
تزوّجته بعد موت زوجته التي خلفت بنتها منه في الرّابعة من عمرها. كان يحب البنت ويذكر الأم، وكان ذلك يغيظني منه، وكم حاولت بشتّى الوسائل والحيل أن أصرفه عن ذلك فلم أنجح. كان يقوم مرتين أو ثلاثاً في الليل ليتفقّد البنت وهي نائمة، فيغطّيها بعد أن يقبّلها أو يصلح وضعها.
وفي ليلة من الليالي أصيبت البنت بالحمى، واشتدت عليها الحرارة، فجاء بها في فراشنا ووضعها بيني وبينه، وهو يردّد بين لحظة وأخرى: يا خلف أمي وأبي!
قلت في نفسي أإلى هذا الحد؟! وبـيّت مكراً أمكر لهذه البنت به، وعزمت على قتلها!! ولن أقتلها بإزهاق روحها، ولكني سأقتلها معنويا. سأدلّلها حتى تصبح خرقاء لا تحسن عملاً ولا ترقع ثوباً ولا تعرف طبخاً ولا أي حاجة تحتاجها المرأة في بيتها.
سأجعل منها امرأة عاجزة كسلانة، تعجز أن تذهب بنفسها لتعد طعامها.
وبدأت بتنفيذ الخطّة وكان الأب فرحاً من عملي هذا لأني دلّلت البنت كما يظن، حتى إننا إذا كنّا على مائدة الطعام والتفت إلى الماء وإن كان الماء على السفرة ملأت الكأس بيدي لأسقيها أو أمرت ابنتي لتذهب وتأتي لها بالماء.
والذي يغيظني أن البنت كانت ذكيّة وناجحة في جميع الدروس. كنت أبغض إليها المذاكرة وأقول لها: نامي يا ابنتي. أوهمها أنها تعبانة ولكنها كانت لا تحتاج إلى مذاكرة لأنها ذكيّة، وكان دائماً ترتيبها من الأوائل.
وبلغت البنت الثامنة عشرة من عمرها، وقد أكملت الثانوية وجاوزتها إلى الجامعة بنجاح. ولمّا بلغت الثانية والعشرين من العمر جاءها الخاطب، ففرحت وقلت: الآن!!! وأقنعت أباها أن يزوّجها قبل أن تكمل دراستها الجامعية، وقَبِل نصيحتي وتزوّجت، ولكن من تزوّجت؟!
تزوّجت رجلاً يخاف عليها من هبوب الريح، رجلاً أحبّها بعد أن عرفها حبّاً لا أستطيع وصفه. الخدم في قصرها بلا عد ولا حساب، وأمرها ينفّذ قبل أن تنطق به، ولن تحتاج إلى طبخ أو ترقيع، ومع ذلك كلّه فالبنت ذكيّة ولبقة.

وبعد سنتين تزوّجت ابنتي رجلاً شديداً قاسياً!! سبّاباً حاد الطبع والمزاج!! بخيلاً!
ابنتي لم تذنب، والذنب فعلته أنا، لكن الله عاقبني في بنتي، فكيف أكفّر عن ذنبي كي أخلّص ابنتي ممّا فيه؟!
***
تعليقي: من حفر حفرة لأخيه!!!
وإن ربّك لبالمرصاد!!!
أسلوب جميل في السرد .. وجميل في المحتوى والمضمون والدروس المستفاده …
فعلا ” ويمكرون ويمكر الله ” …
شكرا اختي شمس …
لو سمحت لي اخوي لي تعليق على كلامك لاني فكرت بنفس تفكيرك في البدايه .. شو ذنب هالبنت …
لكن في هالقصه الكاتب او السائله بمعنى اصح ما طرت شي عن بنتها .. ما قالت كيف كانت وهل كانت تستحق اللي صار لها او لا ؟فهي في القصه مجهوله …
وثاني شي وهذا هو المهم .. يمكن اللي صار لبنت الزوجه أفضل لها في اخرتها … لمكن هذا ابتلاء لها وما وراء الابتلاء والصبر الا الخير …
مشكوره اختي شمس مره ثانيه .. ويعطيج العافيه يارب ,,,
لا حول ولا قوة الا بالله
شو ذنبهم
اااااااااااااااخ
والله حرام
طفولة
براءة
حنان
تقابلها زوجة الاب بـ
خشونة
وغدر وحقد
أديبتنا
ترا موضوعج ترك بصمة في القلب والهوجاس
فارحمي القلب الرهيف
وشكرا
شكواها للشيخ دليل على توبتها وندمها الشديد
إن شاء الله تقبل توبتها
شكرا أختي شمس عالسرد الجميل
ان كيدهم لعظيم