تخطت التسعين وتفضل المشي الجدة فاطمة تقضي يومها مع القرآن وتساهم في رعاية أسرة من 120 فرداًالأربعاء ,23/12/2009 الشارقة – جيهان شعيب:
لم يقف تقدم العمر حائلاً أمام الجدة المواطنة فاطمة علي محمد عن اقدامها على حفظ كتاب الله الكريم بعد تخطيها التسعين، مستندة في ذلك على حسن الاخلاص والنية لله تعالى، فأكرمها سبحانه بالفوز في مسابقة الحساوي القرآنية التي تنظمها مؤسسة القرآن الكريم والسنة في الشارقة .
ولكونها طاعنة في العمر، ولم ترغب من وراء مشاركتها في الجائزة جزاءً ولاشكورا كما يقول حفيدها أحمد موسى جمعة مدرس تربية إسلامية ومحكم في مسابقات القرآن الكريم، سوى تحفيز من يماثلنها عمراً على عدم اليأس والمثابرة والاجتهاد في العبادات، لم نستطع التحدث معها لصعوبة نطقها للكلمات عدا ماجاء في كتاب الله .
بدأت الجدة في حفظ القرآن في بداية الثمانينات من عمرها، حيث كانت تقيم في بيت ابنها الذي توفي مع زوجته وخمسة من ابنائه في حادث مروري بليغ، بعد ذلك تولت تربية بقية أبنائه وكان عددهم ستة أطفال، واهتمت بتنشئتهم دينياً، ومع رعايتها لهم بدأوا في حفظ القرآن، وكانوا يروون لها بعض قصص الصالحين في ذلك مما شجعها على مجاراتهم في الحفظ، رغم كونها من الرعيل القديم في الدولة الذي يجهل الكثير من أساسيات اللغة العربية، إلا أنها تغلبت على ذلك وتمكنت بالفعل من حفظ العديد من الأجزاء، وعقب ذلك قررت المشاركة في مسابقة الحساوي القرآنية .
وأضاف: الجدة حفظت العديد من أجزاء القرآن، لكنها لكبر سنها تنسى بعضها أحياناً فتعيد الحفظ ثانية وهكذا، وحالياً تعيش مع أبنائها وأحفادها وأحفاد أحفادها، وتقضي يومها في قراءة القرآن وزيارة أفراد الأسرة الكبيرة التي تشرف عليها ويصل عددهم إلى قرابة 120 فرداً، فيما شاركت في الجائزة من باب تثبيت ماحفظته من أجزاء كتاب الله الكريم .
وواصل: الجدة تخصص الفترة الصباحية لحفظ آيات من الذكر الحكيم، وتخصص أوقاتاً أخرى في اليوم للمراجعة، في ما تذهب إلى مركز التحفيظ سيراً على الأقدام رغم مشقة ذلك لكونها طاعنة في العمر، وتصر على عدم نقلها بالسيارة تحت أي ظرف، لدرجة أنها حينما توجهت إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، رفضت تماماً نقلها على المقعد المتحرك لأداء الشعائر، وذلك لرغبتها في نيل الثواب من الله تعالى .
وعن شعورها بعد الفوز بالجائزة قال حفيدها: الهدف الوحيد الذي ابتغته من وراء حفظها كتاب الله العزيز الطمع في الآخرة، وتحفيز غيرها ممن تقدموا في السن على عدم اليأس، ومواصلة طريق العبادة لأن الله سبحانه وتعالى يقول (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) .
شكرا على الموضوع حلو انه نشوف مثل هل الحريم بدولتنا
الله يطول بعمرها ويخلي لها عيالها
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .