.
.
أنا سيدة أرملة في الثانية والثلاثين من عمري، وأريد أن أعترف لك لأستريح، وليهدأ ضميري الذي يؤرقني ليل نهار. لقد قتلت زوجي فعلا! ولكني لم أقتله بساطور ولا بالبلطة، وإنما قتلته بغبائي وكبريائي وعنادي وتكبري واستعلائي عليه، وبكثرة طلباتي منه!
فلقد تزوجته منذ ثماني سنوات، وهو يعمل موظفا وأنا موظفة بإحدى الهيئات الحكومية، ومنذ اليوم الأول لخطبتي له اشترطت عليه لقبوله ألاّ أعمل بعد الزواج، وأن يهيئ لي مستوى الحياة الذي أعيش فيه في بيت أهلي، ونفس المستوى الذي تعيشه زوجات أخوتي، رغم الفارق الهائل بين دخولهم ودخله!
وقبل ذلك راضيا، وتزوجنا وتركت العمل، وقبعت في البيت أطالبه كل يوم بالوفاء بوعده، واستجاب والتحق بعمل إضافي مرهق لا علاقة له بطبيعة عمله الحكومي، فكان يخرج كل يوم في السابعة صباحا ويعمل بوظيفته حتى الساعة الثانية بعد الظهر، ثم يجري ليلحق بعمله الإضافي بلا غداء فيعمل به من الثالثة إلى الثانية عشرة مساء كل يوم.
واستمر على ذلك منذ الشهر الأول من زواجنا، وكلما أحس بالإرهاق وهمّ بأن يناقشني في مسألة العودة للعمل لأساعده، خاصة حين كان الرجوع عن الاستقالة ممكنا، ثُرت عليه وعيّرته بفقره وقلة إمكاناته وصحت فيه: لماذا تزوجتني وأنت غير قادر على نفقات حياتي، وألقي ألفاظ كريهة على اليوم الأسود الذي تزوجته فيه! فيسكت صابرا ويواصل العمل من الصباح حتى منتصف الليل، وليتني بعد ذلك قدرت له كفاحه من أجلي أو محاولاته لإرضائي وإسعادي!
إذ لست أذكر –للأسف- أني قلت له مرة كلمة شكر أو كلمة حب تهوّن عليه شقاءه أو حتى كلمة تعاطف أو عطف وهو يعود منهكاً في آخر الليل أو حين يقدّم لي شيئا طلبته، إذ كان أقصى ما أتكرم به عليه هو ألاّ ألومه أو ألاّ أنتقده أو ألاّ أبخس قيمة الأشياء التي جاءني بها، وفي مثل هذه الحالات النادرة كان يسعد كثيراً! حتى كانت سعادته في بعض الأحيان تغيظني فأكاد أفسدها عليه بكلمة قارصة من الكلام الذي تعوّدت أن أوجهه له!
ومضت 8 سنوات على زواجنا وزوجي يكرّس حياته لإرضائي ولا يجرحني بكلمة، إلى أن صحوت ذات ليلة على صوته وهو يصرخ من شدة الألم، وأسرعت بنقله إلى المستشفى، وهناك ذهلت حين عرفت أنه مريض بمرض خطير منذ فترة طويلة، وأنه كان يتحامل على نفسه ويهمل العلاج خوفا من نفقاته الباهظة، وتعجبت من أنه لم يشر إلى مرضه معي من قبل، كأنه كان يشفق علي حتى من أن يشغلني بأمره، وهو لم يكن له شاغل سواي!
ولم يطل بقاؤه في المستشفى، فلقد تدهورت حالته سريعا وفارق الحياة وهو يمسك بيدي ويشكرني على “السعادة” التي منحتها له خلال السنوات التي عاشها معي! وبكيت بحرقة عليه وأنا أتساءل في مرارة وحسرة لا يعرف عمقها غيري، وأين هي هذه السعادة التي منحتها له؟! لقد قتلته بالإرهاق، وبالتدريج! وظل يموت قطعة قطعة طوال السنوات الأخيرة، وأنا لا أحس به ولا أدري ولا أشفق عليه ولا أرحمه! ولا أرى إلا مطالبي وطلباتي ومقارناتي مع زوجات أخوتي!!
والآن أبكي عليه بالدمع السخين بالساعات كل يوم! أبكي الرجل الذي أحبني بكل ذرة في كيانه فكرهته وعذبته وأنكرته، ومات قبل أن يسمع مني كلمة حب واحدة!
إن الندم يقتلني الآن، ولكن بماذا يفيد الندم الآن؟!
لقد قررت أن أكتب لك لتعرف كل زوجة تفعل مثلما فعلت بزوجي الطيب أنها ستشرب من نفس الكأس التي أشرب منها الآن، … وآه يا سيدي مما أحسه حين أتذكر صورته، وابتسامته المحرجة حين كنت أقسو عليه، وأحس أني سألحق به قريبا، لكن بأي وجه ألقاه بعد أن فعلت به ما فعلت؟! … إنني أستغفره كثيرا، وأبكي ندما طويلا، فهل يغفر الله لي ما صنعت؟!
صعبة هي الحياة
وتكون كالجحيم ان كان شريك هذه الحياة اصعب منها
شكرا لج اختي على هذا النقل الاكثر من معبر
وننتظر منك جديدك
لقد أغرقتي عيوني بالدموع من هول القصه
أو لهاي الدرجه وصلت القسوه لأرضاء الغرور ؟!!
الله يجزي كل خير لهذا الرجل والله يرحمه ويدخله الجنه عما فعله وعلى (( صبره ))
والله يهدي الزوجه (( لا ينفع الندم أبد ))
..
أختي وفاء شكراً لج … بقصصج هذي تفتحين لنا أبواب جديده لا نحس بها فننتبه لها
ونحاسب أنفسنا قبل فوات الأوان أو نعدل لها … وأذا كنا في المسار الصحيح نحافظ عليه ونزيده
والحمدلله على كل حال
القصة مؤثــــرة
يا الله ما أعظمـ هذا الحب !؟ الله يرحمـــه ،، !!
المصيبة إنه الإنسان ما يحس بقيمة اللي يحبونه إلا يوم يفقدهم فجأة ،، و بدون سابق إنذار ،، ،،
لكن الزوجة كانت ظالمة ،، و يكفيها تعذيب الضمير اللي أعتبره من اساليب القتل البطئ !!
الله يسامحهـــا ،، و يرحمـــه ،،
الغالية وفـــاء ،، تسلميـــن عالقصة المؤثــــرة ،، و التي تحمل من المعاني الكثير بين سطورهـــا ،، دمتِ بـخ ـــيـر ،،