بسم الله الرحمن الرحيم
وسط أجواء مشحونة
الغزيون يترقبون مباراة مصر والجزائر بعيون سياسية
يترقب الشارع الغزي مباراة مصر والجزائر الجديدة ضمن كأس الأمم الإفريقية لعام 2010 في أنغولا بأمل وشوق كبيرين وبعيون سياسية، ويأمل الفلسطينيون في قطاع غزة بأن تنتهي المباراة بين الدولتين الشقيقتين المنوي عقدها الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي من مساء يوم الخميس المقبل دون حدوث مشكلات بينهما،بعد تأهل الفريقين لنصف نهائي البطولة الإفريقية.
“الرسالة نت ” تجولت بين أوساط الغزيين الذين يعانون الفقر والحصار المفروض على القطاع للعام الثالث على التوالي وانقطاع التيار الكهربائي الذي أصبح ينغص عليهم حياتهم من جديد، واستطلعت آرائهم وتوقعاتهم بشأن المباراة المرتقبة بين الأشقاء العرب سواء المصري منهم أو الجزائري وأعدت التقرير التالي.
المواطن حازم الإسي 29 عاماً من حي التفاح ويعمل في مطعم للمأكولات الشعبية وسط غزة قال:”سأشجع المنتخب الجزائري لأنه شعب المقاومة وبلد المليون شهيد”، متمنياً التوفيق لكل الدول العربية موضحاً أن ما يتمناه الفلسطينيون أن تتم المباراة دون حدوث مشاكل بين الدولتين.
أما الشاب العشريني حماد مقاط فأشار إلى انه سيشجع المنتخب المصري خلال هذه المباراة الهامة بالنسبة له حسب ما ظهر عليه من علامات الشوق والتلهف لمتابعة المباراة، قائلاً:” المباراة ستكون قوية للغاية خاصة أن كلا الفريقين سيسعى خلالها لإرضاء شعبه”.
وأضاف الشاب المتعلق بهذه اللعبة:” أتمنى فوز المنتخب المصري في المباراة لأنني أحب الإدارة الحكيمة للمنتخب ولاعبيه المميزين وخاصة أبو تريكة”، مستبعداً حدوث تعادل أو لجوء الفريقين لضربات الترجيح في حال انتهي الوقت الأصلي للمباراة بينهما بالتعادل سلبياً أو ايجابياً.
الخمسيني سفيان زهران أكد على حرصه الشديد على متابعة المباريات العربية خاصة المصرية منها، وقال:” أنا أشجع مصر لقربنا الجغرافي منها والعلاقات التاريخية معها رغم الخلافات السياسية الواقعة، وآمل أن تخرج المباراة بنتيجة مشرفة وان تكون فاتحة خير وسلام بين الفريقين العربيين المتصارعين على كرة القدم”.
ويتوقع المواطن زهران أن تنتهي المباراة بفوز مصر على الجزائر بهدف واحد، مبيناً أن الفريقين حريصان كثيراً على المباراة وستكون صعبة جداً وقوية بينهما مساء الخميس.
“مقهى الباشا”الذي يرتاده الغزيون في حي الدرج وسط غزة لمشاهدة المباريات وقضاء الأوقات بهدف التسلية في ظل الحصار وتفشي البطالة والفقر بين الأوساط الغزية هو الآخر يستعد للمباراة بترتيب المقهى لاستقبال رواده المشغفين بكرة القدم والمتعلقين بها كثيراً.
يقول صاحب المقهى بصوت خافت بدا عليه بسبب مرضه وكبر سنه:” أنا بالنسبة لي لا أتابع الكرة ولا اهتم بها، ما يهمنى هو عملي والحفاظ على رزقتى وزبائني يأتون للتسلية في ظل الحصار الخانق”، مؤكداً على لجوءه لتشغيل المولد الكهربائي في حال انقطاع الكهرباء.
وأوضح أن من بين مرتادي مقهاه الذي يكتظ بالمتابعين لمباريات كرة القدم المحلية أو العربية والدولية هم إما ممن أكثرهم يشجع مصر وبعضهم يشجع الجزائر حسب أهوائهم وآرائهم في كل فريق، مستطرداً:”الشخص القادم للمقهى يتسنى له الجلوس ومتابعة المباراة عبر دفعه مبلغ زهيد يقدر بثلاثة شواقل، ومنهم من اسمح له بالدخول بدون دفع الإيجار بسبب القرابة والصحبة وحق الجيرة”.
من جانبه، أكد مدرب الفريق الأول بنادي الدرج الرياضي سعيد شابط على أن المباراة المرتقبة بين كلا المنتخبين العربيين مصر والجزائر مباراة صعبة جداً، موضحاً أن المباراة لن تكون سهلة للفريقين بسبب الأجواء المشحونة بينهم سواء كلاعبين أو مدربي الفريقين أو الشعبين الشقيقين.
وأضاف شابط 36 عاماً في حديثه لـ”الرسالة” :”نحن نتابع بطولات إفريقيا منذ سنوات وهذه البطولة من وجهة نظري الأقوى خلال العشر سنوات السابقة، ومستويات الفرق خلال البطولة الحالية المقامة في أنغولا واحد ووقعت مفاجآت تمثلت في صعود فرق ضعيفة المستوي كزامبيا مثلاً للدور الثاني مع خسارة فرق قوية كأنغولا صاحبة الأرض أو غينيا في أولي مباراياتها”.
وأكد على أن الفرق الأربع المتأهلة للدور نصف النهائي من البطولة تستحق التأهل والفوز نظراً لأدائها القوي، مبيناً أن المواجهة المرتقبة بين مصر والجزائر تعد الرابعة خلال 4 شهور فقط، مستطرداً:” هذه ظاهرة غريبة ولأول مرة تحدث أن تلعب مصر أمام الجزائر خلال مدة زمنية قصيرة بمباريات متعددة متكررة”.
وتابع الرياضي شابط: “أملنا كعرب أن تنتهي بما يليق بالسمعة العربية وان لا تحدث مشاكل كالتي وقعت خلال المباراة الماضية قبل عدة شهور ضمن تصفيات مونديال كأس العالم للعام الحالي، ونأمل عدم حدوث مشكلات في كرة القدم تؤدي لحدوث حروب سياسية وإعلامية بين الدول العربية”.
وأوضح أن المباراة المرتقبة صعبة لكلا الفريقين، مضيفاً:” لا يوجد تكهنات على المباراة وكلا الفريقين سيعزز وجوده من خلال اللعب القوي والمتميز الذي برز عليه أمام اقوى فريقين إفريقيين: الكاميرون وساحل العاج”.
وتوقع شابط فوز المنتخب المصري بالمباراة بثلاثة أهداف مقابل هدف للجزائر، مشيراً إلى أن تشكيلة مصر في مباراتها أمام الجزائر من الممكن أن تحتوي على لاعبين مميزين وأكفاء أمثال(الحضري في حراسة المرمي، ووائل جمعة في الدفاع وعماد متعب رأس حربة مهاجم وهداف، وأحمد حسن كابتن الفريق خط وسط مهاجم ومساند..).
وفي معرض حديثه عن جمهور كلا الفريقين قال الرياضي شابط:” الجمهور الأنغولي سيكون أكثر ميلاً لصالح المنتخب المصري بسبب وجود لاعبين من مواطنيه يحترفان ضمن صفوف الأندية المحلية المصرية هما فلافيو وجلبرتو، إضافة إلى المدير الفني السابق لنادي الأهلي المصري منويل جوزيه الذي سيدعم مصر ولاعبيه السابقين”.
وفي سياق متصل بمجريات المباراة، نقلت العديد من وسائل الإعلام المصرية تصريحاً للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية حسام زكى بأن اتصالاً هاتفياً جرى الثلاثاء بين وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيره الجزائري مراد مدلسي.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وزير الإعلام المصري أنس الفقي قوله: “يجب أن لا ندع العواطف تأخذنا بعيداً عن الموضوعية وأن ننطلق في تناولنا من منطلق قومي وليس من منطلق إقليمي، واعتبارها مباراة رياضية وليست حدثا سياسيا”.
من جهته، أكد رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية هشام يوسف على ضرورة استغلال المباراة المقبلة بين المنتخبين لتجاوز أي خلافات وإثبات أن أواصر الود بين الدولتين أقوى من أن تنال منها أزمة عابرة.
من جانب آخر، قال رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر:” إن مباراة منتخب بلاده مع نظيره الجزائري في المربع الذهبي للبطولة الأفريقية بأنغولا “لا تتعدى كونها مباراة كرة قدم”، مناشداً وسائل الإعلام للتروي في التعامل مع الحدث وضرورة مضي المباراة أمام الجزائر في إطار أخوي عربي.
يشار إلى أن المباراة الأخيرة التي جمعت كلا المنتخبين الشقيقين كانت في شهر نوفمبر الماضي، وانتهت بفوز الجزائر بهدف المدافع عنتر يحيي الذي أحرز هدف التأهل الجزائري في الشباك المصرية في الدقائق الأخيرة للمباراة التي جمعت الفاصلة التي جمعت الفريقين في السودان بعد تعادلهما في مبارتين سابقتين جمعتهما، وادي فوز الجزائر على مصر لحدوث خلافات وحوادث ومشاكل كبيرة ومؤثرة بين الملعبيين الشقيقين.
منقول – الاتحاد
العفو اخوي وشكرا على المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .