الفتيات و الإعجاب.. عاطفة خلف سراب!
كشف خفايا الإعجاب عند المراهقات!
ماذا يقول المختصون عن الحب و الإعجاب؟!
اعداد امل السعدي..لحفظ حق الكاتبه
ورود حمراء … رسائل معطرة … هدايا، وكلمات، ورسومات، ملاحقات يومية ومسلسلات غرام علنية، وقصص تعبر عن مشاعر الحب الهيام … كل ذلك وأكثر بين فتيات صغيرات فسرن مشاعرهن بصور هي أغرب من الخيال قد لا أكون مبالغة في أن ما يسمى بالإعجاب بين الفتيات المراهقات قد وصل إلى كونه آفة لا بد أن تحارب بل سمٌ زعاف استحكم عقول فتياتنا حتى أصبحن تحت رحمته كمن سلبت منها إرادتها.. لقد عايشت في مراحل دراستي المتوسطة والثانوية من هذه النماذج والصور الشيء الكثير، والتي لو سردتها عليكم لرأيتم العجب العجاب، فتاة في مقتبل عمرها تحفر جلدها بآلة حادة بأول حرف من اسم الفتاة المعجبة بها، لا لشيء سوى لتلفت انتباه من حولها بمدى عشقها وهيامها بمن تحب من زميلاتها أو معلماتها، وأخرى تراها سارحة هائمة في صوغ العبارات والشعارات، وثالثة استولت المحبوبة على معظم دقائق يومها فلا المكالمات تشفي ولا العبارات تكفي هي مشغولة بها في كل وقت حتى في أقدس اللحظات في الصلاة !!!! وأخرى، وأخرى، وأخرى. . كثيرات هن في زمن لعبت فيه الإعلانات والمسلسلات دور البطل الذي لا يقهر فاستحوذت بأفكارها عقولاً غضة، وزينت لهن هذا الفعل.. وحتى لا نُتَّهم بالإدعاء والمبالغة كان لابد لنا أن تلتقي بهذه النماذج…
إعجاب بلا حدود
بهذه العبارة بادرتني ( نورة علي / طالبة في نهاية المرحلة الإعدادية ) وصف حالها مع معلمتها بأنه إعجاب بلا حدود أو قيود، فحبها كما تقول قد تملكها وأصبحت تذاكر وتجتهد لكي تسعدها، فالمدرسة بوجودها يكون لها طعم آخر وفي غيابها تكون كالبيت المهجور.. لا تستغربي هذه المشاعر فهي أنيقة وجميلة تجذب كل من حولها حاولت التقرب منها وإعلامها عما يجول في خاطري من أحاسيس ولكنها صدتني ناصحة لي بالاهتمام بدروسي وامتحاناتي وما علمت أنها بهذا الفعل قد زادتني تعلقاً بها وانجذاباً نحوها.
أمر عجيب حقاً!!!
ذلك الأمر الغريب الذي روته لي ( علياء أحمد ) عن إحدى صديقاتها قائلة لي بانفعال: ” اعتدنا أن نرى حالات الإعجاب بين المراهقات اللواتي يقل عندهن الوازع الديني ولكن الحالة التي عايشتها عن قرب هي نوع غريب وعجيب، إذ كانت البداية بصداقة عادية جمعت بين فتاتين تبدو عليهما سيماء الصلاح والالتزام وهذا شيء رائع لا غبار عليه ولكن الغريب في هذه القصة هو أن تتحول هذه الصداقة إلى حب جارف وعنيف لم أدرك خطورته إلا حينما أتتني إحداهن وعلى وجهها آثار الحزن والضيق لزواج صديقتها حتى سمعتها بأذني تتمنى لصديقتها عدم التوفيق في زواجها حتى لا تبتعد عنها أو تنساها… عندها فقط أدركت أنها حالة متأخرة ومتأزمة من حالات إعجاب المراهقات، ألستم معي في كونه أمر عجيب وغريب ؟؟!!!! “
ندمت على ما فعلت
نعم ندمت على ما فعلت بهذه الكلمات بدأت (سلوى محمد – طالبة في الثانوية العامة) قصتها المؤلمة قائلة: ” هي في مرحلة أعلى من مرحلتي، بهرتني شخصيتها المازحة، وتمنيت لو كنت صديقتها، لم أعرف كيف أتقرب لها؟ هل أرسل لها رسالة أعبر فيها عن مكنون نفسي، أم باقة ورد تحمل أريج حبي العميق لها؟ لا أعرف ؟ ؟ فكرت وفكرت، وكانت الوسيلة التي عبرت بها عن إعجابي بها وليتني لم أفعل، أمسكت بمشرط حاد وحفرت اسمها على ذراعي، تحملت الألم ومنظر الدم، ولم أفكر إلا فيها وأنا أفعل ما فعلت، والآن وبعد مرور السنوات أرى هذا الأثر وشم شوه ذراعي وآثاره لا تزال باقية رغم انتهاء قصته، فكرة مجنونة زينها لي الشيطان، وأنا نادمة عليها اشد الندم “
عقيدتي تأثرت
فاجأتنا (جواهرالعلي- طالبة في الثانوية العامة ) بهذا التصريح قائلة: ” إلى هذه اللحظة التي أكلمك فيها أنا أكن لمعلمتي كل التقدير والحب ولكن إعجابي بها، جعلني أفكر فيها كهاجس حياتي طغى على كل تصرفاتي، حتى – وللأسف – على صلاتي !! فقدت الخشوع الذي كنت أحرص عليها بسببها، حتى شعرت أنها قد أثرت على عقيدتي انعزلت عن أهلي وصديقاتي، وبدا لي أن فراقها أو انتقالها إلى مدرسة أخرى سيسبب لي صدمة نفسية عنيفة أعتقد أنها ستودي بي “
” إذا كنت على علم بكل هذه الآثار السلبية الناتجة عن هذا التعلق الغير سوي بين معلمة وطالبتها، فما الذي يدعوك إلى الإفراط في هذه المشاعر تجاه معلمتك ؟
– أشعر أنها تستحق كل هذا الحب، أخبرت أمي بمشاعري تجاه معلمتي فلم تعرني أي اهتمام بل على العكس سخرت مني واستهزأت بي، مما حداني إلى أن أشكوَ ما يعتمل في صدري من هموم إلى معلمتي ويكفي أنها تسمعني وفي آخر مرة أشفقت علي وأعطتني رقم هاتفها، ولكن ما يشعرني بالذنب هو أنني أحاول قدر الإمكان كسبها ولو بالكذب، كنت أفتعل المواقف وأعيش القصص، لأرضيها.
صدمتني
تقول ( سعاد راشد – طالبة جامعية): كنت أخبر زميلتي المقربة لي جداً بمشاعري تجاه معلمتي الأنيقة الرقيقة، والتي جذبتني بلطفها الأمر الذي دعاني إلى الاهتمام بمادتها لأحظى برضاها، وفي يوم من الأيام حدث بيني وبين زميلتي هذه خلاف، ولكي تنتقم مني، كانت تقوم يومياً بالاتصال بمنزل معلمتي بغية إزعاجها، وفي أحيان أخرى ترسل أختها الصغيرة للتحدث مع معلمتي وتخبرها أنها أختي، حتى فوجئت في يوم من الأيام بمعلمتي تستدعيني إلى غرفة الأخصائية الاجتماعية وفي عينيها يقدح الشرر من ذلك التصرف الذي لم يكن لي به يد، تكالبت علي الاتهامات من الإدارة ولم تكن لي حجة للدفاع عن نفسي، وسمعت من معلمتي كلمات قاسية لم أتوقع أن تتلفظ بها في يوم من الأيام، في تلك اللحظة كرهتها، وكرهت المدرسة، وصدمت نفسياً بما حصل لي حتى علا الشحوب وجهي، ومرت الأيام والسنوات واعترفت لي زميلتي بما فعلت بعد أن شعرت بتأنيب الضمير تجاهي، ولكن الآن.. أرى أن مشاعري وتصرفاتي السابقة تجاه معلمتي كان حباً جارفاً سيدمرني لو استمر، والحمد لله أنني تخلصت من تلك المصيبة التي اكتسحت عالمنا الغض باسم الإعجاب!!!
بعد هذه الصور المؤلمة، والقصص العجيبة، واللقطات الخاطفة لقطاع من فتياتنا المراهقات، كان لا بد لنا من إلتفاتة نفسية واجتماعية لنضع أيدينا على الجرح، ولنعرف أسبابه وعلاجه، فحملنا تساؤلاتنا وقصصنا هذه، إلى ( الأستاذة منى جواد سلمان – موجهة الخدمة الاجتماعية ) التي فصلت لنا هذا الموضوع قائلة:
الإعجاب: هو التعلق والإفراط في المحبة.. بتجاور الحد المشروع..
إنها آفة خطيرة انتشرت بين فتياتنا في الآونة الأخيرة حتى أصبحت كالسرطان الذي انتشر بين الفتيات في المدارس والجامعات، والتي قد يعتقد منها البعض أنها صداقة.. لكنها في مضمونها ليست كذلك.. لأنها علاقة فاسدة تنغمس فيها القيم و المبادئ التي نشأنا عليها، بالوصول إلى أعلى درجات الحب.. والعشق والهيام للطرف الآخر..
فقد تستهوى فتاة، فتاة أخرى، لجمالها أو لأناقتها أو لمنصب والديها، وقد تستهوي الطالبة بإحدى معلماتها، فتتعلق بالمادة الدراسية..على حساب المواد الأخرى، فتفرط في التفكير بها، وتصبح أسيرة يومها، لا تتحدث إلا عنها، و لا تسأل إلا عليها، وتبدأ بينهم المكالمات الهاتفية لساعات طوال..
– هل لهذا الحب أو الإعجاب مراحل وتدرجات ؟
– نعم، ومراحله هي الصداقة، ثم الحب والتعلق، ثم التوحد والأنانية وفي آخر مراحله الشذوذ والإعجاب في بدايته يأخذ شكل الصداقة، لكن سرعان ما يدب فيه الفساد، و تتحول هذه العلاقة إلى سلوك غير سوي بين الفتاتين.. مما يطمس شخصية المعجبة في المعجب فيها. كما يأخذ أشكالا أخرى، وذلك حسب قوة شخصية الفتاه والبيئة التي نشأت فيها، يكون أحياناً على شكل شلل وجماعات (الفتاة مسترجلة).. فتبدأ المجموعة بالتسلط على مجموعات أضعف منها من الفتيات وهكذا، وتأتي أحيانا بشكل فرادي وسري للغاية.. وتكمن الخطورة في جميع الأحوال حينما تصل العلاقة ذروتها وتبلغ مرحلة الشذوذ الجنسي بين الفتيات، غالبا ما تبدأ العلاقة بإرسال وسيط للطرف الثاني يحمل رسالة خطية أو وردة حمراء أو أي إهداء بسيط، فيفهم الطرف الثاني برغبة الطرف الأول في بناء العلاقة، أو تكون بالابتسامة والنظرات الحاذقة، أو تأخذ وجهاً آخر كأن تكون على هيئة رسائل من مجهول فتجد الفتاة (الضحية) رسائل و بشكل متكرر بين كتبها وفي حقيبتها المدرسية .. ويكون هدفها استدراج الفتاة إلى ساحة الفساد، وجدير بالذكر أن الفتاة المعجبة (تمتلك) صديقتها بحيث لا يحق لأي فتاة أخرى محادثتها أو التجول معها في المدرسة، وقد سمعنا عن حالات الانتحار التي حصلت بين الفتيات المراهقات نتيجة الغيرة المفرطة، كما تقوم بعض الفتيات بحفر اسم (المعجبة فيها ) على صدرها لإثبات الحب للطرف الأول.
– في رأيك أستاذتنا الكريمة، ما الذي أدى إلى انتشار مثل هذه الحالات بين الفتيات المراهقات بهذه الصورة المزرية، ولماذا تنتشر بين الفتيات في هذه المرحلة بالذات؟
– لا شك أن ضعف الوازع الديني وخلو القلب من حب الله ورسوله يعد من أبرز أسباب انتشار مثل هذه الظاهرة بين فتياتنا، ومن ثم فقدان العاطفة والحوار اليومي بين أفراد الأسرة، إضافة إلى عدم استقرار الوضع الأسري سواء بالطلاق أو بالانفصال الوجداني بين الأبويين أو لانشغالهما في ملذات الحياة متناسين دورهما في الأساسي في الحياة.. في تلك الحال تنشأ الفتاة في حال من الحرمان والتعطش لملء الناحية العاطفية بقلبها، وبالتالي تبحث عمن يملأ هذا الجانب لديها فتبحث عن زميلة تشاطرها الأفكار، وبغياب التوعية تنغمس في شخصية زميلة أو معلمة متناسية جميع القيم والمبادئ الإسلامية والاجتماعية.
كما أن الإعجاب ينشأ بشكل أوسع في الأسر المتسلطة والمغلقة.. فكثير من الأسر تعتقد أن الضغط على سلوك الفتاة يقيها من الانحراف، بينما الحقيقة نرى أن الضغط يولد الانفجار، حين لا تجرؤ الفتاة على الانطلاق في ساحة العلاقة مع الجنس الآخر فتلجأ إلى بناء علاقة غير شرعية مع زميلة أو صديقة.. كبديل للعلاقة مع الجنس الآخر.
لذلك فإن للأسرة الدور الأكبر في غرس القيم والمبادئ الإسلامية التي تساعد الفتاة على تخطي مرحلة المراهقة دون أي انحراف، واحتواء الفتيات والاستماع إلى همومهن ومشاكلهن الصغيرة يساعد على معرفة طريقة تفكيرهن، وبالتالي تقديم التوعية المناسبة للموقف.
وللأسف يعد الإعلام بالوضع الحالي من الوسائل المساعدة على تأصيل مثل هذه الظاهرة بين فتياتنا، حيث تتمنى الفتاة تحقيق ما تراه في التلفاز والمسلسلات من قصص على أرض الواقع، دون إدراك حجم خطورة مثل هذه العلاقات.
– كيف يمكن للفتاه تجنب مخاطر هذه الظاهرة ؟
– بالدرجة الأولى التقرب إلى الله والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه الكريم، يعد حصناً حصيناً من كل منزلق.
– تجنب مخالطة الفتيات المشبوهات وحسن اختيار الصديقة.
– الأخذ بالنصيحة من قبل ذوي الخبرة
– عدم الإفراط في الزينة واللبس الفاحش داخل مجتمع الفتيات.
– شغل أوقات الفراغ بما هو نافع ومفيد.
سئل ( الشيخ محمد الدويش ) عن الفرق بين الإعجاب والحب في الله، فأجاب عن ذلك قائلاً :
يجب أولاً قبل أن نجيب على هذا السؤال أن نعرف الفرق بين الإعجاب والحب في الله وما تعريف كل منهما.
فالحب في الله: هو محبة الشخص لكونه مطيعاً لله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان”،وذكر منها “أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ..”.
أما الإعجاب فهو المحبة لأغراض غير شرعية ، وأسوؤه ما كان لأجل الجمال والوضاءة، ومن أبرز علامات الإعجاب:
1- التعلق وكثرة التفكير بالمعجب به.
2- المبالغة في التقرب من الشخص المعجب به.
3- الجفوة مع غيره من الصالحين.
ومن أهم وسائل وطرق العلاج أن يشغل القلب بالتعلق بالله وحده دون سواه، وأن يقبل على عبادته والتقرب منه.
تبقى هذه الظاهرة على الرغم من كل الحلول المطروحة، مرض عضال فت في حياة بناتنا بسبب تلك المادية الطاغية التي لم تدع لنا وقتاً لنستمع لهن ولهمومهن، هذه الكلمات وغيرها ناقوس خطر لكل أسرة لم تعرف من التطور إلا مادياته، ويبقى الحل بأيديكم أنتم….
دل بيرو
اخوي شكرا على مرورك الموضوع يحتاج الى درسه عميقه
– في رأيك أستاذتنا الكريمة، ما الذي أدى إلى انتشار مثل هذه الحالات بين الفتيات المراهقات بهذه الصورة المزرية، ولماذا تنتشر بين الفتيات في هذه المرحلة بالذات؟
– لا شك أن ضعف الوازع الديني وخلو القلب من حب الله ورسوله يعد من أبرز أسباب انتشار مثل هذه الظاهرة بين فتياتنا، ومن ثم فقدان العاطفة والحوار اليومي بين أفراد الأسرة، إضافة إلى عدم استقرار الوضع الأسري سواء بالطلاق أو بالانفصال الوجداني بين الأبويين أو لانشغالهما في ملذات الحياة متناسين دورهما في الأساسي في الحياة.. في تلك الحال تنشأ الفتاة في حال من الحرمان والتعطش لملء الناحية العاطفية بقلبها، وبالتالي تبحث عمن يملأ هذا الجانب لديها فتبحث عن زميلة تشاطرها الأفكار، وبغياب التوعية تنغمس في شخصية زميلة أو معلمة متناسية جميع القيم والمبادئ الإسلامية والاجتماعية.
ومن أهم وسائل وطرق العلاج أن يشغل القلب بالتعلق بالله وحده دون سواه، وأن يقبل على عبادته والتقرب منه.
==========================================
أشكرك اخوي اياد على هذا الموضوع المنتشر في مجتمعاتنا العربية و للأسف بشكل كبير…
اللهم احفظنا و احفظ ينات المسلمين…