العبار لـ «الحياة»: اعمار رصدت ثلاثة بلايين دولار لشراء شركات في الصين واميركا وأوروب

دبي – دلال أبو غزالة الحياة – 18/07/05//

الجمعية العمومية لشركة اعمار في دبي مساء اول من أمس. (الحياة)
قررت شركة «اعمار» العقارية أن تمد استثماراتها في العالم عبر استخدام السيولة المتراكمة بعد الموافقة على مضاعفة رأسمالها لشراء شركات مهمة في كل من الصين واميركا واوروبا وزيادة سقف تملك الأجانب من 20 الى 49 في المئة من أسهمها. وقال رئيس مجلس ادارة الشركة محمد علي العبار الى «الحياة» ان الشركة رصدت ثلاثة بلايين دولار لتملك شركات عقارية بالكامل أو بشكل جزئي في كل من الصين واوروبا واميركا بعد التجربة الناجحة في توسيع نشاطاتها خارج الامارات في السنوات القليلة الأخيرة.

وامتنع العبار عن تسمية هذه الشركات، مشيراً الى أن المباحثات معها ستبدأ قريباً، لكنه قال: «هذه الشركات ستساعدنا على دخول الأسواق العقارية في هذه الدول والحصول على موارد بشرية مؤهلة تعرف هذه الأسواق جيداً».

وكشف العبار أن الشركة تنوي طرح أسهمها في أسواق عربية نشطة مثل الكويت ومصر، مشيراً الى أن إعمار تعتبر أن غالبية الاسواق العربية مغرية للاستثمار وبخاصة في قطاع العقار بعد أن استثمرت بلايين الدولارات في السعودية ومصر وسورية والمغرب إضافة الى الهند وباكستان.

وكان العبار يتحدث الى «الحياة» بعد جلسة صاخبة للجمعية العمومية اكتظت بآلاف المساهمين للموافقة على مضاعفة رأسمال الشركة وزيادة حصة الأجانب في اسهمها الى 49 في المئة. واعلن رئيس مجلس الادارة خلالها عن ارتفاع ارباح الشركة للنصف الأول من العام الجاري لتصل 2.5 بليون درهم (681 مليون دولار) وهي أكبر من أرباحها للعام الماضي بأسره والبالغة 1,6 بليون درهم. ولكن الأهم بالنسبة للمستثمرين هي موافقة الجمعية العمومية بتوزيع أسهم المنحة بنسبة 15 في المئة وخفض علاوة الإصدار في اكتتاب مضاعفة رأس المال إلى أربعة دراهم بدلاً من خمسة، وتقسيم دفع علاوة الإصدار على أربعة اقساط، يسدد القسط الأول مطلع آب (أغسطس) المقبل، والثاني نهاية العام، والثالث بعد تسعين يوماً، كذلك القسط الرابع.

وتسيطر التداولات في أسهم أعمار على سوقي دبي وأبو ظبي بعد دخول مستثمرين كبار من المنطقة وخارجها لتصل قيمة الشركة السوقية الى نحو 120 بليون درهم من خمسة بلايين درهم عند تأسيسها قبل عشر سنوات حصد خلالها من وثق بالشركة ارباحاً خيالية حولت الكثيرين الى «بليونير» بين عشية وضحاها بحسب ما قال العبار الذي اضاف: «لا اعتقد ان هناك شركة في العالم شهدت هذا المستوى من التحسن في السهم».

وشهدت الجمعية العمومية التي عُقدت بعد اكتمال النصاب القانوني بنسبة ستين في المئة، مناقشات ساخنة بين العبار وحملة الاسهم الذين حاولوا باستماتة انتزاع اكبر قدر ممكن من الاستفادة من زيادة رأس المال من طريق خفض علاوة الاصدار وزيادة نسبة أسهم المنحة من الشركة، علماً أن مجلس الادارة أقر مضاعفة رأس المال إلى 67,5 بليون درهم من خلال إصدار سهم واحد لكل سهم، ليرتفع بحسب المحللين عدد أسهم الشركة إلى ستة بلايين سهم موزعة على ستة بلايين درهم، عند اضافة اسهم المنحة.

وحمل العبار «المضاربين» مسؤولية الخفض الذي شهده السهم على مدى الاسبوعين الماضيين والذي انعكس اثره على جميع اسهم الشركات الاماراتية المدرجة من دون استثناء، على اعتبار ان اسهم «اعمار» هو محرك اسواق الاسهم الاماراتية صعوداً وهبوطاً. وخاطب المساهمين الذين اكتظت بهم القاعة قائلاً: «ان اعمار ترصد حركة اسهم جميع المستثمرين، وتعرف الاشخاص الذين يتلاعبون بالأسهم، ولها الحق قانوناً بمعاقبة أولئك الذين ينشرون الاشاعات ويتلاعبون من طريق نشر معلومات خاطئة عن الشركة».

واستقبل السوق هذه الاخبار بصورة سلبية، إذ واصل السهم هبوطه الذي بدأه قبل اسبوعين فقد خلالها اكثر من عشرة دراهم من قيمته، ساحباً معه أسهم معظم الشركات في سوقي دبي وأبو ظبي الماليين الى اسفل، علماً ان السوقين خسرتا ما يزيد على 30 بليون درهم منذ مطلع الشهر الجاري.

وكانت الاشاعات تتحدث عن ارباح تفوق 1.3 بليون درهم للربع الثاني، فيما بلغت 1.2 بليون درهم. كما توقع المستثمرون ان تبلغ علاوة الاصدار 3 في المئة وليس 4 في المئة. وعلى رغم الخفض في سعر السهم أمس، فإن حجم تداوله فاق 50 مليون سهم، ما يدل في رأي المراقبين على أن الخفض جاء بهدف المضاربة من قبل المحافظ وكبار المستثمرين.

وقال احد أشهر المستثمرين الاماراتيين عادل الحوسني لـ «الحياة» إن المأخذ على العبار خلال اجتماع مساء اول من امس قد يتجاوز الأرباح وعلاوة الاصدار الى عدم افصاحه عن أمور تهم المستثمرين على رأسها المشاريع التي تنوي الشركة استخدام السيولة فيها، خصوصاً أن عملية زيادة رأس المال سوف تسحب سيولة من المستثمرين تصل الى 15 بليون درهم. ولكن ما كشف عنه العبار لـ «الحياة» عقب الاجتماع يوضح اهداف الشركة من وراء مضاعفة رأس المال، وهي الانتشار ليس في الوطن العربي والدول المجاورة وحسب، وانما حول العالم، من طريق شراء شركات اجنبية تساعدها على تحقيق هذا الهدف في اسواق كبرى.