أبوظبي- ازاء انتشار ظاهرة التعري في أرجاء الوطن العربي، تصاعدت العديد من الدعوات للعودة إلى الحشمة، وتحدث المدونون كثيراً عن مفهوم الحشمة وكيف يرونها في نظرهم، فهذا المدون الاماراتي أسامة يقول: في كل مرة أراجع فيها دائرة أو مؤسسة من مؤسساتنا الحكومية التي طالها المد الأنثوي الكاسح تحوم في رأسي العديد من التساؤلات، هل الالتزام بالحد الأدنى من الستر والحشمة صعب جداً على المرأة لهذه الدرجة؟ هل تغطية المرأة لشعرها وسترها لمفاتنها فيه امتهان لكرامتها وتقليل من شأنها كما يدعي شياطين الحرية في الغرب؟ ماهو تعريف الزي المحتشم عند الموظفة؟ هل هو مجرد لبس عباءة وتغطية الشعر بشيلة.. وباقي التفاصيل لاتدخل ضمن تعريف الحشمة؟ هل هناك تضارب بين الحشمة والأناقة؟ هل ديننا متشدد زيادة عن اللزوم في هذه النقطة ولا يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه؟ مالذي يضير الموظفة لو جاءت إلى مكان عملها بدون زينة ووجهها خالي من المساحيق…هل يشعرها ذلك بالنقص؟ هل نحن الشرقيين معقدون فعلاً في ما يتعلق بهذه المسألة وغيرتنا على نسائنا مبالغ فيها ولا مبرر لها، واتهامنا بأنه ليس لدينا وظيفة إلا التنكيد على المرأة في هذه المسألة هو اتهام صحيح؟

حسنا سأتوقف عن طرح مزيد الأسئلة لأنني أشعر أنني بدأت أتقمص دور الإعلامي «فيصل القاسم» وهو يروج لحلقة من حلقات برنامجه الشهير «الاتجاه المعاكس»!

فمن بين 6 أو 7 موظفات متواجدات في المكان حاولت جاهداً أن أجد واحدة منهن محتشمة حسب المفهوم والبيئة التي نشأت فيها والذي بناء عليه اخترت شريكة حياتي، إلا أنني للأسف فشلت!! وأنا هنا لا أتكلم عن عباءة الرأس، ولا على النقاب والقفازات، مع أنني صراحة من أنصار هذا التوجه لأنني في النهاية رجل وأعلم تأثير الوجه الجميل والأنامل الرقيقة على نفوس الشباب، و لكنني أتحدث عن الحد الأدنى من اللباس الشرعي، ومجبراً على تقبل رأي الذي يأخذ بجواز كشف الوجه والكفين..

فهذه حضرت إلى الدوام وما عليها من زينة وبهرجة يوحي بأنها ضلت الطريق إلى حفل زفاف، حتى أنني من شدة اختلاط الألوان على وجهها بدأت أتلفت حولي منتظراً بدء زفة العروس في أي لحظة! وثانية ما ترتديه من خواتم وأساور يكفي لافتتاح محل في سوق الذهب و(قذلتها) تغطي ثلاثة أرباع وجهها، وبين كل دقيقة والثانية ألمحها تهز رأسها كالهنود لكي تحرك كتلة من الشعيرات تحجب عنها الرؤية! وثالثة أظنها اشترت علبة فازلين بعد تفصيلها لعباءتها كلما وقفت أو تحركت من مكانها توجهت لها أنظار العشرات من المراجعين الرجال ينهشونها بعيونهم متأملين لمفاتنها وللأجزاء البارزة من جسدها والمحددة بكل دقة! ورابعة من أصحاب أسنمة البخت المائلة وضعت على رأسها (شباصة) من الحجم (الجامبو) أظن أن زميلاتها يستعينون بمؤخرة رأسها لتعليق الملابس! أما أكثرهن ستراً وأقربهن إلى الحد الأدنى من الحشمة فقد تكون مرتدية لعباءة واسعة -نوعاً ما- وحريصة أن لا يظهر شيء من شعرها، ولكن لابد من وجود بعض الرتوش الخفيفة ممثلة في نصف كيلو كريم أساس مع شوية كحل لتحديد العيون وملمع للشفاه! حسناً لن أن أتطرق إلى تفاصيل أكثر حتى لا يتهمني البعض (بالبصبصة) وهو ما لا أستبعده!! فلو سلمنا أن مثل هذه النوعية من الموظفات المتبرجات مجبرات على الخروج لسوق العمل والاختلاط بالرجال بسبب ظروف قاهرة، كما تصر الأخت (فتاة الأمل) وتتخذه مبرراً، وأنهن مخيرات ولسن مسيرات، فما هي يا ترى مبررات هذا التبرج والاستعراض الصارخ؟ وما الفائدة التي سوف تجنيها من ذلك؟ مالذي ستخسره الموظفة يا ترى لو حضرت إلى عملها وهي محتفظة بشخصيتها وهويتها المحتشمة؟ وما الهدف الذي تسعى إليه الموظفة من هذه الزينة المبالغ فيها؟

نوروني نور الله عليكم لأنني بدأت أشعر فعلا بأنني (طالباني) متشدد ومتزمت (وطقة قديمة) أسبح أنا وقلة وسط تيارات مجتمع متساهل لأبعد الحدود حسنا فلأختم قبل أن أعودإلى (موال) الأسئلة!!

أما رورو صاحبة مدونة شباب وبنات roro.manblog.org – مدونة مقالات : آخر المقالات فتقول: ليس التدين ضميراً مستتراً في القلب ومنفصلاً عن أعمال الجوارح، بل إن ما في القلب يبرز في الظاهر، ويتصل بالسلوك الخارجي والعكس. «ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»، ومن ادّعى أنه يحب النظافة ويقدر الطهارة ومع ذلك لا نراه إلاّ في جسد منتن تفوح منه الروائح الكريهة، يواريه بثياب ملوثة فهو كاذب في دعواه، ولو حلف تحت أستار الكعبة، إلاّ إذا علمنا أنه لا يجد ماء يتطهر به، ولا يملك ثوباً نقياً يوراي سوأته.

ومن تأمل العبادات في شريعتنا وجد التلازم بين أعمال الظاهر وأعمال الباطن؛ فالصلاة (مثلاً) عبادة قلبية قبل أن تكون عبادةً ظاهرة، والمسلم فيها قبل أن يتوجّه بجسده إلى القبلة يتوجّه قبل ذلك بقلبه إلى ربه، وبقدر إتقانه لعمل القلب يتقن عمل الجوارح (ولو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه). كما أن المسلم حين يخرج الزكاة ظاهراً فإنه يطهّر باطنه قبل ذلك من رذيلة البخل، معلناً عن تقديمه محبة ربه على حبه للمال. ومثل ذلك (عبادة الحجاب) للمرأة، فهو قبل أن يكون رداء خارجياً يواري زينتها ومفاتنها فهو إعلان عن انقيادها التام واستجابتها المطلقة لأمر خالقها ولو كان في ذلك مخالفة لهوى نفسها

إن نظرة عميقة في الشريعة الربانية تجلي لنا أنها بجانب عنايتها الفائقة بإصلاح القلوب وتزكية النفوس، فإنها اعتنت كذلك بمسألة صلاح الظاهر، ومن ذلك العناية بشأن اللباس والزي، فليس في الشريعة إهمال لهما أو تهميش لأثرهما في شخصية المسلم، بل إننا نرى تأكيداً على ارتباط اللباس والزي بالأخلاق والسلوك، ومن ذلك مثلاً أنه قد جاء في الحديث لُعن الرجل الذي يلبس لبسة المرأة والمرأة التي تلبس لبسة الرجل، ولو لم يكن للبس الرجل لبسة المرأة (والعكس) تأثير على سلوكهما وأخلاقهما لما جاء الوعيد الشديد الذي وصل إلى درجة الطرد والإبعاد من رحمة الله.

http://www.alittihad.ae/details.php?id=13611

9 thoughts on “الحشمة مظهر وأخلاق – مقال رهيب جدا من جريدة الاتحاد

  1. اعتقد بعض الاسباب كالتالي:

    الزواج من الاجنبيات (المشكلة في العيال)
    الانفتاح الغير طبيعي في دبي والان في ابوظبي
    المتجنسين (الله المستعان ولا تعليق)
    الاجانب (شوفة عينكم)
    دعم المنكر انشاء البارات بكثرة و الديسكوات و فعل حفلات غناء و يوله و خرابيط (اسأل الله الهداية)

    الله المستعان

  2. مشكورين على الرد الجميل

    وفعلا المقال اكثر من رائع في سرد الحقيقة المرة والقاسية

    ووقفت عند فقرة اهون وحدة فيهن واحشمهن ….

    وفعلا حتى في نظري ما وصلت ل 1% من الحشمة المطلوبة

    وكثير من البنات مثلهن من تشوف انهن متمسكات تقول يمكن اقدر انصحهن

    يقولن لك انهن مسويات اللي عليهن اكثر

    وفعلا هني ينطبق المثل :

    التفاحة الخايسة تخيس كل التفاح اللي في السلة

Comments are closed.