” قد تكون للحقيقة ألف صورة ولكن بلا شك أن لها معنى واحد ”
مضارب مغامر

الحَقُّ كما ذكر في الصحاح : الحقّ خلاف الباطل. والحَقُّ: واحد الحُقوقِ. والحَقَّةُ أخصّ منه. يقال: هذه حَقَّتي، أي حَقّي …
( يعني اخوانا اليمنيين لما يقولون ” حقتي ” فهي من صحيح اللغة )
قبل فتره رأيت إعلاناً في إحدى شوارع دبي يقول لقد قمنا بإضافه 13000 متر لخور دبي ( طبعا المقصود الخليج التجاري )
من الممكن أن يقال عن ذات هذه الحقيقة لقد قمنا بإضافه 13 كيلومتر لخور دبي
ومن الممكن أيضاً أن يقال عن هذه الحقيقه لقد قمنا بزيادة خور دبي بنسبة 100% لو إفترضنا جوازاً أن خور دبي في السابق كان 13 كيلو …
هي حقيقه واحده ولكنها تأخذ عدة صور وأشكال …
هناك أبيات من الشعر قد توضح ما أود قوله .. فقديما قال أحد الشعراء عن العسل وكيف يمكن للناس أن تصفه :
تقول هذا مجاج النحل تمدحه … وإن شئت قلت ذا قيء الزنابير
مدحاً وذماً وما جاوز وصفهما … والحق قد يعتريه سوء تعبير
مدحاً وذماً وما جاوز وصفهما … والحق قد يعتريه سوء تعبير
قد تختلف الصور في وصف شيء ما وبالتالي تختلف معها نظراتنا ومشاعرنا لها حباً أو كرها .. وهو أمرٌ يجب أن يدفعنا دائماً للتحري عن الحقيقه والنظر لها من عدة إتجاهات ومداخل مهما قيل عنها …
صورة أخرى أختم بها هذ الموضوع ….

على مثل هذا الصورة وقف العرب قديماً ( وحديثاً ) مندهشين .. حتى قال أحد شعراءهم :
كأن سمائنا والشهبُ فيها … وأصغرها لأكبرها مزاحم
بساط زمردٍ نثرت عليه … دنانيرٌ تخالطها دراهم
بساط زمردٍ نثرت عليه … دنانيرٌ تخالطها دراهم
في حين أن شاعراً آخر كان أقرب وصفا حيث قال :
كأن نجوم الليل لمّا تبلجت … توقد جمر من خلال رماد
كأن نجوم الليل لمّا تبلجت … توقد جمر من خلال رماد
وصدق الله العظيم القائل حين جمع الوصفين فقال
” ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين ”
” ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين ”
ظاهر الصوره الجمال كما رآها الشاعر الأول.. وبعد اكتشاف العلم لها إنما هي نار ودخان وهي كما نظر إليها الشاعر الثاني… ولكن أصدق القائلين جمع بين الأمرين وأظهر لنا حقيقة واحدة فيها زينه وفي ذات الوقت هي عذاب للشياطين ..
هذه الصورة جعلتني أتسائل … دائماً ما ننبهر بالمجهول ونحكم عليه حكم الظاهر لنا قبل أن نتمعن حقيقته ..ولا أدري لعلها طبيعة بشرية؟
دائما ما نرى الأمور على غير واقعها فنظن أنها الحقيقة بل ونجزم ونقسم بأغلظ الأيمان أنها ما نراه ولكن لعلها كما قال تعالى
“بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ .. ”
“بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ .. ”
وفي الختام .. مهما زانت لك الصور ومهما اتضحت لك الرؤيه فتأكد ان الحقيقه قد تكون خلاف ما تراه …
دمتم بخير …
عيبتني هذه الجمله اخوي مضارب
ومثلك يكتب هذه العبارات القيمه
اعتبر اخوي مضارب ان هذه دعوه لنرى الحقيقه من عدة وجوه …
لا ان نعتمد على وجهة نظر واحده
وحكم واحد … من عقليه وخبره واحده…
فأحيانا نقوم بتزيييف او طمس الحقيقه ونحن لانعلم ان هذا من صنع تفكيرنا المحدود …
فمهما اطلع الانسان وجرب في هذه الحياة
يبقى هناك قصور لايكتمل فالكمال لله وحده
كل الشكر لقلمك الواسع الاطلاع
__________________
هههههههههههه
للحقيه اكثر من وجه فعلا .. ولاني اعرف متعني فانا اعرف شو يقصد بكلمته الاولى .. على فكره حشينا فيك حشششش اليوم
مثالك جميل وفي محله
اما عن سؤالك .. ياخوي انا امشي في الشارع بسرعه 100 كيلو .. وين تباني اقرا الاعلان كامل؟ والا تباني ادخل في العمود
يعني ماشفته هو 13000 كم والا كيلو متر مربع ما شفته .. انته خذ المثال واترك عنك حيثيات وتفاصيل الاعلان ( ترا حيثيات متعوب عليها يعني لا تفوتها
)
وسلم لي على تنزانيا يا هندسه
__________________
تكتشف الامور والحقيقه احسن من انك ما تكتشفها ابدا …
الروعه في مرورك وتعليقك ..
اما الهمسه فارد عليها بمقوله لعمر الفاروق رضي الله عنه .. حيث كان يقول ” يعجبني الرجل يقدم بين يدي حاجته ابيات من الشعر … ”
جميل انت كالمعتاد يا أجمل ألوان المعاني …
__________________
لاحظت إن الحقيقه لها أكثر من وجه.
فعلا، قد تخدعك الأشياء الظاهره أمامك و ما تعطيك الصوره الصحيحه.
مجرد مثال،
الطالب العادي لما يكون في صف كله أغبيا، بيطلع الأول، بينما لو إنحط في صف كله أذكيا، يمكن يكون الأخير. الحالتين طبيعيات و ما نقدر نقول إن الطالب هذا مكانه الصحيح في الصف الأول أو الثاني، لأنا في هذي الحاله بنكون دايرين في حلقه مفرغه.
شخصيا، أرى أن اللي سوّا الإعلان اللي شفته، إستخدم ذكائه في توصيل فكره معينه للمتلقّي.
لكن عندي سؤال لك ياخوي.
الإعلان كان مكتوب فيه 13000 متر مربع ؟
لأن 13000 متر مربع لا تساوي 13 كيلو متر مربع. < < يعني الإعلان بيكون خرطي وقتها.