التعصب باعتباره سجناً للعقل
من أهم مشاكل كثير من الناس أنهم يسجنون عقولهم في دوائر ضيقة من المعرفة والاهتمامات والمعلومات لا يرون ما وراءها من حقائق ومعارف ربما لو عرفوها لتغيرت مسارات حياتهم وعقلياتهم. ومن أنواع سجون العقل التطرف والتعصب، لأي فكر أو دين أو عقيدة سياسية (لأن التعصب يجعل الإنسان أعمى يبحث عن تبريرات لأية حقيقة مهما كانت مخالفة للمصالح الإنسانية والعقل والعدل) والتقليد والاتباع للاخرين في تصرفاتهم (التدخين- شرب الخمر- الإسراف- الديون- التفاخر) والعنصرية لجماعة أو طائفة أو عرق وهي تلبس ثوب الوطنية أحياناً وتلبس ثوب الدين أحياناً حتى تعطي لنفسها شرعية وتبريراً لممارسة العنصرية والتسلط والعنف والإقصاء والاضطهاد، ويتفرع من التعصب الديني نوع من سجون العقل هو احتقار العقل والتفكير والمنطق والبحث عن الحقيقة واحتقار حضارات وأديان وثقافات وانجازات الأمم الأخرى والتقليل من شأنها وقوتها وأثرها وفضلها على العالم وعلى المتعصب نفسه الذي يعيش عالة على منتجات الحضارات الأخرى من أدوية وسيارات وأجهزة ونظم ووسائل اتصال وعلوم، وبعض الناس يسجنون أنفسهم في شعارات لا يحاولون مناقشتها علمياً مثل أن المسلمين يملكون وحدهم حل مشاكل العالم وان الحضارة الإسلامية وحدها في العالم صاحبة الفضل على سكان الأرض وان العرب وحدهم في الكون أهل العدل والأخلاق وانكار واخفاء دور الحضارات الأخرى وإيجابياتها وتضخيم المفاتيح للخروج من سجون العقل هي القراءة
في مختلف العلوم وعن مختلف الحضارات سلبياتها.
هذه الشعارات مع المبالغة في تأليه الأموات خلقت أجيالاً من الشباب المتطرف الذي لا يعرف الحقائق ولم يسمح له بمعرفتها لأنه عاش في سجن فكري صنعه المنتفعون والمتاجرون بالدين، ومن صور سجن العقل الغرق في التفاصيل ونسيان الحقائق الكبرى الكلية (مثلا أن الأديان هدفها إقامة العدل ونشر مكارم الأخلاق) وتفسير النصوص وانتقائها حسب ما يتوافق مع رغبات العنف والعنصرية والرغبة في الإرهاب والتسلط والإقصاء. وعقلية النقل وتقديس النصوص دون تفكير حر ومناقشة لأقوال أصحاب الآراء ومحاولة البحث عن الحقائق والآراء الأخرى تقود الانسان إلى زنزانة فكرية، وخلق الأساطير حول الماضي وتضخيم أدوار الأموات واختلاق القصص عن معجزات وكرامات لا يؤيدها العقل والعلم تبهر الشباب وتجعل فكرهم وعقولهم منقادة أوتوماتيكيا لتقديس القبور والأموات والماضي لأن نصف الحقيقة محجوب عنهم فهم لا يعرفون اخطاء هؤلاء الأبطال الأسطوريين حتى وصلنا إلى عبادة وتأليه بعض الأقدمين مثل احمدو بامبا والسيد البدوي الذين يحج لهما الملايين سنويا وتحولت المذاهب إلى أديان، وهناك تجهيل متعمد للناس بحيث لا يعرفون الحقائق والآراء الأخرى حتى تبقى فئات من الناس تحت سيطرة الإرهابيين والمتطرفين وأصحاب المصالح في الزعامة والمال والوجاهة والسياسة، إذا سلبت إنساناً إمكانية الوصول إلى المعلومات ونعمة العقل يصبح آلة تقودها وتستغلها وتدمر صاحبها وهو مسرور ومتحمس لتدمير نفسه في سبيل هدف يرى جزءاً صغيراً من الحقائق عنه وربما تكون معلومات مزيفة، بعض الناس يسجن عقله في أهداف صغيرة في الحياة مثل تشجيع الكرة أو جمع المال أو الصراع مع الآخرين وفي الحياة أهداف أجمل وأعظم هي المعرفة وعمل الخير ومحبة المساكين والتعلم والهوايات والمهارات والحرف ورؤية الطبيعة الجبال الأشجار الطيور الفراشات النجوم والبحار، ومن المسالك التي تقود الإنسان إلى سجن العقل التربية الخاطئة من أسرة جاهلة منغلقة أو معلم من ضحايا التعصب الديني أو العنصري وسرعة التصديق والانقياد والتقليد دون محاولة البحث عن الحقائق وسذاجة بعض الناس.
ومستوى الذكاء الذي لا يجعله يحاول البحث عن المعرفة ويتقبل ما يقال له فوراً. والمفاتيح للخروج من سجون العقل هي القراءة في مختلف العلوم وعن مختلف الحضارات والأديان والعقائد والثقافات والبلدان والشعوب وقراءة الموسوعات العالمية ومعرفة اللغات والسفر بقصد المعرفة والبحث عن الحقيقة في كل أمر والتفكير بأسلوب علمي منطقي وربط الأسباب بالمسببات والنظرة الشاملة للكون والحضارات والإنسانية واحترام الشعوب وحضاراتها ودورها وأثرها في حياة الإنسان الحالية والموازنة بين إيجابياتها وسلبياتها وزرع الرغبة في البحث عن الحقائق والرغبة في التعلم من الآخرين والتخلص من الغرور والاستعلاء وأوهام التفوق لأن ذلك سجن عقلي لا فكاك منه ولا إفراج فالغرور يفصل الإنسان عن الحقيقة والواقع والحياة.
عبدالوهاب كاشف
P.S / Are you the one who highlighted some sentences in red color ?
Regards ,,
ادريبج انج ناقله الموضوع
لكن اقول احسنتي اختيار المواضيع
شكرا على النقل
I did not write it.. I copied it from somewhere else..
I completely agree with the writer though
the following is copied as well:
المعرفة أكبر قيمة للإنسان وبها كرّمه الله تعالى على سائر المخلوقات وانا اذكر الانسان بصفه عامه بعيدا عن مايعتنقه من دين اسلامي كان ام مسيحي ، يهودي اوغيره000
ودائما ما يدفعنا الدين الاسلامي الى المعرفه وهذا مادلت عليه نصوص كثيره واخذ تلك المعرفه من مواطنها وفي الوقت ذاته نبذ الجهل الذي هو أفة الانسان
هذا مانحن مسلمين به الامر الذي قد لا يخفى على أحد منا !!
سؤالي هو : لما تعيش مجتمعاتنا حاله من التعصب الفكري الذي سيكون سببا في جهلها وقصورها المعرفي ؟؟
التعصب كمفهوم واسع تندرج تحته أشياء كثيرة فقد تكون العصبية للمال وقد تكون للاولاد وقد تكون للعائلة أ وقد تكون للفكر والرأي
، والاستبداد بالرأي منشأ لقهر الآخر سياسياً كان او عقائدياً او فكريا فلسفيا والاهم سيكون منشأ لجهله كما اسلفت
اننا مازلنا نمقت الراي الاخر متعصبين على ارائنا مازلنا ننبذ تلك الافكار التي تخالفنا او التي لاتروق لنا معللين ومبررين بتبريرات قد تكون اقبح من الفعل !!
ومن هنا اصبح لدينا عشقا عجيبا للتحجر الفكري من دون ان نعلم مسبباته او اننا نعلم ولكن حبب الينا هذا الركود!!!!
الثقافات المختلفة و الاتجاهات التي تكمن في كل ثقافه تخالفنا فكريا سيكون السبب والفضل في تقدم معارفنا وازدهارها
المعرفه البشريه محكوم عليه بالقصور ولن يحررها من هذا الاسر الا في حالة تصادمنا مع الافكار والاتجاهات الاخرى!!
انا لا أسلم بصحة وسلامة مايخالفنا ولا ادعوا الى اخذه من مواطنه مباشره لكن ما نريده هو تبني الحس النقدي الموضوعي الذي سيمحص لنا تلك الافكار والثقافات00
ان النقد الثقافي محرك بديهي للنشاط العقلي واذا تبنى كل فرد داخل المجتمع ذلك النقد سوف نظفر بكم هائل من المعرفه وهو ماتدعو اليه شريعاتنا ومن هنا ستنتج لنا معارف جديده وهي خليط بين المعارف الاخرى والصبغه العربيه الاسلاميه00
مبدعه ………
إن الربط دوما بين كلمة التعصب وكلمة المقيت ، هو ربط باعتقادي مقبول لأن شدة الولاء لأمر بحيث يختلط الهدف بالوسيلة والمقدس بالدنيوي والإلهي منسوباً للإنساني ، وإغلاق الذهن بالمفتاح والترباس عن أي فكرة خارج نطاق ما استقر في الذهن من قوالب يعتبر تعصبا مقيتا .
لا جدال تاريخيا في نتائج التعصب سواء الديني منه أو الإيديولوجي غير الديني أو القومي . فملايين الأبرياء الذين قضوا تحت سنابك الخيل ونصال السيوف في الحروب البابوية-الملكية ، أو في الحروب بين الممالك الصينية أوفي حروب طوائف المسلمين أو في حروب الدولة السوفيتية أو في الحرب العالمية الاولى والثانية ، كلها تدخل في نطاق الولاء الأعمى للفكرة والهدف والوسيلة والأشخاص معا .
أن الانغلاق الفكري عدو الدين ، والانغلاق الذهني عدو الإيديولوجية ، والانغلاق الفكري عدو القومية و الفكر عموما فالدين وعلى رأسه الدين الإسلامي يفتح الباب واسعا للتفكير والتأمل بحيث أن الحرية في الإسلام تعتبر من مقاصد الشريعة ، والحرية في التفكير والتعبير والقول مصانة حتى لو خالفت الرأي السائد .
أن التعصب خروج عن الوسطية والمرونة والتعددية وحرية أفراد المجتمع ، وإغلاق وتجفيف لمنابع الإبداع في رأس المتعصب بحيث يغرف من مستنقع أفكاره الآسنة لعدم تجددها .
أن الفكر فعل إنساني لذا فهو متغير سواء كان فكر يستلهم الدين ، أو لا يستلهمه ، سواء كان مرتبطا بالشرع أو بمفاهيم ليست ذات صلة .
أن العقل المنفتح عقل واثق بنفسه يستطيع أن يستدل على الطريق بلا خوف ولا وجل ، ويحفزه الخوف لغرض الاتقان بمعنى الحرص الدائم على النشاط والقرار بشكل صحيح ، لا يضره المخالفة في الرأي .