الطفرة العقارية في دبي بدأت تتحول الى .. تسونامي!

——————————————————————————–

زيد بنيامين من دبي: ابدى عدد كبير من العاملين في مجال بيع وشراء العقارات مخاوفهم من ان تكون الطفرة العقارية التي شهدتها دبي خلال السنوات الست الماضية قد اوشكت على النهاية بحسب مقابلات اجرتها كل من وكالتي اسوشييتد بريس الامريكية ووكالة زوايا داو جونز التي تتخذ من دبي مقراً لها.

“هناك الكثير من الاشخاص ممن يبحثون عن بيع عقاراتهم مقابل وجود عدد قليل من المشترين، ولكن من يريد الشراء في هذا الوقت، لقد بدأ الخوف بالتسلل الى قلوبنا” هذا ما يقوله تيمور عصمانوف احد العاملين في تسويق العقارات في شركة (منشأت) العقارية.

ورغم ورود بعض التحليلات التي تقول ان هناك حركة سريعة للبيع والشراء في سوق العقارات، الا ان الخوف من شراء العقارات الغير مبنية او التي لم ينتهي انشاءها قد تملك الكثير من المستثمرين حيث بدأ هذا السوق بالتراجع “في دقائق” في اشارة الى سرعة فقدان الثقة.

ويقول عدد من المتعاملين في ميدان بيع وشراء العقارات بحسب الاسوشييتد بريس ان بعض المتعاملين ممن ابتاعوا العقارات على امل جني ارباح مضاعفة بدأوا بالتفكير في تقليل خسائرهم من جراء شراء الوحدات التي لم ينتهي العمل فيها “الناس تقول ان الامر يبدو كتسونامي الذي سيضرب البلاد في غضون الاشهر القليلة القادمة” بحسب احدى المتعاملات في سوق بيع وشراء الوحدات السكنية والتي رفضت الكشف عن اسمها خوفاً من الحاق الاذى بعملها وتضيف “لقد طلب مني احد الزبائن قبل ايام بيع وحدته السكنية واليوم طلب مني بيعه مباشرة ورفض تقسيط المبلغ، يريد البيع باي طريقة”.

وتقول الوكالة ان البنوك في الامارات تواجه ظروفاً اصعب حيث تم اجبارها على تعزيز قوانينها وشروطها فيما يخص منح القروض او فيما يتعلق بسقف تلك القروض ولم يعد كثير من المشترين تنطبق عليهم شروط دفع الـ 10 بالمئة كمقدمة لشراء عقار في الامارة.

يقول وسام سيفي المدير التنفيذي لشركة التمويل الاسلامية (تمويل) والتي تعد الاكبر في تقديم خدمات التمويل في دبي اكد ان شركته قد شددت بعض من اجراءاتها على غرار جميع شركات التمويل الاخرى مضيفاً “بهذه الطريقة يمكنك تقديم قروض بمبالغ اكبر، والفكرة كي تنشر قروضك باقصى حد ممكن”.

اما مصرف الـ HSBC وهو احد اكبر المصارف الموجودة في الامارة فقد اكد انه قد قلل من سقف المبالغ الممنوحة كقروض.

وعلى عكس الشقق والفيلل في نيويورك وهونغ كونغ فأن شقق وفلل دبي تبقى مظلمة امام لعدم وجود ساكنيها الاغنياء او عدم عثور بقية المالكين على من يؤجر او يشتري عقاراتهم هذه الايام ويبدو ان المشاكل الاكثر جدية تبدو في الافق.

وتقول مؤسسة (كوليرز انترناشونال) في بداية هذا الشهر ان مؤشر النمو في عقارات دبي قد تباطئ في الاونة الاخيرة بالمقارنة مع الربع الاول والثاني من هذا العام.

وقد اثار تقرير لـ (مورغان ستانلي) في اغسطس الماضي العديد من المطورين العقاريين حيث توقعت تراجع اسعار العقارات في دبي بنحو 10% اعتباراً من بداية العام 2009 بعد سنوات النمو الماضية وهو الامر الذي اتفقت عليه تقارير صادرة من بنك ستاندرد تشارتدرد ومجموعة اي اف جي هيرمس المصرية.

يقول سناء كابديا المحلل في هيرمس “لقد شاهدنا الكثير من اموال المضاربة التي تدخل السوق ولكن الان نرى ان الكثير من هذه الاموال بدأت تخرج”.

خلال معرض سيتي سكيب الاخير تم الكشف عن العديد من المباني والمشاريع العقارية في دبي وسط تأكيدات من المتعاملين بأن “سوق دبي مختلف” عن البقية وهو ما يتفق عليه وسام سيفي من تمويل “الموضوع عاطفي الناس متأثرون بالسلبية بما يسمعونه عالمياً”.

من جانبه يقول ريتشارد رودريغيز المدير التنفيذي السابق لفرع دبي لشركة اعمار العقارية والتي تبني اليوم اعلى برج في العالم فأن المستثمرين يتنافسون على الابراج الجديدة “الموضوع مثل الهرم، كلما كنت مبكراً في شرائك للوحدة تكون الاموال التي تجنيها كارباح اكبر” مضيفاً “المطورون اللذين سيبقون في السوق هم من سينجحون في بيع وحداتهم لمستخدمين النهائيين اللذين سيشترون الوحدة ويستقرون فيها وهو ما لا يتوفر في دبي اليوم”.

المصدر ايلاف