يحكى أن أباً أراد أن يطلب من أصغر أبنائه إحضار إناء مملوء باللبن .. فأوصاه أن يحرص ألا يندلق اللبن منه، ثم صفعه ليرسخ التحذير في مخيلته .. وهنا لامه من كان حاضراً قائلاً: يا لك من أب قاس، تصفعه قبل أن يحدث أي شيء؟! .. وهنا رد قائلاً: وما الفائدة إذا اندلق اللبن على الأرض؟!
ونحن هنا أمام صورة مماثلة .. بالنسبة لصغار المتعاملين في سوق الأسهم السعودي الذين يحتاجون إلى تحذير دائم ولكن دون صفعات .. قبل أن تقع الفأس في الرأس مرة أخرى .. فالسوق بدأ يرتفع بشكل غير معقول أحياناً .. حتى أسهم الشركات التي لم تبدأ العمل ولا ينتظر أن تحقق أي أرباح قبل خمس سنوات أو أكثر بدأت المضاربات عليها .. واندفع صغار المتعاملين الذين يبدو أن ذاكرتهم ضعيفة حيث لم يتذكروا ما حل بهم في الأزمة الأولى .. والأدهى أن بعضهم اتجه للاقتراض مرة أخرى .. وهنا يأتي دور التوعية المفقودة هذه الأيام من قبل “هيئة سوق المال” التي نشطت في فترة ماضية في مجال التوعية حينما كان الركود سائداً .. لكنها الآن وقد بدأ النشاط والحركة واندفع كبار المتعاملين يرسمون الخطط للإيقاع بصغار المتعاملين ودفعهم إلى الاقتراض من جديد لا تقدم النصائح والتوجيهات للمتعاملين وللبنوك المقرضة .. وهذا أجدى من البكاء على اللبن المسكوب فيما بعد.
والخلاصة: إن حركة سوق الأسهم جيدة ولاسيما وهي مدعومة باقتصاد قوي وميزانية ضخمة ولكن الحذر واجب والبعد عن الاقتراض وبيع المنازل والسيارات بالنسبة لصغار المتعاملين هو عين العقل لكيلا تحصل كارثة جديدة تكون أشد وأعظم تأثيراً
ويقال “الدين نصيحة “
يقول المثل : الريال شوره في راسه ويعرف مراسه ، واللي ما يحاتي على نفسه بينهرس هراسه
الله يعطيك العافية