::
كانت » البراجيل « تمثل معلماً معمارياً مميزاً لمساكن الإمارات
حيث كان من الضروري أن يتواجد بالمسكن هوائي واحد على الأقل
بينما يزداد عددها إلى اثنين أو أكثر حسب سعة المنزل والقدرة المالية لأصحابه .
ويتجلى ذلك في المباني القديمة التي ما زال بعضها موجوداً
إلى الآن في دبي والشارقة خاصة في منطقة الفهيدي بدبي وسوق المجرة والشارقة
. وابرز ما يميز تلك المباني القديمة أبراج الهواء أو البراجيل
» مكيف الهواء المحلي « الذي تغلب به سكان الإمارات على
المناخ القاسي ودرجة الحرارة المرتفعة وهو خير مثال على
إدراك ومعرفة أبناء الإمارات بالأحوال الجوية السائدة في محيطهم
من حرارة ورطوبة واتجاه الريح .
والبرجيل برج يعول سطح المبنى جوانبه وأطرافه ملتحمة ويتكون
من أربعة أعمدة ، والهواء يهب على السطح يمر عبر المنفذ إلى
الداخل بينما الهواء الساخن يرتفع للأعلى ، ومع اشتداد حركة الهواء
تتم عملية التبريد في الغرفة الخاصة حين تكون الرطوبة مرتفعة
وأطراف البرجيل عمودية ، وتتم عملية التهوية بغض النظر عن اتجاه الريح .
والبرجيل ينفث الهواء إلى داخل الغرف التي تحته عبر قنوات عمودية
ومع نزول الهواء تتزايد حركة الهواء وتقل درجة الحرارة وهكذا يتم تبريد الغرفة .
والبرجيل .. كلمة تعني مسرب الريح أو ملقط الهواء ، وهو عبارة عن برج طويل
مستطيل الشكل يشبه نوعاً من أبراج الأجراس الإيطالية ، وله فتحات في
كل جانب ليمسك بأي نسيم يهب أياً كان اتجاهه ويتصل البرجيل بغرفة
أسفله مما يجعله يعمل كمروحةفيوفر حركة الريح ويلطف الجو على سكانه .
وتاريخياً فقد استخدم مسرب الريح منذ العهد العباسي وكان مشهوراً
في كل دول الخليج خاصة الكويت والبحرين ، بالإضافة إلى الإمارات بالطبع
، وما زال هناك له بعض النماذج في البحرين . وكلمة البرجيل وإن كانت كلمة
محلية لكنها موجودة في أماكن كثيرة مع اختلاف الغرض منها
فهي في ريف مصر مثلاً تسمى » ملاقف الهواء « وتحفل آثار الفراعنة بالعديد منها .
وتجمع المصادر التاريخية على أن عرب منطقة » لنجا « على الضفة الأخرى
من الخليج مقابل الشارقة هم أول من بنوه وجاءوا به إلى المنطقة .
ومعظم البراجيل في الإمارات أقيمت بشكل مكثف في عام 1903
عندما وصل التجار القواسم وبني ياس من لنجا فجاء الصناع والتجار إلى دبي
واستقروا في منطقة الفهيدي التي ما زالت تحتوي على العديد من البيوت
المزودة بالبراجيل
. ويشير ناصر العبودي إلى أن البراجيل كانت تحتوي على نقوش وزخارف جبسية
، وأنه رغم اختلاف أشكالها إلا أن آلية العمل واحدة حيث يوجد في البرجيل
أربع فتحات للاتجاهات الربعة لجلب الهواء ، كما ان هناك بيوتاً بها أكثر من برجيل
تبعاً للمركز الاجتماعي للعائلات أو مستوى ثراء الأسرة .
وبسبب إيقاع الحياة السريع بدأ الناس في استخدام المكيفات الصناعية التي تعطي
أثراً أكبر في زمن اقل والمطلوب أن تبادر الجهات المختصة إلى حماية تلك الآثار
. كما كانت البراجيل تستخدم لتجميع مياه الأمطار في براميل وذلك بفتح البراجيل
مع إهمال أول مطر لأنه كان بمثابة غسيل وتنظيف للأسطح
ومع انتشار البراجيل في الامارات أصبحت من أبرز المعالم العمرانية خاصة في
امارة دبي الى أن سميت بواحة البراجيل…….
ولا ننسىان نذكر القصة القديمة والمشهورة عن الرجل اللي راح يخطب بنت
من الشارقة فترددت في الموافقة وعرض عليها عرضه المشهور وهو ان يبني
لها بيت كبير وعليه بارجيل كبير ينشاف من دبي وفعلا بناه و وافقت في الحال وتزوجها


4 thoughts on “البراجيل

  1. مرحبــابك بين خواتك واخوانـــك ..

    وأشكــرك على المســاهمه المميــزة ،، فعلا ،، منظر البراجيل أكثر من رائـــع .. ويشرح الصدر ..

  2. السنقياسي وينك مختفي

    اذا تبا اتشوف البراجيل صدق سير بر فارس اوجزيرة قشم

    منطقة اسمها لافت اتشوف البراجيل على مدا البصر بالمئات

    بحاول احط لكك صور باكر لاني سرت هذة المنطقة

  3. سبحان الله. ينشرح صدري يوم أشوف البراجيل.

    للأسف تم إهمالها لزمن طويل في دبي وتمت إزالتها من أماكن كثيرة قبل أن يتم الانتابه لقيمتها التاريخية ومن ثم صيانتها والحفاظ عليها لكن بعد ضياع الكثير!

    منقذ

Comments are closed.