أغلب النكت في هذه الأيام تدور على الحشاشين ” الأبرياء ” … نعم أبرياء إن تمت مقارنتهم بالحشاشين الأصلين … فالمقارنه بينهم مقارنه ظالمة .. فهل سمعتم عن الحشاشين الأصليين؟
يعلم الجميع عن نشأة فرقة الشيعة ، ونعلم بفرقتيهما الكبيرتين الجعفرية ( الاثني عشرية الموجودين حاليا في ايران ) والإسماعيلية ( وهم موجودين اليوم في نجران في المملكة العربية السعودية وكان هو مذهب الدولة العبيدية ( والتي تسمى خطأً بالدولة الفاطمية والتي سماها جلال الدين السيوطي بالدولة الخبيثة )) ….
وللتمييز بين هاتين الفرقتين من ناحية التأسييس ( وليس المعتقد ) فللشيعة أئمة يرون بإمامتهم .. وأنهم الخلفاء من بعد الرسول عليه الصلاه والسلام .. ولكنهم انقسموا من بعد جعفر الصادق فالاثني عشرية يرون بإمامة موسى الكاظم بن جعفر الصادق أما الإسماعيلية فيرون بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق .. كالترتيب الآتي ..
أئمة الشيعة الجعفرية والإسماعيلية
1- علي بن أبي طالب
2- الحسن بن علي
3- الحسين بن علي
4- علي زين العابدين بن الحسين
5- محمد الباقر
6- جعفر بن محمد الصادق
الإسماعيلية ……. الجعفرية
7-إسماعيل بن جعفر الصادق ……. 7– موسى الكاظم بن جعفر
8-محمد بن إسماعيل ….. 8-علي الرضا بن موسى
ثم من بعدهم أئمة مستورين …… 9-محمدالقانع بن علي
ثم حكام العبيديين ……. 10-علي بن محمد القانع
11-حسن بن علي العسكري
12-محمدالمهدي ( وهو إمامهم الغائب في سرداب سمراء كما يزعمون )
وقد كانت الإماعيلية تسمى بالباطنية لأن من أحكامها أن لكل ظاهر باطناً، ولكل تنزيل تأويلاً .. وقد قال عنهم الشيخ محمود شاكر في كتابه التاريخ الإسلامي في معرض حديثه عن القرامطه وهي من فرق الإسماعيلية ” وهي تعتمد على إطلاق العنان للشهوات البهيمية لاستغلال الشباب واستغلال المحرومين من الحياة الزوجية لبعدهم عن مواطنهم وعدم إمكاناتهم من الزواج، والحاقدين في الوقت نفسه على المتزوجين المنعّمين، كما تعتمد على شيوعية الأموال واستغلال الفقراء والناقمين على الأثرياء، أو استغلال الأرقاء على ساداتهم، ثم الإفساد بالأرض بكل وجوهه وأساليبه … “
وكان من حكام العبيدين ( الإسماعيلية ) المستنصر أبو تميم معد بن الظاهر وكان له ولدان الأكبر هو نزار والأخر هو المستعلي أبو القاسم أحمد ، وكان المستنصر قد عهد من بعده لإبنه الأكبر نزار ولكن قائد الجيوش قام بعزله وولى بدلا عنه ابنه المستعلي فانقسمت الإسماعيلية إلى نزارية ومستعليه …
ومن أتباع النزارية ظهر ” الحسن بن الصباح ” وكان فقد درس كتب الإسماعيلية، واشترى قلعة “ألموت” الواقعة على الشاطئ الجنوبي لبحر قزوين (الخزر) وجعلها مقرّه، فمنها انطلق وبها اعتصم. وقد دخل قلعته مرة ولم يخرج إلا بعد خمس وعشرين عاماً، كان يدرس خلالها ويخطط …
لقد كان للحسن بن الصباح فكر شيطاني في تجنيد أتباعه .. فمما يذكر عنه أنه قد أجرى في هذه القلعة نهرا من لبن واخر من عسل .. وكان يعطي من يريد تجنيده بعض الحشيش حتى يفقد الوعي وبعد أن يفيق يرى البساتين والجنان والأنهار التي من عسل ومن لبن ويرى الجواري الحسان والغلمان فيقول أين أنا ؟ فيقال له أنت في الجنة .. ولكنك لن تدخلها حتى ترجع إلى الدنيا وتطيع الحسن بن الصباح .. وبعدها يفقدونه الوعي ويرجع إلى حيث كان .. فيتبع الحسن بن الصباح ويطيعه في كل ما يقول وينتهي عن كل ما يأمره ( ولهذا سموا بالحشاشين ) … ومما يذكر عن طاعتهم العمياء أن أحد الولاة في دمشق أرسل للحسن بن الصباح يهدده فغضب الحسن بن الصباح وأمر أحد جنوده بأن يلقي نفسه من أعلى الجبل .. فنفذ الجندي ما طلبه منه الحسن .. ثم ألتفت الحسن بن الصباح للرسول وقال اذهب إلى من أرسلك وأبلغه بما رأيت ( طبعا يقصد ان جنوده يطيعونه طاعه عمياء حتى لو كان الثمن الموت لأنهم بإعتقادهم أنهم سيرجعون إلى الجنة ) … وقد كان الحسن بن الصباح أو من جاء بعده في حكم قلعة ألموت يسمى بــ ” شيخ الجبل ” …
وهذه صوره لقلعة ألموت بعد تدميرها
لقد قامت حركة الحشاشين في اغتيال حوالي ثمانين شخصية إسلامية قيادية سُنية ، ما بين عالم وقائد عسكري مجاهد … ومن أبرزهم الوزير الرائع الفذّ نظام الملك وهو وزير ملك شاه السلجوقي …
وممن وقُتِل على أيديهم عماد الدين الزنكي -رحمه الله- وذلك أثناء حصاره لقلعة جعبر على شاطئ الفرات … وقتلوا من قبله الأمير مودود وذلك في دمشق يوم الجمعة بعد الصلاة في مسجدها .. وقتلوا من العلماء قاضي أصفهان عبيد الله الخطيب، والقاضي أحمد قاضي نيسابور …
وقد أمتد خطرهم أن أرسلوا برسالة تهديد بالقتل لصلاح الدين الأيوبي أثناء قتاله للصليبين …
يقول لويس برنارد في كتابه (الحشاشون) ” كانت هناك علاقة بين شيخ الجبل (رئيس الباطنية في الشام) وبين ملك القدس من الصليبيين وهو الكونت هنري … وعندما غزا سانت لويس بيت المقدس سنة 1250م تبادل الهدايا مع شيخ الجبل، وكان الصليبيون يسمونهم الملحدين ” …وكان للإسماعيلية عمليات اغتيال في أوربا، فكان بعض الملوك فيها يستخدمونهم في التخلص من أعدائهم… ويذكر أن ريتشارد قلب الأسد قد إستعان بهم للتخلص من أحد خصومه الصليبيين … ولهذا ومما يذكر عن كلمة Assassination في اللغة الإنجليزية والتي تأتي بمعنى الإغتيال أصلها هو حشاشيين .. ولهذا المغتال الــ Assassin هو الحشاش …
لقد أفسدت هذه الفرقة لفترات طويله من الزمن وتعاقب على هذه القلعة عدة رؤوساء … ولكن من تقدير الله أن يهيء لهم طاغية لا يقل عنهم طغيانا ليقضي عليهم … فكانت أول انتكاستهم على يد ” هولاكو ” حين كان في طريقه إلى بغداد .. فقضى على وجودهم في بلاد فارس وقلعة ألموت في العام 1256م … وأخذ منهم أحد علمائهم وهو ” نصير الدين الطوسي ” الذي شجعه على إقتحام بغداد وتدميرها … أما نهايتهم الكلية في بلاد الشام فكانت في العام 1270م على يد القائد المملوكي القوي الظاهر بيبرس .. فجزاه الله خيراً على حسن صنيعه ….
بعد هذا التفصيل .. ياترى من البريء ؟ محششين هالايام والا الحشاشيين الأصليين ؟
ماتوقعت الموضوع معقد لهالدرجه !!!
معلومات يديده ،،
تشكر أخوي مضارب على سعيك في جلب المفيد والجديد
فعلا اخوي .. هي بدت كحركه سياسيه هدفها المطالبه بالخلافه لآل البيت من نسل علي وفاطمه رضي الله عنهما … ( على أساس ان علي عنده ذريه من غير فاطمه رضي الله عنها ) …
لكن ما يعني ان المذهب ما طلع منذ وقت مبكر … ياخي يكفي ان بعض هؤلاء المطالبين أدعوا بألوهية علي رضي الله عنه فقام علي رضي الله عنهم بتحريقهم وقال بيته المشهور …
لما رأيت الأمر أمراً منكرا .. أججت ناري ودعوت قمبرا ( وقمبر هو مولى علي رضي الله عنه )
لكن التنظير للدعو كمذهب مختلف عن أهل السنة والجماعه ظهر فيما بعد وللأسف انهم نسبوا هذه الأقوال لأئمة آل البيت الكرام وحاشاهم عن ما نسبوا لهم او قالوا عنهم …
تسلم على المرور والتعليق استاذي الفاضل ..
لا يوجد شيء اسمه مذهب شيعي وانا هي حركة سياسية ظهرت للمطالبة بحقوق آل البيت في الحكم والامامة، ولكنها متاخرت اخترع بعض محدثيهم (المذهب) فتحولوا من حركة سياسية الى مذهب ديني.
ولم نقرا او نسمع بان هناك ما يسمى شيعة في القرون الاسلامية الاولى، ولم يكن في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم شيء اسمه شيعة ولم يكن هناك قسم من المسلمين يصلون بمساجد خاصة بهم . كما ان علي بن ابي طالب كرم الله وجهة والحسن والحسين كانوا يامون بالمسلمين.
الكثيرين كتبوا عن فرقة الحشاشين من غير كتاب اخوان الصفا وخلان الوفا …
تسلم على المرور اخوي …