كحقيقة مرة ومن واقع تجربة أرى أننا نحن شعب الإمارات أول المتسببين في رفع أسعار كل شيء في الإمارات وفي بلداننا الخليجية وفي الدول التي نزورها ونتعامل معها لدرجة أن الكثير من الموردين والشركات والمصانع صارت تفرض علينا رسوماً خاصة – لنا نحن فقط – وتعطينا أسعاراً تختلف كثيراً عن الأسعار المعروضة والتي تعطى لكل البشر في جميع أنحاء الكرة الأرضية .

ما هي أسباب استغلال التجار لنا بالرغم من أن الإمارات الكريمة لا تفرض أية رسوم حكومية أو ضرائب أو تعرفات خيالية تجعل الأسعار لدينا ترتفع كارتفاع قمة إفرست الشهيرة ؟

السبب الأول هو أن الإماراتيين دفيعــــــــــة حيث يدفعون بلا حساب ولا سؤال وذلك لأن الناس ينظرون إلى من يجادل البائع على أنه ( زطي ) أو بخيل أو فقير أو لا يستحي وهذه تعد في مفهومنا البذخي الخيلائي أشبه بالقذف والإهانة التي لا يقبلها أصحاب الطرابيش الطويلة والعباءات المزركشة !

السبب الثاني هو أننا نتمادى في دفع البخشيش كالمكافأة والإحسان والتبرعات لمن يستحق ومن لا يستحق ولذلك أنظر – على سبيل المثال – إلى أسعار التدليك في تايلند كيف تسبب الإماراتيون في رفعها بسبب تماديهم في دفع البخشيش لمن يقوم بتدليكهم وكأنه فعل ذلك متبرعاً دون أن يطلب مقابل وأنظر إلى التجار خارج الدولة الذين يسألونك عندما تدفع : ( هل أنت إماراتي ) وانظر إلى أصحاب المطاعم والكوفي شوب الذين قاموا برفع الأسعار أكثر من 100% خلال السنوات الأخيرة بسبب تساهل شبابنا في دفع البخشيش والإكراميات!

السبب الثالث هو أننا نتصرف وفق سياسة القطيع إذ أننا عندما نسافر في الصيف نسافر كلنا إلى ماليزيا وعندما نذهب للعلاج نذهب كلنا إلى تايلند وعندما يخيط أحدنا كندورة فإنه لا يذهب إلا إلى العربي الممتاز وعندما يشتري أحدنا أسهم يذهب المجتمع بأكمله لشراء الأسهم وعندما يقرر أحدنا شراء سيارة لاندكلوزر فإن الشباب كلهم يشترون أختها وهكذا نتحرك كمجموعة واحدة فنجعل صاحب السلعة الواحدة ( المحتكر ) هو من يفرض الأسعار علينا !

السبب الرابع هو أننا لا نبالي بأية دعوات أو تنظيمات لخفض الأسعار لأن العشر دراهم إضافية أصبحت لا تعني شيئاً بالنسبة لنا ولذلك فإننا سنشتري حتى ولو وصل سعر كرتون البيض إلى مائة درهم !

السبب الخامس هو أن الكثيرون أصبحوا من أرباب الثروات والمليونيرية والذين لا يبالون بما تصل إليه الأسعار مع العلم بأن الكثيرين من المليونيرية والتجار يحصلون على خصومات السيارات والكماليات وغيرها بخصم قد يصل إلى 30% في بعض الأحيان !

السبب السادس عدم وجود مؤسسات أو جمعيات أو تنظيمات تقف إلى جانب المستهلك بشكل إيجابي وفاعل وقوي حيث أن جمعية حماية المستهلك على سبيل المثال تأخذ دوراً شرفياً أكثر من كونه إيجابياً فاعلاً وأكبر دليل على ذلك عدم وجود تسعيرة على البضائع والسلع لغاية الآن مما يجعل أصحاب المحلات يبيعون بضائعهم وسلعهم على المواطنين بسعر يختلف عن غيرهم وكمثال على ذلك يدفع المواطن في الحلاق 15 درهم ويدفع الباقون 5 دراهم فقط !

السبب السابع هو وجود فئة كبيرة من التجار الجشعين الذين يستغلون سذاجة الجمهور وعدم وجود الوعي الشرائي لدى المستهلكين فيرفعون الأسعار في ظل غياب مؤسسات الرقابة وانفتاح السوق.

السبب الثامن هو ارتفاع الدخل بسبب زيادة الرواتب لدينا مما جعلنا ننفق بلا حساب وكأننا نغرف من بحر وكذلك شجع هذا التجار على رفع الأسعار علينا.

السبب التاسع : ارتفاع أسعار العقارات شراء واستئجاراً وإيجاراً مما جعل التجار يرفعون أسعار السلع والمواد الغذائية والكماليات وفي نفس الوقت زاد دخل أصحاب العقار وشجعهم ذلك على الإسراف والبذخ ودفع الأموال بطريقة غير رشيدة.

السبب الأخير : ارتفاع سعر البترول لدينا مقارنة بدول الجوار ولكن لا ننسى أن سعر البترول لدينا أرخص من أي مكان آخر في العالم ولذلك فإنني أكتب هذا السبب كآخر الأسباب وأقلها أهمية .

توجد أسباب كثيرة لم أذكرها لقناعتي بأنها تجلب أمراض القلب والحساسية لدى الكثيرين ولكن نقول ( الله كريـــــــــــــــــــــــــــــــم ) وقال حكيـــــــــــــم في ذلك : لن يتغير من لا يريد أن يتغيـــــــــــــر …

9 thoughts on “الإماراتيين دفيعـــــــــــــة

  1. وين دفيعه ,, امس بغيت اشتري لي تي شيرت درت مولييين و ما خذت شي

    أتخيل التي شيرت بكم ,, بسعر 3 كنادير والله ؟؟ بعد الخصم يقولك 950 و الا ارخص واحد 600 ليش وين يالسين لا و كاتب لك برع خصم 60%

    كلامك اخوي صح الصح و صراحه اسباب مقنعه و يعطيك العافيه

  2. كلامك ميه ميه ياخوي

    عن نفسي بديت سياسة المجادلة في الأسعار بالعامية ” أكاسر”
    اذا أصر البايع أصريت انا بالمقابل وتنازلت عن السلعة وتركت المحل ومشيت

    مع ان البايع شو يسوي :

    اييب السلعة -> سعرها بـ 5 دراهم مثلا -> يسعرها بـ 10 دراهم -> يضيف عليها 3 دراهم (حق الخصم لو طلب منه الزبون خصم)
    يعني تطلع في النهاية قيمة السلعة بـ 13 درهم ومحضر نفسه للمكاسر ويسوي نفسه طيب وينزل لك 3 دراهم وانه خسران وربحه بس درهم واحد
    مثل هذا لازم نقصه قص في المكاسر ..

    ومثل ما قال الأخ أمير المستثمرين
    تنقصنا ثقافة الاستهلاك وينقصنا الوعي الاقتصادي

    لو كل واحد أصر على موقفه ورفض يشتري السلعة بسعر البايع الاستغلالي في النهاية بيرضخ وبينزل السعر
    أي نعم عندنا خير نحمد الله ونشكره عليه لكن ليس الى حد الاستغلال ..

    بصراحة في فئة مخربه على الجميع …
    فئة تدفع بدون مبالاة وبأي سعر يطلبه البايع يدفعونه

  3. السلام عليكم ..
    والله مش كل الاماراتيين دفيعه .. ~
    وفي وايد أسر متعففه وماعندهم شي
    يدفعونه .. ويالله يمشوون حالهم وحال عيالهم ..
    وانته تعرف عقب التطور العمراني لي في البلاد و
    الثوره الاعلاميه عن الامارات .. حطت هالانظار علينا ..
    الاسباب لي ذكرتها انته .. معقوله تقريبا وفيها شي من الصح ..

    بقولك موقف ..
    مره كنت مسافر .. ودخلت محل مجوهرات [برع البلاد] .. ~
    قالي شكلك اماراتي .. قلت له نعم ..
    المهم اخترت الاغراض .. وقلت له سوا لنا خصم ونقص فالسعر
    توقع شو قال ؟
    قال انتوا اهل الامارات .. مايحتاي خصم .. تكفي الابراج لي عندكم
    والبيزات لي عندكم مش قليله ..
    ومن قال هالكلام .. ~
    طبيته وطلعت عنه وماشريت شي أبدا من عنده ..~

    أخيرا ..
    يعطيك الف عافيه على الموضوع
    وماقصرت ..
    تقبل مروري
    بن سعيد

  4. اشكرك اخي الكريم على هذا الطرح الطيب

    والحمدلله هذا ان دل فانة يدل على النعمة والراحة لي عايشين عليها فهذي نعمة كبيرة الله عطانا اياها

    والحمدلله ان شعبنا من اكثر الشعوب العالم مرتاحة ومستدة من الناحية المالية وماعندنا فئة تحت خط

    الفقر

    فالحمدلله وشكر لله

    لكن لي اتمناة ان شعبنا يتعلم الثقافة الاستهلاكية ويبتعد عن الفشخرة الزائدة والاتكالية

    ولازم نحافظ على النعمة لي عندنا الانة لي نشوفة في البلاد من ازدهار مايا جاهز لو لا تعبوا عليه ولاة امورنا

    وخاصة الشيخ زايد رحمة الله علية رحمة الابرار .

    فالسموحة اخي الكريم على المداخلة البسيطة .

Comments are closed.