الانسحاب المفاجئ يكبّد طلبات الأسهم الوهمية خسائر مضافة
الخليج – فؤاد جشي/

عادت ظاهرة الطلبات الوهمية على الأسهم المحلية لتُلقي بظلالها السلبية على حركة التداول، بعد أن عمد بعض المستثمرين إلى وضع طلبات بكميات كبيرة على بعض الأسهم عند أسعار قريبة من المستويات التي يجري عندها تنفيذ الصفقات بهدف الايحاء بأن هناك اقبالاً على هذه الأسهم من أجل منعها من الانخفاض، ليقوم هؤلاء المستثمرون عند اقتراب أسعار السوق من المستوى الذي حددوه بسحب طلباتهم فجأة لتختل المعادلة لمصلحة العروض وتندفع الأسعار إلى الانخفاض سريعاً نتيجة لهذه التحركات.

وكانت الأسواق تشهد في مراحل سابقة عروضاً وهمية يضعها المضاربون على بعض الأسهم بهدف دفعها للانخفاض السريع من أجل أن يقوموا بشرائها عند أدنى سعر ممكن مع تكثيف الطلبات عليها لجني الأرباح منها عندما تصل إلى الذروة.

وبرغم التأثير الضار للأوامر الوهمية بيعاً وشراء على حركة التداول تعتبر أوساط المستثمرين أنه لا يوجد آلية تمنع وضع هذه الأوامر، لأن طبيعة عمل الأسواق المالية تسمح للمستثمرين بوضع الطلبات والعروض بالأسعار والكميات التي يرغبون في التنفيذ عندها مع امكانية سحب هذه الأوامر في حال ظهر لهم أن اتجاه حركة الأسعار تغير تماماً عن مساره السابق، الذي دفعهم لوضع أوامرهم على أساسه، الأمر الذي يتيح للمستثمرين الراغبين في التأثير في التحركات السعرية الاستفادة من هذه الامكانية لدفع السوق نحو الاتجاهات التي يرغبون فيها.

وقد أصبح لدى العديد من المتداولين في الأسواق الخبرة الكافية لمعرفة الطلبات والعروض الوهمية، من خلال مقارنة حجمها بمستويات التداول السائدة في السوق لحظتها، حيث تظهر على شاشة التداول بكميات تصل إلى مليون سهم أحياناً على مستويات من الأسعار التي يتم التداول بها، وتنسحب بسرعة عندما تصبح على وشك التنفيذ نتيجة لاقتراب أسعار التداول من مستوياتها السعرية، لكن نسبة مهمة من المستثمرين لا تزال تنخدع بها وتتخذ بالتالي قراراتها الاستثمارية على أساسها.

6 thoughts on “الانسحاب المفاجئ يكبّد طلبات الأسهم الوهمية خسائر مضافة

Comments are closed.