الإقليمي والدولي·
وعملت دولة الإمارات على دعم وتوسيع التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سواء على الصعيد الجماعي أو من خلال اللقاءات الثنائية وأعمال اللجان العليا المشتركة التي تربط دولة الإمارات مع دول المجلس وبما يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة بين شعوب دول المجلس·
كما عملت دولة الإمارات على تطوير آليات العمل العربي المشترك ودعم الجامعة العربية ومؤسساتها وتفعيل دورها في خدمة قضايا الأمة العربية كما عملت على تعزيز التعاون الثنائي بينها وبين الدول العربية والإسلامية والوقوف إلى جانبها في السراء والضراء وتكريس جهودها لتحقيق الوفاق العربي·
ودعمت دولة الإمارات العربية المتحدة نضال الشعب الفلسطيني في جميع مراحله في مواجهة ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى يتمكن من استعادة حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف·
وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ”حفظه الله” لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن في 19 ديسمبر 2004 حرص دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا على دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يعاني من وطأة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التعسفية·
وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في 24 يوليو 2005 ببناء مدينة كاملة باسم ”مدينة خليفة بن زايد” على أنقاض المستوطنات الإسرائيلية التي سيتم ازالتها بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وذلك هدية من سموه للشعب الفلسطيني الشقيق لتخفيف معاناته وتوفير السكن المناسب للمستحقين من أبنائه·
ووجه صاحب السمو رئيس الدولة باعتماد مبلغ 100 مليون دولار لتمويل هذا المشروع الإنساني الأخوي الذي من المتوقع أن يستوعب ثلاثين إلى أربعين ألف مواطن فلسطيني، كما وجه سموه دائرة البلديات والزراعة لتنفيذ وإنجاز المشروع بالتعاون والتنسيق مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ”الأونروا” ومن ثم توزيعه على مستحقيه بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية· ويعتبر هذا المشروع الحيوي الكبير المشروع الرئيسي الرابع الذي تنفذه دولة الإمارات للشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع بعد مدينة الشيخ زايد في غزة ومشروع إعادة بناء مخيم جنين وبناء حي الإمارات في مدينة رفح·
وتضامنت دولة الإمارات العربية المتحدة مع شعب العراق وساندته في المحن التي مر بها قبل الحرب وأثنائها وبعدها ودعمت جهود قادته وأبنائه في إعادة بناء دولتهم واسترداد سيطرتهم على وطنهم ومقدراته وشؤونه·
وقدمت دولة الإمارات منذ قيامها في مطلع السبعينيات معونات ومساعدات وقروضا الى الدول النامية في الوطن العربي والقارتين الآسيوية والافريقية وحتى بعض الدول الأوروبية تجاوز حجمها 108 مليارات وذلك انطلاقا من التزامها بالمبادئ والقيم الإسلامية السامية وإيمانها بأهمية تعزيز العلاقات الأخوية والإنسانية مع دول وشعوب العالم·
ويوازي حجم المساعدات الخارجية لدولة الإمارات 3,6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي سنويا، وهو ما يفوق النسبة التي قررتها الأمم المتحدة وهي 5,57 بالمائة للدول المتقدمة كحد أدنى لتقديم المعونات إلى الدول النامية، ويتدفق خير الإمارات للأشقاء والأصدقاء عبر هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وصندوق أبوظبي للتنمية…

7 thoughts on “الإمارات·· نهج الحكمة والسلام والتضامن

  1. الإمارات·· نهج الحكمة والسلام والتضامن

    تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة وبنى نهضتها الحديثة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي انتقل إلى جوار ربه في الثاني من نوفمبر 2004 بعد حياة حافلة بالعمل الدؤوب والعطاء المخلص لوطنه وشعبه وأمته العربية والإسلامية·
    وحققت دولة الإمارات بفضل القيادة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تحولات كبيرة ونهضة شاملة في مختلف نواحي الحياة تواصلت مع تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ”حفظه الله” قيادة البلاد في الثالث من نوفمبر ·2004
    وأعلن عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديمسبر 1971 كدولة اتحادية تجمع بين سبع إمارات هي أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القيوين والتي كانت تعرف في الماضي باسم (الإمارات المتصالحة)·
    وحققت دولة الإمارات بعد قيام اتحادها الازدهار الاقتصادي والاجتماعي للوطن والمواطنين·
    وأكد تقرير الأهداف التنموية للألفية لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي أصدرت وزارة الاقتصاد والتخطيط بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في نهاية يناير 2005 أن دولة الإمارات حققت خلال العقود الثلاثة الأخيرة نهضة تنموية شاملة أثرت على مختلف أوجه الحياة وركزت على تحقيق مستوى عال من التنمية الاجتماعية للسكان، كما أكد التزام الدولة في بناء مجتمع يمتلك اقتصاداً متنوعا وفي حماية البيئة من خلال تبني مبادئ التنمية المستدامة مع إدخال الأبعاد البيئية في التخطيط الوطني التنموي والتأكد من عدم تحمل أجيال المستقبل لأعباء التأثيرات البيئية السلبية المترتبة على التنمية·
    وبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدولة نحو 379 مليار درهم بالأسعار الجارية في العام ·2004
    وتتوقع وزارة الاقتصاد والتخطيط أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي في العام 2005 ليبلغ 424 مليار درهم بمعدل نمو قدره 11,5 بالمائة عن العام 2004 وأن يحقق الناتج المحلي الإجمالي للقطاعات غير النفطية نمواً قدره 12,1 بالمائة بما قيمته 267 مليار درهم·
    كما توقعت أن تنمو حصة الفرد من الناتج بنسبة 3,1 بالمائة لتصل إلى 101,1 ألف درهم بعد أن بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي نحو 75 ألف درهم في العام 2004 ما يعد من أعلى المستويات العالمية·
    ويسهم قطاع النفط بالدور الرئيسي في بناء قاعدة التنمية الاقتصادية الشاملة·
    وتضاعفت الاحتياطيات النفطية المؤكدة لدولة الإمارات عدة مرات خلال العقود القليلة الماضية حيث ارتفعت من 30 مليار برميل من النفط في السبعينيات إلى نحو 98 مليار برميل بنهاية العام 2004 لتصبح بذلك في المركز الثالث من حيث احتياطي النفط في العالم، فيما ارتفع احتياطيها من الغاز الطبيعي من 626 مليار متر مكعب إلى أكثر من 6 تريليونات متر مكعب لتحتل بذلك المرتبة الثانية عربياً والرابعة عالميا من حيث الاحتياطي العام من الغاز الطبيعي·
    وأكد تقرير صندوق النقد الدولي الذي نُشر في شهر أغسطس 2005 أن دولة الإمارات تعد تاسع أكبر دولة منتجة وسادس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، كما أكد أن دور الإمارات في أسواق النفط العالمية سيزداد نمواً وأهمية في المستقبل نظرا لتملكها 10 في المائة من إجمالي الاحتياطي النفطي العالمي·
    وتتمتع دولة الإمارات بكل المقومات التي تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها وفي مقدمتها الأمن والاستقرار والموقع الجغرافي الذي يربط بين مختلف قارات العالم والطقس المتميز طوال أكثر من ستة أشهر في العام ومتعة التنزه والتجول والتسوق بحرية وأمن وطمأنينة·
    وشهد العام 2006 على صعيد التطورات الحالية إصدار الميزانية العامة للدولة بدون عجز مالي لأول مرة منذ 20 عاما حيث تساوت إيراداتها ومصروفاتها بحجم 22 مليارا و703 ملايين درهم
    وتبوأت دولة الإمارات بما حققت من منجزات شاملة مكانة متقدمة في دليل التنمية البشرية الدولي لعام 2005 بتربعها على المركز الثاني عربيا، والمركز الحادي والأربعين عالميا، مقارنة بالمركز الرابع عربيا والتاسع والأربعين عالميا، في العام ·2004
    وثمن تقرير التنمية البشرية الدولي لعام 2005 الاهتمام الكبير الذي أولته دولة الإمارات للإنسان في سياساتها وبرامج خططها التنموية، وأكد أن التنمية البشرية حققت نقلة نوعية متميزة·
    وأكد صندوق النقد الدولي أن الأداء الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة حقّق على مدى العقد الماضي مستويات مذهلة وخاصة على صعيد توسعة وتنويع قاعدة الموارد الاقتصادية، كما أكد في تقريره السنوي للعام 2005 أن اقتصاد الإمارات يشكل نموذجاً فعالاً بكافة المقاييس في مجال الحد من الاعتماد على موارد النفط وتفعيل دور القطاع الخاص ومشاركته في بناء الاقتصاد الوطني·
    التعليم
    وشهدت مسيرة التعليم العام والعالي منذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة طفرات متلاحقة حيث ارتفع عدد المدارس الحكومية والخاصة في العام الدراسي 2005/2006 إلى (1300) مدرسة حكومية وخاصة تضم أكثر من 606 آلاف طالب وطالبة·
    وأنشأت الدولة بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ”رحمه الله” في العام 1977 جامعة الإمارات بمدينة العين وكليات التقنية العليا في العام 1988 ثم جامعة زايد في العام 1998 ليصل عدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالدولة اليوم إلى قرابة 40 مؤسسة·
    وواصلت الدولة اهتمامها بمشاريع الإسكان وتنفيذ برامج طموحة منتظمة لتوفير السكن الملائم للمواطنين·
    ونجح برنامج الشيخ زايد للإسكان الذي تأسس في 18 يوليو 1999 في تنفيذ تجمعات سكنية جديدة متكاملة تم تسليمها للمواطنين المستحقين في مختلف إمارات الدولة حيث تمكن البرنامج منذ انطلاقته في العام 2000 وحتى نهاية ابريل 2005من إنجاز نحو 4 آلاف وحدة سكنية·
    وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في جولته التفقدية للإمارات الشمالية خلال شهري ابريل ومايو ،2005 باعتماد مبلغ 200 مليون درهم لإنشاء وحدات سكنية جديدة للمواطنين·
    واعتمد المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في 6 مايو 2005 برئاسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس أكبر دفعة من قروض الإسكان للمواطنين بلغت أربعة مليارات و513 مليونا و200 ألف درهم لتمويل الدفعة الثانية عشرة من الطلبات التي تلقتها هيئة قروض المساكن الخاصة للمواطنين في إمارة أبوظبي·
    البيئة
    وتبوأت دولة الإمارات بفضل جهود واهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ”رحمه الله” مكانة عالية مرموقة لما حققته من إنجازات وطنية في ميادين الحفاظ على الطبيعة ومكافحة التصحر وتنمية الحياة البرية والبحرية وإقامة المحميات الطبيعية وتشجيع ودعم البحوث العالمية للحفاظ على أنواع متعددة من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض عالمياً·
    وكرّم برنامج الأمم المتحدة للبيئة ”يونيب” في احتفال أقامه بمقر المنظمة في نيويورك في 19 ابريل 2005 المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوصفه ”بطلاً للأرض” لإسهامه طوال حياته في دعم مشاريع مكافحة التصحر وحماية البيئة والحفاظ على الحياة البرية المهددة بالانقراض·
    وتسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ”حفظه الله ”لدى استقباله السيد كلاوس تويفر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في 18 ابريل 2005 بأبوظبي جائزة ”بطل الأرض” التي منحتها المنظمة الدولية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اعترافاً وتقديراً لجهوده وعمله المتواصل طوال حياته في حماية البيئة ومساهماته ذائعة الصيت اقليمياً ودولياً في مجال الزراعة وحماية الأجناس من الكائنات والحيوانات المهددة بالانقراض وجهوده في زراعة وتشجير الصحراء وإقامة المحميات الطبيعية·
    السياسة الخارجية
    وتبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الخارجي مكانة مرموقة بين الأمم والدول لنهج سياستها الخارجية المتوازنة ومصداقيتها في التعامل مع مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية·
    وتنطلق السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي وضع فقيد الوطن الغالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مرتكزاتها من التزامها بالانتماء الخليجي والعربي والإسلامي وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها مع جميع دول العالم·
    كما ترتكز ثوابت هذه السياسة على نهج الشفافية والحوار والمصارحة والحرص ومراعاة الجوار وإقامة علاقات متينة مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين·
    وعملت دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الخليجي انطلاقا من إيمانها بوحدة الهدف والمصير بين دول الخليج العربية على تعزيز العمل الخليجي المشترك وأسهمت مع شقيقاتها منذ إعلان ميلاد مجلس التعاون في أبوظبي في 25 من مايو 1981 في تعميق روابط التعاون والتآزر بين دوله وشعوبه وتحقيق التكامل فيما بينها في مختلف الميادين وتنسيق مواقفها وسياساتها الخارجية والاقتصادية وعلاقاتها الإقليمية والدولية مع كافة دول العالم بما يحقق مصالحها القومية ومنفعة شعوبها الوطنية وطموحاتها في الازدهار والاستقرار مما أكسب منظومة المجلس ثقلاً ووزناً كبيرين على الصعيدين الإقليمي والدولي·
    وعملت دولة الإمارات على دعم وتوسيع التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سواء على الصعيد الجماعي أو من خلال اللقاءات الثنائية وأعمال اللجان العليا المشتركة التي تربط دولة الإمارات مع دول المجلس وبما يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة بين شعوب دول المجلس·
    كما عملت دولة الإمارات على تطوير آليات العمل العربي المشترك ودعم الجامعة العربية ومؤسساتها وتفعيل دورها في خدمة قضايا الأمة العربية كما عملت على تعزيز التعاون الثنائي بينها وبين الدول العربية والإسلامية والوقوف إلى جانبها في السراء والضراء وتكريس جهودها لتحقيق الوفاق العربي·
    ودعمت دولة الإمارات العربية المتحدة نضال الشعب الفلسطيني في جميع مراحله في مواجهة ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى يتمكن من استعادة حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف·
    وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ”حفظه الله” لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن في 19 ديسمبر 2004 حرص دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا على دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يعاني من وطأة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التعسفية·
    وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في 24 يوليو 2005 ببناء مدينة كاملة باسم ”مدينة خليفة بن زايد” على أنقاض المستوطنات الإسرائيلية التي سيتم ازالتها بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وذلك هدية من سموه للشعب الفلسطيني الشقيق لتخفيف معاناته وتوفير السكن المناسب للمستحقين من أبنائه·
    ووجه صاحب السمو رئيس الدولة باعتماد مبلغ 100 مليون دولار لتمويل هذا المشروع الإنساني الأخوي الذي من المتوقع أن يستوعب ثلاثين إلى أربعين ألف مواطن فلسطيني، كما وجه سموه دائرة البلديات والزراعة لتنفيذ وإنجاز المشروع بالتعاون والتنسيق مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ”الأونروا” ومن ثم توزيعه على مستحقيه بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية· ويعتبر هذا المشروع الحيوي الكبير المشروع الرئيسي الرابع الذي تنفذه دولة الإمارات للشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع بعد مدينة الشيخ زايد في غزة ومشروع إعادة بناء مخيم جنين وبناء حي الإمارات في مدينة رفح·
    وتضامنت دولة الإمارات العربية المتحدة مع شعب العراق وساندته في المحن التي مر بها قبل الحرب وأثنائها وبعدها ودعمت جهود قادته وأبنائه في إعادة بناء دولتهم واسترداد سيطرتهم على وطنهم ومقدراته وشؤونه·
    وقدمت دولة الإمارات منذ قيامها في مطلع السبعينيات معونات ومساعدات وقروضا الى الدول النامية في الوطن العربي والقارتين الآسيوية والافريقية وحتى بعض الدول الأوروبية تجاوز حجمها 108 مليارات وذلك انطلاقا من التزامها بالمبادئ والقيم الإسلامية السامية وإيمانها بأهمية تعزيز العلاقات الأخوية والإنسانية مع دول وشعوب العالم·
    ويوازي حجم المساعدات الخارجية لدولة الإمارات 3,6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي سنويا، وهو ما يفوق النسبة التي قررتها الأمم المتحدة وهي 5,57 بالمائة للدول المتقدمة كحد أدنى لتقديم المعونات إلى الدول النامية، ويتدفق خير الإمارات للأشقاء والأصدقاء عبر هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وصندوق أبوظبي للتنمية…

  2. اشكر الأخت انة على الموضوع المميز

    ودائما نتعود منها المميز والممتع

    و أنا اكرر ما قاله مشرفنا الغالي

    مشكورة اختي الغالية آآنة على هذا الموضوع الرائع

Comments are closed.