5 مليارات دولار تكلفة الازدحام المروري سنوياً هيئة طرق دبي: “المترو” ليس ترفيهياً بل مشروع حيوي لمدينة بلا اختناقات مروريةالسبت ,05/09/2009 دبي – محمد رباح:
أكد عبد المجيد الخاجة المدير التنفيذي لمؤسسات القطارات أن الهدف الرئيسي من مشروع مترو دبي، يتمثل في تحقيق الانسيابية المرورية لمدينة تكبر وتتطور يوميا، وتسابق الزمن في التوسع الحضري والعمراني .
أوضح الخاجة أن مترو دبي هو الحل الجذري والعمود الفقري لتأمين انسيابية الحركة والتنقل في الإمارة التي يكلفها الازدحام المروري في كل عام 5 مليارات دولار، مؤكدا أن المترو ليس مشروعا ترفيهيا، أو كماليا، بل هو مشروع حيوي وأساسي لمدينة تتطلع لأن تصبح مدينة عالمية من الطراز الأول، بلا اختناقات مرورية، مدينة تطمح إلى أن تجعل من التنقل والسكن والمعيشة والعمل والسياحة فيها متعة وخيارا أول للمستثمرين ورجال الأعمال من جميع أرجاء العالم، فيما يتمثل الهدف الثاني بالمحافظة على البيئة، وتقليل التلوث وانبعاثات عوادم السيارات عبر الاعتماد على وسيلة نقل جماعي .
قال إن الدراسة التي قامت بها المؤسسة في مدن عالمية حول معدل استخدام الجمهور للمترو عند بدء تشغيله، أو معدل استخدام الخطوط الجديدة، بينت أن المعدل لا يتجاوز 25% من حجم التوقعات السابقة للتشغيل .
ونوه الى أن ذلك يعود لأسباب تتعلق بسلوك الناس وثقافتهم وعاداتهم؛ حيث إن تغييرها لا يتم في يوم أو ليلة، والمسألة تتطلب وقتا وجهدا وحملات إعلانية وتوعوية، إضافة لمحفزات أخرى، كي تحل عادة محل أخرى .
وقال إن تأثير مترو دبي الجديد في سكان المدينة وزوارها، فيما يتعلق بعادات التنقل عموما، سيتخذ أشكالا ومظاهر متعددة، وسيغير في المحصلة نمط الحياة اليومية للناس، فمع تنامي ثقة الناس في مقدرات نظام النقل العام المتكامل في دبي، سوف نشهد نموذجا متطورا لعادات التنقل أقرب إلى النموذج الأوروبي .
وأضاف أن المهمة الأساسية تتمثل في توفير خدمة مواصلات متكاملة متعددة الوسائط من الطراز العالمي، تقوم على بنية تحتية متطورة لا تضاهى، بحيث لا يضيع على المرء اجتماعاته المهمة بسبب الازدحامات المرورية، وسيصل إلى العمل بحالة مزاجية جيدة كل صباح بفضل انخفاض زمن الرحلة من البيت إلى العمل .
وقال إن استخدام الجمهور للمترو، سيخفض عدد المركبات التي تستخدم في شوارع وطرق المدينة، وبما أن المترو يعمل بالكهرباء ولا تنتج عنه انبعاثات كربونية تلوث الأجواء، فإن نسبة الكربون في الهواء ستنخفض، لكن هذا يعتمد على استخدام الناس للمترو والمواصلات الجماعية .
وأضاف أن الهيئة من خلال إطلاق مترو دبي وتقليل عدد المركبات الخاصة، وطرح الحافلات الجديدة التي بدأت مؤسسة المواصلات العامة استخدامها، والتي تتوافق مع معايير EURO-4، وسيارات الأجرة الهجينة التي تستخدم محركات الغاز والوقود، تستهدف الوصول إلى 300 جزء في المليون، بدلاً من المعدل الحالي وهو 800 جزء، كما تستهدف تخفيض نسبة أكسيد الكربون في الجو من 5 .4% إلى 5 .2% خلال السنوات القليلة المقبلة .
بيمان يونس بارهام، مدير قسم التسويق والاتصال المؤسسي في الهيئة، قال إنه لطالما عانى سكان إمارة دبي في السنوات الاخيرة من مشكلة الازدحام بفعل العدد المتزايد للسيارات التي تدخل نطاق الخدمة سنويا، فضلا عن تزايد عدد سكان الامارة لكونها أصبحت تعتبر واحدة من مواطن الاقتصاد العالمي، ما دفع بالجهات المعنية إلى البحث عن حل جذري لهذه المشكلة بعد أن ظهر جليا أنها أكبر من مجرد شق طريق جديد أو إحلال آخر .
وقد شهدت السنوات القليلة الماضية على مستوى العالم تزايد دور المواصلات العامة ما أسهم في ظهور موجة جديدة من الطاقة والحيوية في المدن الصغيرة والعواصم الكبيرة على حد سواء، ليتبين أنه كلما ازداد ارتياح الناس في مرافق النقل العام، ازداد معدل استخدامهم لها .
وأوضح ان التحدي الأساسي الذي تواجهه الهيئة اليوم هو محاولة تغيير عادات الناس، لذلك قمنا بدراسة ذات نتائج بحثية في إطار مشروع “دي دي بي/أي سي ويلسون” المشترك في صيف ،2008 حيث كشفت عن العديد من المفاهيم، والحواجز النفسية والتوقعات لدى الناس حيال المواصلات العامة في دبي، واستخدمت هذه المعلومات المأخوذة مباشرة من الزبائن المحتملين في تطوير الحملة التسويقية من أجل ضمان فعاليتها القصوى .
وأضاف “تعطينا الدراسة الأساس السليم للبدء في رحلة كسب عقول وقلوب الناس، وتثقيفهم حول الفوائد التي ستعود عليهم من مترو دبي، والمواصلات العامة عموما، كما أن من بين العناصر المميزة الأساسية لحملة مترو دبي الطريقة التي خاطبنا بها زبائننا المحتملين، إذ إن نظام مترو دبي، الذي سيكون العمود الفقري للإمارة، صمم من أجل المدينة ومن أجل سكانها، وبالتالي فهو خيارهم الطبيعي، ومن هنا كانت فكرة شعار الحملة “المترو اختياري” .
رمضان عبدالله محمد مدير إدارة التشغيل في مؤسسة القطارات بهيئة الطرق والمواصلات صرح بأن الحملة التسويقية تكتسب أهميتها كونها تأتي لتكشف أهمية مشروع مترو دبي الذي يعول عليه لتغيير نمط سلوك وحياة وتفكير الكثيرين في دبي .
وأكد أن هذه الحملة تستهدف الخطة الرامية لاستخدام المترو بنسبة 17% من قاطني إمارة دبي وفقا للخطة الإستراتيجية لعام ،2020 حيث يعد أحد أبرز وأهم المشاريع الحيوية في الإمارة والتي بلغت كلفته الإجمالية 28 مليار درهم ويعمل بطول 75 كلم، وينقسم إلى ثلاثة أجزاء، واحد يعمل فوق سطح الأرض والآخر تحت الأرض والثالث على مستوى سطح الأرض، كما يضم المشروع 47 محطة، تشتمل على محلات بيع التجزئة والمحلات التجارية التي توفر للراكب كافة وسائل الراحة والترفيه والخدمات والتسهيلات اللازمة مثل الصحف والمجلات والأدوات الشخصية وغيرها من المواد المتنوعة والسلع الاستهلاكية .