الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين
أحد أبرز وجوه مقاومة الاستعمار الإسباني والفرنسي في الصحراء والمغرب وموريتانيا وأحد أبناء إقليم الصحراء الغربية، ورث عن أبيه مشيخته الصوفية كما ورث عنه تنظيم وتأطير المقاومة ضد الاستعمار في بداية القرن العشرين.
المولد والنشأة
ولد الشيخ أحمد الهيبة يوم الأحد غرة رمضان 1294 للهجرة الموافق 9 سبتمبر/ أيلول 1877.
التربية
تربى الشيخ الهيبة على يد والده الشيخ ماء العينين أحسن تربية وأقومها، فدرس على والده وعلى الشيوخ الكبار الذين كانت تعج بهم محضرة والده. أخذ علوم الشريعة الإسلامية وعلوم اللغة العربية. وصاحب كبار علماء محضرة والده من أمثال الشيخ سيديا بن الشيخ أحمد بن سليمان الديماني وغيره.
صفاته
اشتهر الشيخ أحمد الهيبة بعلمه الغزير وثقافته الواسعة واطلاعه وذكائه وشعره الرائق وسخائه.
تآليفه
ترك مؤلفات منها: سراج الظلم في ما ينفع المعلم والمتعلم، وسرادقات الله الدافعة للبلايا، ومصنف في الحديث ورسالة في الرد على القائل إن الدابة إحدى علامات الساعة هي السيارة، وأجوبة فقهية.
علاقاته وجهاده
صحب الشيخ الهيبة والده الشيخ ماء العينين في أسفاره نحو المغرب وفي وفاداته نحو الملوك العلويين فعرف الناس وعرفوه وطار صيته واشتهر. قاد جيوش المقاومة وظل مجاهدا قويا وشجاعا باسلا.
بعد وفاة الشيخ ماء العينين في 21 شوال 1328 الموافق 25 أكتوبر/ تشرين الأول 1910 بتزنيت اتفقت أسرة أهل الشيخ ماء العينين وخاصة كبار أبنائه على تعيين الشيخ أحمد الهيبة خليفة لوالده في القيادة الروحية وفي تولي مهام الجهاد ومقاومة المستعمر.
وقد قام الشيخ الهيبة بعدما وقع السلطان المغربي مولاي حفيظ بن الحسن الأول اتفاقية فاس عام 1912 مع الفرنسيين التي تنص على دخول المغرب تحت الحماية الفرنسية بإعلان نفسه سلطانا وهو بتزنيت، وسار نحو مراكش يوم 15 يوليو/ تموز 1912 يقود جيشا كبيرا ما بين القبائل الصحراوية وقبائل سوس المغربية. وكان يسمى السلطان الأزرق للون اللباس الصحراوي الشائع حينها.
وقد دخل الشيخ الهيبة مراكش في 15 أغسطس/ آب 1912 وبعد ثلاثة أيام من توقيع اتفاقية فاس تمت تنحية مولاي حفيظ ليحل محله أخوه السلطان مولاي يوسف والد السلطان محمد الخامس أي جد الملك الحسن الثاني. وقد حاصر الفرنسيون مراكش وأخرجوا أحمد الهيبة الذي حل بأكردوس بجنوب المغرب حيث القبائل البربرية المتمنعة في الجبال.
وفاته
توفي الشيخ أحمد الهيبة رحمه الله تعالى يوم الثلاثاء 18 رمضان 1336هـ الموافق 26-27 يونيو/ حزيران 1918.
رحمك الله ياشيخنا و أسكنك فسيح جناته
ولكم الجزاء من الله
جزااك الله كل خير