هذه رســالة كنت قد بعثتها لكاتب عمود دبابيــس في جريدة الاتحاد ، أرسلتها له مناصحا و مذكرا فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
لعله أن تتسع صدور المشرفين على هذا المنتدى في أن يسمحوا لهذه المقالة أن تنشر باستقلال حتى يعرف الكاتب بأن هناك الكثير من أبناء الوطن من لا يرى ما يراه في مقالته ، بل و يخالفه بشدة ، و لعمري أن الأمر عظيم من أن يُترك الناس أن يقعوا فيه من غير بيان الصواب ، و رجــاءً مني أن تقع عينا عبدالله على ما سطرته في هذا المنتدى فيناقشني هنا ، و أمام الملأ كما نشر هو مقالته على الملأ.
و اليكم نص رسالتي له:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ الكاتب عبدالله رشيد
قرأت مقالتك المنشورة بالأمس 16/10/2007 بجريدة الاتحاد في الصفحة الأخيرة عن تكفير أوبرا وينفري ، و التي أظهرت فيها انزعاجك الشديد بتصرف الأستاذة المُدرّسة حين نعتت أوبرا بالكفر أمام الطالبة التي راسلتك و ادعت ان أعمالها الإنسانية الكثيرة لن تشفع لها في الآخرة!!
حقيقةً أنا لا أستغرب هذا الإنزعاج منك و خصوصا أنني كنت قد قرأت لك بعض المقالات من قبل و أصبح عندي تصور لحد ما في طريقة تفكيرك و منهجك في تصور الأمور و التي لا تختلف كثيرا عن فئة من الكتاب و الصحفيين الذين لا ينفكون عن انتقاد و تجريح الناس الذين لهم ارتباط بالمنهج الملتزم بالدين في حياتهم ، و لكن الذي دفعني للكتابة لك هو أني أخشى أن لا يرد عليك أحد من العلماء أو العارفين بدين الله تعالى – و ذلك لانشغالهم عن قراءة مقالات مثل مقالات الصفحة الأخيرة في الجرائد التي لا يُظن أنها مقالات مهمة جدا خصوصا أنها تأتي بجانب صور للفتيات العاريات عادة- فتظن أنك على حق في ما قلته لعدم وجود المعارض لك و كذلك ما رأيته من استخدامك لآيات قرآنية (سورة الهمزة) لدعم و تأصيل الفكرة التي تريد أن توصلها للقراء ، و أرى أنك لو كنت بالفعل تقيم وزنا للنصوص القرآنية و تظن أنها مصدر المسلم في تقييم حياته و مواقفه تجاه كل ما حوله فأنني أريد أن ألفت انتباهك لبعض الآيات الأخرى التي أتمنى أن تمعن النظر فيها و تدرسها بعناية بل و تقرأ ما يقع في يدك من تفسير و تأويل لها من المراجع الدينية.
و الآيات هي:
سورة النساء
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) و طبعا ، النصارى لا يؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم و بأنه نبي مرسل للعالمين جميعا – أوهل عندك رأي آخر..؟؟ – فالله عزوجل يعقب على هذه الآية بقوله (أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ) هذا كلام من؟ كلام الله سبحانه و تعالى و هو يؤكد على تكفيرهم..!!
حسناً
يمكن لك أن تقول لي أن بعض النصارى يعتقدون بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم – و لعله من الممكن أنك كنت في يوم من الأيام تحتسي قهوة أو شايا مع قليلا من البتي فور في بيت الأستاذة وينفري في أمريكا و أكّدت لك أنها تحب أن تقرأ لأحاديث و تعاليم محمد صلى الله عليه و سلم و تحترمه كثيرا بل و تعتقد أنه نبي عظيم من الأنبياء – و لكن طال ما بقي النصراني على معتقده بأن النبي عيسى عليه السلام كان ابنا لله أو أنه التمثل البشري لله سبحانه و تعالى على الأرض أو أقنوما من الأقانيم الإلهية الثلاثة أو.. أو… من ما يعتقده النصارى فاستمع لوصف الله سبحانه و تعالى فيهم:
(لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المائدة
(لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المائدة
فكما ترى يا عبدالله ، تكفير النصارى ليس أمرا بشريا أو أهوائيا أو أتت به الأستاذة من كيسها الخاص ، و إنما هو حكم شرعي من رب الأرباب ، و طال ما ظل النصارى يعتقدون بمعتقدهم و لا ينخلعون منه فأنهم يبقون في حكم الكفار:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ) النساء
و مهما تدين الانسان بدين آخر غير الاسلام فان الله سبحانه و تعالى لا يقبل ذلك نهائيا:
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) قرأت يا عبدالله؟؟؟ من الخاسرين ، يعني مهما كانت عنده أعمال و أفعال و لكنه سوف يخسرها ، و صدقني أنا أفهم شعورك باستثقال هذا الأمر ، و هو بالفعل ثقيل جدا جدا ، إذ كيف يعمل الإنسان أعمالا طيبة في حياته كلها و هو يظن أنه سيكون سعيدا بهذه الأعمال في آخرته ، و إذا بها أعمال غير مقبولة و مرفوضة تماما من الحق سبحانه و تعالى ، اي والله أنها ثقيلة جدا على النفس ، و لذلك وصف الله هؤلاء الناس بأنهم أكثر الناس خسارة في الآخرة بقوله:
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا) ؟؟ الأخسرين !!! وصف شديد الوضوح !! و لكن من هم هؤلاء؟؟ الذين لا يوجد بعدهم أكثر خسارة منهم؟؟!! فعقب قائلا سبحانه و تعالى: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) الله المستعان ….نسأل الله العافية….أسمعت ماذا قال؟ و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا….هم يظنون أن أعمالهم هذه أعمال صالحة ، هم يظنون أن أعمالهم حسنة ، هم يظنون أن أعمالهم ستدخلهم الجنة و لكن للأسف أعمالهم ما نفعتهم أبدا و لذلك هم أكثر الناس خسارة في الآخرة !!
خذ مثالا أخرى من القرآن ، في سورة الغاشية يقول الله (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ) و الخشوع يعني ماذا؟ يتبادر الى الذهن دائما أنها صفة لوجوه أهل الخير و الصلاح ، أليس كذلك؟ بل و قال فيهم أيضا (عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ) يعني أصحاب هذه الوجوه الخاشعة عندهم أعمال كثيرة ، و لكن تتفاجأ بعدها بقوله (تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً) ، أعوذ بالله !! مع خشوعها و عملها إلاّ أنها تذهب للنار !! نسأل الله العافية ، فإذا سألت من هم هؤلاء ؟ نقول لك هم أولئك الذين عملوا أعمالا كثيرة و لكن من غير أن يبتغوا الاسلام ديناً ، و لذلك فهو من الخاسرين !! و زيادة على ذلك و في أجواء هذه الآيات الأخيرة اسمع ما قاله المفسرون:
مرّ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بدير راهب – الراهب هو النصراني أو اليهودي المنقطع عن الناس و معتزلهم لعبادته و صلواته – قال فناداه يا راهب فأشرف قال فجعل عمر ينظر إليه ويبكي فقيل له يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا؟ قال ذكرت قول الله عز وجل في كتابه” عاملة ناصبة تصلى نارا حامية” فذاك الذي أبكاني.
فانظر يا رعاك الله كيف فهم هذه الآيات الصحابة و أنزلوها على من
فمهما عمل الانسان من خير و لكن على غير دين الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم فأن ذلك لا ينفعه أبدا
(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا) الفرقان
و أما عن حال أولئك المسلمين الموحدين الذين يؤمنون بوحدانية الله و الذين يعتنقون الإسلام دينا لهم و لكنهم ليسوا بأصحاب أعمال خير أو أصحاب جهود انسانية يعود نفعها للفقراء و المساكين ، فأنهم قد يكونون آثمين بلا شك و خصوصا إذا كانوا من الذين يكنزون أموالهم و لا يؤدون حق الله فيها ، و هم يستحقون العقاب من الله تعالى – و أقول يستحقون و لا أجزم بأنهم سيعاقبون لأن عقابهم على الله تعالى و قد يشاء سبحانه أن يغفر لهم – و لكنهم بكونهم مسلمون و موحدون لله تعالى لا ريب أنهم لا يُقارنون بغير المسلمين مهما كان غير المسلم أفضل منهم من ناحية الأعمال الخيرية و ذلك لأن الاسلام هو التصريح و الاجازة الوحيدة لقبول الأعمال و بغير هذا التصريح لا يُقبل أي عمل منهم مهما كان جميلا ، و دعني أضرب لك مثلا – ولله المثل الأعلى -:
هب أنه قاد أحدهم سيارة في شوراع مدينة و ببراعة شديدة و لم يؤذ أحدا أبدا في قيادته بل أنه كان يفسح الطريق للمشاة و يقف على الإشارات الحمراء و لا يقطعها و لا يعطل سير المرور أبدا ، و لكن أوقفه شرطي مرور و عندما سأله عن رخصة القيادة ، أخبره السائق المحترف هذا بأنه لا يحمل رخصة قيادة ، بل أنه لم يصدرها أبدا في حياته ، و لكنه يستطيع أن يأتي بعشرة أشخاص يقسمون لك الأيمان المغلظة بأنه سائق رائع و بارع ، فهل هذا يعفيه من أن يصدر الشرطي بحقه مخالفة و معاقبة ؟
ان كنت من من يحترم القانون فأنك سيسعدك جدا أن ترى القانون يُنفذ و يُطبق في حق هذا المخالف و ستحترم شرطي المرور لتنفيذه القانون و عدم رضاه بمخالفة القانون و لو ببراعة و روعة قيادة هذا الشخص لسيارته.
فكذلك الاسلام ، هو رخصة المرور لجنان الله تعالى ، و لن يُسمح لأحد أن تطأ قدماه الجنّة إلا بهذه الرخصة أو التصريح كما قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ) و عدم التصديق بالآيات ما هو إلاّ تكذيب بها ، و عدم الرضوخ و الانقياد للآيات ما هو إلاّ استكبار عنها ، و النصارى لا يصدقون و لا يرضخون لآيات الله تعالى و إلاّ لأعلنوا اسلامهم و انقيادهم لأمر الله تعالى و اتبعوا النبي محمدا صلى الله عليه و سلم و صاروا بعد ذلك مسلمين لهم ما لنا و عليهم ما علينا فلذلك فالجنة حرام عليهم حتى يدخل البعير من خلال ثقب ابرة الخياطة كما وصف الله في هذه الآية.
فكما ترى أخي ، فأننا مهما حاولنا أن نكون دوبلوماسيين و لطيفين في وصف النصارى إلاّ أن النصوص القرآنية تأبى إلاّ بنعتهم بالكفر و الضلال ، أفلا ترى أنه لا مناص لنا كمسلمين يقدسون النص القرآني إلاّ باتباع هذه النصوص و باستسلام تام !!
هذا ما جادت به نفسي على عجالة و ان أردت مزيد نقاش و تفصيل في الموضوع فأعلمني بارك الله فيك و سأكون مُرحباً بك و بالحديث معك..
أخوك عوض الصيعري
الحَقُّ أبْلَج والباطِلُ لَجْلَج
شكر الله لك ردّك أخي الكريم ، وأسأل الله أن يذب عن وجهك النار .
هلا و مرحبا بأخوي عوض الصيعري كنت قد طرحت موضوع عن عبدالله رشيد أتدري لماذا
لكي تشارك فيه لأنني قد رأيت رسالتك في منتدى أخر و علمت أنك سترسلها في منتدانا و ستقنع من لا يقتنع بقوة أدلتك بارك الله فيك أخي الكريم
عطوا الي مثلهم فرصه ,,
اما
الله يهديهم ,,
او
الله يخسف فيهم ,,
الله يهديه ,,
هل الريال يعزف موسيقت نهايته .
هيه والله
اسمعه دووم يمدح الغرب ويقارنا فيهم
والغرب والغرب ونحن ما نسوي مثل الغرب
كلام غريب وعجيب