(أروي لكم هذه القصة التي بعثها أصحابها للشيخ عبد الله النوري يستجدونه حلاً)
هم أخوة ثلاثة ولدوا في بلدٍ عربي. كان أبوهم تاجراً، لمّا مات ورثوا عمله. إحداهم أنثى.
تعرّف عليهم رجل (من شكله يتبيّن أنه من أصل غير عربي). كان أشقر اللون، أحمر الشعر، أشهل العينين، أقنى الأنف، طويل الخدّين. يراه الرّائي لأوّل مرّة فيظن أنّه من شمال أوربا. وأكّد لهم أنه من أصل غير عربي لكنّه ولد في بلدهم.
عاش معهم خمس سنين. عرفوه فيهم أميناً نشيطاً في عمله، تقياً طاهراً، عفيف العين واليد. فعرضوا عليه أن يشاركهم، وتبيّن لهم أنّه يريد ذلك ويرغب في مصاهرتهم.
خطب أختهم، فعرضا عليها ذلك ورضيت، وتزوّجها. زوّجاه حرصاً على وجوده معهم، فقد وجدوا في قربه الخير، كل الخير. فهو نشيط في عمله وحسن المعاملة والدين المعاملة.
أثمر الزواج فحملت المرأة، وقبل الولادة بأيّام اضطرّه العمل إلى السفر وسافر. وبعد أسبوع ولدت أختهم، ولكن الولد ليس كأبيه أشقر، وليس كأمه أبيض، بل كان أسود اللون!. سألوا أختهم من أين أتت بهذا الولد؟ فحلفت يميناً أنها لم تخطئ ولم تزل.
لم يصدّقوها، لأن الشاهد بين أيديهم. رأيا وجب ستر الفضيحة على أنفسهم من كلام السوء، ومن أجل الاحتفاظ بشريكهم حتى لا يفقدوه، تشاورا واتفقا على أن يرتكبا أخف الإثمين، فقتلا الصغير قبل أمّه حتى تموت الفضيحة في مهدها، ثم بعد ذلك يرون رأياً في الأم، وخنقا الطفل!
جاء صاحبهم من السفر، وسأل أوّل ما سأل عن ولادة زوجته، فقالا له:
– إنّها ولدت ومات المولود بعد ساعات والبقية في حياتك.
فقال:
– الحمد لله على سلامة الأم والبركة في حياة الخالين.
وبعد مدّة حملت المرأة. وقبل الولادة بأيام أراداه أن يسافر، فقال:
– لا والله حتى تلد زوجتي.
وجاء يوم المخاض، وأحضروا القابلة. كان الزوج واقفاً عند باب الغرفة، وبعد أن ارتفع صراخ الطفل اندفع إلى باب الغرفة ليرى ولده، وكان أسود مرّةً أخرى!
حين رآه صرخ قائلاً:
– الله أكبر… الآن برأت ساحة أمي، الآن أيقنت أني ابن أبي. أستغفر الله ربي مما كنت أتهم به أمي. الله أكبر… إنه والله ابني… إنه يشبه أبي تماماً.
ردّد الزوج هذه الكلمات وهو يبكي ثم يضحك، وخافوا على عقله وهو ما قاله. رأوا ذلك فظنّوا أنه مسه الجنون… يا حافظ يا حفيظ. ولمّا رآهم يطيلا النظر إليه قال لهما:
– ما لكم تنظران إلي؟ لقد عشت عمري أتّهم أمي بأني لست ابن أبي، لأني لا أشبه أبي بشيء من صفاته الخلقية. لهذا كنت أشك في نسبي وأتهم أمي، وماتت أمي ولم تدمع عيني عليها، لأني كنت أكرهها وأسيء الظن بها! والآن وقد ولدت زوجتي هذا الأسود تأكدت أنّي ابن أبي، وأن أمي بريئة… صادقة… عفيفة.
ثم بكى، وقال:
– رحماك يا رب. عفوك يا رب.
وكأنه يخاطب أمّه فيقول:
– سامحيني يا أمي، ظلمتك وأنتِ بريئة. ها هو ابني يشهد لك أني ابن أبي، وأنكِ طاهرة مطهّرة.
لم يفهم الأخوان عن صهرهما ونسبه من قبل شيئاً حتى تلك الساعة، حيث علما أن أباه إفريقي أسود تزوّج أمه الشركسية فولدته بهذه الصفات، ولمّا تزوج أختهم نزع بأولاده إليه عرقه من أبيه.
والآن هم مستعدون لعمل أي شيء يكفّروا به عما اقترفته أيديهم إلا إخبار صهرهم بقتلهم ولده… هذا عمل لا يقدرون عليه، ويخشون أن يجر ذلك إلى إثارة ثأر أو حقد… فماذا يفعلان؟!
تعقيب:
إن بعض الظن إثم
وشو كان رد الشيخ عليهم؟؟؟؟؟
شكرا على القصه الرائعه
سبحان الله إن بعض الظن إثم….
والله يجيرنا من الظن والغل …!!!!!
والسمووحة من اليميع….
أختي شمس الضحى…مشكورة ع الموضوع الجميل
قصة رائعه هادفه .. شكرآ لك أديبتنا