دائما عندما تأخذ الأسواق المالية السمة التصاعدية القوية Bull Market تصبح الدفة بأيدي المضاربين بينما ينتقل مقعد القيادة إلى المستثمرين العقلانيين في أوقات هبوط السوق Bear Market. وهذا قد يفسر الحاصل في سوقنا الآن حيث نرى أسعار بعض الأسهم تحلق عاليا وبمكررات فلكية ومن غير أسباب منطقية فيما نجد البعض الآخر في حالة سبات طويل رغم توفر الكثير من المحفزات لها. اذا فعلا سوقنا هذه الأيام يخضع لتحكم كبار المضاربين و إشاعاتهم وحركاتهم.
قد يكون مجديا في أوقات مثل هذه أن يحاول الواحد توقع تحركات “الهوامير” ومدراء المحافظ ومحاولة استباقهم رغم أن علينا الإقرار بصعوبة تخيل ما يفكر فيه هؤلاء الثعالب المكارين. وإذا حاولنا تخيل أوضاعهم الحالية نجد ان أغلب الأسهم التي كانوا “يحلبونها” في الأسابيع الماضية بما فيها بعض الأسهم القيادية وصلت تقريبا إلى حالة من التشبع السعري ولم يبق فيها نفس يذكر حسب المعطيات الحالية. ولهذا فقد نرى اغلب هذه الأسهم تستقر نوعا ما خلال الأيام القادمة أو تتحرك في نطاق سعري ضيق لا يغني ولا يسمن من جوع بالنسبة للحيتان وذلك حتى يحين موعد افصاحات الربع الثاني. طبعا هذا باستثناء بعض الأسهم التي قد تشهد محفزات غير متوقعة.
إذا ما العمل, فالكثير من المحافظ ملزمة بإعلان أرباحها وتوزيعاتها بصورة شهرية أو فصلية. أعتقد حينها قد تلجأ هذه المحافظ إلى استخدام الكروت الرابحة الأخرى المخزونة لديها للأيام السود أي (الكنوز الدفينة). وهذه غالبا ما تكون أسهم لشركات مقيمة بأقل من قيمتها العادلة أو تملك محفزات معينة تؤهلها للصعود حتى في حالة نزول السوق ككل. وقد يتساءل البعض عن السر في عدم صعود هذه الأسهم في أوقات انتعاش السوق والجواب هو أن وقتها لم يحن بالنسبة لكبار المضاربين ولذلك يستخدمون كل الوسائل المتاحة من رش وتطفيش وغيرها لمنعها من الصعود قبل الأوان.
ما هي هذه الكنوز المدفونة؟
لنلق نظرة سريعة على الأسهم التي قد تكون مظلومة سعريا في السوق وهي (من وجهة نظري):
مصرف الشارقة الإسلامي و سوداتل و أريج و الاسمنتات و جلفار
ولكن جلفار والاسمنتات (باستثناء اسمنت الخليج ربما) قد لا تناسب المحافظ الكبيرة لأن عدد أسهمها في السوق قليل نسبيا وتداولاتها ضعيفة في أغلب الأحيان مما يصعب مهمة خروج المحافظ منها بأسعار مناسبة إذا دعت الحاجة.
إذا يبقى لدينا:
مصرف الشارقة الإسلامي
سوداتل
اسمنت الخليج
أريج
بالنسبة لشركة أريج فهي مدرجة في عدة أسواق مالية وقد تكون مهمة تحريكها بدون تنسيق مع الأسواق الأخرى صعبة نوعا ما رغم أن أداء الشركة جيد و مكرر أرباحها يتراوح بين 7.5 إلى 8.3 بحسب أسعارها في الأسابيع الماضية (طبعا انا لا أشجع على شراء أسهم أريج كونها شركة تامين كما هو معلوم ولكن أتكلم من وجهة نظر التحليل الأساسي البحتة)
أما اسمنت الخليج فيبدو ان حركته مرتبطة بحركة القطاع ككل ولذلك فهو في حالة ركود نوعا ما حاليا ولكنه مقبل ولا شك على ارتفاع ملحوظ في سعره بما يتناسب مع الأرباح القياسية المحققة في الربع الأول من 2005 والبالغة 92.5 مليون درهم أي ما يعادل %25 من رأس المال.
و بالنسبة لسوداتل فربما لن يأتي دورها إلى أن يحسم موضوع الاكتتاب الأخير وطريقة التخصيص بطريقة مرضية حيث ان ذلك سيؤثر على مكررات الشركة وتوقعات أدائها وتوزيعاتها المستقبلية. وعموما ستتضح الأمور بعد اجتماع مجلس إدارة الشركة في 19 من الشهر الجاري. واعتقد ان السهم مقبل على ارتفاعات جيدة إذا ما جاءت التوزيعات المقترحة متناسبة مع توزيعات العام الماضي بغض النظر عن طريقة تخصيص أسهم الاكتتاب الأخير لزيادة رأس المال.
يبقى لدينا مصرف الشارقة الإسلامي. فمن وجهة نظري المتواضعة, يعتبر هذا السهم فعلا مظلوم بسعره الحالي. ولكن ليس السوق هو من ظلمه بل كبار المضاربين و المحافظ كما أسلفنا. والمتتبع لحركة السهم في الفترة الأخيرة يلاحظ بوضوح التجميع الهاديء عليه كما يلاحظ طريقة كبت السهم بعنف كلما حاول الصعود للأعلى – فمن يقوم بكل هذا في رأيكم؟
قد يعتقد البعض أن ملاك السهم من صغار المستثمرين هم السبب وخاصة الذين شاركوا في اكتتاب زيادة رأس المال مؤخرا ولكني أشك في ذلك. فهؤلاء الملاك في ظني ينتمون إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى ملت من السهم من مدة وقامت بالبيع والانتقال إلى أسهم اخرى
الفئة الثانية متمسكة بالسهم وليس عندها نية البيع قبل 16 درهم على اقل تقدير ولذلك فليس لها مصلحة في إغراق السهم بسعر 13 – 14 درهم
أما الفئة الثالثة فهي التي تستخدم تكتيك الدخول والخروج السريع في السهم وهؤلاء كذلك ليس لهم مصلحة في كبح جماح السهم إذا ما قرر الانطلاق الى أعلى
ليس لدي أدنى شك في أن هذه أفاعيل المحافظ وكبار المضاربين ما غيرهم !!
ولنأخذ العبرة من بنك الشارقة المحدود على سبيل المثال. فقد كان التجميع عليه واضحا مثل الشمس بأسعار تتراوح بين 4.15 و 4.50 درهم تقريبا لفترة ليست بالقصيرة قبل انطلاقته الأخيرة. وعند أية محاولة للسهم الصعود للأعلى كان القصف يشتغل عليه بلا هوادة. وقبل عدة أيام دقت ساعة الصفر و حلق السهم فجأة بدون مقدمات أو أسباب محددة إلي 6.5 درهم أي ستة أضعاف ونصف قيمته الاسمية (1 درهم) أو ما يعادل 16.25 درهم بالنسبة للمصرف الإسلامي (القيمة الاسمية 2.5)
فربما كان مصرف الشارقة الإسلامي هو الحصان الرابح القادم إن شاء الله تعالى.
اقتراحات للتعامل مع السهم في الوقت الحالي:
بالنسبة لملاك السهم الحاليين. يفضل الاحتفاظ بالسهم
بالنسبة للمضاربين. لا بأس من استمرار المضاربة اليومية والاستفادة من فروق الأسعار. ولكن يرجى مراقبة كميات التداول اليومية بدقة شديدة حتى في حالة نزول الأسعار حيث ان أي زيادة غير طبيعية في كميات التداول قد تنبيء بقرب الانطلاق لأعلى.
بالنسبة للمستثمرين الجدد. يفضل الانتظار قليلا إلى ان يعطي السهم إشارة دخول قوية وخاصة لمن يفكر في الخروج من أسهم شركات أخرى. ولكن بالطبع يمكن الدخول في السهم من الآن في حال توفر السيولة حيث انه يقبع في منطقة شراء منذ مدة.
ويجب الوضع في الحسبان انه متى ما قررت المحافظ إطلاق عنان السهم ستكون حركته مباغتة وسريعة وقد لا يستطيع البعض اللحاق به. وأنا شخصيا اعتقد انه قد يصل سريعا إلى حوالي 16.5 – 17.5 درهم بانتظار إعلان الربع الثاني حيث قد يتعدى ال 20 درهم حينها بحسب الأرباح المحققة.
وبانتظار ساعة الصفر …
طبعا كل ما سبق يبقى مجرد توقعات شخصية وليست دعوة للبيع أو الشراء
فقط للمتابعة …
بالمناسبة, سأقوم بعد قليل بايضاح بعض المعلومات والحقائق الرئيسية عن المصرف في موضوع منفصل بعنوان (مصرف الشارقة الاسلامي – ملامح من التحليل الأساسي والفني)
وتقبلوا تحياتي
“الأخ العزيز سومر جزاك الله خيرا على هذا التحليل المنطقي الرائع في الكثير من جوانبه. لكن عندي بعض الملاحظات على نقطتين هامتين يجب أن ننتبه لهما إذا أردنا التعامل بشكل آمن دون مخاطرة كبيرة.
النقطة الأولى:
أقتباس بالنسبة للمضاربين. لا بأس من استمرار المضاربة اليومية والاستفادة من فروق الأسعار. ولكن يرجى مراقبة كميات التداول اليومية بدقة شديدة حتى في حالة نزول الأسعار حيث ان أي زيادة غير طبيعية في كميات التداول قد تنبيء بقرب الانطلاق لأعلى.
التعليق:
أنا لا أحبذ شراء السهم إذا كان نازل وكانت كمية التداول مرتفعة عليه, لأن هذا يحمل المعاني التالية:
1. أن المستثمرين من ملاك السهم بدأو بالتخلي عن السهم, حتى والسهم نازل لايجدون غضاضة في بيعه بسعر أرخص من سعر اليوم السابق, وهذا مؤشر غير جيد.
2. إن تزايد الكمية يعني أن إحتمال استمرار النزول مازال قائما, وهو أمر خطير بالنسبة للمضارب, بينما تناقص الكمية وقلة التداول تعني أن ملاك السهم ماعادو يرغبون في بيعه, ويعني أن نقطة الإرتداد قربت. لهذا نستطيع أن نقول إن نزول السهم مغ تزايد كمية التداول تعني أن نقطة الإرتداد لم تضهر بعد.
3. البعض يمكن أن يقول مثلا, ولكن هناك من يشتري السهم وهو بهذا السعر؟ أقول أخي العزيز دائما يوجد من يشتري السهم, وهذا ليس عبرة ومقياس على أن السهم سوف يصمد, ولقد رأينا هذا الأمر يحدث كثيرا. على المضارب الناجح أن يركب الموجه وهي في بداية الصعود, لا أن يركب موجة منخفضة بعذر أن الآخرين يفعلون ذلك”.
================================================== =====
كلام سليم يا خبيرنا
طبعا ارتفاع كميات التداول مقرونة مع نزول السعر يعتبر دليلا واضحا على عمليات تصريف على السهم وعليه فلا يجب الدخول فيه
ولكن هذه القاعدة تنطبق على الأسهم التي تبدأ التراجع من قممها السعرية بسبب تحقيقها ارتفاعات غير مبررة او لورود أخبار غير ايجابية عنها او ربما تماشيا مع الوضع الهابط للسوق ككل
وبالنسبة لمصرف الشارقة الاسلامي قد يكون الوضع مختلفا نوعا ما حيث انه يراوح عند قاعه السعري منذ مدة طويلة ولا يوجد مبرر حاليا لتصريفه بكميات كبيرة بأسعاره الحالية سواء من قبل كبار المستثمرين أو صغارهم حيث انه لم يحقق ارتفاعات سعرية تذكر خلال طفرة السوق الأخيرة.
ولهذا فان اي زيادة كبيرة جدا وغيراعتيادية في كميات التداول في هذه الحالة قد تكون دلالة على التجميع في حقيقة الأمر وليس التصريف حتى ولو كانت الأسعار في نزول
لنفرض على سبيل المثال ان المحافظ قررت تجميع السهم تمهيدا لرفع سعره أو بسبب توفر معلومات لديها عن اخبار ايجابية قادمة لم تنشر في السوق بعد. حينها ستدخل طلبات عالية وغير اعتيادية على السهم وعندها سيلاحظ باقي المستثمرين هذا الشيء ويقومون بسحب عروضهم أو زيادة الأسعار. وكالعادة ستقوم المحافظ بعرض كميات كبيرة للتمويه وايهام المتداولين ان السهم عليه تصريف مما يؤدي لانخفاض سعره.
وهنا قد ينخدع البعض في نهاية جلسة التداول عند ملاحظة الكميات الكبيرة التي تم تداولها بسعر يقل عن اليوم السابق.
فأرجو من الجميع ملاحظة كميات التداول لأي سهم وليس الأسعار فقط ومحاولة تخيل حقيقة ما يجري فربما قادهم حدسهم للدخول في السهم في الوقت المناسب.
وانا لاحظت هذا الشيء يتكرر لمرات عديدة مؤخرا و خاصة في الحالات التي تتعلق بخروقات قوانين الافصاح والشفافية حيث يقوم البعض بالتجميع (مع التمويه) قبيل انطلاقة السهم.
وحتى الشارت لا يمكنه كشف هذه الحالات احيانا اذا كان سعر الاغلاق اقل من سعر الافتتاح الا عند الدراسة المتمعنة وملاحظة مؤشرات ال M.A.C/D و RSI وما شابه.
وشكرا لاتاحة الفرصة لي لتوضيح هذه النقطة الهامة في نظري
(الأخ بوسلطان – يمكن تكون هذه هي الاجابة على سؤالك والله أعلم)
أخي الكريم درهم بن دينار –وجميع الأخوه مع احترامي للجميع
انا لاحظت هذا الشي على سهم الواحه حيث كانت كميه الطلب عليه كبيره وعلى اللمت أب وهو 20.90 في ذلك الوقت مع نزول السهم في نفس اليوم -هل من الممكن تحليلي ذلك حيث كانت الكميات المطلوبه لكل شخص تجاوزت ال 200000 سهم في بعض الأحيان وشكرا