الدار البيضاء عبر التاريخ
“أنفا” أو “أنافا” أو “انفي”… تسميات مختلفة وردت في المصادر التاريخية القديمة للإشارة إلى الحاضرة التي ظهرت في المكان الحالي للدار البيضاء. وينسبها ابن الوزان (ليون ) إلى الرومان، كما ينسبها آخرون إلى الفينيقيين. ولكن غالب المؤرخين يذهبون إلى أن مؤسسيها هم “البرابرة” الزناتيون. وقد اشتهرت “آنفا’ لحقبة من الزمان بعلمائها وجنودها وتجارتها المزدهرة.

وبقيت “أنفا” خلال حكم المرينيين مدينة صغيرة مفتوحة على التجارة البحرية مع الخارج لاسيما مع الإسبان والبرتغال. كما كان سكانها بحارة يمارسون القرصنة ويهاجمون بصفة خاصة السفن البرتغالية. مما أثار حفيظة البرتغاليين الذين نظموا هجوما على المدينة وقاموا بتدميرها عن آخرها سنة 1486.
وقد حاول البرتغاليون سنة 1515 بناء قلعة محصنة، لكن هزيمتهم على يد المرينيين جعلتهم يتخلون عن ذلك.

وفي عهد الدولة العلوية إبان حكم السلطان “سيدي محمد بن عبد الله” (1757-1790) أعيد بناء مدينة”أنفا” ، وأصبحت تحمل اسم ” الدار البيضاء” أو “كازابلانكا” حسب النعت الإسباني.

لقد اعتدنا ربط تاريخ جهة الدار البيضاء الكبرى بالعصر الحديث، وخاصة بالفترة ما بعد الاستعمار. لكن الدار البيضاء لم تعرف إشعاعها الوطني بوصفها قطبا اقتصاديا مهما في النسيج الاقتصادي إلا في منتصف القرن العشرين. مما يعكس أنها مدينة مغرقة في القدم، حيث إن ناحيتها كانت منذ أزمنة غابرة ميدانا خصبا لحياة حيوانية ثم إنسانية مبكرة، فقد كشفت الأبحاث الأثرية عن مواقع سكنها الإنسان القديم، مما يجعل جهة الدار البيضاء مركزا من أهم المراكز المعروفة عالميا في مجال البحث الأثري،

ومن أهم المواقع الأثرية التي تضمها المدينة:
• موقع “ليساسفة” يتراوح تاريخه ما بين 5 و 6 ملايين سنة.
• موقع “أهل الغلام” يعود تاريخه إلى حوالي مليونين وخمسمائة ألف سنة، وقد وجدت بهذا الموقع بقايا حيوان “الهيباريون”، وهو جد الحصان الحالي.

• مواقع “طوما 1” والذي يشهد على بداية استيطان الإنسان للمنطقة منذ حوالي مليون سنة.

الابتكار الحضري للقرن العشرين بامتياز، الدار البيضاء كانت بمثابة حقل تجارب للهندسة العصرية.
منذ توقيع معاهدة الحماية سنة 1912، والمهندسون المعماريون من فرنسا وتونس واليونان… يتوافدون مندفعين بحمى العقار التي عرفتها المدينة خلال سنوات العشرينات والثلاثينات.

شيد هؤلاء المعماريون بنايات سكنية على أسس الهندسة العصرية والهندسة التقليدية المغربية.
واجهات العمارات السكنية المبنية خلال سنوات الثلاثينات زينت بقباب وسواري وشرفات من خشب الأرز وزليج ومرمر، هاته المواد مزجت فيما بينها بشكل يجعلها تتماشى مع الفن الجديد وفنون الديكور.

وعلى امتداد ساحة محمد الخامس يوجد شارع الحسن الثاني، الذي على جنباته عمارات نمط سنوات الثلاثينات تحيط بها بنايات مؤسساتية، بنمط مورسكي جديد.


1912 م

سينما فوكس وتضهر خلفها الكتدرائية

أكبر مسبح بإفريقيا
إضافة إلى النوادي الخصوصية بشارع الكورنيش، شيدت خلال الثلاثينات من القرن العشرين أكبر مسبح إفريقي، المسبح البلدي، كانت تشرف على تسييره بلدية الدار البيضاء وهو مفتوح في وجه العموم.
تم بناؤه بمحاذاة المحيط و يتم تزويده بماء البحر. كان يتوفر هذا المسبح على أحدث التجهيزات حقق له نجاحا كبيرا منذ افتتاحه سنة 1934: حوض مائي طوله 300 متر، ملعب للرياضات المائية ومجموعة من تجهيزات القفز والغطس في الماء.
هذا المركب تم التخلي عنه تدريجيا إلى أن تم هدمه خلال الثمانينات لتحل مكانه معلمة القرن العشرين مسجد الحسن الثاني.


1963 م في هذه الصورة تيرمواي الدار البيضاء والذي تم الغاءه هو ايضا

الدار البيضاء والحرب العالمية الثانية

ستسمح الحرب العالمية الثانية للدار البيضاء بانطلاقة جديدة ستستمر إلى غاية الاستقلال:
– نزول الحلفاء سنة 1942 سيساهم في إعادة النشاط الاقتصادي للمدينة.
– انعقاد مؤتمرات كبيرة، من قبيل مؤتمر “آنفا” سيقدم للمدينة مكانة دولية متميزة، وانتشار أفكار جديدة مطبوعة بالثقافة الأمريكية سيكون لها تأثير على نمط الحياة والهندسة المعمارية للمدينة.
مؤتمر آنفا
انعقدت ما بين 14 و 24 يناير 1943 بفندق “آنفا” عدة اجتماعات سيكون لها التأثير البليغ في تغيير وجه العالم. إن اللقاء الذي تم التهييء له في سرية تامة من لدن الأمريكيين جمع الوزير الأول البريطاني “وينسطون تشرشيل” والرئيس الأمريكي “روزفيلت” للحديث عن الاستعدادات لنزول قوات التحالف بأوروبا.


إن إسم أنفا تم تداوله في العالم بأسره نظرا للملتقيات الدولية التي كانت تعقد بها ففندق أنفا (المهدم حاليا) قد شهد مؤتمر أنفا التاريخي بين كل من روزفلت وتشرشيل خلال شهر يناير 1943، حيث قام الرئيسان بوضع الترتيبات المتعلقة بإنزال قوات التحالف بنورماندي سنة 1944.
حينها تم تمويه الألمان على أنه سيعقد اللقاء بين المسؤولين الأمريكي و الإنجليزي في البيت الأبيض بواشنطن بعد ترجمتهم الحرفية لإسم الدار البيضاء (كازا بلانكا).
كازبلانكا (Casablanca) هو فيلم رومانسي صدر عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية، في مدينة الدار البيضاء. الفيلم من إخراج مايكل كورتيز، ومن بطولة همفري بوجارت ممثلاً شخصية ريك بلين ، الذي لعب دوره في الفيلم الممثل همفري بوجارت ، شاب أمريكي يعيش في منفاه بالدار البيضاء حيث يمتلك أشهر حانة في المدينة تعرف بإسم
(مقهى ريك)

ويعتبر مقهى ريك الأمريكي الأكثر شعبية في الدار البيضاء الذي يزوره السياح الاروبيين وخصوصا الامريكان

ساحة باسكال

15 thoughts on “الدار البيضاء او كازابلانكا

  1. مرحبا mira
    مشكوره علي المعلومات والصور الطيبه
    اللي ذكرتني بسفرتي الاخيره والوحيده لي المغرب
    بي تاريخ 21/7 لمدة 5 ليالي
    وبصراحه كانت سفره قصيره بس ممتعه لاني اكتشفت جمال جزء بسيط من المغرب
    ونصيحه المغرب بلد سياحي وعلي فكره تنفع للي عنده عائله بس الاهم انه يقدر يقنعهم للسفر للمغرب !!!!!!!!!

Comments are closed.